المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌26 - محمد بن محمد بن الحسنالعلامة نصير الدين أبو عبد الله الطوسي - إنباء الأمراء بأنباء الوزراء

[ابن طولون]

فهرس الكتاب

- ‌ترجمة المؤلف

- ‌اسمه ونسبه ومولده:

- ‌شيوخه:

- ‌مؤلفاته:

- ‌تلاميذه:

- ‌مكانته العلمية وأراء العلماء فيه:

- ‌بعض الأمور المتصلة بحياته:

- ‌وصف المخطوطة

- ‌[مقدمة المؤلف]

- ‌1 - أبو المواهب القميّ

- ‌2 - الوزير أبو الحسن القاسمابن عبيد الله بن سليمان بن وهب

- ‌3 - يحيى بن خالد بن برمك

- ‌4 - الفضل بن يحيى بن خالد

- ‌5 - جعفر بن يحيى بن خالد

- ‌6 - الحسن بن سهل

- ‌7 - الوزير حامد بن العباس

- ‌8 - الوزير أبو علي محمد بن علي بن مقلة

- ‌11 - الوزير الأفضل بن بدر الجمالي

- ‌12 - الوزير المهلّبي

- ‌13 - الوزير ابن هبيرة

- ‌14 - الوزير أبو الفرج يعقوب ابن كلّس

- ‌15 - الوزير مؤيد الدين الطغرائي

- ‌16 - إبراهيم الوزير الصاحب شمس الدينالمعروف بكاتب أرنان

- ‌17 - عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الوزير الصاحبعلم الدين بن تاج الدين الشهير بابن زنبور

- ‌18 - الوزير الأجل جلال الإسلامالحسن ابن القاضي ثقة الدين ابن أبي كدينة

- ‌19 - وزير الوزراء ذو الرئاستين قطب الدولةأبو الحسن علي بن جعفر بن فلاح

- ‌20 - محمد بن علي الوزير بن الأمير علاء الدينالملقب بسعد الدين السّاوجي العجمي

- ‌21 - محمد بن عبد الله بن سعيدابن عبد الله بن سعيد بن أحمد بن علي

- ‌22 - محمد بن عثمان بن أبي الرجاءالصاحب شمس الدين التّنوخي الدمشقيالتاجر المعروف بابن السّلعوس

- ‌26 - محمد بن محمد بن الحسنالعلاّمة نصير الدين أبو عبد الله الطوسي

- ‌27 - عبد الله بن علي بن الحسين بن عبدالخالق بن الحسين بن الحسن بن منصورالصاحب الوزير الكبير صفي الدينأبو محمد الشيبي المصري الدّميريالمالكي المعروف بابن شكر

- ‌29 - الوزير أبو المظفّرعبيد الله بن يونس بن أحمد الحنبلي

- ‌30 - الوزير ناصر بن مهدي

- ‌31 - الوزير شرف الدين عبد المحسنابن إسماعيل بن محمود المحلي الفلكي

الفصل: ‌26 - محمد بن محمد بن الحسنالعلامة نصير الدين أبو عبد الله الطوسي

ومنهم:

‌26 - محمد بن محمد بن الحسن

العلاّمة نصير الدين أبو عبد الله الطوسي

(1)

العجمي الفيلسوف، صاحب العلوم الرياضية والرصد. كان رأسا في علوم الأوائل لا سيما في الأرصاد (2) والمجسطي.

قرأ على العين سالم بن بدران المصري المعتزلي الرافضي وعلى الشيخ كمال الدين بن يونس الموصلي، وكان يعمل الوزارة لهلاكو من غير أن يدخل يده في الأموال. واحتوى على عقل هلاكو حتى صار لا يسافر ويركب إلاّ في وقت يأمره به، وكان ذا حرمة وافرة ومنزلة عالية عند هلاكو.

قيل: إن سبب اتصاله بهلاكو، أن هلاكو كان ينكر هذا العلم ويحط

(1) ترجمته في الوافي 1/ 179، وفوات الوفيات 3/ 246، والعبر 5/ 300، والبداية والنهاية 13/ 267، وشذرات الذهب 5/ 339، ومختصر الدول 500، والمختصر في أخبار البشر 4/ 8، ومفتاح السعادة 1/ 294، والكنى والألقاب 3/ 250.

(2)

في الأصل: الإرشاد، والتصحيح من الوافي.

ص: 97

عليه وقبض على نصير الدين هذا وأمر بقتله بعد أن قال له: أنت تطلع إلى السماء؟ فقال له: لا، فقال: ينزل عليك ملك يخبرك؟ فقال له: لا، فقال هلاكو: فمن أين تعرف؟ قال نصير الدين: بالحساب، فقال: تكذب، أرني من معرفتك ما أصدقك به. وكان هلاكو جاهلا قليل المعرفة فقال له نصير الدين: في الليلة الفلانية في الوقت الفلاني يخسف القمر فقال هلاكو: احبسوه، إن صدق أطلقناه وأحسنّا إليه وإن كذب قتلناه. فحبس إلى الليلة المذكورة فخسف القمر خسوفا بالغا فاتفق أن هلاكو تلك الليلة غلب عليه السّكر فنام ولم يجسر أحد على انتباهه فقيل لنصير الدين ذلك فقال نصير الدين: إن لم ير القمر بعينه وإلاّ فغدا أنا مقتول لا محالة وفكر ساعة ثم قال للمغل: دقوا على الطاسات وإلاّ يذهب قمركم إلى يوم القيامة فشرع كل واحد يدق على طاسته فعظمت الغوغاء فانتبه هلاكو بهذه الحيلة ورأى القمر قد خسف فصدق وآمن به وكان ذلك سببا لاتصاله بهلاكو.

قلت: ومن ثم صار الدق على النحاس إذا خسف القمر ولم يكن له سبب غير ما ذكرناه. انتهى.

وكان نصير الدين هذا ذا عقل وحدس صائب وهو الذي عمل الرصد العظيم بمدينة مراغة واخذ في ذلك قبّة وخزانة عظيمة وملأها من الكتب التي نهبت من بغداد والشام والجزيرة حتى تجمع فيها زيادة على أربعمائة ألف مجلد وقرر بالرصد المنجمين والفلاسفة والفضلاء. وكان حسن الصورة سمحا كريما جوادا حسن العشرة غزير الفضائل جليل القدر ذا هيبة.

ص: 98

قال ابن كثير (1): حكي أنه لما أراد العمل للرصد رأى هلاكو ما يصرف عليه فقال له: هذا العلم المتعلق بالنجوم أيدفع ما قدر أن يكون؟ فقال له الطوسي: أنا أضرب لمنفعته مثلا، القان يأمر من يطلع إلى أعلا هذا المكان ويدعه يرمي من أعلاه طست نحاس كبير من غير أن يعلم به أحد ففعل ذلك فلما وقع كان له وقعة هائلة روّعت كل من هناك وكاد بعضهم يصعق، وأما هو وهلاكو فإنهما ما تغيّر عليهما شيء/لعلمهما بأن ذلك يقع، فقال له: هذا العلم النجومي له هذه الفائدة يعلم فيه المحدث فيه ما يحدث فلا يحصل له من الروعة ولا الاكتراث ما يحصل للذاهل الغافل عنه، فقال هلاكو: لا بأس بهذا وأمره بالشروع فيه انتهى.

وقال غيره: ومن عقله وعلمه ما وقع له بأن حضرت إليه من شخص من جمله ما فيها: يقول له (2) يا كلب يا ابن كلب!! فكان جواب الطوسي له: وأما قوله كذا فليس بصحيح لأن الكلب من ذوات الأربع وهو نابح طويل الأظفار، وأما أنا فمنتصب القامة بادي البشرة، عريض الأظفار ناطق ضاحك فهذه الفصول والخواص غير تلك الفصول والخواص وأطال في نقض ما قاله بتأن غير منزعج، ولم يقل في الجواب كلمة قبيحة.

وكان كثير الخير لا سيما للشيعة والعلويين وغيرهم، وكان يبرهم ويقضي أشغالهم ويحمي أوقافهم من أعوان هلاكو فإنه كان هو المشار إليه

(1) هو إسماعيل أبو الفداء بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي المؤرخ والمفسر والمحدث الشهير المتوفى سنة 774 هـ، ترجمته في البدر الطالع 1/ 153، ولم أجد هذا النص في البداية والنهاية، ووجدت ترجمة النصير الطوسي في البداية 13/ 267.

(2)

في الأصل: لك.

ص: 99

في مملكة هلاكو وهو المتكلم في جميع الأمور وكان مع ذلك فيه تواضع وحسن ملتقى. انتهى.

وقال الشيخ شمس الدين (1): قال حسن بن أحمد الحكيم: سافرت إلى مراغة وتفرجت في هذا الرصد ومتوليه صدر الدين علي بن الخواجا نصير الدين الطوسي، وكان شابا فاضلا في التنجيم والشعر الفارسي وصادفت شمس الدين محمد بن المؤيد الفرضي وشمس الدين الشيرواني والشيخ كمال الدين الأيكي وحسام الدين الشامي فرأيت فيه من آلات الرصد شيئا كثيرا منها ذات الحلق وهي خمس دوائر متخذة من نحاس الأولى دائرة نصف النهار وهي مركوزة على الأرض، والثانية [د](2) ائرة معدل النهار، والثالثة دائرة منطقة البروج، والرابعة دائرة العرض، والخامسة دائرة الليل، ورأيت الدائرة الشمسية يعرف بها سمت الكواكب وأسطرلابا يكون سعة قطره ذراعا، وأسطرلابان أخر. قلت: وقد فعل ألوغ بك بن شاه رخ بن تيمور رصدا بسمرقند، وحكم عليه قبل موته في حدود الخمسين وثمانمائة. انتهى.

ومن مصنفات الطوسي: كتاب (المتوسطات (3) بين الهندسة والهيئة) وهو جيد إلى الغاية ومقدم في الهيئة، وكتاب وضعه للنصيرية، واختصر (المحصل) للإمام فخر الدين (4) وزاد فيه، وشرح (الإشارات) ورد فيه

(1) الذهبي.

(2)

ساقطة من الأصل.

(3)

في الأصل: الوسطات، والتصحيح من الوافي.

(4)

أي الرازي وهو محمد بن عمر المتوفى سنة 606 هـ. صاحب مفاتيح الغيب.

ص: 100

على الإمام فخر الدين في شرحه، وقال: هذا جرح ما هو شرح، وقال فيه: إني حررته في عشرين سنة، وناقض فخر الدين كثيرا.

وله (التجريد في أصول الدين)، و (أوصاف الأشراف) و (قواعد العقائد) و (التلخيص في علم الكلام)، و (شرح الثمرة لبطليوس)، وكتاب (مجسطي) و (جامع الحساب في التخت والتراب)، و (الكرة والأسطوانة)(1)، و (المعطيات والظاهرات)، و (المناظر)، و (الليل والنهار)، و (الكرة المتحركة)، و (الطلوع والغروب بالقطاع)، و (الجواهر)، و (الأسطوانة)، و (الفرائض على مذهب أهل البيت)، و (تسطيح الكرة)، و (المطالع)، و (تربيع الدائرة)، و (المخروطات)، و (تعديل المعيار في نقد (2) تنزيل الأفكار)، و (بقاء النفس بعد بوار البدن)، و (الجبر والمقابلة)، و (إثبات العقل الفعال)، و (شرح مسألة العلم ومسألة الإمامة)، و (رسالة إلى نجم الدين الكاتبي في إثبات واجب الوجود)، و (حواشي على كليات القانون)، و (رسالة ثلاثون فصلا في معرفة النفوس)(3) وغير ذلك.

وله نظم بالفارسية، وتوفي في ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وستمائة ببغداد وقد أناف على الثمانين، ودفن بمشهد الكاظم.

(1) قال أقا بزرك في الذريعة إلى تصانيف الشيعة:5/ 48: جامع الحساب في التخت والتراب، والكرة والأسطوانة جعلهما كتابا واحدا.

(2)

في الأصل: بعد، والتصحيح من الوافي.

(3)

انظر عن مصنفاته: الوافي والذريعة إلى تصانيف الشيعة لأقا بزرك في حروفها.

ص: 101