الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة ص
سورة ص مكية، قال القرطبي عند الجميع. ويقال لها: سورة داود عليه السلام. وآيها ست، وقيل: ثمان وثمانون آية. وكلماتها: سبع مئة واثنتان وثلاثون كلمة. وحروفها: ثلاثة آلاف وسبعة وستون حرفًا، وقيل: تسعة وتسعون.
التسمية: واسمها: سورة ص، ويقال لها: سورة داود لذكر قصة داود فيها، وسميت سورة ص، وهو حرف من حروف الهجاء، إشارة إلى فضل هذا الكتاب المعجز، الذي تحدى الله به الأولين والآخرين، وهو المنظوم من أمثال هذه الحروف الهجائية.
الناسخ والمنسوخ فيها: قال محمد بن حزم رحمه الله: سورة ص كلها محكم إلا آيتين:
أولهما: قوله تعالى: {إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (70)} الآية (70) نسخت بآية السيف.
الثانية: قوله تعالى: {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)} الآية (88)، نسخت أيضًا بآية السيف.
فضلها: ومن فضائلها: ما روي (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة ص .. كان له بوزن كل جبل سخّره الله لداود عشر حسنات، وعصمه أن يصر على ذنب صغير أو كبير» . ولكن فيه مقال.
المناسبة: ومناسبتها لما قبلها (2): أنها جاءت كالمتممة لها من وجهين:
(1) البيضاوي.
(2)
المراغي.
1 -
أنه ذكر فيها من قصص الأنبياء، ما لم يذكر في تلك كداود، وسليمان.
2 -
أنه بعد أن حكى فيما قبلها عن الكفار، أنهم قالوا: لو أن عندنا ذكرًا من الأولين لكنا عباد الله المخلصين، وأنهم كفروا بالذكر لما جاءهم .. بدأ عز اسمه هذه السورة بالقرآن ذي الذكر، وفصّل ما أجمله هناك من كفرهم.
وقال أبو حيان (1): مناسبة هذه السورة لآخر ما قبلها، أنه لما ذكر عن الكفار، أنهم كانوا يقولون: لو أن عندنا ذكرا من الأولين؛ لأخلصوا العبادة لله، وأخبر أنهم أتاهم الذكر فكفروا به .. بدأ في هذه السورة بالقسم بالقرآن؛ لأنه الذكر الذي جاءهم، وأخبر عنهم أنهم كافرون، وأنهم في تعزز مشاقة للرسول الذي جاء به، ثم ذكر من أهلك من القرون، التي شاقّت الرسل ليتعظوا.
والله أعلم
* * *
(1) البحر المحيط.
بسم الله الرحمن الرحيم
المناسبة
قد تقدم لك بيان المناسبة بين أول هذه السورة، وآخر السابقة آنفًا.
قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ ..} الآية، مناسبة هذه الآية لما
قبلها: أن الله سبحانه لما ذكر أنهم إنما توانوا، وتكاسلوا عن النظر والاستدلال، لأنهم لم ينزل بهم العذاب .. بيّن في هذه الآيات أن أقوام الأنبياء الماضين، كانوا كذلك حتى حاق بهم ما كانوا به يستهزئون، وفي هذا، تخويف لأولئك الكافرين، الذين كذبوا الرسول صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى: {وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ (16)
…
} الآية، مناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه لما ذكر فيما تقدم، أن القوم إنما تعجبوا لشبهات تتعلق بالتوحيد، والنبوات، والمعاد .. فأشار إلى الأولى بقولهم:{أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهًا واحِدًا} ، وإلى الثانية بقولهم:{أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا} . أشار هنا إلى الثالثة بقوله: {وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ (16)} سخريةً وتهكمًا حين سمعوا بالمعاد، وأن هناك دارًا أخرى يحاسبون فيها، ويجازون على ما يعملون، ثم أمر رسوله بالصبر على أذى المشركين، وعلى ما يقولون في شأنه من أنه شاعر، وأنه مفتر كذاب.
قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ
…
} الآيات، مناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه، لما أمر رسوله، بالصبر على أذى المشركين .. أردف ذلك، ذكر قصص بعض الأنبياء الذين حدث لهم من المشاق والأذى، مثل ما حدث له، فصبروا حتى فرّج الله تعالى عنهم، وأحسن عاقبتهم، ترغيبًا له في الصبر وإيذانا ببلوغه ما يريد، كما كان ذلك عاقبة من قبله.
قوله تعالى: {وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ
…
} الآيات، مناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه (1)، لما مدح داود، وأثنى عليه بما سلف .. أردف ذلك، ذكر نبأ عجيب من أنبائه، مشوقًا إليه السامع، ومعجبًا له.
قوله تعالى: {يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ
…
} الآية، مناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه، لما قص علينا قصص داود عليه السلام، والخصمين .. أردف ذلك، ببيان أنه فوّض إلى داود خلافة الأرض، وأوصاه بالحكم بين الناس
(1) المراغي.