الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلما دعا موسى على قومه: {رَبَّنَا اطمس على أَمْوَالِهِمْ واشدد على قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُواْ حتى يَرَوُاْ العذاب الأليم} [يونس: 88] .
جاءت الإجابة من الله: {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا} [يونس: 89] ؛ لأن الدعاء كان من موسى، وهارون يُؤمِّن عليه، والمؤمِّن أحد الداعيَيْن.
ثم يقول الحق سبحانه عن هارون وموسى أنهما قالا: {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً}
فهذه هي العِلّة في مشاركة هارون لأخيه في مهمته، لا طلباً لراحة نفسه، وإنما لتتضافر جهودهما في طاعة الله، وتسبيحه وذِكْره.
والتسبيح: تقديس الله وتنزيهه ذاتاً وصفاتاً وأفعالاً، ذاتاً. فلا ذات مثل ذاته تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] لا في الذات، ولا في الصفات ولا في الأفعال، فلا تقل: إن سَمْع الله كسَمْعك، أو أن بصره تعالى كبصرك، أو أن فِعْله كفِعلْك.
والمعنى: نُسبِّحك ونُقدِّسك تقديساً يرفعك إلى مستوى الألوهية الثابتة لك، فلا نزيد شيئاً من عندنا.
وقوله: {نُسَبِّحَكَ كَثِيراً} [طه:
33]
أي: دائماً، فكأن التسبيح يُورِث المسبِّح لذة في نفسه، والطاعة من الطائع تُورثه لذة في نفسه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم َ: «
…
وجُعِلتْ قرّة عيني في الصلاة» .