الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: {نَكِّرُواْ} [النمل:
41]
ضده عرِّفوا؛ لأنه جاء بالعرش على هيئته كما كان عندها في سبأ، ولو رأتْه على حالته الأولى لقالتْ هو هو، ولم يظهر له ذكاؤها؛ لذلك قال {نَكِّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا} [النمل: 41] يعني: غيّروا بعض معالمه، ومنه شخص متنكر حين يُغيِّر ملامحه وزيّه حتى لا يعرف مَنْ حوله.
{نَنظُرْ أتهتدي أَمْ تَكُونُ مِنَ الذين لَا يَهْتَدُونَ} [النمل: 41] تهتدي إيماناً إلى الإسلام، أو تهتدي عقلياً إلى الجواب في مسألة العرش.
جاء السؤال بهذه الصيغة {أَهَكَذَا عَرْشُكِ} [النمل:
42]
ليُعمِّي عليها أمر العرش، وليختبر دقة ملاحظتها، فلو قال لها: أهذا عرشك؟ لكان إيحاءً لها بالجواب إنما {أَهَكَذَا عَرْشُكِ} [النمل: 42] كأنه يقول: ليس هذا عرشك، فلما نظرتْ إليه اجمالاً عرفتْ أنه عرشها، فلما رأتْ ما فيه من تغيير وتنكير ظنتْ أنه غيره؛ لذلك اختارتْ جواباً دبلوماسياً يحتمل هذه وهذه، فقالت {كَأَنَّهُ هُوَ} [النمل: 42]