الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والورود لا يعني دخول النار، إنما رؤيتها والمرور بها؛ لأن الصراط مضروب على مَتْن جهنم، فالورود شيء والدخول شيء آخر، ومن ذلك قوله تعالى في قصة موسى عليه السلام:{وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ الناس يَسْقُونَ} [القصص: 23] مع أن موسى عليه السلام ورد الماء يعني: مكان الماء، ولم يشرب منه.
والحكمة من ورود النار بهذا المعنى أنْ يعرف المؤمن فَضْل الإيمان عليه، وأنه سبب نجاته من هذه النار التي يراها، وهذه أعظم نعمة عليه؛ لذلك يقول سبحانه:{فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النار وَأُدْخِلَ الجنة فَقَدْ فَازَ} [آل عمران: 185] .
ومعنى {لِلْغَاوِينَ} [الشعراء: 91] جمع غَاوٍ، وهو إما أنْ يكون غاوياً في نفسه، أو أغوى غيره، فتطلق على الغاوي، وعلى الذي يُغوِي غيره.
قوله تعالى: {أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ} [الشعراء:
92]
أرونا مَنْ أشركتموهم مع الله، أين هم الآن؟
وفي موضع آخر: {احشروا الذين ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله فاهدوهم إلى صِرَاطِ الجحيم وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ} [الصافات: 2225] .
لقد ضلوا عنكم، وتركوكم، بل وتبرأوا منكم:{إِذْ تَبَرَّأَ الذين اتبعوا مِنَ الذين اتبعوا وَرَأَوُاْ العذاب وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأسباب} [البقرة: 166] .
ثم ياتي الذين اتبعوا فيقولون: {رَبَّنَآ أَرِنَا الذين أَضَلَاّنَا مِنَ الجن