الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَلَا يَصح هَذَا الحَدِيث عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي رُوَاته الْوَلِيد بن أبي ثَوْر قَالَ يحيى ابْن معِين هُوَ كَذَّاب وَلَو ثَبت كَانَ مَعْنَاهُ فوقية الْقَهْر وَالْغَلَبَة وَالْقُدْرَة والاستيلاء لَا فوقية الْجِهَة لدلَالَة الْعقل على الرَّد على ذَلِك
الحَدِيث السَّادِس عشر
يرْوى عَن أبي هُرَيْرَة فِيهِ ذكر مساحة مَا بَيْننَا وَبَين السَّمَاء وَمَا بَينهَا وَالثَّانيَِة وَهَكَذَا إِلَى الْعَرْش ومساحة الأَرْض وَالَّتِي تحتهَا وَمَا بَينهمَا وَجعل مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض خَمْسمِائَة عَام وغلظها فِي خَمْسمِائَة عَام وَكَذَا جعل غلظ الأَرْض خَمْسمِائَة عَام وَبَين الَّتِي تحتهَا خَمْسمِائَة عَام وَفِي آخِره لَو دليتم حبلا إِلَى الأَرْض لهبط على الله ويروي ذَلِك عَن ابْن مَسْعُود وَلَكِن فِي العمق خَاصَّة
هَذَا حَدِيث ضَعِيف مُنكر لَا يَصح عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وحاشا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن يَقُوله
وَيَردهُ الدَّلِيل الْعقلِيّ الْقَاطِع وَالله لرِوَايَة أبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ لَهُ أعجب عِنْدِي من وَاضعه فَإِن الصَّادِق المصدوق الَّذِي لَا ينْطق عَن الْهوى أجل من أَن يَجْعَل مسيرَة سَبْعَة آلَاف سنة لما قَامَ الدَّلِيل الْعقلِيّ الْقَاطِع الْمشَاهد بالحس أَن مسيرته على خطّ متسق بسير
السائر المعتدل سنة وَاحِدَة أَو أقل مِنْهَا قَلِيلا وَهُوَ قطر الأَرْض من سطحها الَّذِي يَلِي الْهَوَاء إِلَى سطحها الَّذِي يَلِي المَاء وَهَذَا يعرفهُ وَيقطع بِهِ من علم علم الْهَيْئَة ويدركه بحقيقته أَيْضا من سَافر من الشَّام أَو مصر أَو الْعرَاق إِلَى مَكَّة بحاسة النّظر وَالْعقل إِذا شَرحه لَهُ عَالم بذلك وَبَين لَهُ بِالْمُشَاهَدَةِ
وَلَقَد اعْتبرت ذَلِك فِي سَفَرِي إِلَى الْحجاز غير مرّة
ثمَّ إِنَّه فِي حَدِيث الْعَبَّاس الَّذِي قبل هَذَا جعل بَين كل سَمَاء وسماء إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاثًا وَسبعين سنة وَفِي سنَن ابْن مَاجَه قريب من ذَلِك
فَلْينْظر النَّاظر مَا بَين هَاتين الرِّوَايَتَيْنِ من التَّفَاوُت الْعَظِيم وليستدل بِهِ على مَا أحدثه الجهلة وَأهل الْبدع والزنادقة وأعداء الدّين من الْكَذِب على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ليقدحوا بذلك فِي الدّين وليضعوا بذلك رُتْبَة أهل الحَدِيث عِنْد الْعُقَلَاء وَأهل النّظر