الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نصيحة لمن يقوم
على جمعيات وهو جاهل
مداخلة: يوجد في أستراليا جمعيات إسلامية كثيرة وغير إسلامية، بمعنى اسمها غير إسلامي، إنما تسمى باسم المدينة مثلاً جمعية طرابلس وجمعية بيروت وما شابه ذلك، أو القرية التي ينتسبون إليها، ولكن القائمين عليها من أهل السنة تقليداً للآباء والأجداد، وأكثرهم يغلب عليه الجهل أو البدع أو التعصب إلى مدينته أو قريته، فما هي النصيحة التي توجهوها لنا في التعامل معهم؟
الشيخ: ما أظن هنا في هذا السؤال عندي شيء جديد نقدمه بعد أن سبق الكلام السابق في الجواب عن السؤالين المذكورين، ما دام أن هؤلاء جهلة فيجب أن يعلّموا وأن يتلطّف في أمرهم وفي تعليمهم، ولا شك أن انتساب هذه الجمعيات كل إلى بلده أو إقليمه هذا أشبه ما يكون بدعوى الجاهلية، فينبغي أن تكون هذه الأسماء لهذه الجمعيات تعبّر عن شخصية الجمعية من حيث هدفها ومن حيث دينها، ومنهجها ومخططها ونحو ذلك، أما الانتماء إلى بلد فحينذاك لا فرق بين من ينتمي إليه من مسلم أو من كافر، لذلك نحن نقول أنه يجب أن يكون عنوان المسلم دائماً معبّراً عن منهجه.
وفي الأمس القريب أيضاً تطرقنا لموضوع أعتقد أنه مهم بالنسبة لوضعنا الحاضر الآن من حيث أنه ينبغي على كل مسلم أن يكشف عن هويته، وذلك بأن يدعو إليها تارة إجمالاً وتارة تفصيلاً، والتفصيل يحتاج إلى شيء من العلم، أما الإجمال فما يحتاج إلى كثير من العلم.
قلنا في الأمس القريب ونكرر هذا دائماً وأبداً إذا سئل أحدنا اليوم ما مذهبك؟ فالذي أعرفه بالتجربة من كثير من الذين ينتمون معنا إلى الكتاب والسنة ولا يتعصبون لمذهب معين من المذاهب الإسلامية سواء ما كان منها متعلقاً بالعقائد أو بالأحكام، يكون الجواب ما مذهبك؟ مسلم فقط، فأنا أرى أن هذا الجواب قاصر، أشبه ما يكون بتلك الأسماء التي تنتسب للجمعيات التي تنتسب إلى بلد أو إقليم أو شخص أو نحو ذلك أو جماعة، لماذا لا يكفي؟ لأننا نعيش الآن في خضم جماعات إسلامية كثيرة وكثيرة جداً، وكلهم يقولون نحن مسلمون وعلى الكتاب والسنة، حتى لا يدخل فيها من نقطع بأنه في ضلال مبين إن لم نقطع بأنه من الكفار أو المشركين، فهو يقول عن نفسه بأنه مسلم، كالعلويين مثلاً والإسماعيليين ونحوهم فضلاً عن الذين لا نستطيع أن نخرجهم من دائرة الإسلام كالماتريدية والأشاعرة والحنفية والمالكية ونحوهم، وإن كان هؤلاء يتعصبون لمذاهبهم أكثر من تعصب المسلم للكتاب والسنة.
فإذاً لا يكفي اليوم أن يقول المسلم إذا سئل ما مذهبك؟ إلا أن يقول أنا مذهبي سلفي، لأنك بذلك تميّز نفسك ومنهجك عن سائر المسلمين، أما إذا
قلت أنت مسلم، فسيرد عليك أكثر من سؤال واحد، وكان السؤال ما مذهبك؟ مسلم، طيب المسلمون ينقسمون إلى مذاهب كثيرة وكثيرة جداً، فما مذهبك؟ إن أصررت وقلت أنت مسلم، معناها أنك وليت الأدبار، وإن صرّحت فعليك أن تصرّح بما هي عقيدتك، فما هي عقيدتك بالنسبة لدعوة الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح؟ كثير من الدعاة الإسلاميين اليوم يأبون علينا هذه الضميمة يقولون: يكفينا الكتاب والسنة، والواقع أنه لا يكفي والدليل على ذلك مشروع في كثير من التساجيل ولا مجال الآن للإفاضة وبخاصة أننا في الأمس القريب شرحنا ذلك بشيء من البيان الواضح المبين.
(الهدى والنور/620/ 19: 30: 00)