المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حول فقه الواقع - جامع تراث العلامة الألباني في المنهج والأحداث الكبرى - جـ ٤

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌رأي العلامة الألباني في أطروحاتعبد الرحمن عبد الخالق -سدده الله-حول العمل السياسي والجماعي

- ‌السلفية والعمل السياسي والتكتل الحزبيعبد الرحمن عبد الخالق أنموذجاًورأي الألباني في بعض كُتُبعبد الرحمن عبد الخالق

- ‌رأي الشيخ في كتابعبد الرحمن عبد الخالق

- ‌المسلمون والعمل السياسي

- ‌حول عبد الرحمن عبد الخالق

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منهوحكم المظاهرات والمسيرات

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌متفرقات حول العملالسياسي والجماعي

- ‌الإمارة والبيعةفي الجماعات

- ‌حكم ما تفعله الجماعاتمن تأمير أمراء

- ‌الإمارة في الجماعات الإسلامية

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌الفرق بين إمارة السفروالإمارة الكبرى

- ‌مجموعة شباب يسكنون في بيتهل يجوز أن يُوَلَّوا أحدهم أمورهموهل يطلقون عليه اسم «الأمير»

- ‌توضيح حول إمارة السفر

- ‌الإمارة في الدعوة

- ‌إمارة المرأة على الجماعة

- ‌الإمارة

- ‌حدود الطاعة في إمارة السفر

- ‌حكم البيعة العامة والخاصة التي تأخذهابعض الجماعات على أتباعها

- ‌لمن البيعة؟ .. ثم متى الوصول؟ والكلامعلى التصفية والتربية

- ‌كيف تصح البيعة الآن

- ‌فَصْل أحد المنضويين تحتجماعة لمخالفة أمر الأمير

- ‌التعارف الذي تفعلهبعض الجماعات

- ‌التعارف عند الجماعات

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌حكم الجمعياتوالمؤسسات الخيرية

- ‌نصيحة لمن يقومعلى جمعيات وهو جاهل

- ‌حكم الجمعيات التعاونية

- ‌المؤسسات الخيرية

- ‌حكم الجمعيات الخيرية

- ‌الجمعيات الخيرية-جمعيةالحكمة اليمانية

- ‌أعمال الخير

- ‌حكم النقابات

- ‌حكم الانخراط في النقابات

- ‌رأي العلامة الألباني في فكرمحمد سرور -سدده الله

- ‌حول فِكْرمحمد سرور -سدده الله

- ‌رأي الشيخ فيما يسمى بالسروريين

- ‌رأي العلامة الألبانيفيما يسمى بفقه الواقع

- ‌فقه الواقع

- ‌واقع المسلمين:

- ‌معرفةُ الحق بالرد:

- ‌مسألة «فقه الواقع»:

- ‌أهمية معرفة الواقع:

- ‌من أنواع «الفقه» الواجبة:

- ‌نريدُ (المنهج) لا مجرد الكلام:

- ‌الانقسام حول «فقه الواقع»:

- ‌الكمال عزيزٌ؛ فالواجب التعاونُ:

- ‌خطأ (العالم) لا يُسقطُهُ:

- ‌فهذه قسمة تخالف الشرع والواقع

- ‌خطأ (الجهل) بالواقع:

- ‌التأكيد على وجوب التعاون:

- ‌الغلو فيما لابد منه:

- ‌لا ينكر «فقه الواقع»:

- ‌بين العلماء والحكام:

- ‌علة ذل المسلمين:

- ‌من أغلاط بعض (الدعاة):

- ‌التصفية والتربية:

- ‌الإسلام الصحيح:

- ‌كيف يأتي نصر الله

- ‌سبب (مرض) المسلمين:

- ‌الغلو في (فقه الواقع):

- ‌واقع (الدعاة) مع (فقه الواقع):

- ‌القول الوسط الحق في «فقه الواقع»:

- ‌وجوب المحبة والولاء:

- ‌خطر الطعن بالعلماء:

- ‌كيف نعالج الأخطاء

- ‌خطر (السياسة) المعاصرة:

- ‌تأصيل لحكم ما يسمىبفقه الواقع

- ‌نقاش حول مسائل منهجيةيتضمن الكلام على فقه الواقع

- ‌حول فقه الواقع

- ‌نتيجة الانشغال بفقه الواقع

- ‌حول الشيخ سلمان العودة -سدده الله

الفصل: ‌حول فقه الواقع

‌حول فقه الواقع

بمناسبة ذكر الطائفة المنصورة، تضاربت عندنا الأخبار حول الخلاف الذي نشب بين إخواننا السلفيين خصوصاً، هل نستطيع أن نفهم منكم ما هي نقطة الخلاف؟ وأهل مكة أدرى بشعابها.

مداخلة: والله نسمع من الشيخ وليد أفضل.

الشيخ: وأفضل من هذا الأفضل منكما كليكما.

مداخلة: الجمع بين

الشيخ: أي نعم. تفضل.

مداخلة: ما المسؤول بأعلم من السائل.

الشيخ: لا يا شيخ.

مداخلة: حقيقة يا شيخ.

الشيخ: هذه ليس

مداخلة: من هذا الباب لا أقول .. أنا لا أدري ما في الرسالة إلى الآن، ولذلك أفضل الشيخ وليد أن يتكلم.

ص: 337

الشيخ: وأنت؟

مداخلة: قد أخبرتك من قبل حصل أن الخلاف يكاد يكون خلاف جزئي في، ليست المسألة في منحى في شيء، في تقديم أولويات، ليس له ضابط، ما استطعنا أن نصل إلى ضابط معين في هذا، يعني منهج:{وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8]، غير موجود .. العدل والإنصاف.

الشيخ: هذه آفة موجودة مع الأسف، نحن نقول أن القضية اليوم العالم الإسلامي بحاجة إلى تصفية وتربية، التصفية يوجد شيء من الجهد الكبير من مختلف العلماء في مختلف البلاد، لكن تربية على الأخلاق الإسلامية مع الأسف مفقودة من أكثر المسلمين الطيبين فضلاً عن غيرهم، لكن أنا أتصور أن الوصول إلى عدم العدل لا بد أن يكون تقدمه أسباب أخرى، فقد نرى مثلاً غلواً من طائفة في قضية ما، يقابل هذا الغلو من طائفة أخرى بغلو آخر معاكس له، فهذا مما يساعدنا أن نكتشف السبب، فأنتم ما عندكم شيء وصلتم إليه.

مداخلة: بالنسبة لما يخصني أتكلم عن نفسي، وأيضاً حتى سمعت هذا من بعض الإخوة، لكن لعلي إذا تحدثت أمثل نفسي، حتى لا أكون في خطر، لأنني لم أفهم الحقيقة أن هناك خلاف يستحق هذه الضجة، لم أتكلم بكلمة واحدة في هذا الموضوع، ألزمت نفسي بالسكوت فلم أرد إطلاقاً ودافعت، وقلت إنني أعرف بعض هؤلاء الذين تكلموا، والله لو قابلته لقبلت رأسه؛ لأنني لا أعرف عنه إلا الخير.

ص: 338

الشيخ: ما شاء الله.

مداخلة: وضربت مثالاً لك بالشيخ ربيع، فقلت القضية هكذا، ولذلك أنا ملزم نفسي حتى لما صدر بيان الشيخ عبد العزيز، معروف كلا مي وصلت لكم الشريط.

علي حسن: أحسن من تكلم في شرح بيان الشيخ ابن باز هو أخونا أبو بدر جزاه الله خير، أنا سمعت أكثر من واحد، رأيت أنه من تكلم أحسن شيء هو كلام أخونا أبو بدر.

مداخلة: ولذلك التزمت بهذا الشيء، وكنت أتمنى من الإخوة وبعضهم إخوان لي، وأنا موجود سهل المواصلات بيننا والمناصحة وإن كان أنا خطأ نحن متفقون على الأصل، ومتفقون على المنهج.

الشيخ:

مداخلة: ولنفرض جدلاً أنه حصل خطأ في التطبيق مثلاً، نجلس ونتناقش، لا يسأم بعضنا من بعض.

الشيخ: هذا هو الواجب.

مداخلة: لم يحدث شيء من ذلك.

مداخلة: ولذلك رأيت أن ألتزم بأن لا أتكلم ولا أرد ولا أناقش، وجاءني عدد من الطلاب يطلبون الدخول في المناقشة، وقلت لا يا إخوة لعل هذه فتنة لها ظروفها وأسبابها تزول عندما تتضح الرؤية لهؤلاء الإخوة بإذن الله.

ص: 339

الشيخ: جميل.

مداخلة: وأنتم لا يخفى عليكم جزء من سبب المشكلة وهو ما حدث في العام الماضي، وأنا ممن تحدث في القضية وربما .. الشريط وصل إليكم أو بعض الأشرطة، فربما بعضها على غير حقيقته، ربما هناك بعض الإخوة إلى غير ذلك، فأريد هذا لأني لم أفهم خلاف جوهري يستطيع الإنسان أنه يقول فعلاً أنا أخطأت أتراجع عنه، وكلها كلام فيه وما فيه، فأنا توفقت، وهذا ما سمعته أيضاً من غيري في هذا الجانب من المشائخ. نعم.

الشيخ: الخلاف في مسألة عرضت، واختلفت فيها وجوه النظر، هذا ما يوجد فجوة بين المتمسكين بالمنهج الواحد منهج الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه السلف الصالح؛ لأن الصحابة اختلفوا فأولى بنا أن نختلف، ما يصل الأمر للشقاق والتهجم وربما اتهام بعضهم لبعض، هذه المشكلة الكبرى.

مداخلة: ومن الأسباب يا شيخنا التي سمعتها مما ينقل لي أن هناك فهم في أصل القضية اتهام أن هذه الفئة وأن فلان وفلان من هذه الفئة، وهذا أقول: هاتوا برهانكم، هذا الكلام لا أصل له، وحتى قلت لو تريدون أن نجلس مع مشايخنا وإن كنت أنا أفضل من أجلس معه أي واحد من علمائنا الموثوقين وكلهم موثوقون بإذن الله نجلس معه، ومن من والله ذكرت ذكرتكم أنتم.

الشيخ: هذا هو الحق.

مداخلة: قلت أجلس مع الشيخ، وليقل كلمته الفاصلة في هذه القضية،

ص: 340

لكن أحياناً هناك خطأ في منشأ المشكلة

الشيخ: وهو كذلك.

مداخلة: نعم، فإذا زال الأصل زال الفرع فهو نشأ عنه، أقول الأصل أصل القضية مبنية على خطأ، وما بني على خطأ يتفرع عنه الخطأ يا شيخنا، هذا هو جانب الموضوع ولذلك رأيت قلت ربما ما مر من أحداث في الفتنة، وتعرفون الفتن هناك من يدخل بين الصحابة في الجمل وصفين من

دخل

الشيخ: يصطادون في الماء العكر.

مداخلة: وهذا ما أتصوره الآن بدا لي أتلمس أن هناك فئة ثالثة لها مكاسب ولها مصالح.

الشيخ: الله أكبر، نعم.

مداخلة: وكلمة الحق إذا قالها الإنسان قد يكون لها ثمن أحياناً، وأنا واثق بإذن الله أن الحق سيتضح، وهؤلاء إن شاء الله فيهم من هو سيرجع إلى الحق، والله من دلني إلى حق سأدعو له بظهر الغيب، ليس فقط الرجوع إلى الحق، فهذا أمر مسلم به والحمد لله، ولكن مع ذلك سيظل يدعو له في ظهر الغيب، لأنه دله على خطأ، لو لقي الله سبحانه تعالى وهو على هذا الخطأ فقضية أخرى.

هذا ملخص ما أفهمه من الموضوع أما تفاصيله أما ملابساته ما عندي حقيقة، ولذلك أنا الآن

على لا شيء.

ص: 341

الشيخ: والله مشكلة هذه.

مداخلة: .. على لا شيء.

الشيخ: نحن كنا نظن أننا سنستفيد من أهل مكة، ونحن بعيدون نعتمد على الأشرطة ما يكفي هذا أبداً.

مداخلة: حتى الأشرطة يا شيخنا، هناك مثلاً ملاحظة أنا أعطي مثال نموذج واحد.

الشيخ: تفضل.

مداخلة: فقه الواقع، ألقيته بالمسجد وكان الشيخ موجود، ثم ذهب الشيخ، الذي كما قلت قبل قليل الذي يكثر سجالاً قد ترد عبارة أو تمس كلمة أو تفهم على غير ما أراد المتكلم، خرج بعدها مباشرة كتاب، وفقه الواقع أخرجته وبينته، قلت أنه اتصل بي بعض الناس وأرجع بعض الملحوظات وبعض الاقتراحات فعدلت صحيح الملحوظات

وتجاوبت مع بعض الاقتراحات، وشكرت للمؤيدين والمعارضين

الشيخ: ما شاء الله.

مداخلة: فإذاً هنا ما دام خرج الكتاب فلتكن النقاش على نفس الكتاب؛ لأنه كتابة قلم وليس على كلمة ألقيت قد يكون فهم منها، قد يكون المستمع غير المتكلم.

الشيخ: ممكن.

ص: 342

مداخلة: قد يكون هذا أراد هذا، وهذا أراد هذا، فلذلك أحببت أن آتي ببعض النسخ الموجودة لعلها توضح بعض هذه القضايا، وجزى الله خير من

الشيخ: يعني أنت ألقيت المحاضرة المتعلقة بفقه الواقع، ثم جاءتك ملاحظات واعتراضات وجرت مناقشات إلى آخره، فما اقتنعت به منها أضفته ثم طبعته.

مداخلة: نعم، وموجودة ومطبوعة من أول هذا العام.

الشيخ: ثم بعد الطبع ما جاءك شيء.

مداخلة: أبداً، بعد الطبع ما جاء شيء؛ لأن الملاحظات كانت في نقطة أو نقطتين وأزلت فعلاً مكاناً للبس الذي يحدث، بل وضحت هذا ليس فقط إزالة، بل وضحت في المقدمة خلاف ما فهم أن أكون أخطأت فيه، قد يكون خطأ من المتكلم، وقد يكون خطأ من السامع، وقد يشتركان في الخطأ.

الشيخ: يعني الآن نفهم أنه لا يجوز الاعتماد على الشريط؟

مداخلة: والله نعم أنا أقول هذا، خاصة ممن يعرف عنه أنه قد

الشيخ: هذه تؤيد قولي السابق أننا لا نستطيع أن نفهم الواقع الذي نحن الآن ندندن حول معرفة أسباب الفرقة من الأشرطة.

مداخلة: نعم.

ص: 343

الشيخ: لا نستطيع، ولذلك توجهنا إلى أهل مكة، فنحن لا نزال نطلب معرفة السبب الحقيقي؛ لأن القضية ليس هو في هذه النقطة فقط بالنسبة لفقه الواقع، فأظن أنت حضرت كلمتي في فقه الواقع لما كنا عند الأخ.

مداخلة:

الشيخ: معليش، حضرت يعني كلمتي، مش مهم من السائل، ولا بد الشيخ اطلع عليها.

مداخلة: نعم، والله اطلعت على مضمونها ولم أسمعها، لكن بلغني بنصها.

الشيخ: جميل جداً. فقصدي أن أقول أنه لا أحد يناقش في فقه الواقع.

مداخلة: بارك الله فيك.

الشيخ: لكن الذي نقل إلينا وربما من الشريط وما أدري إن كنت أنت ولا غيرك؛ لأنه الحقيقة بالنسبة لي وخاصة بالنسبة لشيخوختي تكاثرت وتتداخل هذا في هذا، فلم أعد أميز من القائل لهذه الكلمة هو هذا أو ذاك.

وقلت أنا لبعض إخواننا أن هذا يمكن من حماس المحاضر يخرج منه مثل هذا الكلام الذي فيه مبالغة، ففي ذهني ما أدري من هو القائل هو أنت أو غيرك، ما أدري، المهم أنا مناقشة الرأي أن أقول وليس القائل، أن الذي لا يعرف فقه الواقع لا يستطيع أن يتكلم في العلم وفي الفتاوى إلا ما يكون عالماً بفقه الواقع، فأنا في زعمي وأؤكد في زعمي أن هذا فيه مبالغة؛ لأن فقه الواقع لا يتعدى ولا يتجاوز أن يكون من الواجبات الكفائية إذا قام به البعض سقط

ص: 344

عن الباقين. أي نعم.

فربما بعض الناس الآخرين الذي ليس عنده الروح العلمية المطاطة الطويلة الأمد المقرونة بالصبر، أنه مجرد ما يسمع هذا الكلام الذي فيه شيء من المبالغة يثور، لا يحاول مثلاً أن يفكر لعله هذا يقصد غير ما يؤدي إليه لفظه ويقال هنا: اللهم بنيته لا بلفظه، ليس كل الناس عندهم هذه السعة، ومن هنا يأتي الأخذ والرد والخلاف ويتسع ويتسع، وبخاصة كما أشرت آنفاً أن يكون هناك ناس يصطادون في الماء العكر، ويتربصون بكل من الفريقين الدوائر، فتكبر المشكلة وتكبر، وهي ما تستحق هذا كله.

لكن هناك أشياء أخرى غير قضية فقه الواقع ..

مداخلة: نعم أنا ذكرت نموذج يا شيخ، أنا ذكرت هذه القضية كنموذج من مواطن الخلاف، لكن لا مانع أن نسمع جميع القضايا.

الشيخ: وأنا يا أبا بدر، أنا قرأت في الصفحة الثامنة والعشرين بدا لي كملاحظة تبقى في ذهنك إن شاء الله، ثم إن بدا لك الصواب فيما ذكرنا تعدل، كلما ذكرت طالب العلم في هذه المسألة تحذف طالب العلم، وتخص الموضوع ببعض العلماء وليس بكل العلماء. تفضل.

مداخلة: أنا ذكرت هذا للشيخ وليد، وقلت أعمل إحدى طريقتين، إما هذا التحفظ الذي ذكرت، سأقول: قال شيخنا كذا وكذا، ولو بقيت على حالها وأبين مرادي، أو قد أرجع وأحذفها وينتهي الموضوع.

ص: 345

الشيخ: أنا أرى كلامك هذا عدل، لكن أرى من الضروري أن تفكر لتستغني عن أن تنسب القول إلي، وهذا إنصاف بلا شك، لكن الأولى أن تفكر في الموضوع وأن تتبناه أنت ثم إذا أضفت إلي ما تبنيته وقلت أن هذا فلان رأيه كذا ليس عندي مانع، أما أن تبقي العبارة كما هي، وتقول أن فلاناً يقول كذا، فأرى أن هذا فيه شيء من الضعف بالنسبة إلى علمك، فأرى أن تعزم وأن تجمع أمرك وتفكر في مثل هذه القضايا بحيث يترجح صواب هذا الرأي وتتبناه، ثم إن شئت عزوته إلى من سمعته منه كما نقول نحن لبعض إخواننا الذين يستفيدون من دروسنا، بل ومن كتبنا، ومع ذلك فحينما يعرضون لما استفادوه ما يظن القارئون لكتابهم إلا أنه من علمهم، وقد أقول لهم يقول أهل العلم من بركة العلم عزو القول إلى قائله، ولذلك فأنا أشكرك على هذا العزو، لكن أحب لك الأفضل، ولعله وضح لك ما هو الأفضل على الأقل في وجهة نظري، واضح.

مداخلة: نعم واضح يا شيخ.

الشيخ: جزاك الله خير.

مداخلة: وحقيقة إلى الآن أنا مقتنع بما ذكرت، لكن بقيت نقطة أنني إن أبقيتها لأنني عندما أوجه الحديث إلى طلاب العلم وإلى العلماء؛ لأنني لا أشعر أن هناك فرقاً كبيراً أحياناً؛ لأن طالب العلم اليوم عالم في الغد إن شاء الله.

ص: 346

الشيخ: إن شاء الله.

مداخلة: فمن هذا الباب عندما أبقيها ليبقى أيضاً فرض كفاية على طلاب العلم ليستعدوا أن يكونوا علماء وهم يستعدون أن .. من هذا الباب فقط.

الشيخ: هذا صحيح لكن ما أرى هذا له علاقة بهذا، على كل حال الرأي لك، وأنا ليس لي إلا التزكية فقط.

مداخلة: الله يبارك فيكم.

الشيخ: الله يحفظك.

مداخلة: سأضع إن شاء الله مقدمة وقلت للشيخ وليد، مقدمة أبين فيها توجيهاتكم وما توصلنا إليه وأضع المقدمة وأشير إلى بعض المواقف.

الشيخ: جزاك الله خير، وبارك الله فيك.

مداخلة: نعم.

الشيخ: هنا تقولون ومن هذا المنطلق وجدت أن جهلنا بواقعنا سبب رئيس من أسباب مصيبتنا وأيقنت أن فقه الواقع علم هجره الكثير من طلاب العلم ورواد الصحوة، أقول في هذا الكلام مبالغة شديدة.

مداخلة: كم الصفحة يا شيخ.

الشيخ: لا توصي حريص، أنا معك على الطريق.

فأقول: ربنا عز وجل حينما قال: {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: 7]، يعني:

ص: 347

إذا قمتم بما فرض الله عليكم من الأحكام الشرعية نصركم الله على عدوكم، أنا أعتقد أن السبب الرئيس على حد تعبيرك ليس هو الجهل بالواقع بين الكثيرين، خاصة حينما تنسب ذلك إلى طلاب العلم، السبب الرئيس هو جهل المسلمين بدينهم بارك الله فيك، ابتداءً من العقيدة إلى الفقه إلى السلوك، هذه هو السبب الرئيس، ولذلك فليس من الحكمة في شيء مطلقاً أن نعظم الحقير الصغير والعكس بالعكس تماماً، فنرفع من شأن ما هو من فروض الكفاية، فنجعله سبباً رئيسياً إذا صح هذا التعبير بسبب ما أصاب المسلمين من ذل وهوان وسيطرة الكفارة على القسم الأكبر من بلادهم، وسيطرة الفساق الحكام على حكمهم، و .. و .. إلى آخره، وإنما هذا سبب من الأسباب، وليس سبباً جوهرياً رئيسياً.

هذا أيضاً لعلك تلقي النظر، أيضاً قلتم ثم ألقيتها في محاضرة عامة، طبعاً أنت المؤلف وأنت تذكر ما قبل هذا الكلام وما بعده، فالحر تكفيه الإشارة، فحينما أنا أسمعك قولك ثم ألقيتها في محاضرة عامة تعرف ماذا تعني بهذا الكلام، فلست بحاجة إلى أن أسمعك ما قبله وما بعده، أليس كذلك؟

مداخلة: بلى.

الشيخ: أحسنت.

أنا أقول بارك الله فيك، مثل هذه المسألة لا يجوز إثارتها في المحاضرات العامة، وهذا أيضاً لعلك تفكر في هذا، يعني مثل هذه البحوث يصلح بحثاً مع

ص: 348

طلاب العلم الأقوياء، أما أن تثار هذه القضية في محاضرات عامة، فهذه أعتقد أنها من أسباب إيجاد البلبلة والقلقلة في نفوس الطلبة أنفسهم فضلاً عن العامة الذين تنتقل إليهم عدوى الخلاف بين طلبة وآخرين.

مداخلة: اسمح لي هنا.

الشيخ: تفضل.

مداخلة: يا شيخنا!

الشيخ: نعم.

مداخلة: إذا كان هذا الأمر اتفقنا على أنه فرض من فروض الكفاية.

الشيخ: نعم.

مداخلة: وقلنا أنه إذا قام به البعض سقط عن الباقين، والبعض هم من العلماء.

الشيخ: نعم.

مداخلة: أقول لو كانت هذه القضية مسلمة عند العلماء وعند طلاب العلم وعند العامة، لكن نظراً لجهل الناس بها أصلاً، فهناك أصلاً من ينكر أنها فرض كفاية، ومن لا يرى ذلك فبيانها وإيضاحها حتى من حقوق من حق العامة ومن حق طلاب العلم أيضاً، أن أبين لهم أن هذه القضية من فروض الكفاية.

ص: 349

الشيخ: ليس كذلك فيما أرى أنا، ما دام اتفقنا أنه من فروض الكفاية، فرض الكفاية لا يجب على عامة المسلمين يا أستاذ، هذا يجب على خاصة الخاصة، هذا النوع من العلم.

مداخلة: نعم.

الشيخ: لو كان هناك مثلاً علم ماذا يسمى فسيولوجيا.

مداخلة: نعم.

الشيخ: علم فسيولوجيا علم ضروري، لكن مالنا والعامة نجلس نشغل بالهم بعلم اسمه فسيولوجيا، ونقعد نشرح لهم ونضع لهم أصول وقواعد .. وإلى آخره، وهذا العلم إنما يجب على طائفة قليلة من عموم المسلمين.

وأقول هذه المحاضرة تصلح بينك وبين أمثالك من العلماء وإذا اعتبرت هذا مبالغة مني، فأنا أقول من طلاب العلم الأقوياء مثلك ممن لا يرون رأيك هذا، فهذا يفيد معهم، أما في محاضرة عامة فأنا لا أزال عند رأيي، وعلى كل حال أرجو أن تعيد النظر.

مداخلة: أنا سأسألك سؤال آخر.

الشيخ: تفضل.

مداخلة: أنا علمت أنكم الآن سئلتم سؤال عن فقه الواقع وأجبتم كما

أمس في أشرطة وتحدثتم عن ذلك، وسيكتب في ذلك رسالة أو كتاب، أليس هذا يعتبر رسالة عامة وانتشرت الأشرطة؟

ص: 350

الشيخ: لا.

مداخلة: ولا أعني المقارنة بيني وبينكم.

الشيخ: ولو قارنت، الجواب: لا.

والجواب على المثل العربي القديم، قال الحائط للوتد لم تشقني؟ قال: سل من يدقني. فأنت السبب.

أنت لما ألقيت هذه المحاضرة على عامة المسلمين ونتج من وراء ذلك، أنا الآن أزداد إيماناً بظني السابق، نتج من وراء ذلك اختلاف بين الطلبة باعترافك أنت قلت آنفاً

مداخلة: نعم.

الشيخ: فلما أنت أثرت الموضوع أمام الناس جميعاً فحينئذ غيرك ممن يوافقك في أصل الموضوع لا في تفصيله إن لم أقل تفاصيله فهو مكره أخاك لا بطل، فهو مضطر الآن أن يعدل من موقف هذا الأخ في الغيب كهذا ثم صار أخاً في الشهود والحمد لله، فإذاً: لا يستويان مثلاً، فليس لك حجة في هذه الحالة.

مداخلة: جزاكم الله خير.

الشيخ: وإياك أنا عندي هنا تعليق سطر أو أقل من سطر، قلت: انظر فقه السيرة للغزالي فقد صحح الألباني هذا الحديث.

ص: 351

أقول: هذا خطأ في التخريج يجب أن يقال انظر تخريج فقه السيرة للغزالي، فقد صحح الألباني هذا الحديث أما انظر فقه السيرة لا، انظر تخريج فقه السيرة.

فأنت قلت هنا انظر فقه السيرة للغزالي، فلعله سقط أن من الطابع أو الكاتب يعني أياً كان.

المهم الآن هذا يضاف كلمة تخريج، وجزاك الله خير.

مداخلة: يعني هنا يا شيخنا، لو فهمت الفرق بدقة، أنا أريد أن أفهم الفرق بدقة بين الأمرين، ما الذي يترتب على الفرق بين الكلمتين.

الشيخ: أنا أذكر لك الفرق، إذا قلت كما قلت انظر فقه السيرة للغزالي أي: أن هذا الحديث مذكور في فقه السيرة، وقد صحح الألباني هذا الحديث لا يفهم القارئ أن هذا التصحيح هو معلق على فقه السيرة للغزالي، بينما إذا ذكرت الواقع انظر تخريج فقه السيرة، فالذهن لأي قارئ مهما كان ذكياً أو بليداً أو مغفلاً أو إلى آخره، ما يستطيع أن يفهم إلا الذي أنت أردته في نفسك، على العكس مما هو الواقع الآن، فلا أقل من أن يتوقف قليلاً ويتساءل: أين هذا التصحيح، الذي يعرف أن فقه السيرة للغزالي عليه تخرج الألباني، إذاً: المقصود تخريج الألباني.

مداخلة: فهمت بارك الله فيك.

الشيخ: وبارك فيك أيضاً.

ص: 352

والآن يبدو لي شيء آخر، وهذه مصيبة النفوس التي كنا تحدثنا عنها اليوم، في الوقت الذي كان الغزالي هذا قد أشاد بالألباني، ورفع من شأنه وعلمه في علم التخريج والتصحيح والتضعيف في مقدمة الطبعة الرابعة، إذا به تحركت به نفسه، إذا به يطبع طبعة جديدة وعلى بعض أحاديثي تعقيبات، ما أدري، لا أستبعد أبداً أن يكون استأجر واحداً من هؤلاء المحدثين، وقال له: اكتب تعقيباتك، خاصة والذين يتوجهون لتعقب الألباني بحسن نية أو بسوء نية، فربنا حسيبهم، فبدأ يكتب تعقبات على تخريج الألباني.

فإذاً: ربما يأتي يوم إن لم يأتي هذا أن يطبع فقه السيرة بدون تخريج الألباني، وكل يوم كما تعلم أنت متابع تنتج مؤلفات كثيرة وكثيرة جداً، فلو فرضنا أن طبعة من الطبعات كتب الغزالي تعقيباً سواء بقلمه أو بقلم من كلفه، على هذا الحديث الذي صححته أنا، فيأتي آخر ويقول هذا ضعيف، مثل هذا صاحبنا وهو حسان عبد المنان، فقد يأتي إلى حديث في صحيح البخاري أنا كنت صححته؛ لأني أولاً وجدته في صحيح البخاري، وما وجدت فيه علة تقدح في صحته، فيأتي هو ويكتشف بجهله علة، فيقول: لا، هذا ولو رواه البخاري فهو ضعيف، أما لو كان في تخريج فقه السيرة، يبقى هذا من كلام الألباني.

الهدى والنور (605/ 02: 01: 00).

ص: 353