الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَحَدِيث النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَقسَام صَحِيح وَحسن وَضَعِيف
والضعيف مِنْهُ مَوْضُوع مفترى وَمِنْه ضَعِيف لخلل فِي سَنَده أَو مَتنه
وَضعف الضَّعِيف كَاف فِي رد مَعْنَاهُ لَكِن تعرضنا لتأويلها على تَقْدِير صِحَّتهَا أَو للْحَاجة إِلَيْهِ عِنْد من لَا يعرف صنفها فَيَسْبق ذهنه إِلَى اعْتِقَاد ظواهرها
وَقد بدأت بِذكر الصَّحِيح مِنْهَا
الحَدِيث الأول فِي ذكر الصُّورَة
عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا قَاتل أحدكُم أَخَاهُ فليجتنب الْوَجْه رَوَاهُ البُخَارِيّ وَزَاد مُسلم فَإِن الله خلق آدم على صورته
وَفِي كتاب ابْن خُزَيْمَة لَا يَقُولَن أحدكُم لعَبْدِهِ قبح الله وَجهك وَوجه من اشبهك فَإِن الله خلق آدم على صورته
وَاخْتلف الْعلمَاء فِيمَن يعود الضَّمِير فِي صورته إِلَيْهِ
فَقيل هُوَ عَائِد إِلَى الْمَضْرُوب أَو المشتوم وَهُوَ الْأَقْرَب
وَأَصله أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم مر بِرَجُل يضْرب آخر على وَجهه فَقَالَ ذَلِك حثا على احترام الْوَجْه لما فِيهِ من الْمَنَافِع والحواس وَخص آدم عليه السلام بِالذكر لِأَنَّهُ أول من خلق على هَذِه الصُّورَة
وَقيل أَشَارَ بذلك إِلَى أَن آدم على صُورَة بنيه لَا كَمَا يُقَال عَنهُ من عظم الجثة وَطول الْقَامَة إِلَى السَّمَاء وَشبه ذَلِك
وَقيل الضَّمِير عَائِد إِلَى آدم وَمَعْنَاهُ أَن الله تَعَالَى ابْتَدَأَ خلقه بشرا تَاما على صورته من غير نقل من نُطْفَة إِلَى علقَة إِلَى مُضْغَة كَغَيْرِهِ من بنيه فَيكون المُرَاد الْحَث على حرمتهَا
وَيُؤَيّد هَذَا التَّأْوِيل قَوْله تَعَالَى {خلقه من تُرَاب ثمَّ قَالَ لَهُ كن فَيكون}
وَقيل إِشَارَة إِلَى أَن آدم وَإِن خَالف وَعصى بعد كَرَامَة الله تَعَالَى لَهُ فَإِن الله لم يُغير صورته لما أهبطه من الْجنَّة كَمَا غير صُورَة إِبْلِيس والحية والطاووس بل ابقاه على صورته رَحْمَة ولطفا بِهِ وكرامة
فَإِن قيل فقد رُوِيَ فِي بعض طرق الحَدِيث على صُورَة الرَّحْمَن
قُلْنَا هَذِه الرِّوَايَة ضَعِيفَة جدا وضعفها الْأَئِمَّة وأرسلها الثَّوْريّ ورفعها الْأَعْمَش وَكَانَ يُدَلس أَحْيَانًا إِذا لم يُصَرح بِالسَّمَاعِ
وَأَيْضًا فَيحْتَمل أَن يكون بعض الروَاة توهم عود الضَّمِير إِلَى الله تَعَالَى فَرَوَاهُ بِالْمَعْنَى على زَعمه واعتقاده فَأَخْطَأَ وَأَيْضًا فَفِي رُوَاته حبيب بن ابي ثَابت وَكَانَ يُدَلس وَلم يُصَرح بِسَمَاعِهِ عَن عَطاء
وَبِتَقْدِير صِحَّته وعود الضَّمِير إِلَى الله تَعَالَى فَقيل المُرَاد بالصورة الصّفة أَي على صفته من الْعلم والإرادة والسلطة بِخِلَاف سَائِر حيوانات الأَرْض وميزه بهَا وميزه على الْمَلَائِكَة بسجودهم لَهُ فَيكون المُرَاد بذلك تشريف آدم كَمَا تقدم ذَلِك
وَفِي هَذَا الْجَواب نظر لِأَن ذَلِك لَا يخْتَص بِالْوَجْهِ وَقيل وَهُوَ الْأَقْرَب إِن الْإِضَافَة إِضَافَة الْملك والخلق لِأَنَّهُ الَّذِي خلق صُورَة آدم وَهُوَ مَالِكهَا ومخترعها كَمَا قَالَ تَعَالَى {هَذَا خلق الله} وَذَلِكَ لِأَن الصّفة كَمَا يَصح اضافتها إِلَى الْمَوْصُوف يَصح إضافتها إِلَى خَالِقهَا وموجدها تَشْرِيفًا لَهَا وتكريما
وَمن قَالَ بِأَن لله تَعَالَى صُورَة وَخلق آدم عَلَيْهَا فمردود عَلَيْهِ لما فِيهِ من التجسيم
وَكَذَلِكَ من قَالَ صُورَة لَا كالصور