الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِهِ جِهَة الْعُلُوّ أَي فَوق العماء بالقهر وَالتَّدْبِير لَا بِالْمَكَانِ
وَأما بِالْقصرِ قَالَ التِّرْمِذِيّ عَن يزِيد بن هَارُون أَنه قَالَ الْعَمى أَي لَيْسَ مَعَه شَيْء
فَالْمُرَاد أَنه كَانَ وَحده وَلَا شَيْء مَعَه وَيدل عَلَيْهِ حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن الثَّابِت فِي الصَّحِيح كَانَ الله وَلم يكن شَيْء غَيره وَرُوِيَ وَلَا شَيْء مَعَه فَشبه عدم الْأَشْيَاء بالعمى لِأَن الْأَعْمَى لَا يرى شَيْئا وَكَذَلِكَ الْمَعْدُوم لَا يرى
وَنفي التَّحْتِيَّة والفوقية فِي الْعَمى بقوله مَا تَحْتَهُ هَوَاء يَعْنِي لَيْسَ تَحت الْمَعْدُوم الْمعبر عَنهُ بالعمى هَوَاء وَلَا فَوْقه هَوَاء لِأَن ذَلِك الْمَعْدُوم لَا شَيْء فَلم يكن لَهُ تَحت وَلَا فَوق بِوَجْه
الحَدِيث الثَّانِي
مَا رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ رَأَيْت رَبِّي فِي أحسن صُورَة إِلَى قَوْله فَوضع يَده بَين كَتِفي فَوجدت بردهَا بَين ثديي فَعلمت مَا فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض
هَذَا حَدِيث ضَعِيف جدا قَالَ الإِمَام أَحْمد أصل هَذَا الحَدِيث وطرقه مضطربة وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كل أسانيده مضطربة لَيْسَ فِيهَا صَحِيح وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ وَرُوِيَ من أوجه كلهَا ضَعِيفَة
وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَلَا يعْتَمد عَلَيْهِ وَلَا يحل التَّمَسُّك بِهِ فِي صِفَات الْبَارِي تَعَالَى وَبِتَقْدِير ثُبُوته فَإِن لَهُ أجوبة
الأول لَعَلَّه كَانَ فِي النّوم والمنامات أَوْهَام وتخيلات جعلهَا الله دَلِيلا على مَا كَانَ أَو يكون والتخيلات والأوهام لَيست حقائق فِي نَفسهَا كَمَا يرى الْإِنْسَان أَنه طَار فِي الْهَوَاء وَمَشى على المَاء أَو أَنه فِي مَكَّة أَو الْهِنْد وَشبه ذَلِك فَإِن ذَلِك لَيْسَ حَقِيقَة قطعا فَإِن قيل رُؤْيا الْأَنْبِيَاء حق قُلْنَا نعم هِيَ حق وَمَعْنَاهُ أَنَّهَا حق فِي مقاصدها وتأويلاتها لَا فِي صورها فِي نَفسهَا مُطلقًا فِي جَمِيعهَا فَإِن رُؤْيا النَّبِي صلى الله عليه وسلم السوارين من الذَّهَب فِي يَدَيْهِ الكريمتين ونفخه لَهما بِفِيهِ وطيرانهما لم يكن سوارا الذَّهَب فِي يَدَيْهِ حَقِيقَة وَلَا النفخ بِفِيهِ المكرم حَقِيقَة وَإِنَّمَا كَانَ الْحق والحقيقة فِي تَأْوِيل ذَلِك وَلذَلِك كَانَ كَذَلِك
الثَّانِي لَو سلم أَنه كَانَ فِي الْيَقَظَة فَقَوله فِي أحسن صُورَة حَال من الرَّائِي