الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حول الشيخ سلمان العودة -سدده الله
-
بارك الله فيك نحن نريد أن نعرف سبب الخلاف الذي أزعج المسلمين السلفيين في كل مكان، إلى ماذا يعود؟
نحن نعرف أن الإخوان السلفيين في كل بلاد الدنيا منهجهم واحد من حيث التحاكم إلى الله ورسوله، وعلى ما كان عليه السلف الصالح.
فالآن وكما قلت هاتفياً لعلك جئتنا ببعض العبارات، ببعض الكلمات التي يمكن أن تكون سبباً لهذه الفجوة وهذه النفرة، بل وهذه الفرقة التي وقعت بين إخواننا الذين كلهم يدعون أنهم على الكتاب والسنة، فهل هناك خلاف جذري أم هو خلاف أسلوبي؟
فنحن نريد أن نستفيد من مجيئك؛ لأنك كما تعلم أهل مكة أدرى بشعابها، فأنت عايش في ذلك الجو، ويقيناً تعرف أسرار الخلاف، حتى ننظر فيها، وأن ننصر الظالم والمظلوم في حدود ما تعرف من نص الحديث الصحيح، هل يمكن هذا؟
مداخلة: إن شاء الله يمكن يا شيخ، أنا سأقول ما أعلم من واقعنا الذي نحن نعيشه ونعرفه أكثر من أي أحد آخر.
الشيخ: أي نعم.
مداخلة: بل إن كثيراً من إخواننا السلفيين الذين يعيشون معنا وهم بعيدين عن واقع الدعوة السلفية في جدة أو في غيرها من مدن المملكة منذ سنوات فما يعرفون حقيقة الأمور، بل إنما يبنون أحكامهم مجردة إحساناً بالظن، مع أنه
…
مداخلة: فهذا الخلاف الموجود هو خلاف قديم، وخلاف في المنهج ونظن أن هذا الخلاف في المنهج قد بدأ يأخذ طريق آخر ويتوسع ويصبح خلافاً في العقيدة، خصوصاً من مناقشاتنا الكثيرة مع بعض أفراد هذا المنهج الجديد الذي غزا المملكة مؤخراً، أصبحنا نسمع منهم الخروج والتكفير وغير ذلك من الأفكار التي ما كنا نعهدها، وهذا الخلاف كما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الأحاديث:«ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة» كثير من إخواننا ومشايخنا يظن أن هؤلاء الذين خالفوا السلفيين الآن في المملكة هم سلفيون، وهم في المنهج
…
الشيخ: تسمع؟
مداخلة: تفضل.
الشيخ: طبعاً أنت تفرق بين المنهج الذي هو الأسلوب، وبين العقيدة.
مداخلة: نعم.
الشيخ: حسناً، فأوردت آنفاً حديث الفرقة الناجية، فهل هي تعني في
العقيدة وفي الأسلوب، أو على الأقل أول ما تعني تعني العقيدة.
مداخلة: لا شك أنها أول ما تعني تعني العقيدة.
الشيخ: طيب، اسمح لي.
أنا نريد أن نحدد النقاط التي سنتفق عليها.
أول نقطة: اتفقنا على أننا نفرق بين العقيدة وبين الأسلوب.
ثاني نقطة: أن هذا الحديث الصحيح أول ما يتبادر إلى الذهن أنه يعني العقيدة، فما دام لم تبين لنا الآن أنهم يختلفون عنا في العقيدة، فأعتقد أنه من السابق لأوانه الانتزاع في الاستدلال بهذا الحديث على الموضوع، فلعله يحسن الاستدلال بالحديث بعد أن نتبين أن الجماعة يختلفون معنا حتى بالعقيدة، فنرجو الآن أنك تقدم لنا أهم نقطة يختلفون عنا في العقيدة.
مداخلة: أهم نقطة يختلفون عنا في العقيدة السكوت على أهل البدع المنظمين للحركات الإسلامية.
الشيخ: هذا يا أخي بارك الله فيك راجع للأسلوب، وهذا أقوله قبل الدخول في مناقشة هم كذلك أم لا؟
نحن الآن نطلب منك أهم مثال ليس أي مثال، قد يكون هناك أمثلة كثيرة يختلفون عنا في العقيدة، قد يكون كذلك، وأرجو أن لا يكون، ولكن من باب استقراب طريق الوصول لمعرفة الواقع، نطلب أهم مثال إذا كان هناك، وأرجو أن لا يكون، أهم مثال يخالفوننا في العقيدة.
مداخلة: يوجد مواقف للطلبة والأتباع وتوجد مواقف أو بعض الكلمات للقادة، مثلاً: سلمان العودة في شريط له بعنوان: جلسة على الرصيف، ومعي نسخة وفيها المقطع الذي سأذكره الآن.
الشيخ: أين النسخة؟
مداخلة: موجودة عندي في الشنطة.
الشيخ: نريد أن نراها.
مداخلة: جيب الشنطه
مشهور حسن: .. الإبراهيمي، أنتم متابعين له
الشيخ: لا والله.
مشهور حسن: جمعت عيون البصائر له، كان يكتب البصائرفكان له عيون البصائر فصورت مقالاته
الشيخ: تمام.
مداخلة:
…
، فله كلام كأنه يتكلم عما يخطر في بال الإخوان الآن كأنه حي بين ظهرانينا.
الشيخ: رحمه الله، عندك كلمته.
مداخلة: عندي شيء يسير، هو لفتات رائعة شيخنا الكتاب، والرجل أسلوبه أدبي .. تذكرت شيخنا أبو مالك وأسلوبه ما شاء الله يعني عالي جداً.
الشيخ: هو كان خطيباً وفصيحاً.
شقرة: كان يخطب بمثل ما يكتب.
الشيخ: هذا هو كان فصيحاً وخطيباً.
مشهور حسن: وقع في قلبي اقتناص درر من كلامه له كلام في الدعوة الإسلامية رائع جداً
الشيخ: كويس والله جميل.
هذا إذاً مثل هذا يفيد. ما هو الكلام الذي أشرت إليه بالنسبة.
مشهور حسن: يتكلم مثلاً عن موضوع السياسة والانشغال بها.
يتكلم في أكثر من موضع موقف، لكن الآن لعله هذا الموضع في .. في موضع أقوى منه.
يقول: إننا لو جمعنا كلام العلماء المشهورين في السياسة، إننا لو جمعنا كل آرائهم في السياسة وطلبنا تحقيقها لما أفاد الأمة شيئاً، وبهذه الحالة من التربية، فكيف وأنتم متباينون، وكيف وأنتم مع الخلاف يكسر ظهركم ظهر بعض، ويلعن بعضكم بعضاً، إن وراء السياسة شيئاً اسمه الكياسة، وهي خلق ضروري للسياسي الذي يحترم نفسه يحترم غيره، ومهما كان الخلاف جوهرياً فإذا لزم النقد فلا يكون الباعث عليه الحكم، وليكن موجهاً إلى الآراء بالتمحيص، لا بالأشخاص بالتنقيص.
الشيخ: ما شاء الله.
مشهور حسن: إننا لا نتصور كيف يخدم السياسي أمته بتقطيع أوصالها وشتم رجالها وتسفيه كل رأي إلا رأيه، ونتصور أنه مهما تكتب به الأمة هذه الدروس العالية في أساليب السب التي تلقنها بعض الأحزاب لطائفة من شباب الأمة في معاهد المقاهي والأزقة، إن تقوية الإسلام على الشتم والسباب جريمة لا تغتفر، يتكلم كلاماً كثيراً ثم يقول: نخشى ذلك ونخشى أكثر منه على هذه الطائفة المقبلة على العلم المنكبة على تحصيله، هذه الطلائع التي هي آمال الأمة مناط رجائها، والتي لا تتحقق رجاء الأمة إلا إذا اقتطعت إلى العلم وتخصصت في فروعه، ثم زحفت إلى ميادين العمل تحمل الأدوات كافة التسلح أتولى القيادة في إرشاد العلم، وتحسن الإدارة بنظام العلم، فتثأر لأمتها من الجهل بالمعرفة، ومن الفقر بالغنى، ومن الضعف بالقوة، ومن العبودية بالتحرير، وتكتسح من ميدان الدين بقايا الدجالين، ومن ميدان السياسة والنيابة بقايا السماسرة والمتجرين، ومن أفق الرياسة بقايا المشعوذين والأميين.
هذه الطائفة الطاهرة الطائفة في مناسك العلم قد ألهبتم في أطرافها الحريق بسوء تصرفكم، فبدأت تنصرف من رحاب العلم إلى أندية المقاهي، ومن إجماع العلم إلى خلاف الحزبية.
الشيخ: هذه المشكلة.
مداخلة: إن من طلاب العلم وهؤلاء يدرسون .. وإن الدين لا يجيز لدارسه أن يفتي في أحكامه، إلا بعد اكتساب الملكة واستجماع الأدلة حذراً من تحليل محرم، وإن منهم الدارس للطب، وكلام شيخنا عجيب جداً في مواقف أخرى أقوى بكثير من هذا.
هذا ما وقع
…
والمشاكل هي المشاكل.
مداخلة:
…
الشيخ: طيب يا أخ خالد.
مداخلة: هذا الموطن
الشيخ: وجدت؟
مداخلة: نعم.
كلام للشيخ البشير الإبراهيمي.
يتكلم عن أصناف الشباب الفساق والغافلون وكذا، ثم يأتي عند قضية المجاهرة بالمعصية.
الشيخ: اكتبا كلاكما.
صوت سلمان العودة من شريط له: أخي الحبيب هل تريد أن تكون مجاهراً بمعصيتك حين تركت صحبة الطيبين وقلت لا أريد أن أكون من المنافقين، هل تريد أن تعلم معصيتك وتجاهر بها حتى يتكلم الناس عنك أنه فلان ابن فلان
عنده من المعاصي كذا وكذا وكذا، ما يصلح هذا يا أخي الحبيب أبداً، كون عندك معصية تستتر بها بينك وبين رب العالمين سر، تسأل الله وتقول يا رب! سر بيني وبينك، أسألك لا تفضحني في الأرض ولا يوم العرض هذا شيء، وكونك تعلن المعصية على الملا وتتبجح بها هذا شيء آخر، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في الحديث الصحيح:«كل أمتي معافى إلا المجاهرين» يعني: المعلنين للمعاصي.
من هم المجاهرون؟
مثلاً الذي يفعل المعصية علانية هذا مجاهر، كونك مثلاً تشغل المسجل على صوت أغنية يسمعها الناس من مسافة مائة متر أو أكثر، وتمر تمشي على سيارتك بهدوء تستعرض وكأنك تريد أن تلفت إليك الأنظار، هذه مجاهرة؛ لأنك تقول للناس اسمعوا أنا الآن أستمع إلى أغنية وإن كان الله تعالى قد حرمها فهذا من المجاهرين.
ومن المجاهرة أن الإنسان يفخر بالمعصية أمام زملائه، أحياناً يجتمع بعض الشباب يبدأ بعضهم ممن ليس عنده دين، يبدأ يجاهر بأنه فعل كذا وفعل كذا ويذكر مغامرات وجرائم وذنوب فعلها، وكيف أنه أوقع مثلاً امرأة في الحرام، وكيف شرب، وكيف سافر وكيف سكر، وكيف سرق، وكيف .. وكيف ..
ويبدأ يسرد قائمة من المعاصي، هذا لا يغفر له إلا أن يتوب؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حكم عليه بأنه لا يعافي:«كل أمتي معافى» لأن هذا الإنسان لو كان يعلم أن
هذا الأمر يسخط الله عز وجل ويدري أن الله يسمعه الآن ما أقدم على ما أقدم عليه، ولجعل الأمر سراً وبين الله عز وجل يستغفر منه، وأخبث وأعظم من ذلك أن بعضهم إذا سمع زملاءه يقولون هكذا، فإنه ربما افتعل واختلق شيئاً لم يحدث، وبدأ يجاريهم فيما يقولون فقط، أنا لي علاقات محرمة، وأنا لي صداقات، وأنا لي
…
وأنا فعلت، وأنا .. وأنا، وبدأ يسرد قصص مكذوبة عن بعض المعاصي لم تقع، فهذا والعياذ بالله يتشبع بالمعصية، لا شك أنه ليس أعظم إثماً مما فعلها وجاهر بها، لكن إثمه أيضاً عظيم، وبعضهم يتعدى به المجاهرة إلى أنه يسجل المعصية على شريط، ربما سجل بعضهم كما فعل بعض المغنيين ولا كرامة لهم؛ لأنهم مرتدون بفعلهم هذا أن يسجل أغنية كيف أنه غرر بفتاة وجرها إلى المنزل وارتكب معها الفاحشة، ويذكر وكيف، وكيف، وكيف، يذكر تفاصيل كثيرة، ويجعل هذا في شريط يسمع عند بعض السفهاء وبعض الفساق، هذه ردة عن الإسلام، هذا مخلد والعياذ بالله في نار جهنم إلا أن يتوب؛ لأنه لا يؤمن بقول الله عز وجل:{وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء: 32].
بالله عليكم الذي يعرف أن الزنى حرام وفاحشة ويسخط الله عز وجل، هل يفتخر أمام الناس، أمام الملايين أو مئات الألوف من الناس بأنه غرر بفتاة وزنى بها، لا يفعل هذا مؤمن أبداً، المؤمن لو فرض أنه وقع في زلة أو جرت قدمه إلى معصية.
الشيخ: يا أخي بارك الله فيك، العقيدة لا تؤخذ من محاضرة يتحمس فيها
الإنسان ويعظ ويبالغ في الوعظ، و .. إلى آخره، هذا من جهة، من جهة أخرى هذا حكم على شخص أو أشخاص معينين انطلاقاً من عقيدة صحيحة، وهو الذي يستحل المحرم قلبياً، فهذا ليس هناك خلاف بين السلفيين، بل والخلفيين أيضاً بأنه يكون كفره كفر ردة، أليس كذلك؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: هذا هو الذي نحن نسأل، هل هناك خلاف في مثل هذه القضية كعقيدة، أما تطبيق الحكم المترتب من وراء هذا العقيدة على زيد من الناس قد يختلف، أنا وأنت قد نختلف، أنا وأبو مالك قد نختلف، يا ترى هذا الذي يعلن بمعصيته ويتفاخر بها، ويورط ناس حولها .. إلى آخره، هذا مستحل قلبياً أو لا؟
أنا قد أقول لا، أنت قد تقول بلى، أو بالعكس أنا أقول بلى، وأنت قد تقول لا، هذا ما يجوز أن نجعل بيننا وبينك خلافاً عقدياً كما يقولون اليوم؛ لأننا في الأصل كما كنا بحثنا معك متفقون أن هناك كفر ردة، كفر عملي وكفر اعتقادي، فهذه الصورة لا يجوز أن نجعلها سبب خلاف بيننا وبينهم في العقيدة، وهذا رأيي وممكن الأساتذة موجودين، تستطيع أن تسمع منهم أيضاً ما يوافق أو يخالف.
مداخلة: أنا أريد تحديد النقطة بالذات التي أشار إليها الأخ خالد، ما هي النقطة التي أشرت إليها؟
مداخلة: هو كان يتكلم عن المجاهر بالمعصية، وذكر أصناف الناس مع المعاصي، ثم ذكر المجاهر بالمعصية وأن المجاهر
…
وأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «كل أمتي معافى إلا المجاهر» ومن المجاهرة بدأ يذكر أنواع من المجاهرة، من المجاهرة قال أن بعضهم يتفاخر بالزنا، وأني فعلت، وأني فعلت، ونوع آخر لا يفعل، لكنه يتشبع بالمعصية، ونوع ثالث ربما سجل هذه المعصية التي فعلها على شريط وأني أنا فعلت وأنا فعلت، واعتبر هذه ردة عن الدين، وأن صاحبه يخلد في النار.
مداخلة: هو ما قال مرتد، هو ما ذكر الردة.
الشيخ: أظن أن هذا فيه هذا الشيء.
مداخلة: هذا مرتد، هذا خالد مخلد في النار.
الشيخ: هناك شيء من هكذا.
مداخلة:
…
الشيخ: نعم.
شقرة: أنا أسأل الآن يا ترى لما نقول أول ما ذكر شيخنا أن هذه المحاضرة أو الكلام المرتجل الحقيقة لا يحكم به على الشخص، ثم ثانياً يا ترى عندما نقول ردة عن الإسلام وخالد مخلد في النار، الله عز وجل والرسول صلى الله عليه وآله وسلم حكم على كثير من الناس بالمعاصي بأنهم مخلدون في النار، أليس كذلك؟
مداخلة: معاصي دون الشرك.
مداخلة: دون الشرك، مثلاً:«العهد الذي بيننا وبينهم .. » .
الشيخ: عفواً يا أستاذ حتى ما نبعد عن نقطة الخلاف؛ لأنه ستضطرون أن تقولوا معاصي استحلها استحلال قلبي أم لا، فالمسألة ما فيها خلاف أن هناك آيات ستحمل على المستحل.
مداخلة: لكن شيخنا الآن السؤال هو ذكر كلاماً في هذا الموطن وبين أن هذا مستخف بالمعصية، فهل المستخف بالمعصية يكفر، هل يظن كل من فعل معصية بما نعرف، كل من فعل معصية
…
الشيخ: يا خالد بارك الله فيك، أنا أنصح أن لا تدخل في مثل هذا النقاش؛ لأنك ستورط نفسك فضلاً عن أن تورط غيرك.
الآن المستخف بالمعصية، أنت تسأل هذا السؤال.
أنا إذا قلت لك نعم، هذا المستخف معناه المستحل، هكذا أنا أفهم، لكن أنا وأنت متفقون مسبقاً أن المرتكب للمعصية بمجرد ارتكابه إياها وهو معتقد بحرمتها، هذا أمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، صح أو لا؟ أنا وأنت متفقون.
مداخلة: نعم.
الشيخ: أنا الآن أضع حالي مكان هذا الإنسان سلمان هذا، فأنا وأنت متفقون وكل السلفيين متفقون على أن المواقع للمعصية وهو معتقد حرمتها فهذا عاصي فاسق أمره إلى الله، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، هذه نقطة
الاتفاق، لكن إن استحلها بقلبه، فهنا نقطة أخرى أيضاً متفق عليها بأنه كافر مرتد عن دينه، أليس كذلك؟
مداخلة: بلى يا شيخ.
الشيخ: طيب، هذه النقطة هي العقيدة، الآن نريد أن نطبق هذه العقيدة، الآن عندنا مسلمين أحدهما يواقع هذه المعصية والآخر يشاركه فيها، لكن أحدهما لا نسمع عنه شيئاً إطلاقاً، أما الآخر فكما شرح الرجل نفسه، فهو يعلن ويتباهى ويتفاخر، وأخيراً بالنسبة لسؤالك يستخف بالمعصية.
الآن هنا قد يصير خلاف بيني وبينك، فأنا أسألك الآن؟ الاستخفاف بالمعصية ..
الاستخفاف بالمعصية هل هو أمر قلبي أم عملي؟ أرجو أن تفكر وتجيبني.
الاستخفاف بالمعصية أهو أمر عملي مثل معصية يفعلها أو أمر له علاقة بالقلب.
مداخلة: الذي يظهر أنه عملي يا شيخ؛ لأنه ما يفعل الإنسان معصية إلا وهو مستخف بها، هذا الذي أعرفه وأظنه.
الشيخ: جميل، أنا أمشي معك، هل هناك استخفاف له علاقة بالقلب أم لا؟
مداخلة: استخفاف له علاقة بالقلب.
الشيخ: نعم، استخفاف بالمعصية آمنا بكلامك وهذا جدلاً؛ لأنك كلمة
استخفاف أنا أفهم منه شيئين، آمنا بكلامك جدلاً أنه ليس هناك شخص يرتكب المعصية إلا وهو مستخف بها، أنا لا أعتقد هذا، لكن حتى لا نتناقش بألفاظ وأطور السؤال فأقول: هل تتصور معي رجل ارتكب معصية مستخفاً بها بقلبه، تتصور هذا أم لا؟
مداخلة: ممكن أن يكون.
الشيخ: إذاً: عندما أريد أتناقش أنا وأنت وأوجد نقطة خلاف بيني وبينك، لا بد أن نحدد هذا الاستخفاف ما نوعيته أهو استخفاف له علاقة بالقلب كما قد يكون ونحن متفقون بهذا، أم له علاقة بالعمل فقط دون القلب كما تقول أنت، أنه ما من معصية يواقعها العاصي إلا وهو مستخف بها، فحينما نريد أن نحكم على عاص ما، هل مجرد ما نقول أن هذا استخفاف عملي وانتهت المشكلة، مع أنه ممكن أن يكون مقرون به استخفاف قلبي، صح؟
مداخلة: صح.
الشيخ: فإذاً: لماذا نوجد نحن خلاف بيننا وبين الرجل هذا، ما دام يحتمل أن يكون الاستخفاف هو استخفاف مقرون بالقلب.
مداخلة: لو كان الاستخفاف يا شيخ مقروناً بالقلب، هل يكفر صاحبه؟
الشيخ: هذا هو، كيف لا.
مداخلة: مجرد أنه فعل معصية كالزنا مثلاً واستخف بها حالما واقعها، وكان يعتقد أنها خفيفة داخل قلبه يكفر بها يا شيخ، ويخرج من الملة؟
الشيخ: يا أخي أنت وافقت معي على تقسيم الاستخفاف على قسمين.
مداخلة: أنه يمكن أن يكون في الاعتقاد، لكن هل الاستخفاف بالاعتقاد كاعتقاد الشيء، كاعتقاد أنها حلال.
الشيخ: كيف أنت تتصور، في انفصال؟
مداخلة: نعم أنا أتصور يا شيخ، هل كل اعتقاد يكفر به الإنسان، أو اعتقاد الحل هو الذي يكفر به الإنسان؟
الشيخ: ما دام يا أخي بارك الله فيك، عملي وتركناه جانباً، الاستخفاف القلبي ممكن أن تتصور أنه يعتقد الحرمة؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: هذا ليس استخفافاً قلبياً، هذا يكون استخفاف عملي ونحن انتهينا من هذا، كيف تجمع بين متناقضين في القلب، هو يستخف قلبياً وقلبياً يعتقد أنه حرام، كيف هذا؟
على كل حال أنا أريد إخواننا يشاركوننا في الموضوع.
شقرة: أنا أريد أن أقول شيء، أنا أفهم من كلام سلمان أنه يحكم على ظاهر الإنسان بأنه استخف، وبهذا الحكم وبهذا الاستخفاف الظاهر الذي قاله سلمان حكم عليه بهذا، لكن يمكن هذا المقام يقتضي أن نفصل والتفصيل ليس عندي ولا عندك، التفصيل يقتضي سؤال الرجل: يا ترى! هل أنت عندما حكمت عليه بالاستخفاف بالمعصية ظاهراً وحكمت عليه بالردة أو بالكفر،
هل حكمت عليه حكماً مع عدم استخفافه بقلبه وعدم استحلاله هذا الأمر أو باستحلاله هذا الأمر، هنا عاد السؤال، وهذا لا أملكه لا أنا ولا أنت، فأنا ظني في سلمان حقيقة بأن حكمه على هذا الرجل بمثل ما حكم عليه، إنما حكم عليه بظاهر فعله الذي يبدو منه الاستخفاف والذي يدل دلالة لازمة في الغالب لمثل هؤلاء الفساق أنهم في الغالب يستخفون به استخفافاً قلبياً، هذا الذي أراه والله أعلم.
وأنا أرى يعني قبل ذلك أنا ذكرت لكم
…
قلت لكم الواقع أنه كان يحسن بجميع الإخوان الذين كتبوا صارت ردود بينهم وطارت في الآفاق واستطارت أن يتصل بعضهم بعضاً، وأن تكون هناك أسئلة، هذه الأسئلة تحدد تحديداً دقيقاً ما المراد من كلامك أنت يا فلان، وهل كان مرادك الذي نحمله على حسن الظن أو سوء الظن، هذا كان الأولى.
فأنا هذا الذي أقوله، وحقيقة كلام شيخنا لا معقب بعده، والاستخفاف القلبي لا يظهر مطلقاً، هذا من الذي يظهره، كلامه هو، يقول أنا أعتقد بأن هذا الفعل حرام أو حلال، مستحلاً الحرام أو محرماً الحلال الصريح. هذا هو.
مداخلة: هذا في هذا المثال إذ يقول أخيراً، الرجل ما يحكم برجل بذاته يعرفه بخاصته، الرجل يحكم ومنهم ومنهم، يحكم على أناس هذه صفاتهم، ممكن ينطبق على واحد أو على اثنين أو على عشرة من كل من فعل هذا الفعل.
مداخلة: وهذا يحتاج إلى سؤال.
الشيخ: يا أستاذ خالد، تسمع أنت ولا بد عبارة تقول لسان الحال أنطق من لسان المقال.
مداخلة: نعم.
الشيخ: أنت تهضم الكلام هذا، مهضوم عندك، ما معنى لسان الحال؟
مداخلة: أنا يمكن إنسان ما يحصل منه أفعال تكون أبلغ من مقاله.
الشيخ: جميل جداً، فإذا واحد أعرب بلسانه أنه فعل هذه المعصية وهو مستحلها بقلبه، ماذا نقول كفر أو لم يكفر؟
مداخلة: لا شك أنه كفر.
الشيخ: فإذا كان هناك لسان الحال في بعض الأحيان أنطق من لسان المقال، إذاً: ما ينبغي أن نتوقف بأنه إذا حكمنا بلسان قاله كفر، فبلسان الحال فهو أكفر كفوراً.
مداخلة:
…
الشيخ: ومع ذلك أنا أقول المسألة يا أخي ليست بهذا السهولة، لا يجوز أن نقول نحن الرجل هذا الذي يتكلم الكلام وحمله على ذلك غيرته الإسلامية أن هذا يكفر مرتكب الكبيرة.
شقرة: شيخنا في شغله أخرى، (انقطاع)
أن العلماء في المملكة العربية السعودية يحكمون حكماً عاماً بهذه القضية.
الشيخ: بارك الله فيك.
شقرة: هذا هو الحقيقة.
شقرة: كيف يعني
…
مداخلة: يكفرون تارك الصلاة، يكفرون تارك الزكاة.
(إخوة الإيمان والآن مع مجلس آخر)
الشيخ: أنا أذكر والذكرى تنفع المؤمنين، أنني في سبيل التقارب بين الإخوان السلفيين المتنافرين مع الأسف لأسباب باعتقادي غير موجبه لهذا التنافر وهذا التدابر والتباغض، في سبيل الوصول إلى معرفة السبب كان سؤالي واضحاً جداً أنه يا خالد أعطنا أعظم خلاف بيننا وبين الإخوان هؤلاء في العقيدة، فأقول عادة مع الأسف لكن لا، لا أسف؛ لأنك والحمد لله ما جئت بالمثال.
فإذاً: هذا شيء يفرحنا ولا يؤسفنا، إنما جئت بمحاضرة ألقاها الرجل وحكم على طبقة من الفساق بأنهم مرتدون، لكن هذا لا يوجد خلاف فكري وعقائدي بيننا وبينهم، وبخاصة وأنت بلا شك أعرف بمحاضراتهم وبكتبهم أنهم يصرحون بأن عقيدتهم على منهج السلف الصالح خاصة في موضوع التكفير وأنهم ضد الخوارج، وأنهم لا يكفرون بكبيرة، أليس كذلك؟
مداخلة: بلى يا شيخ.
الشيخ: فإذا كان هذا الأصل بارك الله فيك موجود بيننا جميعاً حينئذ إذا وقفنا على عبارة لأحدهم نقول إنها توهم خلاف المعروف عندهم، حينئذ لا يجوز بارك الله فيك أن نتمسك بها وننقض القاعدة التي هم متفقون معنا عليها، وإنما نحاول أن نوجد توجيهاً مقبولاً معقولاً لمثل هذا الكلام الذي يمكن أن يخالف العقيدة المجمع عليها بيننا، وقد ذكرنا آنفاً وأظن أنك صرحت أيضاً أن هذا الكلام خطأ، ليس بحثنا هذا خطأ أو لا، هل هو كلام مثلاً خطابي، أو عقائدي، ليس هذا موضوعنا، موضوعنا أن هات دليل من كلامهم الصريح بأنهم يكفرون مرتكبي الكبيرة، وهذا لا يوجد بل الموجود العكس، فإذاً هذه الكلمة تفسر على ضوء تلك القاعدة، وأنا ذكرت آنفاً أنه هذا كلام قد يصدر منا نحن الذين نظن بأننا نتئد في إصدار الأحكام، قد يصدر منا شيء ولسنا هناك، وما فكرنا أن الناس سيفهمون منها خلاف ما نريد، فكل إنسان معرض للسهو في التعبير عما يستقر في قلبه وفي داخل نفسه، لكن أنا الحقيقة هذه العبارة أنا لا أفهم منها أن الرجل يخالف ما نعرفه عنه من أنه لا يكفر المسلم بارتكاب الكبيرة، وأنه يدندن أن تكفير مسلم بكبيرة هو مذهب الخوارج وهو ضدهم صراحة.
إذاً: فعلنا مخرج يا أخي أنه نحمل هذا الكلام على شيء من معنى نحن نتفق عليه وهو قلناه سابقاً أنه يفهم من لسان هؤلاء الفساق أنهم يستحلون ذلك الفسق والفجور بقلوبهم، لا والله هو مخطئ هب أنه مخطئ لكن ليس
مخطئ في العقيدة، مخطئ في الحكم على شخص من الناس، يعني أنت تعرف جيداً أن القاضي الشرعي الذي يحكم بما أنزل الله يحكم بقتل من قتل عمداً، لكن بناء على شهود قد يكونون شهود زور، فحكم بقتل نفس بريئة لكنه مخطئ، مخطئ، لكن مبدأه الذي أقام القتل عليه ليس خطأً.
فإذاً: بارك الله فيك نحن نريد أن نمسك الأصول، لا نريد أن نمسك الفروع التي تطبق على الأصول صواباً أم خطأً، ولذلك فأنا أنصح أنه ما تجعل مثل هذه الكلمات سبب فرقة بينك وبينهم، ما دام أن الأصول أنتم متفقون عليها، ثم ما ذكرته آنفاً بالنسبة لأخينا وأقول أخونا في الغيب؛ لأنه ما أنا عرفته ولا هو عرفني وهو .. سفر الحوالي، فأنت ذكرت بأنه من جهة يفرق بين الكفر الاعتقادي والكفر العملي، لكن من جهة أخرى لا يفرق بالنسبة للحاكمية لله عز وجل، أنا أظن هذه موضع يحتاج إلى إمعان النظر؛ لأنه أيضاً نحن نقول: الحاكمية لله لا تقبل القسمة، فلعله يعني هذا، أما أنه يحكم أنه كل من خالف الشرع في قضية ما في حكومة ما فهو كافر، ما أظن أن الرجل يقول هكذا، فهل أنت عندك دليل على هذا؟
مداخلة:
…
يا شيخ أنا أريد أن أقول فيما يتعلق بما مضى، أنا قد ذكرت عندما سألتني هل هم يخالفون في العقيدة أم هم معنا، فقلت لكم معنا في العقيدة فيما يظهر، وإنما هم في المنهج، وأنا أظن أن العقيدة جزءاً من المنهج، لكن قلت لي في موطن، قلت لك لكن هو ظهر منهم بعض الأقوال التي نظن أنها تمس العقيدة، ليس أنهم يتبنون عقيدة الخوارج مثلاً، نعوذ بالله
ولا نتهمهم بهذا، ولا أظن أن مثل سلمان وهو عاقل ومتعلم ما أظنه يتبنى مثل هذه العقيدة الباطلة الزائفة، لكن هذا الموطن أنا في وجهة نظري يا شيخ ويمكن أكون مخطئ، أنا في وجهة نظري هذا الموطن هذه عقيدة الخوارج، من أجل هذا أقول هذا الكلام خطأ، أردت أن أستدرك، الموطن الذي أسمعتكم إياه فيما يتعلق بالمستخف بالمعصية.
الشيخ: يا أخي فسرنا الاستخفاف قد يكون قلبياً وقلنا بأن لسان الحال أنطق من لسان المقال. نعم.
فأنت تستطيع أن تخطئه في هذه الجزئية، لكن لا تستطيع أن تخطئه في القاعدة.
مداخلة: ما أخطئه في القاعدة، أنا أقول هذه الجزئية يا شيخ، هذه الجزئية وهذا الكلام هذه عقيدة عند الخوارج.
الشيخ: ليست عقيدة هذه، هذا حكم.
مداخلة: الذي فهمته أنا من كلامه، هو ما يحكم على رجل بذاته
…
هو يقسم الناس أصناف ويقول أن هذه الفئة حكمها كذا هم خالدون مخلدون في النار، أنا أرى أن هذا خطأ لا يحكم على سلمان بأنه يتبنى عقيدة الخوارج، كيف ونحن مثل ما تفضلت يا شيخ نسمع منه ومن غيره أنهم يبتعدون عن الخوارج، وأنهم لهم مواقف، و .. إلى آخره، هذا لا شك فيه.
لكن أنا إنما أردت فقط قلت معك موطن من مواطن التي نخشى أن في
المستقبل يستجرهم الشيطان خصوصاً وأنهم يخالفوننا في المنهج.
الشيخ: ما كان هذا الطلب يا أخي بارك الله فيك.
مداخلة: أنا هذا الذي فهمته يا شيخ.
الشيخ: ما كان هذا السبب بارك الله فيك، أنت لك أنت تتكلم كما تشاء لكن ليس لك أن تجيب عما لم تسأل، لك أن تتكلم كما تشاء، لكن نحن سؤالنا كان واضحاً وتكرر سمعاً، أعطنا
…
(الهدى والنور /606/ 48: 21: 00)
وشريط 607 ليس في الهدى والنور