الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الرابع عشر: القطب الشمالي والقارة القطبية الجنوبية
في هذا الفصل سوف نعطي فكرة عامة عن مناخ الجهات القطبية؛ ذلك لأن الأرصاد المناخية في هذه الجهات قليلة أو نادرة، ونلاحظ أن عملية تسخين الهواء في هذه العروض ضعيفة في فصل الصيف، أما فصل الشتاء فهو شديد البرودة، والاختلافات في الأحوال المناخية من مكان إلى آخر تنتج عن تباين في السطح أو توزيع اليابس والماء، ولما كان السطح بصفة عامة أكثر ارتفاعًا في القارة القطبية الجنوبية عنه حول القطب الشمالي لذلك نجد أن المناخ أشد برودة في المناطق المحيطة بالقطب الجنوبي، ومن ناحية المطر تتميز المناطق القطبية بمطرها القليل حيث يسود الضغط المرتفع في هذه الجهات، كما أن قدرة الهواء على حمل بخار الماء ضعيفة بسبب البرودة.
مظاهر السطح وأثرها على مناخ المناطق القطبية:
يمكن إجمال تأثير مظاهر السطح على مناخ المناطق القطبية فيما يلي:
1-
تتكون قارة أنتاركتيكا من هضبة عظيمة الارتفاع تمتد فوقها سلاسل جبلية عديدة يصل بعضها إلى ارتفاع 3500 متر فوق سطح البحر، وأهم البحار الداخلية في القارة هي بحر روس Ross وبحر ودل Weddell وتعتبر قارة أنتاركتيكا مصدرًا رئيسيًّا للهواء القطبي القاري شديد البرودة؛ وذلك بسبب انخفاض الحرارة بها طول العام، ويؤدي التباين في شكل تضاريسها إلى وجود رياح محلية باردة تشتهر بها معظم جهات القارة خاصة حول بحر روس.
2-
تتكون جزيرة جرينلند من هضبة مرتفعة تصل بعض قممها إلى ارتفاع 3500 متر فوق سطح البحر. ويساعد هذا الارتفاع الكبير على انخفاض
الحرارة انخفاضًا كبيرًا وعلى عدم السماح للأعاصير بغزو سماء الجزيرة اللهم إلا حول الأطراف المنخفضة.
3-
إلى الشمال من كندا توجد عدة جزر ممتدة من جزيرة بانكس Banks lsland في الغرب إلى جزيرة بفين Baffin lsland في الشرق، وبعكس جرينلند فإن هذه الجزر لا يتجاوز ارتفاع السطح فيها 200 متر فوق سطح البحر.
4-
باستثناء بعض الجزر المتناثرة فإن منطقة القطب الشمالي تتكون من المحيط المتجمد الشمالي. وفي فصل الشتاء يساعد وجود الغطاء الجليدي على تكوين الكتل الهوائية القطبية القارية، أما في فصل الصيف فإن ذوبان الجليد يؤدي إلى الحد من شدة البرودة، هذا بالإضافة إلى وجود المسطحات المائية كمورد للرطوبة؛ لذلك فهواء الصيف يتميز بارتفاع نسبة الرطوبة إذا قورن بهواء الشتاء.
توزيع الضغط والرياح:
أولًا: يناير: نلاحظ على توزيع الضغط والرياح في يناير ما يأتي:
1-
تؤدي البرودة الشديدة في شمال سيبيريا وكندا إلى تكوين منطقة ضغط مرتفع تمتد فوق المحيط الهادي بينما يقع شمال المحيط الأطلسي تحت سيطرة منطقة الضغط المنخفض الأيسلندي. لذلك فإن الرياح تصبح شرقية في منطقة القطب الشمالي؛ أما حول مضيق بهرنج فتوجد رياح خفيفة أو هادئة، وقد يقطع هبوب الرياح الشرقية هبوب رياح أخرى من اتجاهات مختلفة.
2-
تؤدي البرودة الشديدة إلى تكوين منطقة ضغط مرتفع فوق جرينلند بحيث تفصل بين الامتداد الشرقي والامتداد الغربي لمنطقة الضغط المنخفض الأيسلندي. وتوجد رياح محلية في جرينلند تختلف في اتجاهاتها عن الرياح السائدة.
3-
تسود رياح شمالية غربية في الجزر الواقعة إلى الشمال من كندا لوقوعها بين منطقة الضغط المرتفع في الغرب ومنطقة الضغط المنخفض الأيسلندي في الشرق.
4-
تهب رياح شمالية شرقية في منطقة جزيرة سبتزبرجن Spiztbergen وجزيرة فرانز جوزيف Franz Josef Land.
5-
يقع القطب الجنوبي في مركز منطقة الضغط المرتفع القطبية وإن كان وجود بحر روس يؤدي إلى انحراف منطقة الضغط المرتفع قليلًا نحو المحيط الهندي، كذلك يؤدي الدفء النسبي في منطقة بحر ودل إلى وجود منطقة ضغط منخفض في الجزء الشمالي من منطقة الضغط المرتفع. وتسود رياح شرقية في معظم جهات أنتاركتيكا مع بعض الاختلافات المحلية التي تنتج عن شكل التضاريس.
ثانيًا: يوليه: أهم تغيير يحدث في يوليه هو أن منطقة الضغط المرتفع حول القطب الشمالي تصبح ضعيفة، كما أن منطقتي الضغط المنخفض الأيسلندي والألوشي تضعف في الصيف. وتهب رياح صيفية ومتغيرة في المنطقة، أما في منطقة القطب الجنوبي فإن البرودة الشديدة تساعد على وجود ضغط مرتفع.
الكتل الهوائية:
أولًا: الكتل الهوائية القطبية القارية "C P": يتميز الهواء القطبي القاري خلال فصل الشتاء بالبرودة الشديدة وبانخفاض نسبة الرطوبة، أما في فصل الصيف فإن ارتفاع درجة الحرارة وذوبان الجليد يؤديان إلى ارتفاع الحرارة والرطوبة في الكتل الهوائية.
ثانيًا: الكتل الهوائية القطبية البحرية "m P": تتكون هذه الكتل الهوائية في مناطق الضغط المنخفض ومن مميزاتها ارتفاع نسبة الرطوبة. ويصل الهواء القطبي البحري إلى العروض القطبية كجزء من الأعاصير التي تمر بالمنطقة.
الجبهات الهوائية والأعاصير وأضداد الأعاصير:
أولًا القطب الشمالي وجزيرة جرينلند: في فصل الشتاء تمر أعاصير عديدة من منطقتي الضغط المنخفض الأيسلندي والألوشي وذلك إلى الجنوب الشرقي من جرينلند، ويندر أن تمر هذه الانخفاضات إلى الشمال من خط عرض 75 ْشمالًا، ويؤدي مرور هذه الأعاصير إلى سقوط أمطار وثلوج في جنوب وجنوب شرق جرينلند. وتتحرك الأعاصير
أحيانًا من أمريكا الشمالية نحو المحيط الأطلسي بالقرب من السواحل الجنوبية والغربية لجزيرة جرينلند.
ومن الملاحظ أن حركة الأعاصير في هذه المنطقة تضعف في فصل الصيف ومن المعروف أن أضداد الأعاصير تمر في مؤخرة الأعاصير المتجهة من الغرب إلى الشرق.
ثانيًا: القارة القطبية الجنوبية: تمر أعاصير العروض الوسطى في المنطقة القطبية الجنوبية طول العام، وتقوى الأعاصير حول القطب الجنوبي في فصل الصيف وذلك بعكس القطب الشمالي.
الأقاليم المناخية في المناطق القطبية:
يمكننا القول: إن هذه المناطق جميعها تتبع مناخ التندرا "ET" والمناخ المتجمد "EF" ولكن يمكن تقسيم هذه المناطق إلى الأقاليم الآتية:
إقليم البحر القطبي والأرخبيل الهندي:
تبلغ كمية التساقط إلى الشمال من خط عرض 80 ْشمالًا حوالي 10سم، وتزداد كمية التساقط كلما اتجهنا جنوبًا إذ تقترب من 25سم في كمبرلاند سوند Cumberland Sound ويسود الجفاف في الشتاء إلى الشمال من خط عرض 80 ْشمالًَا بينما يسقط مطر قليل في فصل الصيف وإلى الجنوب من خط عرض 80 ْشمالًا لا تزال الأمطار الصيفية هي الغالبة.
والمدى الحراري السنوي كبير، ودرجات الحرارة في الشتاء أكثر ارتفاعًا منها في سيبيريا بينما تظل الحرارة في الصيف منخفضة.
إقليم جرينلند:
تزداد كمية التساقط في جنوب جرينلند ثم تقل نحو الشمال. ولما كانت بعض الأعاصير تتجه قريبة من الساحل الشرقي والبعض الآخر قريبة من الساحل الغربي فإن كمية التساقط لا تختلف كثيرًا من ساحل إلى آخر، ومعظم التساقط في شمال جرينلند في الصيف. وتنخفض درجات الحرارة كلما اتجهنا
شمالًا، وتنخفض درجات الحرارة في فصل الشتاء على سواحل جرينلند بسبب وجود المسطحات الجليدية قريبة منها. وتظل الحرارة منخفضة في الصيف بسبب وجود التيارات البحرية الباردة على سواحل جرينلند. أما داخل الهضبة فهو بارد طول العام. ومن أهم مظاهر المناخ في منطقة سواحل جرينلند هبوب رياح باردة في مؤخرة الأعاصير.
إقليم أنتاركتيكا:
تزداد الأمطار في فصل الصيف نتيجة لاشتداد حركة الأعاصير حول القطب الجنوبي، وتقل كمية التساقط من Point Charcot بوينت شاركوت وجزيرة لوري Laurie lsland نحو دويتشلاند ترفت Deutschland Trift مما يدل على أن كمية التساقط قليلة إلى الجنوب من خط عرض 80 ْجنوبًا. وتبلغ كمية التساقط حوالي 37 سم عند خط عرض 65 ْجنوبًا وتصل إلى حوالي 10 سم عند خط عرض 75 ْجنوبًا.
وتنخفض درجات الحرارة في أنتاركتيكا انخفاضًا شديدًا بسبب الارتفاع إذ تصل درجة حرارة أدفأ شهور السنة إلى أقل من الصفر المئوي.
وتتعرض القارة القطبية الجنوبية للعواصف الثلجية العنيفة شأنها في ذلك شأن جرينلند.