الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذن: معنى الحثِّ: تعجُّب من ترْك الفعل وإنكار يحمل معنى الأمر.
فمعنى: {أَلَا تَتَّقُونَ} [الشعراء: 106] أُنكِر عليكم ألَاّ تكونوا متقين، والمراد: أطلب منكم أن تكونوا متقين، وما دُمْت قد أنكرت النفي فلا بُدَّ أنك تريد الإثبات.
وقوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} [الشعراء:
107]
فإنْ كانت عندكم غفلة فقد رَحِم الله غفلتكم، ونبّهكم برسول أمين يَعِظكم ويعلّمكم ويُبلّغكم منهج الله، وهو أمين لن يغشَّكم في شيء حتى لا تقولوا: إنَّا كنَّا غافلين.
وما دُمْت أنا مرسلاً من الله إليكم، وأميناً عليكم وعلى دعوتي، فاسمعوا مني؛ لذلك كرَّر الأمر بالتقوى:{فاتقوا الله وَأَطِيعُونِ}
وكأنه يتصالح معهم، فيُخفف من أسلوب النُّصْح، ويأتي بالأمر صريحاً بعد أن أتى به في صورة إنكار ألَاّ يكونوا متقين. وثمرة التقوى طاعة الأوامر واجتناب النواهي، وهذه لا نعرفها إلا من الرسول حامل المنهج ومُبلِّغ الدعوة والأمين عليها.
وقد ترددتْ هذه الآية على ألسنة كثير من رسل الله: {إِنِّي