المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وقرأ الجحدري {لما خلقت} بفتح اللام وتشديد الميم، على أنها - تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن - جـ ٢٤

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌28

- ‌29

- ‌30

- ‌31

- ‌32

- ‌33

- ‌34

- ‌35

- ‌36

- ‌37

- ‌38

- ‌39

- ‌40

- ‌41

- ‌42

- ‌43

- ‌44

- ‌45

- ‌46

- ‌47

- ‌48

- ‌49

- ‌50

- ‌51

- ‌52

- ‌53

- ‌54

- ‌55

- ‌56

- ‌57

- ‌58

- ‌59

- ‌60

- ‌61

- ‌62

- ‌63

- ‌64

- ‌65

- ‌66

- ‌67

- ‌68

- ‌69

- ‌70

- ‌71

- ‌72

- ‌73

- ‌74

- ‌75

- ‌76

- ‌77

- ‌78

- ‌79

- ‌80

- ‌81

- ‌82

- ‌83

- ‌سورة الصافات

- ‌1

- ‌(2)

- ‌3

- ‌4

- ‌5

- ‌6

- ‌7

- ‌8

- ‌9

- ‌10

- ‌11

- ‌12

- ‌13

- ‌14

- ‌15

- ‌16

- ‌17

- ‌18

- ‌19

- ‌20

- ‌21

- ‌22

- ‌23

- ‌24

- ‌25

- ‌26

- ‌27

- ‌28

- ‌29

- ‌30

- ‌31

- ‌32

- ‌33

- ‌34

- ‌35

- ‌36

- ‌37

- ‌38

- ‌39

- ‌40

- ‌41

- ‌42

- ‌43

- ‌44

- ‌45

- ‌46

- ‌47

- ‌48

- ‌49

- ‌50

- ‌51

- ‌52

- ‌53

- ‌54

- ‌55

- ‌56

- ‌57

- ‌58

- ‌59

- ‌60

- ‌61

- ‌62

- ‌63

- ‌64

- ‌65

- ‌66

- ‌67

- ‌68

- ‌69

- ‌70

- ‌71

- ‌72

- ‌73

- ‌74

- ‌75

- ‌76

- ‌ 77

- ‌ 78

- ‌79

- ‌80

- ‌81

- ‌82

- ‌83

- ‌84

- ‌85

- ‌86

- ‌87

- ‌88

- ‌89

- ‌90

- ‌91

- ‌92

- ‌93

- ‌94

- ‌95

- ‌96

- ‌97

- ‌98

- ‌99

- ‌100

- ‌101

- ‌102

- ‌103

- ‌104

- ‌105

- ‌106

- ‌107

- ‌108

- ‌109

- ‌110

- ‌111

- ‌(112)}

- ‌113

- ‌114

- ‌115

- ‌116

- ‌117

- ‌118

- ‌119

- ‌120

- ‌121

- ‌122

- ‌123

- ‌124

- ‌125

- ‌126

- ‌127

- ‌128

- ‌129

- ‌130

- ‌131

- ‌132

- ‌133

- ‌134

- ‌135

- ‌136

- ‌137

- ‌138

- ‌139

- ‌140

- ‌141

- ‌142

- ‌143

- ‌144

- ‌145

- ‌146

- ‌147

- ‌148

- ‌149

- ‌150

- ‌151

- ‌152

- ‌153

- ‌154

- ‌155

- ‌156

- ‌157

- ‌158

- ‌159

- ‌160

- ‌161

- ‌162

- ‌163

- ‌164

- ‌165

- ‌166

- ‌167

- ‌168

- ‌169

- ‌170

- ‌171

- ‌(172)}

- ‌173

- ‌174

- ‌175

- ‌176

- ‌177

- ‌178

- ‌179

- ‌180

- ‌181

- ‌182

- ‌سورة ص

- ‌(1)

- ‌2

- ‌3

- ‌4)}

- ‌5

- ‌6

- ‌7

- ‌8

- ‌9

- ‌10

- ‌11

- ‌12

- ‌ 13

- ‌14

- ‌15

- ‌16

- ‌17

- ‌18

- ‌19

- ‌ 20

- ‌21

- ‌22

- ‌23

- ‌24

- ‌25

- ‌26

- ‌27

- ‌28

- ‌29

- ‌30

- ‌31

- ‌32

- ‌33

- ‌34

- ‌35

- ‌36

- ‌ 37

- ‌ 38

- ‌39

- ‌40

- ‌41

- ‌42

- ‌43

- ‌44

- ‌45

- ‌46

- ‌47

- ‌48

- ‌49

- ‌50

- ‌51

- ‌52

- ‌53

- ‌54

- ‌55

- ‌56

- ‌57

- ‌58

- ‌59

- ‌60

- ‌61

- ‌62

- ‌63

- ‌64

- ‌65

- ‌66

- ‌67

- ‌68

- ‌69

- ‌70

- ‌71

- ‌72

- ‌73

- ‌74

- ‌75

- ‌76

- ‌77

- ‌78

- ‌79

- ‌80

- ‌81

- ‌82

- ‌83

- ‌84

- ‌85

- ‌86

- ‌87

- ‌88

- ‌سورة الزمر

- ‌1

- ‌2

- ‌3

- ‌4

- ‌5

- ‌6

- ‌7

- ‌8

- ‌9

- ‌10

- ‌11

- ‌12

- ‌13

- ‌14

- ‌15

- ‌16

- ‌17

- ‌18

- ‌19

- ‌20

- ‌21

- ‌22

- ‌23

- ‌24

- ‌25

- ‌26

- ‌27

- ‌28

- ‌29

- ‌30

- ‌31

الفصل: وقرأ الجحدري {لما خلقت} بفتح اللام وتشديد الميم، على أنها

وقرأ الجحدري {لما خلقت} بفتح اللام وتشديد الميم، على أنها ظرف بمعنى: حين، كما قال أبو علي الفارسي، وقرأ:{بيدي} على الإفراد. وقرأ الجمهور (1): {بِيَدَيَّ} على التثنية، وقرأ {بيدى} كقراءة {بِمُصْرِخِيَّ} ، وقال تعالى:{مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا} . وقرأ الجمهور: {أَسْتَكْبَرْتَ} بهمزة الاستفهام، فأم متصلة عادلت الهمزة، والاستفهام للتوبيخ والتقريع، وقرأ ابن كثير في رواية عنه، وأهل مكة بألف وصل، ويجوز أن يكون الاستفهام مرادًا، فيوافق القراءة الأولى. كما في قول الشاعر:

تَرُوْحُ مِنَ الْحَيِّ أَمْ تَبْتَكِرْ

وقول الآخر:

بِسَبْعٍ رَمَيْنَ الْجَمْرَ أَمْ بِثَمَانِيَا

ويحتمل أن يكون إخبارًا محضًا، من غير إرادة للاستفهام، فتكون {أَمْ} منقطعة. والمعنى: استكبرت عن السجود الذي أمرت به، بل أ {كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ} .

‌76

- وجملة قوله: {قالَ} إبليس إبداء للمانع: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ} ؛ أي: أفضل من آدم، مستأنفة، واقعة في جواب سؤال مقدر، وفي ضمن كلامه هذا: أن سجود الفاضل للمفضول لا يحسن؛ أي: ولو كنت مساويًا له في الشرف، لكان يقبح أن أسجد له، فكيف وأنا خير منه؟.

ثم بيّن وجه الخيرية منه بقوله: {خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ} نسب خلقه إلى النار باعتبار الجزء الغالب، إذ الشيطان مخلوق من نار وهواء. {وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} نسب خلقه إلى الطين، باعتبار الجزء الغالب أيضًا، إذ آدم مخلوق من العناصر الأربعة.

والمعنى (2): لو كان آدم مخلوقًا من نار، لما سجدت له؛ لأنه مثلي، فكيف أسجد لمن هو دوني؟؛ لأنه من طين، والنار تغلب الطين وتأكله، فلا

(1) البحر المحيط.

(2)

روح البيان.

ص: 445

يحسن أن يسجد الفاضل للمفضول، فكيف يحسن أن يؤمر، ظن أن ذلك شرف له، ولم يعلم أن الشرف يكتسب بطاعة الله تعالى، ولقد أخطأ اللعين، حيث خص الفضل بما من جهة المادة والعنصر، وزل عما من جهة الفاعل، كما أنبأ عنه قوله تعالى:{لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} ، وما من جهة الصورة، كما نبه عليه قوله تعالى:{وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} . وما من جهة الغاية، وهو ملاك الأمر، كما قال تعالى:{وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ} ، ولذلك أمر الملائكة بسجوده، حين ظهر لهم، أنه أعلم منهم، بما يدور عليه أمر الخلافة في الأرض، وأن له خواص ليست لغيره.

ومراده: أن النار أقرب إلى الأشرف الذي هو الفلك. وهي خليفة الشمس والقمر في الإضاءة والحرارة، وهي ألطف من الأرض، وهي مشرقة، وهي شبيه الروح، وأشرف الأعضاء القلب والروح، وهما على طبيعة النار، وكل جسم أشبه النار، كالذهب والياقوت فهو أشرف، والشمس أشرف الأجسام، وهي تشبه النار في الطبع والصورة، وأيضًا لم يتم المزاج إلا بالحرارة، ومآل كل هذه إلى أن أصله خير فهو خير. وهذا ممنوع، ولذا قال من قال:

أَتَفْخَرَ بِاتِّصَالِكَ مِنْ عَلِيٍّ

وَأَصْلُ الْبَوْلَةِ الْمَاءِ الْقَرَاحُ

وَلَيْسَ بِنَافِعٍ نَسَبٌ زَكِيٌّ

تُدَنِّسُهُ صَنَائِعُكَ الْقِبَاحُ

فيجوز أن يكون أصل أحد الشيئين أفضل، وينضم إليه ما يقتضي مرجوحيته، كما في إبليس، فإنه قد انضم إلى أصله عوارض رديئة، كالكبر والحسد والعجب والعصيان، فاقتضت اللعنة عليه، وأمر آدم عليه السلام بالعكس.

وقال في «آكام المرجان» : اعلم أن هذه الشبهة التي ذكرها إبليس، إنما ذكرها على سبيل التعنت، وإلا فامتناعه عن السجود لآدم، إنما كان عن كبر وكفر، ومجرد إباء وحسد، ومع ذلك فما أبداه من الشبهة فهو داحض؛ أي: باطل؛ لأنه رتب على ذلك، أنه خير من آدم، لكونه خلق من نار، وآدم خلق من طين، ورتب على هذا، أنه لا يحسن منه الخضوع، لمن هو دونه، وهذا باطل من وجوه:

ص: 446

الأول: أن النار طبعها الفساد، وإتلاف ما تعلقت به بخلاف التراب، فإنه إذا وضع القوت فيه، أخرجه أضعاف ما وضع فيه، بخلاف النار، فإنها آكلة لا تبقي ولا تذر.

والثاني: أن النار طبعها الخفة، والطيش، والحدة، والتراب طبعه الرزانة، والسكون، والثبات.

والثالث: أن التراب يكون فيه، ومنه أرزاق الحيوانات وأقواتهم، ولباس العباد وزينتهم، وآلات معايشهم ومساكنهم، والنار لا يتكون فيها شيء من ذلك.

والرابع: أن التراب ضروري للحيوان، لا يستغني عنه البتة، ولا عما يتكون فيه ومنه، والنار يستغني عنها الحيوان مطلقًا، وقد يستغني عنها الإنسان أيامًا وشهورًا، فلا تدعوه إليها ضرورة.

الخامس: أن النار لا تقوم بنفسها، بل هي مفتقرة إلى محل تقوم به، يكون حاملًا، والتراب لا يفتقر إلى حامل، فالتراب أكمل منها، لغناه وافتقارها.

والسادس: أن النار مفتقرة إلى التراب، وليس بالتراب فقر إليها، فإن المحل الذي تقوم به النار، لا يكون إلا متكونا من التراب أو فيه، فهي المفتقرة إلى التراب، وهو الغني عنها.

والسابع: أن المادة الإبليسية هي المارج من النار، وهو ضعيف تتلاعب به الأهوية، فيميل معها كيفما مالت، ولهذا غلب الهوى على المخلوق منه فأسره وقهره، ولما كانت المادة الآدمية هي التراب، وهو قوي لا يذهب مع الهواء أينما ذهب، فهو قهر هواه، وأسره، ورجع إلى ربه فاجتباه، فكان الهواء الذي مع المادة الآدمية عارضا سريع الزوال، فزال، فكان الثبات والرزانة أصلًا له، فعاد إليه، وكان إبليس بالعكس من ذلك، فعاد كل منهما إلى أصله وعنصره، آدم إلى أصله الطيب الشريف، واللعين إلى أصله الرديء الخبيث.

والثامن: أن النار وإن حصل بها بعض المنفعة من الطبخ والتسخين والاستضاءة بها، فالشر كامن فيها لا يصدها عنه، إلا قسرها وحبسها، ولولا

ص: 447