الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنهم:
12 - الوزير المهلّبي
(1)
وهو أبو محمد الحسن بن محمد بن عبد الله (2) وزير معز الدولة/ ابن بويه، وكان له مع ارتفاع القدر، واتساع الصدر وعلو الهمة وقبض (3) الكف ما هو مشهور عنه. وكان قبل اتصاله بمعز الدولة في شدة عظيمة من الفاقة حتى أنه سافر مرة مجردا مع رفيق له واشتهى اللحم فلم يقدر عليه فقال في الحين:
ألا موت يباع فأشتريه
…
فهذا العيش ما لا خير فيه
ألا موت لذيذ الطعم يأتي
…
يخلصني من العيش (4) الكريه
إذا أبصرت قبرا من بعيد
…
وددت لو أنني قد صرت فيه (5)
(1) ترجمته في معجم الأدباء 9/ 118، وتاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 351 - 380 هـ) ص 70، وسير أعلام النبلاء 16/ 197، وانظر حاشيتهما.
(2)
في الأصل، الحسن بن علي وهو خطأ.
(3)
كذا.
(4)
في الأصل: الموت وأثبت ما في تاريخ الإسلام ص 71، ووفيات الأعيان 2/ 124.
(5)
كذا في تاريخ الإسلام. وفي الأصل: وددت لو أني قيما عليه. وفي الوفيات: وددت لو أني مما يليه.
ألا رحم المهيمن نفس حر
…
تصدق بالوفاء (1) على أخيه
فلم سمع رفيقه الأبيات راح فباع أحد قميصيه واشترى بدرهم لحما وطبخه وأحضره إليه فأكل وشكره.
ثم تنقلت بالمهلبي الأحوال والأيام حتى ولي الوزارة لمعز الدولة ببغداد وضاق الحال برفيقه الذي اشترى له اللحم وسمع به فقصده ودخل عليه وهو جالس في دست الوزارة فكتب إليه رقعة فيها:
ألا قل للوزير فدته نفسي
…
مقالة تذكره (2) ما قد نسيه
أتذكر إذ تقول لضيق (3) عيش
…
ألا موت يباع فأشتريه
قال: فلما قرأها تذكر ذلك وهزته رياح الكرم فأبدله بسبعمائة ألف (4) درهم وكتب على ظهر الورقة {مَثَلُ اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اَللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ} [البقرة:261] وخلع عليه وولاه عملا يقوى به. توفي سنة خمسين وثلاثمائة (5) تقريبا.
…
(1) في تاريخ الإسلام والوفيات: بالوفاة.
(2)
في تاريخ الإسلام والوفيات: مذكر.
(3)
في تاريخ الإسلام والوفيات: لضنك.
(4)
ليست في تاريخ الإسلام ولا في الوفيات.
(5)
توفي سنة 352 هـ.