المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌27 - عبد الله بن علي بن الحسين بن عبدالخالق بن الحسين بن الحسن بن منصورالصاحب الوزير الكبير صفي الدينأبو محمد الشيبي المصري الدميريالمالكي المعروف بابن شكر - إنباء الأمراء بأنباء الوزراء

[ابن طولون]

فهرس الكتاب

- ‌ترجمة المؤلف

- ‌اسمه ونسبه ومولده:

- ‌شيوخه:

- ‌مؤلفاته:

- ‌تلاميذه:

- ‌مكانته العلمية وأراء العلماء فيه:

- ‌بعض الأمور المتصلة بحياته:

- ‌وصف المخطوطة

- ‌[مقدمة المؤلف]

- ‌1 - أبو المواهب القميّ

- ‌2 - الوزير أبو الحسن القاسمابن عبيد الله بن سليمان بن وهب

- ‌3 - يحيى بن خالد بن برمك

- ‌4 - الفضل بن يحيى بن خالد

- ‌5 - جعفر بن يحيى بن خالد

- ‌6 - الحسن بن سهل

- ‌7 - الوزير حامد بن العباس

- ‌8 - الوزير أبو علي محمد بن علي بن مقلة

- ‌11 - الوزير الأفضل بن بدر الجمالي

- ‌12 - الوزير المهلّبي

- ‌13 - الوزير ابن هبيرة

- ‌14 - الوزير أبو الفرج يعقوب ابن كلّس

- ‌15 - الوزير مؤيد الدين الطغرائي

- ‌16 - إبراهيم الوزير الصاحب شمس الدينالمعروف بكاتب أرنان

- ‌17 - عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الوزير الصاحبعلم الدين بن تاج الدين الشهير بابن زنبور

- ‌18 - الوزير الأجل جلال الإسلامالحسن ابن القاضي ثقة الدين ابن أبي كدينة

- ‌19 - وزير الوزراء ذو الرئاستين قطب الدولةأبو الحسن علي بن جعفر بن فلاح

- ‌20 - محمد بن علي الوزير بن الأمير علاء الدينالملقب بسعد الدين السّاوجي العجمي

- ‌21 - محمد بن عبد الله بن سعيدابن عبد الله بن سعيد بن أحمد بن علي

- ‌22 - محمد بن عثمان بن أبي الرجاءالصاحب شمس الدين التّنوخي الدمشقيالتاجر المعروف بابن السّلعوس

- ‌26 - محمد بن محمد بن الحسنالعلاّمة نصير الدين أبو عبد الله الطوسي

- ‌27 - عبد الله بن علي بن الحسين بن عبدالخالق بن الحسين بن الحسن بن منصورالصاحب الوزير الكبير صفي الدينأبو محمد الشيبي المصري الدّميريالمالكي المعروف بابن شكر

- ‌29 - الوزير أبو المظفّرعبيد الله بن يونس بن أحمد الحنبلي

- ‌30 - الوزير ناصر بن مهدي

- ‌31 - الوزير شرف الدين عبد المحسنابن إسماعيل بن محمود المحلي الفلكي

الفصل: ‌27 - عبد الله بن علي بن الحسين بن عبدالخالق بن الحسين بن الحسن بن منصورالصاحب الوزير الكبير صفي الدينأبو محمد الشيبي المصري الدميريالمالكي المعروف بابن شكر

ومنهم:

‌27 - عبد الله بن علي بن الحسين بن عبد

الخالق بن الحسين بن الحسن بن منصور

الصاحب الوزير الكبير صفي الدين

أبو محمد الشيبي المصري الدّميري

المالكي المعروف بابن شكر

(1)

قال الذهبي في تاريخ الإسلام (2): ولد سنة ثمان وأربعين وخمسمائة وتفقه على الفقيه أبي بكر عتيق البجائي (3) وبه تخرج، ورحل إلى الإسكندرية وتفقه بها على شمس الإسلام أبي القاسم مخلوف بن جاره وسمع منه ومن السّلفي إنشاء وأجاز له وسمع من أبي الطاهر إسماعيل بن عوف وأبي الطيب عبد المنعم بن يحيى بن الخلوف وأجاز له أبو محمد بن برّي، وأبو الحسين أحمد بن حمزة بن الموازين وجماعة وحدّث بدمشق ومصر، روى عنه الزكي المنذري والشهاب القوصي وأثنيا عليه.

(1) ترجمته في الوافي 17/ 327، وتاريخ الإسلام (طبقة 63) ص 99، وسير النبلاء 22/ 294، وانظر حاشيته.

(2)

تاريخ الإسلام (الطبقة 63) ص 99.

(3)

في الأصل البخاري وهو تصحيف.

ص: 102

قال الزكي (1): كان مؤثرا للعلماء الصالحين كثير البر بهم والتفقد لهم لا يشغله ما هو فيه من كثرة الأشغال عن مجالستهم ومباحثتهم وأنشأ مدرسة قبالة داره بالقاهرة، وقال أبو المظفر ابن الجوزي (2): كان الملك العادل قد نفاه فلما مات قدم من آمد يطلب من السلطان الملك الكامل.

قال أبو شامة (3): وكان خليقا بالوزارة لم يتولها بعده مثله، كان متواضعا يسلم على الناس وهو راكب ويكرم العلماء ويدر عليهم فمضى إلى مصر.

وقال القوصي: هو الذي كان السبب فيما وليته وأوليته في الدولة الأيوبية من الإنعام وهو الذي أنشأني وأنساني الأوطان، ولقد أحسن إلى الفقهاء والعلماء مدة ولايته وبنى مصلى العيد بدمشق وبلط الجامع وأنشأ الفوّارة وعمّر جامع المزّة، وجامع حرستا. ومولده بالدّميرة سنة أربعين.

وكذا قال ابن الجوزي (4) في مولده، وقول المنذري أصح فإنه قال (5):

(1) هو عبد العظيم بن عبد القوي المنذري المتوفى سنة 656 هـ في كتابه التكملة لوفيات النقلة 3/ 157.

(2)

هو شمس الدين يوسف بن قزأوغلي بن عبد الله سبط ابن الجوزي المتوفى سنة 654 هـ، وهو صاحب كتاب مرآة الزمان. الذي طبع منه المجلد الثامن. ترجمته في الشذرات 5/ 266.

(3)

عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي المتوفى سنة 655 هـ، ترجمته في الأعلام 3/ 299، والمؤلف ينقل من كتابه الذيل على الروضتين ص 115.

(4)

هو سبط ابن الجوزي.

(5)

في التكملة 3/ 157.

ص: 103

سمعته يقول: ولدت في تاسع صفر سنة ثمان وأربعين، قال: وتوفي بمصر في ثامن شعبان سنة اثنتين وعشرين وستمائة.

وقال الموفق عبد اللطيف (1): هو رجل طوال تام القصب فعمها (2) درّي اللون مشرب (3) بحمرة له طلاقة محيّا وحلاوة لسان، وحسن هيئة، وصحة بنية (4)، ذو دهاء في هوج وخبث مع طيش مع/رعونة مفرطة وحقد لا تخبو ناره، ينتقم ويظن أنه لم ينتقم فيعود ينتقم، لا ينام عن عدوه (5) ولا يقبل منه معذرة ولا إنابة، ويجعل الرؤساء كلهم أعداءه ولا يرضى لعدوه بدون الإهلاك، لا تأخذه في نقماته رحمة ولا يتفكر في آخرة.

وهو من دميرة ضيعة بديار مصر واستولى على العادل ظاهرا وباطنا ولم يمكن أحدا من الوصول إليه حتى الطبيب والحاجب والفراش عليهم عيون فلا يتكلم أحد منهم فضل كلمة خوفا منه، ولما عزل دخل الطبيب وغيره فانبسطوا وحكوا وضحكوا فأعجب السلطان بذلك وقال: ما منعكم أن تفعلوا هذا فيما مضى؟ قالوا: خوفا من ابن شكر، قال: فإذا قد كنت في حبس وأنا لا أشعر.

(1) هو أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البغدادي المتوفى سنة 629 هـ، ولعل المؤلف ينقل عن كتابه أخبار مصر الكبير. ترجمته في سير أعلام النبلاء 22/ 320.

(2)

أي ممتلىء الأطراف. انظر القاموس في مادتي (قصب) و (فعم).

(3)

في الأصل: مشرف وهو تحريف والتصحيح من تاريخ الإسلام.

(4)

في الأصل: بنيته وهو تصحيف.

(5)

في الأصل: عدو وكلاهما صحيح.

ص: 104

وكان غرضه إبادة أرباب البيوتات ويقرّب الأراذل وشرار الفقهاء مثل الجمال المصري الذي صار قاضي دمشق ومثل ابن كسا البلبيسي والمجد البهنسي الذي وزر للأشرف وكان هؤلاء يجتمعون حوله ويوهمونه أنه أكتب من القاضي الفاضل بل ومن ابن العميد والصابي، وفي الفقه أفضل من مالك وفي الشعر أكمل من المتنبي وأبي تمام، ويحلفون على ذلك بالطلاق وأغلظ الأيمان.

وكان لا يأكل من الدولة ولا فلسا ويظهر أمانة مفرطة فإذا لاح له مال عظيم احتجنه وعملت له قبسة العجلان (1) فأمر كاتبه أن يكتبها ويردها وقال: لا نستحل أن نأخذ منك ورقا، وكان له في كل بلد من بلاد السلطان ضيعة أو أكثر في مصر والشام إلى خلاط (2) وبلغ مجموع ذلك مائة ألف دينار وعشرين ألف دينار يعني ثمن مغله (3).

وكان يكثر الإدلال على العادل ويسخط أولاده وخواصه والعادل يترضاه بكل ما يقدر عليه وتكرر ذلك منه إلى أن غضب منه على حرّان، فلما صار إلى مصر غاضبه على عادته فأقره العادل على الغضب وأعرض عنه ثم ظهر منه فساد وكثرة كلام فأمر بنفيه عن مصر والشام فسكن آمد وأحسن إليه صاحبها فلما مات العادل عاد إلى مصر ووزر للكامل وأخذ في المصادرات وكان قد عمي ورأيت منه جلدا عظيما أنه لا يستكين للنوائب ولا يخضع للنكبات، فمات أخوه ولم يتغيّر ومات أولاده وهو

(1) أي ورقة صغيرة. من حاشية تاريخ الإسلام ص 102.

(2)

قصبة أرمينية الوسطى. مراصد الاطلاع 1/ 476.

(3)

ليست في تاريخ الإسلام.

ص: 105

على ذلك، وكان يحم حمّى قوية ويأخذه النافض وهو في مجلس السلطان ينفّذ الأشغال ولا يلقي جنبه إلى الأرض.

وكان يقول: ما في قلبي حسرة إلاّ أن ابن البيساني (1) ما تمرغ على عتباتي-يعني القاضي الفاضل-وكان يشتمه وابنه حاضر فلا يظهر منه تغيّر وداراه أحسن مداراة وبذل له أموالا جمّة في السرّ.

وعرض له إسهال دموي وزحير فأنهكه حتى انقطع ويئس منه الأطباء فاستدعى من حبسه عشرة من شيوخ الكتّاب فقال: أنتم تشمتون بي، وركب عليهم المعاصير وهو يزحر وهم يصيحون إلى أن أصبح وقد خفّ ما به وركب في ثالث يوم.

وكان يقف الرؤساء والناس على بابه من نصف الليل ومعهم المشاعل فيركب عند الصباح فلا يراهم ولا يرونه لأنه إما أن يرفع رأسه إلى السماء تيها، وإما أن يعرج على طريق أخرى والجنادرة تطرد الناس.

وكان له بوّاب اسمه سالم يأخذ من الناس أموالا عظيمة ويهينهم إهانة مفرطة واقتنى عقارا وقرى (2).

وكان هذا الوزير معاصرا للوزير أبي الحسن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن برز مؤيد الدين القمّيّ (3) وقد ابتدأنا به مختصرا (4).

(1) في تاريخ الإسلام: البياني وأظنه تطبيع.

(2)

انتهى النقل من تاريخ الإسلام.

(3)

ترجمته في الوافي 1/ 147، والفخري لابن طباطبا 326، وتاريخ الإسلام (طبقة 63) ص 382، وعنه ينقل المؤلف وسير أعلام النبلاء 22/ 346.

(4)

وهم المؤلف في هذا الكلام فالذي ترجم له أول الكتاب هو أبو المواهب =

ص: 106

قال ابن النجار (1): قدم القمي بغداد في صحبة الوزير ابن القصّاب وكان خصيصا به ويقال إنه وصفه للناصر لدين الله، فحصلت له مكانة بذلك. ولما رتّب ابن مهدي في نيابة الوزارة، ونقابة الطالبيين، اختص به وتقدم عنده، وكانا جارين في قم، ومتصاحبين هناك، ولما مات أبو طالب بن زبارة، كاتب الإنشاء، رتب القمي مكانه في سنة أربع وتسعين وخمسمائة، ولم يغيّر هيئة القميص والشربوش على قاعدة العجم، ثم ناب أبو البدر بن أمسينا في الوزارة وعزل في سنة ست وستمائة، فردت النيابة وأمور الديوان إلى القمي وولي الوزارة ونقل إلى دارها، وحضر عنده الدولة، ولم يزل في علو من شأنه، وقرب وارتفاع حتى أن الناصر لدين الله كتب بخطه ما قرىء في مجلس عام:«القميّ نائبنا في البلاد والعباد، فمن أطاعه فقد أطاعنا (2)، ومن عصانا فقد عصى الله» ، ولم يزل إلى أن ولي الظاهر بأمر الله فأقرّه على ولايته، وزاد في مرتبته، وكذلك المستنصر بالله قربه ورفع قدره وحكمه في العباد ولم يزل في ارتقاء إلى أن كبا به جواد سعده فعزل، وسجن بدار الخلافة، وخبت

= المازندراني القمي المتوفى سنة 617 هـ، وهذا متوفى سنة 630 هـ، ولعل الذي أوهمه اتفاقهما في النسبة إلى قم وأنهما وزرا للخليفة الناصر لدين الله العباسي.

(1)

هو محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن حسن المتوفى سنة 643 هـ، صاحب ذيل تاريخ بغداد الذي بقيت منه الأجزاء الأخيرة وطبعها قيصر فرح. ترجمته في سير أعلام النبلاء 23/ 131، والمؤلف هنا ينقل عن تاريخ الإسلام (طبقة 63) ص 382.

(2)

في تاريخ الإسلام بعد «فقد أطاعنا» : ومن أطاعنا أطاع الله ومن عصاه فقد عصانا. ثم التكملة مما ورد في المتن.

ص: 107

ناره وذهبت آثاره، وانقطعت عن الخلق أخباره.

قال (1): وكان كاتبا سديدا بليغا وحيدا، فاضلا، أديبا، عاقلا، لبيبا، كامل المعرفة بالإنشاء مقتدرا على الارتجال، متصرفا في الكلام، متمكنا من أدوات الكتابة، حلو الألفاظ، متين العبارة، يكتب بالعربي والعجمي كيف أراد، ويحل التراجم المغلقة، وكان متمكنا من السياسة وتدبير الممالك، مهيبا، وقورا، شديد الوطأة تخافه الملوك وترهبه الجبابرة.

وكان ظريفا لطيفا حسن الأخلاق حلو الكلام مليح الوجه محبا للفضلاء وله يد باسطة في النحو واللغة ومداخلة في جميع العلوم.

ولد في سنة سبع وخمسين وخمسمائة، وقبض عليه في شوال تسع وعشرين (2) وعلى ولده أحمد، وسجنا بدار الخلافة فهلك الابن أولا ومات أبوه بعده سنة ثلاثين. انتهى.

أخبرنا أبو الفتح محمد بن محمد المزّي مشافهة، عن الشهاب أحمد بن عثمان الحنفي، عن العز عبد العزيز بن محمد بن جماعة، عن أبي العباس أحمد بن الظاهري، أنبأنا أبو عبد الله محمد [ابن](3) محمود، أنشدني عبد العظيم بن عبد القوي المنذري-ح- (4) وكتب إليّ عاليا الشمس محمد بن أحمد بن أبي عمر، عن أم محمد عائشة بنت

(1) أي ابن النجار وعبارته في تاريخ الإسلام.

(2)

وستمائة.

(3)

ساقطة من الأصل.

(4)

ح: تعنى تحويل الإسناد إلى آخر.

ص: 108

محمد المحتسب، عن أبي النون يونس بن إبراهيم الدّبابيسي، عن الزكي المنذري، أخبرنا (1) علي بن ظافر/الأزدي أنشدني الوزير مؤيد الدين القمي، أنشدني جمال الدين النّحوي لنفسه في قينة:

سمّيتها شجرا صدقت لأنها

كم أثمرت طربا لقلب الواجد

يا حسن زهرتها وطيب ثمارها

لو أنها تسقى بماء واحد

قال: وأنشدنا لنفسه:

يشتهي الإنسان في الصيف الشّتا

فإذا ما جاءه أنكره

فهو لا يرضى بعيش واحد

قتل الإنسان ما أكفره (2)

(1) في الأصل: أنا وهي اختصار أخبرنا.

(2)

الأبيات في تاريخ الإسلام (طبقة 63) ص 384.

ص: 109

ومنهم:

28 -

ابن حديدة الوزير (1)

واسمه سعيد بن علي بن أحمد أبو المعالي

ولقبه معز الدين وهو من ولد قطبة بن عامر بن حديدة الأنصاري الصحابي-رضي الله عنه-ولد بكرخ سامرّاء سنة ست وثلاثين وخمسمائة، ونشأ ببغداد، وكان أحد الموسرين، له مال كثير وجاه عريض، واستوزره الإمام الناصر في سنة أربع وثمانين وخمسمائة، وخلع عليه خلعة الوزارة الكاملة: القميص الأطلس والفرجيّة المموج (2) والعمامة القصب الكحليّة بأعلام الذهب وقلّد سيفا محلاّ (3) وقدم له فرس من خيل الخليفة فركبه وخرج وأرباب الدولة

(1) ترجمته في تاريخ الإسلام (طبقة 61) ص 326، والعبر للذهبي 5/ 35، والبداية والنهاية 13/ 65، والذيل على الروضتين 85، وعنه ينقل المؤلف والوافي بالوفيات 15/ 180 و 243، والفخري 324، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 275، والكامل في التاريخ 12/ 302.

(2)

كذا وفي الذيل على الروضتين: المسرح. وانظر معجم الملابس لدوزى.

(3)

في الذيل: محلى.

ص: 110

يمشون بين يديه من باب حجرة الخليفة إلى دار الوزارة وهو الذي كان الشيخ أبو الفرج بن الجوزي يجلس في داره ويمدحه، ولم يزل على الوزارة حتى ولي ابن مهدي نقابة العلويين فشرع فيه، وما زال بالخليفة حتى عزله واعتقله وطالبه بمال، فالتجأ (1) إلى التربة الأخلاطية فلم تنفعه وأدّى المال وأقام في بيته إلى أن ولي ابن مهدي الوزارة فسلم إليه فاعتقله في داره بدرب المطبخ وعزم على تعذيبه فواطأ الموكلين به وحلق رأس نفسه ولحيته وخرج في زي النساء إلى مراغة فأقام بها حتى توفي في جمادى الأولى سنة عشر وستمائة، وحمل إلى الكوفة فدفن بمشهد أمير المؤمنين.

وكان جوادا سمحا كثير الصدقات والمعروف، متواضعا. وفي أيامه سنة تسعين وخمسمائة كانت محنة أبي الفرج بن الجوزي الواعظ، وشى به إلى الخليفة الناصر أحمد بن المستضيء بأمر الله [و] (2) اختلفوا فيه: قيل أنه تكلم في نسب الشيخ عبد القادر الكيلاني، وكان الزمان صيفا، فبينما هو جالس في السرداب يكتب جاءه من أسمعه غليظ الكلام وختم على كتبه وداره وشتّت عياله، فلما كان أول الليل حملوه في سفينة وحدروه (3) إلى واسط فأقام خمسة أيام ما أكل طعاما إلى واسط، وكان قد قارب ثمانين سنة، فأقام في دار بدرب الديوان وعلى بابه بواب فكان يخدم نفسه، يغسل ثوبه

(1) في الأصل: التجى.

(2)

ساقطة من الأصل.

(3)

من الانحدار.

ص: 111

ويطبخ ويستقي الماء من البئر، ولم يدخل الحمام مدة خمس سنين مقامه بواسط.

ولما عاد إلى بغداد كان يقول: قرأت بواسط مدة مقامي كل يوم ختمة ما قرأت فيها سورة يوسف من حزني على ولدي يوسف.

وكان يكتب إلى بغداد أشعارا كثيرة (1).

(1) انظر في أخبار الإمام ابن الجوزي وهو عبد الرحمن بن علي بن محمد المتوفى سنة 597 هـ سير أعلام النبلاء 21/ 365.

ص: 112