الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنهم:
31 - الوزير شرف الدين عبد المحسن
ابن إسماعيل بن محمود المحلي الفلكي
(1)
كان قد وزر للملك الأوحد وهو أخو الصفي الأسود، وكان قد ناب بديوان دمشق عن الصاحب صفي الدين بن شكر في الدولة العادلية ثم وزر لأخي/العادل لأمه فلك الدين فنسب إليه ثم استقل وزيرا بخلاط للأوحد بن العادل إلى أن قتله مملوك لها بها ليلة عيد الفطر سنة أربع أو خمس وستمائة وحمله من خلاط إلى دمشق صديقه الرشيد، عبد الله بن المظفر الصفوي ودفن بسفح قاسيون وصلب قاتله على قبره، وعند صلبه بدره الرشيد فطعنه بمدية في نحره.
وفيها والصحيح في ذي الحجة سنة ست وستمائة توفي المجد بن الأثير (2) الجزري الأصلي الموصلي الدار وهو أبو السعادات المبارك بن
(1) ترجمته في تاريخ الإسلام (الطبقة 61) ص 158 و 178، والذيل على الروضتين ص 66، وهو مصدر المؤلف في هذه الترجمة.
(2)
هذه الترجمة منقولة عن الذيل على الروضتين لأبي شامة ص 68.
محمد بن محمد بن عبد الكريم. كاتب، مصنف صدر كبير، ولد سنة أربعين وخمسمائة بجزيرة ابن عمر وانتقل إلى الموصل ونشأ بها وقرأ الأدب والحديث وفنون العلم، وقدم بغداد حاجا وسمع بها الحديث وعاد إلى الموصل وكتب إلى أمرائها. وكان أمراء الموصل يحترمونه ويعظمونه ويستشيرونه وكان بمنزلة الوزير الناصح إلاّ أنه كان منقطعا إلى العلم وجمعه.
صنّف كتبا حسانا: (جامع الأصول)(1) و (النهاية في غريب الحديث)(2) و (شرح مسند الشافعي) وكان به نقرس فكان يحمل في محفّة وكان يسكن بدرب درّاج (3) بالموصل وبه دفن. قرأ النحو على أبي محمد بن الدهان ثم على أبي الحرم الضّرير مكي بن ريّان (4) وسمع الحديث من أبي بكر بن سعدون القرطبي وأبي الفضل عبد الله بن الطوسي، وسمع ببغداد أبا الفرج بن كليب وغيره.
روى الحديث وانتفع به الناس وكان عاقلا مهيبا ذا بر وإحسان وكان له أخوان فاضلان: ضياء الدين بن الأثير الكاتب الذي كان وزير الأفضل بن صلاح الدين صاحب كتاب (المثل السائر)(5) وغيره، وعز
(1) جمع فيه كتب البخاري ومسلم والموطأ والترمذي والنسائي وأبي داود مع حذف الإسناد والاقتصار على الصحابي راوي الحديث إضافة إلى شرح الغريب وأعلى طبعتيه بتحقيق العالم عبد القادر الأرناؤوط.
(2)
نشره محققا طاهر الزاوي ومحمود الطناحي في خمسة مجلدات.
(3)
في الأصل: جراح وهو تحريف، والتصحيح من معجم البلدان 2/ 447.
(4)
تصحفت في الذيل على الروضتين ص 68 إلى ربان.
(5)
طبع عدة مرات أشهرها طبعة الحوفي وطبانة.
الدين علي بن الأثير صاحب التاريخ (1) وغيره وقدم دمشق وأسمع بها بالجامع الأموي ودار الحديث النورية. وبخطه للحسن بن جكينا (2) الظاهري:
قد بان لي عذر الكرام فصدّهم
…
عن أكثر الشعراء ليس بعار
ولم يسأموا بذل النوال وإنما
…
جمد النّدى لبرودة الأشعار
…
(1) نشره محققا تورنبرغ.
(2)
في الأصل: دكينا وهو تحريف والتصحيح من الذيل ص 69.
ومنهم:
32 -
الوزير الرئيس
أبو علي الحسين (1) بن عبد الله بن سينا (2)
قال في كتاب (نرجس القلوب)(3): اشتغل بالعلوم وحصّل الفنون ولما بلغ عشر سنين من عمره كان قد أتقن علم القرآن العزيز والأدب وشيئا من أصول الدين والجبر والمقابلة، ثم اشتغل بعلم المنطق وإقليدس حتى فاقه وفهمه وفتح عليه أبواب العلوم، ثم رغب في علم الطب وتأمله حتى فاق فيه الأوائل وأصبح فيه عديم القرين وكان سنّه نحو ستة عشر سنة. ولم يستكمل ثمانية عشر سنة من عمره إلاّ وقد فرغ من تحصيل العلوم بأسرها وتولى الوزارة لشمس الدولة وكان على زيّ الفقهاء يلبس الطيلسان وله أشعار منها قوله:
اجعل غذاك كل يوم مرّة
…
واحذر طعاما قبل هضم طعام
(1) في الأصل: الحسن تبع بذلك القرشي، وقد أجمعت باقي المصادر على ما أثبت.
(2)
ترجمته في أخبار العلماء 268، والجواهر المضية للقرشي 2/ 63، وخزانة الأدب 11/ 165، وسير أعلام النبلاء 17/ 531، وانظر حاشيته.
(3)
لأبي الفرج بن الجوزي كتاب (نرجس القلوب) لعله هذا.
واحفط منيك ما استطعت فإنه
…
ماء الحياة يراق في الأرحام
انتهى.
قلت: الأشبه أن هذين البيتين للحارث بن كلدة.
وقال القرشي في طبقاته (1): هو أحد فلاسفة المسلمين. كان أبوه من أهل بلخ وانتقل منها إلى بخارى وتولى العمل بقرية من ضياع بخارى وولد الرئيس أبو علي بها ثم انتقل بعد ذلك في البلاد واشتغل بالعلوم وحصل الفنون. وكان نادرة عصره في علمه وذكائه وتصانيفه منها:
الشفاء (2). وتلمذ للإمام أبي بكر بن الإمام أبي عبد الله محمد الزاهد الحنفي وعليه تفقه وانتفع به.
قال ابن ماكولا (3) عن الإمام أبي بكر الزاهد: له كرامات مشهورة ورأيت ديوان شعره وأكثره بخط تلميذه ابن سينا.
ولابن سينا القصيدة المشهورة الطنّانة في النفس أولها:
هبطت إليك من المحلّ الأرفع
…
ورقاء ذات تعزّز وتمنّع
وهي ستة عشر بيتا وولع الناس بشرحها.
(1) انظر الجواهر المضية في طبقات الحنفية 2/ 63، والقرشي هو محيي الدين أبو محمد عبد القادر بن محمد بن نصر الله المتوفى سنة 775 هـ، وهو مؤرخ ومحدث وفقيه. ترجمته في الفوائد البهية للكنوي ص 99، والأعلام 4/ 42.
(2)
طبع، انظر عنه ذخائر التراث العربي 1/ 145.
(3)
هو أبو نصر علي بن هبة الله بن علي بن جعفر محدث ومؤرخ اختلف في وفاته أو قتله والأكثرون على أنها سنة 475 هـ. ترجمته في الأعلام 5/ 30، والمنظم 9/ 5، والنص لم أجده في الإكمال وهو موجود في الجواهر المضية 1/ 258، والأنساب 1/ 325، وانظر الإكمال 1/ 483.
وولد في سنة سبعين وثلاثمائة وتوفي بهمذان سنة ثمان وعشرين وأربعمائة. انتهى.
وسماه في تاج التراجم (1) بالحسين بالياء المثناة تحت وهو خطأ (2) وصنّف ما يقارب مائة مصنف منها كتاب (النجاة)، وكتاب (الإشارات)، وكتاب (الفيض)، وكتاب (القانون)، و (ميزان النظر)، ورسالة (حي بن يقظان)، ورسالة (سلامان)(3)، ورسالة (الطير)(4) ونظم في الفنون [ك](5) الطب وغيره، ويقال إنه تاب في مرض موته، وتصدق بما معه، وردّ المظالم على من عرفه، وأعتق مماليكه، وجعل يختم في كل ثلاثة أيام ختمة، ومات يوم الجمعة في رمضان. انتهى.
ووجد بخطّه قال بعضهم لعلي بن الحسين رضي الله عنهما: إنك أبرّ الناس بوالدتك ولسنا نراك تأكل معها في صحفة واحدة؟ فقال: إني أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها فأكون قد عققتها، وقال أبيّ بن كعب: من جلب إلى أبويه الشّتم فقد عقهما، وأنشد:
وما عقّ مولود من الناس والدا
…
عقوق الذي يجني لوالده الشّتما
…
(1) لزين الدين أبو العدل قاسم بن قطلوبغا بن عبد الله الحنفي المؤرخ المتوفى سنة 879 هـ ترجمته في الضوء اللامع 6/ 184 وقد طبع أخيرا هذا الكتاب طبعة صحيحة وكاملة بتحقيق الأستاذ إبراهيم صالح في دار المأمون سنة 1412 هـ. والنص في ص 92.
(2)
بل هو الصحيح وإليه ذهب أكثر المؤرخين، ولم يشذ إلاّ القرشي في جواهره.
(3)
في الأصل: سليمان وهو تحريف.
(4)
عن مؤلفاته انظر (مؤلفات ابن سينا) لجورج قنواتي.
(5)
ساقطة من الأصل.