الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التناقص على الله تَعَالَى وَثُبُوت صفة النَّقْص للدجال فصفة النَّقْص دَلِيل على عدم ربوبيته وَبطلَان قَوْله
وَلَيْسَ المُرَاد إِثْبَات الْجَارِحَة للرب تَعَالَى
وَجعل بعض الْحَنَابِلَة ذَلِك من بَاب دَلِيل الْخطاب وَأثبت الْجَارِحَة لرب الْعِزَّة سبحانه وتعالى عَن سمات المخلوقين وَهُوَ تجسيم مِنْهُم وتجرؤ على الله تَعَالَى وَخطأ فِي الإستدلال
فَإنَّا إِذا قُلْنَا الْقَمَر لَيْسَ بأعور لم يلْزم مِنْهُ أَن يكون لَهُ عينان
وَدَلِيل الْخطاب لَيْسَ بِحجَّة عِنْد أَكثر عُلَمَاء الْأُصُول فِي الْفُرُوع فَكيف يحْتَج بِهِ فِي صِفَات الرب تَعَالَى
الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ
عَن أبي رزين الْعقيلِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن الله لَا ينَام وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَن ينَام يخْفض الْقسْط وَيَرْفَعهُ يرفع إِلَيْهِ عمل اللَّيْل قبل عمل النَّهَار وَعمل النَّهَار قبل عمل اللَّيْل حجابه النُّور وَفِي رِوَايَة النَّار لَو كشفه لأحرقت سبحات وَجهه مَا انْتهى إِلَيْهِ بَصَره من خلقه
وَقَوله حجابه النُّور اعْلَم أَن كل مَا جَاءَ فِي الحَدِيث من الْحجاب أَو الْحجب فَمَعْنَاه رَاجع إِلَى الْمَخْلُوق لَا إِلَى الْخَالِق تَعَالَى لأَنهم هم المحجوبون عَنهُ بحجاب خلقه لَهُم
وَأما الرب تَعَالَى فيستحيل أَن يكون محتجبا أَو محجوبا لِأَن الْحجاب أكبر من المحجوب وَإِلَّا لم يستره وأصل الْحجب الْمَنْع وَمعنى حجب الْكَافرين عَن رُؤْيَته مَنعهم من رُؤْيَته
ويروي أَن رجلا قَالَ بِحَضْرَة عَليّ رضي الله عنه لَا وَالَّذِي احتجب بسبعة أطباق فَقَالَ وَيحك إِن الله لَا يحتجب عَن خلقه وَلَكِن حجب خلقه عَنهُ وأضافه إِلَيْهِ لِأَنَّهُ خلقه وَجعله
وَقَوله لَو كشفه لأحرقت سبحات وَجهه مَا انْتهى إِلَيْهِ بَصَره من خلقه أَي لأحرقت سبحات وَجهه تَعَالَى من أدْركهُ بَصَره من خلقه
وسبحات جمع سبْحَة وَهِي جلال الله تَعَالَى وعظمته وَقيل أضواء وَجهه