الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
السّلف وَالْخلف
السّلف هم الْعلمَاء الْعُدُول الوارثون عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْحَقَائِق والمعارف والعقائد وَيُمكن أَن يُقَال هم السَّادة الأخيار إِلَى نِهَايَة الْمِائَة الثَّالِثَة من الْهِجْرَة النَّبَوِيَّة الشَّرِيفَة الْمُبَارَكَة وانْتهى إِلَيْهِ تَقْرِيبًا دور تدوين الحَدِيث الشريف وَالْكَلَام على رِجَاله وأعني بأولئك السَّادة الأخيار كبار الْأَئِمَّة الْفُقَهَاء والمحدثين والأصوليين والمفسرين وأمثالهم من عُلَمَاء الْإِسْلَام وتلامذتهم وأتباعهم فِي عصرهم وبعدهم وَعَلِيهِ الْكثير من الْعلمَاء وأتباعهم إِلَى يَوْمنَا هَذَا وَإِلَى مَا شَاءَ الله تَعَالَى
قَول السّلف فِي الصِّفَات
السّلف الصَّالح فِي حق صِفَات الله تَعَالَى طَائِفَتَانِ
قَالَت الطَّائِفَة الأولى من السّلف الأَصْل الْإِيمَان بِجَمِيعِ مَا جَاءَ من عِنْد الله تَعَالَى وَصَحَّ عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي حق صِفَات الله تَعَالَى وإمراره على مَا جَاءَ وَاعْتِبَار فهمه هُوَ قِرَاءَته وَعدم الْخَوْض فِيهِ بِشَيْء من الْكَلَام قطّ
قَالَ مُحَمَّد بن الْحسن الشَّيْبَانِيّ تلميذ الإِمَام أبي حنيفَة الثَّانِي رحمهمَا الله تَعَالَى اتّفق الْفُقَهَاء كلهم من الشرق إِلَى الغرب على الْإِيمَان بِالصِّفَاتِ من غير تَفْسِير وَلَا تَشْبِيه وَقَالَ مَا وصف الله تَعَالَى بِهِ نَفسه فقراءته تَفْسِيره ذكره اللالكائي فِي شرح السّنة
وَذكر الْبَيْهَقِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى إِسْحَاق بن مُوسَى الْأَنْبَارِي قَالَ سَمِعت سُفْيَان بن عُيَيْنَة يَقُول مَا وصف الله تبارك وتعالى بِهِ نَفسه فِي كِتَابه فقراءته تَفْسِيره لَيْسَ لأحد أَن يفسره بِالْعَرَبِيَّةِ وَلَا بِالْفَارِسِيَّةِ وَلما سُئِلَ الإِمَام أَحْمد رَحمَه الله تَعَالَى عَن حَدِيث الرُّؤْيَة وَالنُّزُول وَنَحْو ذَلِك قَالَ نؤمن بهَا ونصدق بهَا وَلَا كَيفَ وَلَا معنى شرح السّنة للالكائي
قَالَ عبد الْملك بن وهب كُنَّا عِنْد مَالك بن أنس رَحمَه الله تَعَالَى فَدخل عَلَيْهِ رجل
كَالْعلمِ تعين حمله عَلَيْهِ وَإِن احْتمل مَعَاني تلِيق بجلاله تَعَالَى فَهَذَا مَحل الْكَلَام بَين قَول السّلف والتأويل كَمَا تقدم
وَقد رَجَعَ قوم التَّأْوِيل لوجوه
الأول: أَنا إِذا ركعنا الْأَلْسِنَة عَن الْخَوْض فِيهِ وَلم نتبين مَعْنَاهُ فَكيف بكف الْقُلُوب عَن عرُوض الوساوس وَالشَّكّ وَسبق الْوَهم إِلَى مَالا يَلِيق بِهِ تَعَالَى
الثَّانِي أَن انبلاج الصُّدُور بِظُهُور الْمَعْنى وَالْعلم بِهِ أولى من تَركه بصدد عرُوض الوساوس وَالشَّكّ وَمن ذَا الَّذِي يملك الْقلب مَعَ كَثْرَة تقلبه
الثَّالِث أَن الِاشْتِغَال بِالنّظرِ الْمُؤَدِّي إِلَى الصَّوَاب وَالْعلم أولى من الْوُقُوف مَعَ الْجَهْل مَعَ الْقُدْرَة على نَفْيه
الرَّابِع أَن السُّكُوت عَن الْجَواب إِن اكْتفي بِهِ فِي حق الْمُؤمن الْمُسلم الْمُوفق والعامي فَلَا يَكْتَفِي بِهِ فِي جَوَاب المنازع من مُبْتَدع أَو كَافِر أَو مصمم على التَّشْبِيه والتجسيم
الْخَامِس أَن السُّكُوت مُنَاقض لقَوْله تَعَالَى {هَذَا بَيَان للنَّاس} وَقد جَاءَكُم