الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جمع شر، وهو الذي يرغب عنه الكل، يعنون: فقراء المسلمين كانوا يسترذلونهم، ويسخرون منهم مثل: صهيب الرومي، وبلال الحبشي، وسلمان الفارسي، وخباب، وعمار رضي الله عنهم وغيرهم من صعاليك المهاجرين، الذين كانوا يقولون لهم:{أَهؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا} ، سموهم أشرار، إما بمعنى الأراذل والسفلة الذين لا خير فيهم، ولا جدوى، كما يقال: هذا من شر المتاع، أو لأنهم كانوا على خلاف دينهم، فكانوا عندهم أشرارًا.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: يريدون أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، يقول أبو جهل وأضرابه: أين بلال، أين صهيب، أين عمار، أولئك في الفردوس، وا عجبا لأبي جهل، مسكين أسلم ابنه عكرمة، وابنته جويرية، وأسلمت أمه، وأسلم أخوه، وكفر هو. قال:
وَنُوْرًا أَضَاءَ الأَرْضَ شَرْقًا وَمَغْرِبًا
…
وَمَوْضِعُ رِجْلِيْ مِنْهُ أَسْوَدُ مُظْلِمُ
63
- ثم سألوا عن السبب في عدم رؤيتهم، فقالوا:{أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا} بقطع (1) الهمزة على أنها استفهام، والأصل: أاتخذناهم، حذفت همزة الوصل، للاستغناء عنها بهمزة الاستفهام. و {سِخْرِيًّا} بضم السين وكسرها مصدر سخره، زيد فيه ياء النسبة للمبالغة؛ لأن في ياء النسبة زيادة قوة في الفعل، كما قيل: الخصوصية في الخصوص. قالوه إنكارا على أنفسهم، ولوما لها في الاستسخار منهم. فمعنى الاستفهام: الإنكار، والتوبيخ، والتعنيف، واللوم؛ أي: ألأجل أنا قد اتخذناهم في الدنيا سخريا، ولم يكونوا كذلك لم يدخلوا النار. {أَمْ} هم معنا في النار، ولكن {زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ} ومالت، ولم تقع عليهم أبصارنا. و {أم} متصلة معادلة {لاتخذناهم} ، وفي هذا إنكار على أنفسهم، وتأنيب لها على استسخارهم منهم في الدنيا.
والخلاصة (2): أن الكفار حين دخلوا النار، ونظروا في جوانبها، ولم يروا المؤمنين، الذين كانوا يسخرون منهم في الدنيا تناجوا، وقالوا: ما بالنا؟ لا نرى
(1) روح البيان.
(2)
المراغي.