الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فالهدهد إذن مؤمن عارف بقضية العقيدة والإيمان بالله يَغَار عليها ويستنكر مخالفتها {وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ الله} [النمل: 24] فهو يعرف أن الله هو المعبود بحقٍّ، بل ويعلم أيضاً قضية الشيطان، وأنه سبب الانصراف عن عبادة الله.
{وَزَيَّنَ لَهُمُ الشيطان أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السبيل فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ} [النمل: 24] فالقضية عنده كاملة بكل تفاصيلها، ولا تتعجب من مقالة الهدهد واقرأ:{وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولكن لَاّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: 44] .
إنها موعظة بليغة من واعظ مُتمكِّن يفهم عن الله، ويعلم منهجه ويدعو إليه، بل ويعزّ عليه ويحزّ في نفسه أن ينصرف العباد عن الله المنْعِم:{أَلَاّ يَسْجُدُواْ للَّهِ}
{أَلَاّ} [النمل:
25]
مكوَّنة من أنْ، لا، وعند إدغامهما تُقلَبُ النون لَاماً فتصير: ألَاّ، فالمعنى: وزيَّن لهم الشيطان أعمالهم، لماذا؟ لألَاّ يسجدوا، فهنا حرف جر محذوف كما تقول: عجبتُ من أن يَقْدم علينا فلان، أو عجبت أن يقدم علينا فلان.
وفي قراءة أخرى: (أَلَا) للحثِّ والحضِّ.