الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب منه
مداخلة: يا شيخنا بارك الله فيكم يعني كلمات منهجية عامة يعني تعرض المنهج الحق بصورة واضحة والاستدلال عليه، ثم بعد ذلك دحض حجج المخالفين في هذا الباب بهذا العرض العام، لكن الآن الحملة الجديدة تلتزم بوسائل منظمة وفكرية ويستدل فيها بمسائل جزئية وأدلة مختلفة فرعية، فهذه الأدلة يعني الآن أصبح لا يكفي كلمات العامة بل لا بد من الردود التفصيلية، وإذا استمعنا مع الأخ الشيخ علي بارك الله فيه، وأخبرنا عن الكتاب الذي شرحه أكمله ورد فيه تفصيلياً على جملة الشبه المعروضة ولكن وهذه أنا أقولها أيضاً صراحة .. أقولها بكل صراحة الشيخ علي ممكن مثل لأني أعرفه وأعرف بعض رسائله وكذا أقبل كلامه وأقتنع بما يقول، ولكن هناك ألوف مؤلفة لا سيما يا شيخنا وأنا أخبرتك من قبل في أول رمضان عندما أتيتك مع الأخ الآخر، قلت لك: هذه الأفكار بدأت تنتشر بصورة منظمة ليس فقط في حيز الكويت ولكن كذلك إلى اليمن إلى السعودية، بل حتى التقيت ببعض الأخوة في عُمان اللي السلفيين معدودين على الأصابع ومختلفين في هذه النقاط وفي هذه المسائل ويوجد صلات تصل إليهم لتفريق صفوفهم، يعني مثال على ذلك في تفسير حديث حذيفة هذا على سبيل المثال في الفرقان في
العدد الخامس عشر يقول الشيخ حفظه الله ووفقه إلى كل خير يقول بالنسبة لحديث حذيفة: ولا شك أن هذا الوقت الذي يشير إليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويرموه فيه بالعزلة عن الناس جميعاً وحديث حذيفة طبعاً المشهور.
الشيخ: معروف.
مداخلة: ليس هو وقتنا هذا ومن حمل هذا الحديث على اختلاف جماعات الدعوة فقد أخطأ خطأ عظيماً بل ضل ضلالاً بعيداً، يعني هذا نموذج انتقيته وعندي نماذج هنا أنا حبيت أوفر لك الوقت يا شيخ من جهة ما نحب أنك تضيع وقتك في مثل هذه الأمور، فقمت قرأت هذه الرسائل واستخرجت النقط الرئيسية والأدلة التي عليها.
الشيخ: يعطيك العافية.
مداخلة: ثم بعد ذلك صغتها صياغة بحيث تكون في أقصر وقت، ثم لما وجدت الشيخ علي قد اعتنى في المسألة على علم منكم فقلت ليس هناك داعي لأن نفصّل؛ لأن الشيخ قد كفانا المؤونة ولا شك أنه بفضل الله تبارك وتعالى أفضل، لكن يبقى المسألة التي أثرتها أولاً وهي قضية أن الشيخ علي مثلما ذكرت بصراحة ..
الشيخ: يعني فيه البركة ولكن ليس مشهوراً.
مداخلة: فيه البركة لكنه ليس فقط مسألة ليس مشهوراً، قد تكون كلمته محل أخذ ورد لكن لما يأتي الشيخ ناصر ويتكلم في هذه المسائل تفصيلياً أو
على الأقل يقرظ كتاب الشيخ بثلاثة أسطر، يقول: اطلعت على هذا الكتاب، يعني أنا لا أُملي عليكم يا شيخ لكن أنا أبرز لك المشكلة كما هي في الحقيقة وأقول لك اللي في قلبي يعني بصراحة، يعني تقريظ أو بس إشارة إلى أنه إذا كنتم موافقين ومضمون الردود التي ضمّنها الشيخ علي على كتابه؛ لأنه فيه بعض الشبه في محل لبس يعني، فيها محل لبس كبير جداً، وعبارات عريضة عامة مثلاً إذا شئتم أخرج لكم نماذج يعني ..
الشيخ: ما فيه داعي تخرجها له.
مداخلة: نعم.
الشيخ: تساعده وتتعاون معه، لعلك فعلت ذلك؟
مداخلة: والله على وجه التفصيل ما حصل يعني بالنسبة لتتبع النقاط ولكن حصل الكلام المجمل والخطوط العريضة.
الشيخ: نحن نقول لك يجب أن تتعاون معه على وجه التفصيل، والشيء الذي تطلبه مني قد مضى زمانه بالنسبة لي، أولاً ما دام عندك اهتمام بالمسألة وهذا واجب كفائي على كثير من طلبة العلم، فالذي أراه أن تتعاون مع الأخ علي في المسألة، وأن تجمعوا كل الشبهات والنقاط التي هم يدندنون حولها، ويحتجون بها أو تكون حججاً عليهم فيرفضونها بنوع من التأويل كهذا التأويل الذي أسمعتني إياه آنفاً، ثم بعد ذلك يأتي ما اقترحته عليّ علماً بأن ظروفي العلمية الآن لا تسمح لي بأن أنصرف إلى مثل هذا البحث إطلاقاً وإلى
قراءة كتاب برمته بحيث أنني آخذ عنه فكرة جامعة، ولكن على قاعدة ما لا يُدرك كله لا يُترك جله، مع عدم استطاعتي أن أُعطي وعداً قاطعاً فأقول: إن الشيخ العجوز الذي بلغ من الكبر عتياً لم يعد يستطيع أن يقوم لا أقول بكل الواجبات؛ لأنه لا إنسان مهما كان قوياً وعليماً يستطيع أن يقوم بكل الواجبات، وأرجو من أخواننا جميعاً أن يلاحظوا شيئاً قد تخفى عليهم بسبب عواطفهم الإسلامية الجامحة، وهي أن يقدروا بأن سن الشيخوخة لا يمكن أن يتصور فيها وأن يطلب منها ما كان يطلب من السن قبلها، فآنفاً لعلك سمعت عن الأستاذ علي يقول: ما بالك أن عينك محمّرة، كنت أقول: نعم لكن ليس عليك، فالمقصود أن السبب ما يحتاج إلى بيان فهو الجهد والتعب والسن .. وإلى آخره، ولذلك الآن جاء دور الشباب جاء دوركم أنتم، لكن هذا لا يعني أن لا نتعاون على البر والتقوى، ولكن عليكم أن تتحملوا مسئوليتكم بالنسبة التي تحملناها نحن من قبل في بعض الجوانب وأحسن .. تتحملونها وأحسن أيضاً، هذا ما عندي جواباً عن سؤالك.
مداخلة: فيك البركة إن شاء الله يا شيخ.
الشيخ: نعم؟
مداخلة: الله يبارك لك في وقتك وفي صحتك إن شاء الله يا شيخ.
الشيخ: جزاك الله خير.
مداخلة: لكن يبقى بالنسبة للمقصود اللي ذكرته يعني وهو أنه هل هناك
مثلاً مما نعلم
…
كتاب الشيخ علي إذا كان ..
الشيخ: يا أخي ما عندي وقت المشكلة .. ما عندي وقت.
مداخلة: سطر أو سطرين.
الشيخ: أنت تقول سطر أو سطرين، هذا السطر أو السطرين هل تعرف قد إيش يكلفوا؟ نقرأ سطر وسطرين من رسالته؟
مداخلة: لا بد من استعراض الرسالة.
الشيخ: طيب هذا استعراض الرسالة هذه ما هو الأمر بالسهل يا أخي، يعني ماذا يقول الإنسان، أنا ذهبت إلى السعودية خرجت لأول مرة فيها متجولاً شهرين جئت ومعي عشرات الردود والملاحظات شيء بحسن نية، وشيء بسبب سوء نية، شيء من إنسان له نضج في العلم، شيء لا نضج عنده مطلقاً .. إلى آخره، وأنا حريص أن أعرف نقصي وعيبي إلى آخره، فأريد أن أقرأ فماذا أقرأ قبل هذا وإلا ذاك وإلا ذاك .. إلى آخره، أيضاً مثل هذه المجلات التي تصدر اليوم ماذا أقرأ هذه وإلا هذه وإلا هذه؟ يعني الكتب الجديدة ..
مداخلة: أنا عندي فكرة سبق
…
أخي الشقيق طار يعني كنا ..
مداخلة:
…
ما شاء الله بيقرأها الشيخ
…
الشيخ: نعم.
مداخلة: أقول هناك فكرة كنا نتناقش أنا وهو، هو طار لما
…
في السلسلة
ردودكم على كتب يعني ليست بجديرة أصلاً أن تضيعوا وقتكم فيها أحياناً يعني تردون عليها وتعتنوا بها، فكنا نقول يا حبذا لو أن يكون حول الشيخ يجند من التلاميذ الذين يثق فيهم .. يجندهم ويطّلعون على مثل هذه الأمور وما كان فيه ....
الشيخ: يا أخي بارك الله فيك المثل يقول: اللي بعدل العصي مو مثل اللي بياكلها، أنت الآن تنظم الأمور ذهنياً، لكن ما معنى هنا؟ بعدين
…
طيب غيره؟
مداخلة: طيب سؤال يعني متعلق بالموضوع، الآن كما هو معلوم أن واقعنا هناك في الكويت وأيضاً بصورة صريحة؛ لأن الدين دين الله تبارك وتعالى ليس فيه شيء يخفى وشيء يُظهر، والله عز وجل وصف أنبياءه بقوله تعالى:{أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ} [الدخان: 13] أنه يبيّن للناس ما جاء به، فالآن الوضع عندنا هناك أن التنظيم بالصورة التي لكم عين بها حاصل، لكن يتفاوت حصوله من مكان إلى آخر بناءاً على طواعية الشباب الموجودين في المنطقة لهذه الأفكار من عدم طواعيتهم نعم، فيوجد بعض المناطق مثلاً لا يعرفون شيء عن مثل هذه الأمور حقيقة كيف تجري في أربطة الجمعة وكذا، لكنهم عندهم منهجهم وماشين في طريقتهم لطلب العلم وكذا وناتجهم ومحصلاتهم كلها تصب في الكيس الذي هو عليه الأكبر الذي هو للتنظيم نفسه، فما هي نصيحتك يا شيخنا بالنسبة لواقع الإنسان الآن في الكويت في مثل هذه الأوضاع، هل يعني يغض الطرف مثلاً عما هو واقع مما يراه مخالف
للدليل نسبياً عناية بالمصلحة من أجل القرب من الشباب ومن أجل مخالطاتهم وكذا، أم أنه يجهر بما يرى أنه الحق وبالتالي يُنحى وممكن يطلق عليه لفظ أو لفظين كأن يقال له جهيماني مثلاً ثم بعد ذلك تحرق أوراقه في الساحة؟
الشيخ: أولاً: نقول لا يجوز للمسلمين أن يتفرقوا وأن يتنابذوا، ثانياً: يجب على كل مسلم عرف الحق أن يصدع به، وثالثاً: أن يكون صدره به على المبدأ الإسلامي المعروف {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125] رابعاً لعله أخيراً: كن عبد الله المظلوم ولا تكن عبد الله الظالم، فليقولوا هم عنك ظالمين لك ولا تكن أنت الظالم لهم هذا الذي أنا أنصح به؛ لأنه في الحقيقة قرأت في ترجمة الإمام الشافعي رحمه الله أنه تناقش مع أحد العلماء في مسألة فاختلفا، بعد يوم أو أكثر لقيه فجاء إليه وسلم عليه وصافحه وقال له: ألا تريد أن نبقى متوادين متحابين للخلاف في مسألة؟ واعتبر هذا منقبة بحق للإمام الشافعي، وهكذا فلا ينبغي أن يزداد المسلمون فرقة أو تفرقاً بسبب الاختلاف في مسألة أو في مسائل ما دام أنه يجمعهم الأصل الأول وهو الكتاب والسنة وعلى ما كان السلف الصالح، فأخونا عبد الرحمن أنا كنت أعرفه جيداً، وحين أقول كنت أقولها مشيراً إلى شيء؛ لأن الإنسان كما قلنا اليوم في بعض المجالس، كما قال عليه الصلاة والسلام: قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، ولذلك كان عليه السلام يكثر أن يقول: يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك وطاعتك، فأنا عبد الرحمن أعرفه يوم كان تلميذاً في
الجامعة وكنت هناك أستاذاً لمادة الحديث وفقه الحديث، وما كنت أعرف منه شيء من الجنوح إلى التكتل وما يسمى اليوم بالتنظيم وهو التحزب الذي لا يجوز في الإسلام، فربما غيّرته الأيام بعدنا إذا صح هذا التعبير كثيراً أو قليلاً، لكن مع هذا كله كتاباته لا تزال تدل على أنه لا يزال معنا على المنهج الذي نحن ندعو الناس دائماً إليه وهو الكتاب والسنة وزيادة نخالف فيها جماهير الفرق الإسلامية الموجودة اليوم في الساحة، وهي وعلى منهج السلف الصالح، ولكن قد يخالفنا كثيراً وأنا تكلمت بهذه الكلمة حول الموضوع في شريط ومرسل إليه، لكن هذا في الحقيقة لا
يجوز أن نباعد بين أنفسنا وبين أفكارنا وبين أن نتعاون بعضنا مع بعض، فلذلك قلت لك بشيء من التفصيل آنفاً وخلاصة ذلك كن عبد الله المظلوم ولا تكن عبد الله الظالم مهما قالوا عنك فأنت تكون مخلصاً وتكون مجتهداً في تقريب الحق إلى من تظن أنه ضل سواء السبيل وإن كان هو في الأصل معك، وهكذا ..
مداخلة: يا شيخ أنا أحب هنا أن أقول كلمة قصيرة، يعني أيضاً نحن من أشد الناس حرصاً، يعني صلاة الجمعة ما نصلي إلا عند الشيخ عبد الرحمن حقيقة، يعني الشيخ عبد الرحمن تقريره للعقيدة وللتوحيد وبيانه من واقع القرآن العزيز بصورة يا شيخ ما شاء الله لا قوة إلا بالله ينفرد فيها بصورة عجيبة جداً.
الشيخ: نعم الحمد لله.
مداخلة: ويحبب الناس في ذلك ويربيهم عليه، وكذلك من جهة
استدلالاته ليس عنده شائبة تقليد مطلقاً، لكن كل المسألة يعني مجرد ..
الشيخ: هذا هو يا أخي ولذلك ..
من ذا الذي ترضيك سجاياه كلها
…
كفى المرء نبلاً أن تُعد معايبه
كما قيل قديماً، ولذلك الواجب التعاون معه، ولئن اشتد هو في هذه العبارة وقسا فنحن يجب أن نلين معه، لعله يميل إلى الصواب معنا إن شاء الله، لا شك أن هذا الكلام غريب جداً يعني .. طيب ما تكلم حول الحديث بأكثر مما أسمعتني به؟
مداخلة: نعم هناك شخص آخر يفسر في ..
الشيخ: طيب ما هي حجته في هذا الكلام؟
مداخلة: نعم؟
الشيخ: ما هي حجته في هذا الكلام؟
مداخلة: الكلام المتقدم وإلا هذا؟
الشيخ: الذي أسمعتني إياه آنفاً.
مداخلة: نعم هو ذكر أن الواجب على المسلمين هو السمع والطاعة للإمام، فإن لم يكن هناك إمام فإن الواجب عليهم أن يسعوا إلى استئناف الحياة الإسلامية إذا كان ثم سبيل إلى ذلك، أو الخيار الآخر وهو أن يعتزلوا، ثم أورد حديث حذيفة وجعله في باب العزلة المطلقة التي يتبع فيها الرجل شعف
الجبال يفر بدينه من الفتن، ثم قال هذه العبارة التي قرأتها عليكم، وفي موضع آخر .. له كلام آخر في كتاب
…
الأمن الجنائي في نفس الحديث يقول فيه: أن المقصود الزم جماعة المسلمين وإمامهم لزوم معتقدهم وجهادهم، حتى أنها عبارة فيها نوع من عدم الوضوح .. الزم معتقدهم وجهادهم، يعني يقول أنه ليس المقصود بلزوم الجماعة هنا لزوم للإمام نفسه لكن لزوم فقهه واجتهاده وليس اللزوم هنا عليه
…
يقول: كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: يد الله على الجماعة، ويقال جماعة المسلمين لكل من اجتمعوا على إمام في زمن ما كما قال صلى الله عليه وآله وسلم لحذيفة بن اليمان في حديث الفتن الطويل:«الزم جماعة المسلمين وإمامهم» ، وليس اللزوم هنا لزوم معتقدهم دينهم وإنما اللزوم لزوم جهادهم وفقههم؛ لأن هذا هو معنى اللزوم بدليل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فيكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة» ، وكذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم:«وإذا رأيتم من ولاتكم شيئاً تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يداً من طاعته» ، وكذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم:«من كره من أميره شيئاً فليصبر عليه فإنه أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية» .. وهذه الأحاديث كلها ..
الشيخ: على كل حال يا أخي هذا اسم تفسير مرادنا، أين يذهب بسؤال حذيفة فإن لم يكن لهم إمام؟ يعني منهج الإمام يقول التأويل هذه مصيبة التأويل، الحديث يقول: فإن لم يكن لهم إمام، ماذا يفعل؟ يأمره بأن يدع الفرق كلها وهذا لا يعني أن لا يعمل للإسلام، فهو كلامه من ناحية صواب أنه إذا لم
يكن هناك إمام فليس معنى ذلك ألا يعمل للإسلام لكن في الوقت نفسه فالحديث صريح بأنه لا يجوز حينذاك أن تتكتل جماعات وجماعات ويزادوا فرقة ويزدادوا تحزباً وإلى آخره، ولكن المسلم عليه أن يعمل كل بحسبه في سبيل إعادة الحياة الإسلامية التي لا بد لها من إمام، أما التكتل والتحزب فهذا ينافي الإسلام، وحديث حذيفة نص قاطع في الموضوع؛ لأنه سؤال وجواب وإن لم يكن لهم إمام، ماذا نفعل؟ ماذا يقول الحديث .. ؟
مداخلة:
…
تلك الفرق كلها.
الشيخ: الفرق كلها.
مداخلة: وهل هذا يعني أن هذه الجماعات من جماعات الدعوة هي داخلة في ضمن مدلول الفرق المذكورة في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
الشيخ: هذا يختلف عن المسألة؛ لأن هذا قبل هذه المشكلة، أنه مثلاً هل الأشاعرة هل الماتريدية هم من الفرق؟ نحن نقول أولاً لا يجوز أن نطلق الكلام على كل من انتمى إلى مذهب بأنه ناج أو هالك فرداً فرداً، وإنما نحن ننظر إلى المنهج ثم إذا وجدناه منحرفاً عن المنهج لا نستطيع أن نقول عن كل من حاد عن المنهج الصحيح أنه في النار؛ لأننا نعتقد جميعاً أن بعض الكفار وليس بعد الكفر ذنب كما هو معلوم المبدأ العام قوله تعالى في القرآن:{إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] ولكن قد يكون كافر ما أو أكثر من كافر عند الله معذوراً، فحسابه عند الله عز وجل، لكننا نقول هذا
كافر إذا رأيناه كفر، فإذا تركنا الكافر جانباً وأخذنا فرداً من أفراد الضلال نقول هذا ضال، لكن لا نحكم عليه بخصوص أنه في النار؛ لأنه قد يمكن أن يكون له عذر عند الله تبارك وتعالى، وهذا ما يشرحه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتبه مع شدة حملاته على الفرق الضالة كالمعتزلة والخوارج ونحو ذلك، وعلى هذا نحن نقول لا نجيز أن نقول بأن الجماعة الفلانية أو الجماعة الفلانية هي من الفرق الضالة، وبخاصة إذا تبنت المنهج الذي ندعو إليه وندين الله به ولكن خالف في بعض الجوانب في أسلوب الدعوة أو في فهمه لبعض النصوص من الكتاب والسنة .. هذا أمر لا ينجو منه إنسان، هذا الذي ندين الله به تبارك وتعالى.
مداخلة: كلمتكم يا شيخ التي أشرتم إليها في كلامكم
…
أرسلتم إليه رسالة أنا استمعت إليها فرأيت أنكم نقلتم عبارة ذكرتم فيه لفظ يذكر فيه لفظ الجماعة باللفظ المفرد، فقلتم أن ذكر الجماعة بهذا السياق باللفظ المفرد يُفهم منه أنه يقر الجماعات الأخرى، وهذا ما أدري لعله قبل صدور هذه الرسالة التي هي مشروعية العمل الجماعي أم أن هذه إطلالة سريعة منكم للكتاب؛ لأنه هو صرّح بذلك بألفاظ صريحة يعني في مواضع أخرى.
مداخلة: النقل من الشيخ كان على الأسلوب العمل السياسي قبل هذه الرسالة.
مداخلة: قبل أن تطلع هذه الرسالة.
مداخلة: نعم.
مداخلة: نعم نعذره يعني،
…
بأن هذه الرسالة فيها عبارات صريحة واضحة يعني في تعدد جماعات الدعوة ..
الشيخ: على كل حال يعني ما أبعدنا عن الصواب.
مداخلة: نعم هو المراد .. قصده أن هذا منك استنتاج استنتجته ولكن النصوص صريحة.
مداخلة: بل أن لتعدد الجماعات للدعوة والجهاد من المزايا أضعاف ما للتعدد من المساوئ.
الشيخ: نسأل الله لنا ولهم الهداية.
مداخلة: شيخنا بالنسبة للحديث اعتزل تلك الفرقة، هذه إشارة لتلك الفرق إشارة إلى ما تقدم ذكره للحديث وهي الذين يدعون الناس إلى أبواب جهنم، فهذا إشارة إلى فرق معينة.
الشيخ: لكن هل تعني أن كل فرقة مما قد يوجد وليس لها إمام تكون كذلك؟ وإنما يوجد بعضها كذلك.
مداخلة: يعني الأمل بالاعتزال هو اعتزال فئة خاصة من الفرق التي تقدم ذكرها في الحديث.
الشيخ: لا المقصود فيها الفرق كلها، وليس فرقة معينة، الفرق كلها ما دام
ليس هناك إمام يجمعها وأنت في اعتقادي لا تشك أننا لو فرضنا أن هناك فرقاً ضالة كلها لا تكون ضلالها في نسبة واحدة، أليس كذلك؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: طيب فكذلك أيضاً ليس من الضروري أن نفهم أن كل فرقة هو بنسبة تلك الضلالة التي أنت تلمح إليها مما جاء ذكره في الحديث، لكن يكفي أنها ليس عليها إمام، وحينئذ لا يجوز التعصب لجماعة من هذه الجماعات وإنما يعمل الإنسان متعاوناً كما قال تعالى:{وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] فلسنا دعاة للتكاسل ولترك العمل ولا للتحزب وللتكتل وزيادة الفرقة بين المسلمين، وإنما الصواب بين هؤلاء وهؤلاء، ونحن نرى ولعلك ترى أنت في كثير مما سمعت من التسهيلات أن هذه التكتلات وهذه التحزبات لو كانت جائزة في الإسلام فهي سابقة لأوانها؛ لأنها لم تقم على العلم الصحيح والمنتشر بين أفراد كثيرة من هذه الجماعة المتكثرة، فنحن لأمر ما نقول وعلى منهج السلف الصالح فنحن نعني أنه يجب على الدعاة الإسلاميين أن يسعوا حثيثاً لاستئناف الحياة الإسلامية، وذلك لا يكون إلا بنشر العلم الصحيح، وذلك لا يتحقق في اعتقادي إلا إذا كما يقولون التاريخ يعيد نفسه، نقرأ في تراجم كثير من الأئمة أن الإمام الفلاني كان إذا جلس يدرس كان في درسه حوله كذا متعمم، يعني من أهل العلم الذين قد يساوونه وقد يقاربونه في العلم مع ذلك يجلسون عنده لكي يستفيدوا منه ما قد يكون قد فاته من العلم، اليوم إذا نظرت في الكويت أو في سوريا أو الأردن أو في
كل بلاد الإسلام تجد أفراداً يشار إليهم بالبنان وهيهات أن يُقرنوا مع من كانوا ممن يشار إليهم من العلماء في قديم الزمان، هيهات أن يدانوهم أو أن يقرنوا معهم مع ذلك هؤلاء أفراد بين الملايين، كيف يمكن لهؤلاء الملايين المملينة ويديرها عالم أو عالمين أو ثلاثة، ولا أظن يبلغ عددهم هذا، كيف يمكن هؤلاء الاثنين أو الثلاثة أن يربوا وأن ينشئوا الملايين وقد طبعوا بطابع الحزبية هذا أمر مستحيل، ومنذ ليلتين أو ثلاث ليال اتصل بي أحدهم من الجزائر ويبدوا أنه من الجماعة التي يسموها جبهة الإنقاذ ..
الظاهر أنه من المنتسبين، فسألني ما رأيك؟ رديت رأيي أنه لا حزب ولا تكتل في الإسلام وكونوا مع المسلمين جميعاً إلى آخره، الشاهد قال لي تحت الشيخ، أظن اسمه علي بالحاج اللي تحت ضحكت أنا في نفسي مع الأسف لكن شر الضحك ما يبكي، قال تحت يده سبعة ملايين مسلم قلت يا الله سبعة ملايين مسلم كم عالم هؤلاء بحاجة له حتى ينشؤوا نشأة إسلامية، ويتربوا تربية إسلامية، مجرد ما إنسان بالعاطفة والحماسة وببعض الخطب النارية كتّلهم جمعهم ضد الحاكم الكافر واجتمعوا، لكن هل عرفوا الإسلام؟ هل عرفوا التوحيد؟ هل عرفوا العبادة الصلاة والصيام؟ لا شيء من ذلك سوى العواطف، وأنا أعتقد أن وضع دعوة كتكتل أو تجمع، ولا أقول كتحزب قبل هذا التحزب أعتقد أنه في الكويت من أحسن ما يكون الوضع، وهذا لا شك بهمة أخونا عبد الرحمن ومن معه من الأخوان الطيبين، مع ذلك ما أعتقد أن هؤلاء كلهم إذا تكتلوا وتحزبوا يكونون قد فهموا ما يجب عليهم عقيدة وعبادة وسلوكاً، الشاهد أنا
أنظر إلى هذا التكتل الحزبي الأعمى أن عاقبته الفشل والتاريخ كما قيل يعيد نفسه، والمثال بين أيدينا هاهم الإخوان المسلمون منذ خمسين سنة تحزبوا وتكتلوا وبالغوا في ادعائهم أن المسلمون هم الأخوان المسلمون ومع ذلك ما استطاعوا أن يعملوا شيئاً، ما استطاعوا أن يحققوا كلمة أعتقدها أنها من جواهر الكلم نُقلت إما عن حسن البنا أو عن الهضيبي وهي: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تُقم لكم في أرضكم، هذه الكلمة ما استطاعوا الإخوان المسلمين طيلة نصف قرن من الزمان وزيادة أن يحققوها، لماذا؟ لأنهم ما عندهم إلا الحماس والتكتل السياسي ونحو ذلك من المعاني، أما الدراسة العلمية الرتيبة المنظمة هذا التنظيم، ثم حمل النفس ومن يلوذ بها من الأولاد والآباء والأمهات، يعني أن يعيد التاريخ نفسه كما فعل الرسول عليه السلام مع أصحابه، هذا أبعد ما يكون عن الجماعة وأخشى ما أخشاه أن يعيد التاريخ نفسه أيضاً،
فكل تكتل يقوم على أساس الحماس ليس على العلم وعلى التربية والتصفية التي أنا تكلمت عنها أكثر من مرة فعاقبة أمرها الفشل ولا شك، لذلك هذا من آثار التحزب التي نهى عنه الشرع والتفرق المقيت، طيب غيره؟
مداخلة: شيخ فيه شريط سجلتموه مع أظن صوت الشيخ سليم الهلالي يسألكم عن مسائل من جهة التكتل ومن جهة بعض الأمور المختلفة، كونه سؤال صغير أو قصير، هل كانت ثم هناك داعي لبعض الاصطلاحات هذه من التكتل ولزوم التكتل وما أشبه ذلك؟
الشيخ: لا هذه من الأمور الحادث لفظاً ومعنى.
مداخلة: وحتى من جهة المعنى يعني؟
الشيخ: لفظاً ومعنى.
مداخلة: كيف يا شيخ؟
الشيخ: أما اللفظ فواضح.
مداخلة: لفظاً واضح نعم.
الشيخ: أما معنى فأيضاً ينبغي أن يكون واضحاً؛ لأن المقصود بالتكتل هو التفرق.
مداخلة: كيف يا شيخنا؟
الشيخ: المقصود من التكتل اليوم هو التفرق، يعني {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون: 53] يعني هؤلاء يتكتلوا جماعة على منهج وهؤلاء الجماعة على منهج، وهكذا.
مداخلة: لكنكم أقررتم يا شيخنا بدل ما سألكم هو عن التكتل وذكر شروطه وكذا قلتم لا بأس من ذلك بل هذا واجب.
الشيخ: بعد أن ذكرت الشروط فإذاً التجمع على الكتاب والسنة، ما فيه خلاف يعني.
مداخلة: أقول يعني ثم هناك داعي يعني ..
الشيخ: أنا أتكلم عن التكتل بالمعنى السائد اليوم.
مداخلة: عارف لكن السؤال المنبني على الكلام الأول.
الشيخ: تفضل.
مداخلة: سمعنا من الأخوان أنه إذا كان الإنسان في تكتل ما عليه أن يبقى.
الشيخ: عليه؟
مداخلة: عليه أن يبقى في هذا التكتل إذا هداه الله سبحانه وتعالى على العقيدة الصحيحة وأن يعلم هؤلاء، نقلوها عنكم، ولكن هذا يعني مشروط بشروط أن هذا الرجل الذي يمكن أن يدرس في هذا التنظيم حتى يعلم إخوانه الذين في التنظيم الذين لا يستقبلون من أحد إطلاقاً إلا من صفوفهم، ولكن يشترط عليه أن يلتزم بعدة أمور منها: أن يدفع اشتراك.
الشيخ: أن؟
مداخلة: يدفع اشتراك من ماله إلى هذه الجماعة.
الشيخ: إذا وقف الأمر هنا سهل بعدين؟
مداخلة: وأيضاً عليه أن يلتزم ببيعة يبايع، ولكن هو يستطيع أن يلفق البيعة هذه بإصلاح الجماعة، والثالث أن يلتزم بطاعة .. أن يطيعهم وأن يحضر اجتماعاتهم، ويفعل ما يأمرون به، ورابعاً أن يسكت عن بعض الأمور البدعية التي تحدث، فهل المصلحة الراجحة بهذا الأخ، وأيضاً هناك نقطة مهمة جداً
أنه قليل العلم، أي لم يتمرس لما كان في صفوفهم لم يعلموه على العقيدة ولا على يعني الأمور كلها، بهذه الشروط هل يستطيع هذا الرجل الذي هو في هذا التكتل وهذا التنظيم والذي له منصب عندهم أن يجلس ويعلم إخوانه العقيدة، وكذا ويستمر معهم؟
الشيخ: بدون شروط.
مداخلة: لا بهذه الشروط.
الشيخ: بدون شروط.
مداخلة: إذاً ما يستطيع.
الشيخ: ما يستطيع، أما الشرط الأول فلا بأس به وخير لك ألا تذكره، عرفت أي شرط؟
مداخلة: الاشتراك.
الشيخ: نعم كان ينبغي على الأقل تذكره أخيراً يعني، شوف يا أخي أنا الذي أجده من مخاطر التكتل والتحزب الموجود اليوم أنهم ينطلقون في تكتلاتهم هذه المفرقة للأمة على قاعدة غير إسلامية أصبحت اليوم كأنها قاعدة إسلامية ضرورية جداً وهي «الغاية تبرر الوسيلة» ، لا بد أن تكونوا قد سمعتم مثل هذه القاعدة المزعومة الغاية تبرر الوسيلة، أظن أخونا عبد الرحمن جزاه الله خيراً ورحمنا أحياءاً وأمواتاً وقع في هذه نقول نحن في لغة الشام: الطابوسة، يعني في هذه الهوة، حيث صرّح في بعض رسائله أن المسلم
في هذا العصر في سبيل طلب الرزق لا بد أن يواقع الحرام، لعلكم تذكرون شيئاً من هذا؟ كيف يقول مسلم هذا وهو يقرأ قوله تعالى:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2 - 3]؟ ويقرأ قوله عليه السلام: إن روح القدس نفث في روعي، إن نفساً لم تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها فأجملوا في الطلب فإنما عند الله لا يُنال بالحرام؟ كيف يقول رجل يعني إذا ما قلنا عالم فهو مثلنا طالب علم وماشي في طلب العلم قديماً وحديثاً؟ كيف يتناسى كل هذه النصوص وهي صريحة الغاية تبرر الوسيلة، وصلت هذه القاعدة معهم أن يطبقوا على أتباعهم شروط البيعة الكبرى، الطاعة العمياء، البيعة، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ..
هذه نصوص جاءت بالنسبة للخليفة، وهم يصرحون أنه لا خليفة ولكنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، أو بعبارة أخرى يخالفون أقوالهم بأفعالهم، فالبيعة في الإسلام لا نعرفها إلا للخلفاء، والطاعة هذه التي تجب على المسلم بحيث أن الأمر المباح يُصبح فرضاً عليه بسبب صدور الأمر ممن يجب تنفيذ الأمر كالزوجة مثلاً يأمرها زوجها بشيء ليس في الأصل واجباً عليها شرعاً لكنه في الأصل هو مباح، فيأمرها أن تفعلها وهي قادرة مستطيعة فيجب عليها أن تفعل ذلك، كذلك الحاكم المسلم المبايع بيعة شرعية، فالأخوة المسلمين سنوا هذه السنة السيئة ثم قلدهم من قلدهم ممن أراد أن يجمع بين الإخوانية وبين السلفية ففرضوا البيعة وفرضوا الطاعة، نحن نقول لا مانع من فرض الطاعة في سبيل تنظيم تعليم الناس وتوجيههم وتربيتهم إلى آخره، ولكن ليست هي
الطاعة التي يأمر الله عز وجل بها في القرآن في طاعة الله والرسول وأولي الأمر منكم هذه طاعة خاصة وتلك طاعة عامة، لا يترتب عليها الأحكام التي تترتب على الطاعة الخاصة، فختاماً أقول: أن هذا العذر الذي أنت تشير إليه إذا كان لا يسمحون له إلا أن يخضع لبيعتهم ولطاعتهم العمياء وهم يعلمون أن وجوده بين ظهرانيهم يفيدهم في أصل دعوتهم ولا يضرهم فهذا هو من شعب التكتل، واضح الجواب؟
مداخلة: السؤال المبني على الكلام الأول: هو قد سمعنا من إخواننا أنه إذا كان الإنسان في تكتل ما عليه أن يبقى في هذا التكتل إذا هداه الله سبحانه وتعالى إلى العقيدة الصحيحة وأن يعلم هؤلاء، نقوله عنكم، ولكن هذا يعني: مشروط بشروط: أن هذا الرجل يمكن أن يجلس في هذا التنظيم حتى يعلم إخوانه الذين في التنظيم الذين لا يستقبلون من أحد إطلاقاً إلا من صفوفهم، ولكن يشترط عليه أن يلتزم عدة أمور منها: أن يدفع اشتراك من ماله إلى هذه الجماعة ..
الشيخ: إذا وقف الأمر هنا سهل وبعد ذلك .. ؟
مداخلة: وأيضاً عليه أن يلتزم ببيعة يبايع، ولكنه يستطيع أن يلفق هذه البيعة بإصلاح الجماعة، والثالث: أن يلتزم بطاعة أن يطيعهم وأن يحضر اجتماعاتهم ويفعل ما يؤمرون به، ورابعاً: أن يسكت عن بعض الأمور البدعية التي تحدث، فهل المصلحة الراجحة لهذا الأخ .. وأيضاً هناك نقطة مهمة جداً أنه قليل العلم، لم يتمرس عندما كان في صفوفهم، لم يعلموه على العقيدة ولا
على الأمور كلها فبهذه الشروط هل يستطيع هذا الرجل الذي هو في هذا التكتل وهذا التنظيم والذي له منصب عندهم أن يجلس ويعلم إخوانه العقيدة وكذا ويستمر معهم؟
الشيخ: دون شروط ..
مداخلة: لا، بهذه الشروط.
الشيخ: بدون شروط ..
مداخلة: إذاً: ما يستطيع ..
الشيخ: ما يستطيع، أما الشرط الأول فلا بأس به، وخير لك أن لا تذكره، عرفت أي شرط؟
مداخلة: الاشتراك؟
الشيخ: نعم، كان ينبغي على الأقل أن تذكره أخيراً.
انظر يا أخي! أنا الذي أجده من مخاطر أيضاً التكتل والتحزب الموجود اليوم أنهم ينطلقون في تكتلاتهم هذه المفرقة للأمة على قاعدة غير إسلامية، أصبحت اليوم كأنها قاعدة إسلامية ضرورية جداً وهي: الغاية تبرر الوسيلة، لا بد أنكم سمعتم مثل القاعدة المزعومة: الغاية تبرر الوسيلة، أظن أخونا عبد الرحمن جزاه الله خيراً ورحمنا أحياءً وأمواتاً وقع في هذه .. نقول نحن في لغة الشام:(الطابوشة) يعني في هذه الهوة حيث صرح في بعض رسائله أن المسلم في هذا العصر في سبيل طلب الرزق لا بد أن يواقع الحرام .. لعلكم تذكرون شيئاً من هذا .. ؟
طيب! كيف يقول مسلم هذا وهو يقرأ قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2 - 3] ويقرأ مثل قوله عليه السلام: «إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها فأجملوا في الطلب فإن ما عند الله لا ينال بالحرام» كيف يقول رجل يعني: إذا ما قلنا: عالم، فهو مثلنا طالب علم وماشي في طلب العلم قديماً وحديثاً كيف يتناسى كل هذه النصوص وهي صريحة .. الغاية تبرر الوسيلة.
وصلت هذه القاعدة معهم أن يطبقوا على أتباعهم شروط البيعة الكبرى، الطاعة العمياء .. البيعة لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .. هذه نصوص بالنسبة للخليفة وهم يصرحون أنه لا خليفة، ولكنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم أو بعبارة أخرى: يخالفون أقوالهم بأفعالهم فالبيعة في الإسلام لا نعرفها إلا للخلفاء والطاعة هذه التي توجب على المسلم بحيث أن الأمر المباح يصبح فرضاً عليه بسبب صدوره ممن يجب تنفيذ الأمر كالزوجة مثلاً يأمرها زوجها بشيء ليس في الأصل واجباً عليها شرعاً، لكنه في الأصل هو مباح فيأمرها أن تفعله وهي قادرة مستطيعة فيجب عليها أن تفعل ذلك.
كذلك الحاكم المسلم المبايع بيعة شرعية هكذا فالإخوان المسلمون سنوا هذه السنة السيئة ثم قلدهم من قلدهم من أراد أن يجمع بين الإخوانية وبين السلفية ففرضوا البيعة وفرضوا الطاعة .. نحن نقول: لا مانع من فرض الطاعة في سبيل تنظيم تعليم الناس وتوجيههم وتربيتهم إلى آخره، ولكن ليست هي الطاعة
التي يأمر الله عز وجل بها في القرآن الطاعة لله والرسول وأولي الأمر منكم، فهذه طاعة خاصة وتلك طاعة عامة لا يترتب عليها الأحكام التي تترتب على الطاعة الخاصة.
ختاماً أقول: إن هذا العضو الذي أنت تشير إليه إذا كان لا يسمحون له إلا أن يخضع لبيعتهم ولطاعتهم العمياء وهم يعلمون أن وجوده بين ظهرانيهم يفيدهم في أصل دعوتهم ولا يضرهم فهذا هو من شؤم التكتل، واضح الجوب؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
(الهدى والنور /350/ 44: 00: 00)
(الهدى والنور /350/ 50: 09: 00)
(الهدى والنور /350/ 26: 24: 00)
(الهدى والنور /350/ 28: 32: 00)
(الهدى والنور /351/ 43: 50: 00)