المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌5 - جعفر بن يحيى بن خالد - إنباء الأمراء بأنباء الوزراء

[ابن طولون]

فهرس الكتاب

- ‌ترجمة المؤلف

- ‌اسمه ونسبه ومولده:

- ‌شيوخه:

- ‌مؤلفاته:

- ‌تلاميذه:

- ‌مكانته العلمية وأراء العلماء فيه:

- ‌بعض الأمور المتصلة بحياته:

- ‌وصف المخطوطة

- ‌[مقدمة المؤلف]

- ‌1 - أبو المواهب القميّ

- ‌2 - الوزير أبو الحسن القاسمابن عبيد الله بن سليمان بن وهب

- ‌3 - يحيى بن خالد بن برمك

- ‌4 - الفضل بن يحيى بن خالد

- ‌5 - جعفر بن يحيى بن خالد

- ‌6 - الحسن بن سهل

- ‌7 - الوزير حامد بن العباس

- ‌8 - الوزير أبو علي محمد بن علي بن مقلة

- ‌11 - الوزير الأفضل بن بدر الجمالي

- ‌12 - الوزير المهلّبي

- ‌13 - الوزير ابن هبيرة

- ‌14 - الوزير أبو الفرج يعقوب ابن كلّس

- ‌15 - الوزير مؤيد الدين الطغرائي

- ‌16 - إبراهيم الوزير الصاحب شمس الدينالمعروف بكاتب أرنان

- ‌17 - عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الوزير الصاحبعلم الدين بن تاج الدين الشهير بابن زنبور

- ‌18 - الوزير الأجل جلال الإسلامالحسن ابن القاضي ثقة الدين ابن أبي كدينة

- ‌19 - وزير الوزراء ذو الرئاستين قطب الدولةأبو الحسن علي بن جعفر بن فلاح

- ‌20 - محمد بن علي الوزير بن الأمير علاء الدينالملقب بسعد الدين السّاوجي العجمي

- ‌21 - محمد بن عبد الله بن سعيدابن عبد الله بن سعيد بن أحمد بن علي

- ‌22 - محمد بن عثمان بن أبي الرجاءالصاحب شمس الدين التّنوخي الدمشقيالتاجر المعروف بابن السّلعوس

- ‌26 - محمد بن محمد بن الحسنالعلاّمة نصير الدين أبو عبد الله الطوسي

- ‌27 - عبد الله بن علي بن الحسين بن عبدالخالق بن الحسين بن الحسن بن منصورالصاحب الوزير الكبير صفي الدينأبو محمد الشيبي المصري الدّميريالمالكي المعروف بابن شكر

- ‌29 - الوزير أبو المظفّرعبيد الله بن يونس بن أحمد الحنبلي

- ‌30 - الوزير ناصر بن مهدي

- ‌31 - الوزير شرف الدين عبد المحسنابن إسماعيل بن محمود المحلي الفلكي

الفصل: ‌5 - جعفر بن يحيى بن خالد

ومنهم:

‌5 - جعفر بن يحيى بن خالد

(1)

أخو الفضل، كان أصلهم من الفرس، وكان جعفر جليلا، لسنا، أديبا، بليغا، عالما، يضرب بجوده المثل، وكان مسرفا على نفسه، غارقا في بحر الملذات، تمكن من الرشيد حتى بلغ من الجاه والرفعة ما لا مزيد عليه، وتولى هو وأبوه وإخوته الأعمال الجليلة.

يقال أن جعفر وقّع في ليلة بحضرة الرشيد زيادة على ألف توقيع ونظر في جميعها فلم يخرج شيئا عن موجب الفقه.

وكان أبوه يحيى قد ضم جعفر إلى القاضي أبي يوسف وكان مثل أخيه في السخاء وأعظم، قال إسحاق: لما حج الرشيد حججنا معه، فلما دخلنا مكة قال لي (يا) (2) جعفر: أبصر جارية مغنية، فطفت على حاجته حتى وجدتها فرجعت إليه وقلت: يا سيدي قد وجدت حاجتك، قال:

(1) ترجمته في الفخري لابن طباطبا 205، والوافي بالوفيات 11/ 156، وسير أعلام النبلاء 9/ 59، وتاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 181 - 190 هـ) ص 98 وانظر حاشيتهما.

(2)

كذا في الأصل ولا معنى لها، فالقائل هو جعفر والمخاطب هو إسحاق الموصلي.

ص: 33

فامض بنا حتى نراها، فأخذته وتوجهنا إلى بيت سيد الجارية فأخرجها لنا فجلست وغنت فأعجب جعفر جمالها وغناؤها فاشتراها من مولاها بأربعين ألف دينار فلما حضر المال قالت الجارية لسيدها: يا مولاي لو كنت أنا ما بعتك بملء الأرض فبكت، فقال سيدها: أشهدكم أنها حرّة لوجه الله تعالى، فقمنا وحمل الغلام المال معنا، فقال له جعفر: إلى أين تذهب بمالي؟ أعطه لهما يستعينان به (1) على شدتهما، فأعطى الأربعين ألف دينار لسيد الجارية وانصرفنا.

وقيل كان أبو علقمة الثقفي صاحب الغريب عند جعفر، فقال-وقد أقبلت إليه خنفساء-: أليس يقال أن الخنفساء إذا أقبلت إلى الرجل جاءت بخير، قالوا: بلى، فقال جعفر: يا غلام أعط الشيخ [ألف](2) دينار. ثم نحّوها عنه، فأقبلت الخنفساء، فقال: يا غلام أعطه ألفا أخرى.

وقال الحافظ الذهبي (3) -في ترجمة جعفر: عن محمد بن عبد الرحمن الهاشمي-صاحب صلاة الكوفة، قال: دخلت على أمي يوم النحر وعندها امرأة في أثواب رثّة، فقالت لي: أتعرف هذه؟ قلت: لا، قالت: هذه إيادة (4) أم جعفر البرمكي فسلمت عليها ورحبت بها ثم قلت:

يا فلانة حدثينا ببعض أمرك؟ قالت: أذكر لك جملة فيها عبرة/: لقد

(1) في الأصل: بهما.

(2)

ساقطة من الأصل.

(3)

في تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 181 - 190 هـ) ص 140، بتصرف.

(4)

كذا في الأصل. وفي تاريخ الإسلام وتاريخ بغداد 7/ 156، ومروج الذهب 3/ 383: عبادة. وفي نهاية الأرب 22/ 144، والوافي بالوفيات 11/ 164: عتابه.

ص: 34

هجم عليّ مثل هذا العيد وعلى رأسي أربعمائة جارية، وأنا أزعم أن ابني جعفر عاق لي وقد أتيتكم يقنعني جلد شاتين أجعل أحدهما شعارا والآخر دثارا.

وفي سنة سبع وثمانين ومائة أوقع الرشيد بهم فقتل جعفر وصلبه على الجسر، وسنّه سبع وثلاثون سنة، وكان قتله في أول صفر ولم يعلم لأي شيء قتل جعفر المذكور وقد كثر الكلام في ذلك (1). وقتل بعده جماعة من البرامكة.

(1) اختلف المؤرخون في أسباب نكبة البرامكة، وقد حقق إمام المؤرخين عبد الرحمن بن خلدون، -توفي سنة 808 هـ-في مقدمته ذلك، وبين أن أهم أسبابها استبدادهم بأمور الدولة دون الرشيد، راجع مقدمته ص 20 (ط شحادة). ومن المؤرخين المحدثين شاكر مصطفى في كتابه دولة بني العباس 1/ 462 وشوقي أبو خليل في كتابه (هارون الرشيد أمير الخلفاء وأجل ملوك الدنيا) ص 150.

ص: 35