المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌قصيدة كعب بن زهير - ثلاثية البردة بردة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

[حسن حسين]

الفصل: ‌قصيدة كعب بن زهير

[النصوص الكاملة للقصائد الثلاث]

‌قصيدة كعب بن زهير

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

متيم أثرها لم يفد مكبول

وما سعاد غداة البين اذ رحلوا

إلا أغن غضيض الطرف مكحول

هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة

لا يشتكي قصر منها ولا طول

تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت

كأنه منهل بالراح معلول

شجت بذي شبم من ماء محنية

صاف بأبطح أضحى وهو مشمول

تنفي الرياح الذي عنه وأترفه من

صوب سارية بيض يعاليل

فيالها خلة لو أنها صدقت

بوعدها أو لو أن النصح مقبول

لكنها خلة سيط من دمها

فجع وولع واخلاف وتبديل

فما تدوم على حال تكون بها

كما تلون في أثوابها الغول

وما تمسك بالعهد الذي زعمت

إلا كما يمسك الماء الغرابيل

فلا يغرنك ما منت وما وعدت

ان الأماني والأحلام تضليل

كانت مواعيد عرقوب لها مثلا

وما مواعيدها إلا الأباطيل

أرجو وامل أن تدنو مودتها

وما أخال لدينا منك تنويل

أمست سعاد بأرض لا يبلغها

إلا العتاق النجيبات المراسيل

ولن يبلغها إلا عذافرة

فيها على الأين أرقال وتبغيل

من كل نضاخة الذفرى إذا عرقت

عرضتها طامس الاعلام مجهول

ترمي الغيوب بعيني مفرد لهق

إذا توقدت الحزان والميل

ضخم مقلدها فعم مقيدها

في خلقها عن بنات الفحل تفضيل

غلباء جناء علكوم مذكرة

في دفها سعة قدامها ميل

وجلدها من أطوم ما يؤيسه

طلح بضاحية المتنين مهزول

حرف أخوها أبوها من مهجنه

وعمها خالها قوادء شمليل

يمشي القراد عليها ثم يزلقه

منها لبان وأقراب زهاليل

عيرانة قذفت بالنحض عن عرض

مرفقها عن بنات الزور مفتول

ص: 173

كأنما فات عينيها ومذبحها

من خطمها ومن اللحين برطيل

تمر مثل عسيب النخل ذا خصل

في غارز لم تخونه الأحاليل

قنواء في حرتيها للبصير بها

عتق مبين وفي الخدين تسهيل

تخدى على يسرات وهي لاحقة

ذوابل مسهن الأرض تحليل

سمر العجايات يتركن الحصى زيما

لم يقهن رؤوس الأكم تنعيل

كأن أوب ذراعيها وقد عرقت

وقد تلفح بالقور العساقيل

يوما يظل به الحرباء مصطخدا

كأن ضاحية بالشمس مملول

وقال للقوم حاديهم وقد جنلت

ورق الجنادب يركضن الحصا قيلو

شد النهار ذرعا عيطل نصف

قامت فجاوبها نكد مثاكيل

نواحة رخوة الضبعين ليس لها

لما نعى بكرها الناعون معقول

تفرى اللبان بكفيها ومدرعها

مشقق عن تراقيها رعابيل

يسعى الوشاة جنابيها وقولهم

انك يابن أبي سلمى لمقتول

وقال كل صديق كنت أمله

لا ألهينك أني عنك مشغول

فقلت خلو سبيلي لا أبا لكم

فكل ما قدر الرحمن مفعول

كل ابن انثى وان طالت سلامته

يوما على الة حدباء محمول

أنبئت أن رسول الله أوعدني

والعفو عند رسول الله مأمول

مهلا هداك الذي أعطاك نافلة

القران فيها مواعيظ وتفصيل

لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم

أذنب ولو كثرت في الأقاويل

لقد أقوم مقاما لو يقوم به

أرى وأسمع ما لو يسمع الفيل

لظل يرعد إلا أن يكون له

من الرسول باذن الله تنويل

حتى وضعت يميني ما أنازعه

في كف ذي نقمات قيلة القيل

لذلك اهيب عندي إذا اكلمه

وقيل انك منسوب ومسئول

من ضيغم بضراء الأرض مخدرة

في بطن عثر غيل دونه غيل

يغدو فيلحم ضرغامين عيشهما

لحم من الناس معفور خراديل

إذا يساور قرنا لا يحل له

أن يترك القرن إلا وهو مغلول

ص: 174

منه تظل سباع الجو نافرة

ولا تمشي بواديه الأراجيل

ولا يزال بواديه أخو ثقة

مضرج البز والدرسان مأكول

ان الرسول لنور يستضاء به

مهند من سيوف الله مسلول

في عصبة من قريش قال قائلهم

ببطن مكة لما أسلموا زالوا

زالوا فما زال أنكاس ولا كشف

عند اللقاء ولا ميل معازيل

شم العرانين أبطال لبوسهم

من نسج داود في الهيجا سرابيل

بيض سوابغ قد شكت لها حلق

كأنها حلق القفعاء مجدول

لا يفرحون إذا نالت رماحهم

قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلوا

يمشون مشي الجمال الزهر يعصمهم

ضرب إذا عرد السود التنابيل

لا يقع الطعن إلا في نحورهم

وما لهم عن حياض الموت تهليل

ص: 175