الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للشَّيْخ الدكتور مُحَمَّد سعيد البوطي وأمثالها مِمَّا ذكرت كمراجع فِي هَذِه الْمُقدمَة وَفِي ثنايا التَّعْلِيق على الْكتاب وَالله يتولانا بحفظه وتوفيقه حَتَّى نَلْقَاهُ وَهُوَ عَنَّا رَاض
جماع ابواب إِثْبَات صِفَات الله عز وجل
وأختم هَذَا التَّمْهِيد بَين يَدي إِيضَاح الدَّلِيل فِي قطع حجج أهل التعطيل بِكَلِمَة جَامِعَة للْإِمَام الْبَيْهَقِيّ فِي كِتَابه الْجَامِع النافع الْأَسْمَاء وَالصِّفَات
قَالَ رَحمَه الله تَعَالَى جماع أَبْوَاب إِثْبَات صِفَات الله عز وجل
وَفِي إِثْبَات أَسْمَائِهِ إِثْبَات صِفَاته لِأَنَّهُ إِذا ثَبت كَونه مَوْجُودا فوصف بِأَنَّهُ حَيّ فقد وصف بِزِيَادَة صفة على الذَّات هِيَ الْحَيَاة فَإِذا وصف بِأَنَّهُ قَادر فقد وصف بِزِيَادَة صفة هِيَ الْقُدْرَة وَإِذا وصف بِأَنَّهُ عَالم فقد وصف بِزِيَادَة صفة هِيَ الْعلم كَمَا إِذا وصف بِأَنَّهُ خَالق فقد وصف بِزِيَادَة هِيَ صفة الْخلق وَإِذا وصف بِأَنَّهُ رَازِق فقد وصف بِزِيَادَة صفة هِيَ الرزق وَإِذا وصف بِأَنَّهُ محيي فقد وصف بِزِيَادَة صفة هِيَ الْإِحْيَاء إِذْ لَوْلَا هَذِه الْمعَانِي لاقتصر فِي أَسْمَائِهِ على مَا ينبىء عَن وجود الذَّات فَقَط ثمصفات الله عز اسْمه قِسْمَانِ أَحدهمَا صِفَات ذَاته هِيَ مَا اسْتَحَقَّه فِيمَا لم يزل وَلَا يزَال وَالْآخر صِفَات فعله وَهِي مَا اسْتَحَقَّه فِيمَا لَا يزَال دون الْأَزَل فَلَا يجوز وَصفه إِلَّا بِمَا دلّ عَلَيْهِ كتاب الله تَعَالَى أَو سنة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَو أجمع عَلَيْهِ سلف هَذِه الْأمة
ثمَّ مِنْهُ مَا اقترنت بِهِ دلَالَة الْعقل كالحياة وَالْقُدْرَة وَالْعلم والإرادة والسمع وَالْبَصَر وَالْكَلَام وَنَحْو ذَلِك من صِفَات ذَاته وكالخلق والرزق والإحياء والإماتة وَالْعَفو والعقوبة وَنَحْو ذَلِك من صِفَات فعله
وَمِنْه مَا طَرِيق إثْبَاته وُرُود خبر الصَّادِق بِهِ فَقَط كالوجه وَالْيَدَيْنِ وَالْعين فِي صِفَات ذَاته وكالاستواء على الْعَرْش والإتيان والمجيء وَالنُّزُول وَنَحْو ذَلِك من صِفَات فعله فنثبت هَذِه الصِّفَات لَو ورد الْخَبَر بهَا على وَجه لَا يُوجب التَّشْبِيه ونعتقد فِي
صِفَات ذَاته أَنَّهَا لم تزل مَوْجُودَة بِذَاتِهِ وَلَا تزَال مَوْجُودَة بِهِ وَلَا نقُول فِيهَا إِنَّهَا هُوَ وَلَا غَيره وَلَا هُوَ هِيَ وَلَا غَيرهَا
وَللَّه تَعَالَى أَسمَاء وصفات يَسْتَحِقهَا بِذَاتِهِ إِلَّا أَنَّهَا زِيَادَة صفة على الذَّات كوصفنا إِيَّاه بِأَنَّهُ إِلَه عَزِيز مجيد جليل عَظِيم ملك جَبَّار متكبر شَيْء قديم وَالِاسْم والمسمى فِيهَا وَاحِد
ونعتقد فِي صِفَات فعله أَنَّهَا بَائِنَة عَنهُ سُبْحَانَهُ وَلَا يحْتَاج فِي فعله إِلَى مُبَاشرَة {إِنَّمَا أمره إِذا أَرَادَ شَيْئا أَن يَقُول لَهُ كن فَيكون}
وَنحن نشِير فِي إِثْبَات صِفَات الله تَعَالَى ذكره إِلَى مَوْضِعه من كتاب الله عز وجل وَمِنْه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَإِجْمَاع سلف هَذِه الْأمة على طَرِيق الِاخْتِصَار ليَكُون عونا لمن يتَكَلَّم فِي علم الْأُصُول من أهل السّنة وَالْجَمَاعَة وَلم يتبحر فِي معرفَة السّنَن وَمَا يقبل مِنْهَا وَمَا يرد من جِهَة الْإِسْنَاد
وَالله يوفقنا لما قصدناه ويعيننا على طلب سَبِيل النجَاة بفضله وَرَحمته