الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني
في بيان أنواع الشرك عند علماء الحنفية
وردهم على القبورية
كلمة بين يدي هذا المبحث:
لقد ذكرت تعريف الشرك لغة واصطلاحًا عند علماء الحنفية، كما ذكرت بعض جهودهم في إبطال تعريف القبورية للشرك.
وتبين من نصوصهم أن الشرك له أنواع توجد كثير منها في القبورية؛ فعلماء الحنفية - في تعريفهم للشرك تعريفًا صحيحًا واسعًا جامعًا لأنواع الشرك - ردوا ردا قويا على القبورية بحيث جعلوهم صرعى لا نهوض لهم.
وفي هذا المبحث أريد أن أذكر أهم ما ذكره علماء الحنفية من أنواع الشرك التي يرتكبها القبورية قديمًا وحديثًا ليكون هذا أبلغ رد من علماء الحنفية لمزاعم القبورية وأقمع لعقائدهم فأقول وبالله التوفيق:
لقد ذكر كبار علماء الحنفية عدة أنواع للشرك:
بأساليب مختلفة وعبارات متنوعة وطرق متعددة وكلها في الرد على القبورية؛ ليبينوا للناس أن هذه الأفاعيل الشركية والأباطيل الخرافية -
التي ترتكبها القبورية ويبررونها بتلك القيود التي يذكرونها في تعريف الشرك:
كقيد: ((استقلال الأنبياء والأولياء بالنفع والضر)) أو ((اعتقاد الربوبية فيهم)) أو ((أنهم ينفعون ويضرون بذواتهم)) ) .
كلها داخلة في تعريف الشرك وأنها من أنواع الشرك لا محالة.
سواء كان يعتقد فيهم ((الاستقلال بالنفع والضر)) ويعتقد فيهم الربوبية أم لا؛ وفيما يلي أذكر بعض أقوال علماء الحنفية في بيان أنواع الشرك.
1 -
قول الإمام أحمد بن عبد الأحد السرهندي الملقب عند الحنفية بالإمام الرباني ومجدد الألف الثاني (1034هـ) :
ذكر للشرك نوعين:
الأول: الشرك في وجوب الوجود.
الثاني: الشرك في العبادة.
ولما كان النوع الأول غير واقع والثاني هو الواقع في المشركين عامة والقبورية خاصة - اهتم ببيان الشرك في العبادة ردا على القبورية فقال:
(ما أشد سفاهة من لا يشركون بالله شيئًا في وجوب الوجود ومع ذلك
يشركون به تعالى في العبادة.....، بل الأهم والأحوج إليه والأنفع في هذه الطرق نفي شريك استحقاق العبادة المخصوص بدعوة الأنبياء عليهم الصلوات والتسليمات؛ فإن المخالفين الذين ليسوا بملتزمين ملة نبي من الأنبياء عليهم الصلوات والتسليمات؛ أيضًا ينفون شريك وجوب الوجود......، ولكنهم غافلون عن معاملة استحقاق العبادة.
وفارغون عن نفي شريك استحقاق العبادة، لا يتحاشون من عبادة الغير، ولا يتكاسلون من عمارة الدير، الأنبياء هم الذين يهدمون الدير وينهون عن عبادة الغير، والمشرك في لسان هؤلاء الأكابر - من يكون أسيرًا لعبادة غير الحق سبحانه، وإن كان قائلًا بنفي وجوب الوجود، فإن اهتمامهم في نفي عبادة ما سوى الحق سبحانه المتعلق بالعمل والمعاملة المستلزم لنفي شريك وجوب الوجود؛ فمن لم يتحقق بشرائع هؤلاء الأكابر عليهم الصلوات والتسليمات المنبئة عن نفي استحقاق ما سوى الله للعبادة - لا يتخلص من الشرك، ولا ينجو من شعب شرك عبادة الآلهة) ؛ ثم ذكر أن المقصود من بعثة الرسل إنما هو تحقيق توحيد العبادة
والنجاة من الشرك في عبادة الله عز وجل.
أقول: هذا النص مشتمل على نكات مهمات وكلها رد على القبورية:
الأولى: أن القبورية أشركوا في عبادة الله تعالى.
الثانية: أن القبورية اهتموا بتعمير ما أمر الأنبياء بهدمه من الدير والمشاهد.
الثالثة: المشرك في اصطلاح الأنبياء هو من أشرك في عبادة الله.
الرابعة: أن من عبد غير الله تعالى فهو مشرك وإن اعترف بتوحيد الربوبية.
الخامسة: الفرق بين توحيد الربوبية وبين توحيد العبادة.
السادسة: أن الأنبياء والمرسلين إنما بعثوا لتحقيق توحيد الألوهية ونفي عبادة غير الله تعالى.
2 -
قول الإمام أحمد الرومي أحد عظماء الحنفية الذي له جهود عظيمة في إبطال عقائد القبورية (1043هـ) ، 3- قول الشيخ سبحان بخش الهندي، 4- قول الشيخ محمد السورتي، فهؤلاء العلماء ذكروا ستة أنواع للشرك منها الشرك في العبادة، وقالوا في بيان هذا النوع من الشرك - واللفظ للأول -:
(والثالث من أنواع الشرك - شرك تقريب:
وهو عبادة غير الله ليقرب إلى الله؛
كشرك متقدمي عبدة الأصنام، فإنهم لما رأوا أن عبادتهم للمولى العظيم على ما هم عليه من غاية الدناءة ونهاية الحقارة - سوء أدب عظيم - تقربوا إليه بعبادة من هو أعلى منهم عنده.....) .
ثم بوبوا فقالوا؛ واللفظ للأول أيضًا:
(المجلس السابع عشر في بيان عدم جواز الصلاة عند القبور والاستمداد من أهلها واتخاذ السروج والشموع عليها) .
ثم أطنبوا في الرد على عقائد القبورية وحققوا أن هذا النوع من الشرك - وهو عبادة غير الله - موجود في القبورية، وأتوا بتحقيقات دقيقة وتدقيقات عميقة في إبطال عقائد القبورية مما فيه عبرة للقبورية وسخنة الأعين للخرافية وقرة عيون السنية.
5 -
قول الشيخ محمد أعلى الفاروقي أحد علماء الحنفية.
لقد ذكر عدة أنواع للشرك في مبحث طويل رد فيه على القبورية:
منها الشرك في العبادة.
ومنها الشرك في الطاعة أي في التحليل والتحريم.
ومنها الشرك في التسمية.
ومنها الشرك في العلم، ومنها الشرك في القدرة.
ثم قال في بيان سبب عبادة الأوثان:
(ولا بد من بيان سبب عبادة الأوثان؛ إذ عبادة الأحجار من جم غفير عقلاء، ظاهر البطلان) ؛ ثم ذكر عدة أسباب، منها التقرب إلى الله وقال في بيان ذلك:
(وعابدو الأوثان فيهم من كانوا لا يقولون: إنهم شركاء الله في الخلق وتدبير العالم؛ بل كانوا يقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله، فثبت أن الأكثر منهم كانوا مقرين بأن الله إله العالم واحد، وأنه ليس في الإلهية - بمعنى خلق العالم وتدبيره - شريك ونظير كما يدل عليه قوله تعالى:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} [الزخرف: 9] .
ثم تصدى للرد على القبورية وبيان كشف زيغهم وإبطال عقيدتهم في الشفاعة، والتوسل الشركيين، فقال:
(والفرقة الرابعة هي فرقة عباد الشيوخ وأنصارها:
يقولون: حيث إن الرجل الكبير مستجاب الدعوات مقبول الشفاعات بسبب كمال الرياضة والمجاهدة فإنه ينقل قوة عظيمة وبسطة من هذه الدنيا إلى روحه، فكل من يجعل صورته برزخًا أو يسجد على قبره ويتذلل أو يذكره في
مكان عبادته، أو ينذر نذرًا باسمه، أو يفعل نحو ذلك - فإن روح ذلك الشيخ - بسبب كماله - تطلع على هذا الأمر وتشفع له في الدنيا والآخرة) ؛ وقال أيضًا في بيان إبطال توسل القبورية:
(ومن جملتهم الأشخاص الذين يدعون الآخرين لدفع البلاء عنهم ويتوسلون بالآخرين في تحصيل المنافع، ويعدون الآخرين عالمين بالغيب وذوي قدرة مطلقة مستقلين بذاتهم.
وهذا نوع من الشرك في العلم والقدرة) .
قلت: هذا النص في غاية من الأهمية لإبطال عقائد القبورية وبيان أنهم يرتكبون أنواعًا من الشرك كالشرك في العبادة حيث يعبدون القبور وأهلها بنذور وسجود ونداء واستغاثة لدفع البلاء وتحصيل المنافع وأن القبورية يرتكبون شفاعة شركية ووسيلة خرافية.
وأنهم يعتقدون فيمن يدعونهم ويستغيثون بهم من الأولياء - أنهم عالمون بالغيب وقادرون بقدرة مطلقة مستقلين بذاتهم، وأن القبورية لأجل هذه العقائد الشركية مرتكبون شركًا في العلم وشركًا في القدرة.
تنبيه: قوله: ((مستقلين بذاتهم)) - ليس قيدًا لتحقيق الشرك، بل بيان أن القبورية قد وصلوا في شركهم إلى حد - اعتقد بعضهم: أن للأولياء قدرة مطلقة، مستقلين بذواتهم،
وهذا تكذيب للقبورية أيما تكذيب!؟! ؛ إذ ليس هذا إلا شركًا في الربوبية والصفات؛ فالقبورية أشركوا بالله حتى أشركوا في الربوبية فضلًا عن الشرك في العبادة.
6-
قول الإمام ولي الله رحمه الله.
لقد بوب الإمام ولي الله الدهلوي أحد كبار أئمة الحنفية (1176هـ) ليرد على مزاعم القبورية ويبطل عقائدهم ببيان أنواع الشرك فقال:
((باب أقسام الشرك)) .
ثم ذكر تعريف الشرك وقد تقدم نصه ثم قال: ((ورد في الحديث: أن المشركين كانوا يلبون بهذه الصيغة:
((لبيك لبيك لا شريك لك إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك)) .
ثم ذكر: أن المشرك يتذلل عند معبوده الباطل أقصى التذلل، ويعامل معه معاملة العباد مع الله تعالى؛ ثم ذكر للشرك عدة أنواع سماها الشرك ومظانه على ما يلي:
1 -
الشرك في السجود.
2 -
الشرك في الاستعانة.
3 -
الشرك في النذور.
وقال:
((ومنها أنهم كانوا يستعينون بغير الله في حوائجهم من شفاء المريض وغناء الفقير وينذرون لهم يتوقفون إنجاح مقاصدهم بتلك النذور،
ويتلون أسماءهم رجاء بركتها، فأوجب الله عليهم أن يقولوا في صلاتهم {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] ، وقال تعالى:{فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18] ؛ وليس المراد من الدعاء العبادة، كما قال بعض المفسرين بل هو الاستعانة لقوله تعالى:{بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ}
…
) ؛ [الأنعام: 41] ؛ ثم ذكر نوعين آخرين للشرك:
4 -
تسمية بعض شركائهم بنات الله وأبناء الله.
5 -
الشرك في الطاعة وهو طاعة الأحبار والرهبان في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحله الله.
ثم ذكر في إبطاله قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31] ، وحديث عدي بن حاتم المعروف.
ثم قال:
((وسر ذلك أن التحليل والتحريم عبارة عن تكوين نافذ في الملكوت أن الشيء الفلاني يؤاخذ به أو لا يؤاخذ به، فيكون هذا التكوين سببًا للمؤاخذة وتركها، وهذا في صفات الله)) .
ثم ذكر أن من فعل هذا الشرك فهو مشرك بالله تعالى، ثم ذكر أنواعًا ثلاثة أخرى للشرك:
6 -
الشرك في الذبح والإهلال باسم غير الله.
7 -
تسييب السوائب والبحائر تقربًا إلى غير الله.
8 -
الشرك في الحلف بغير الله.
وقال: (ومنها أنهم كانوا يعتقدون في أناس أن أسماءهم مباركة معظمة وكانوا يعتقدون أن الحلف بأسمائهم على الكذب يستوجب حرمًا في ماله وأهله، فلا يقدمون على ذلك؛ ولذلك كانوا يستحلفون الخصوم بأسماء شركائهم بزعمهم، فنهوا عن ذلك وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«من حلف بغير الله فقد أشرك» وقد فسره بعض المحدثين على معنى التغليظ والتهديد، ولا أقول بذلك، وأن المراد عندي: اليمين المنعقدة، واليمين الغموس باسم غير الله تعالى على اعتقاد ما ذكرنا)) .
ثم ذكر نوعًا آخر للشرك:
9 -
الشرك في الحج لغير الله.
وقال في شرحه وبيانه:
(ومنها الحج لغير الله تعالى:
وذلك أن يقصد مواضع متبركة مختصة بشركائهم - يكون الحلول بها تقربًا من هؤلاء، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد» ) .
وقال: (كان أهل الجاهلية يقصدون مواضع معظمة بزعمهم يزورونها ويتبركون بها، وفيه من التحريف والفساد ما لا يخفى، فَسَدَّ النبي صلى الله عليه وسلم الفساد، لئلا يلتحق غير الشعائر بالشعائر، ولئلا يصير ذريعة لعبادة غير الله، والحق عندي أن القبر ومحل عبادة ولي من أولياء الله والطور كل ذلك سواء في النهي) .
وذكر نوعًا آخر للشرك، وهو:
10 -
الشرك في التسمية بأن يسمي ابنه عبد العزى وعبد الشمس ونحو ذلك.
ثم قال بعد ذكر هذه الظاهرة للشرك:
(فهذه أشباح وقوالب للشرك نهى الشارع عنها) .
وذكر أن شرك الطاعة التي هي عبادة الأحبار والرهبان قد وقع فيه بعض المقلدين الجامدين للأئمة الذين لا يتركون التقليد وإن ظهر الدليل
على خلاف قول إمامهم.
7 -
قول الشاه محمد إسماعيل المجاهد (1246هـ) .
8 -
وقول الشيخ أبي الحسن الندوي.
لقد مشى على طريقة الإمام ولي الله حفيده العلامة إسماعيل الدهلوي وتبعه الشيخ أبو الحسن الندوي في بيان أنواع الشرك الموجودة في القبورية فقالا واللفظ للثاني:
(استفحال فتنة الشرك والجهالة في الناس.
اعلم أن الشرك قد شاع في الناس في هذا الزمان وانتشر) ، ثم ذكر بعد عنوان:((مظاهر الشرك وأشكاله المتنوعة)) - ما يلي:
1 -
الشرك بدعاء الأولياء والاستغاثة بهم.
2 -
الشرك بالاستعانة من الأولياء.
3 -
الشرك بالنذر والذبح للأولياء.
4 -
الشرك في التسميات بأن ينسب الأولاد إلى الأولياء بمعنى أنهم من عطاء غير الله ككثير من الأسماء الشركية؛ نحو عبد النبي، وهبة علي، وهبة حسين، وهبة المدار وهبة سالار وذلك طمعًا في رد البلاء عنهم.
5 -
الحلف بأسماء الأولياء.
6 -
إرسال الظفيرة باسم ولي من أولياء الله.
7 -
تعليق القلادة لولي من الأولياء.
8 -
إلباس الولد لباسًا خاصًا باسم ولي من الأولياء.
9 -
صفد الابن بقيد في رجله باسم ولي من الأولياء.
10 -
السجود لغير الله.
11 -
اعتقاد علم الغيب في غير الله.
12 -
إثبات قدرة التصرف لغير الله.
ثم قالا: (كل ذلك يثبت به الشرك ويصبح الإنسان به مشركًا) .
قلت: في هذا النص أبلغ الرد على القبورية في صميم اعتقاداتهم الباطلة.
9 -
قول آخر للشاه المجاهد المذكور (1246هـ) وقد شن الغارة على القبورية لإبطال عقائدهم الوثنية.
فذكر أن الشرك أولًا على نوعين؛ 1- الشرك في الربوبية.
2 -
الشرك في الألوهية.
ثم ذكر أنه تفرع منها أربعة أنواع أخرى وهي:
1 -
الشرك في العلم بمعنى علم الغيب.
2 -
الشرك في التصرف.
3 -
الشرك في العبادة.
4 -
الشرك في العادة يعني في الأعمال العادية.
10 -
وتبعه أيضًا الشيخ أبو الحسن الندوي في بيان هذه الأنواع الأربعة، وشدد النكير على القبورية لإبطال عقائدهم الخرافية.
11-
قال العلامة السيد محمود شكري الآلوسي (1342هـ) :
(إن الشرك نوعان:
1 -
شرك في الربوبية: بأن يجعل معه لغيره تدبيرًا ما
…
2 -
وشرك في الألوهية: بأن يدعي غيره دعاء عبادة أو دعاء مسألة
…
) .
12 -
قول العلامة حسين علي (1362هـ) أحد عظماء الحنفية.
13 -
قول غلام الله الملقب عند الحنفية بشيخ القرآن (1980م) .
فقد تصديا لإبطال عقائد القبورية وبيان أن القبورية ارتكبوا عدة أنواع من الشرك، فذكرا من تلك الأنواع ما يلي:
1 -
الشرك في العلم.
2 -
الشرك في التصرف.
3 -
الشرك في الدعاء.
4 -
الشرك الفعلي.
ثم ذكرا تعريفات كل نوع منها، وكشفا عن تمويهات القبورية وخرافاتهم.
14 -
قول الأستاذ أبي الأعلى المودودي (1979م) رحمه الله.
لقد قسم الأستاذ المودودي رحمه الله الشرك أولًا إلى قسمين:
1 -
الشرك الاعتقادي.
2 -
الشرك العملي.
وقسم الشرك الاعتقادي إلى أربعة أقسام:
1 -
الشرك في الذات.
2 -
الشرك في الصفات، وهو إثبات صفة من صفات الله تعالى لغيره سبحانه كاعتقادهم الغيب في غيره تعالى.
أو أن غيره تعالى يسمع كل ما يسمع ويبصر كل شيء أو منزه عن كل عيب ونقص وخطأ.
3 -
الشرك في الاختيار وهو إثبات التصرف والنفع والضر والإغاثة والحفظ والإجابة والخير والشر فوق الأسباب العادية لغيره تعالى، والتصرف في التشريع من التحليل والتحريم والتقنين.
4 -
الشرك في الحقوق وهو الشرك في العبادة.
كالسجود والركوع والقيام والنذر والذبح والقربان ورجاء رفع الحوائج والمشكلات والدعاء وقت نزول المصائب والبلايا لغير الله سبحانه.
وكذا كل ما يدخل في العبادة بجميع أنواعها وصورها.
وهكذا الطاعة لغير الله تعالى طاعة مطلقة.
كل ذلك من قبيل الإشراك بالله تعالى في حقوقه وعبادته.
قلت: الشرك في الاختيار هو في الحقيقة داخل في الشرك في الصفات.
فالأولى أن يقال: الشرك في الذات، الشرك في الصفات، الشرك في العبادات؛ غير أن الشرك في الذات أمر ذهني يتصوره العقل فقط وليس له وجود في الخارج فلا تعرف طائفة كائنة من بني آدم ارتكبت الشرك في الذات.
15 -
قول شيخ القرآن الفنجفيري (1407) رحمه الله.
16 -
قول الشيخ الرستمي حفظه الله.
لقد تصدى الشيخ محمد طاهر الفنجفيري الملقب عند الحنفية بشيخ القرآن وتبعه تلميذه الشيخ عبد السلام الرستمي، للرد على القبورية وإبطال عقائدهم الوثنية فكشفا الستار عن كثير من أسرارهم ونبها على مفاسدهم وأضرارهم، وبينا عدة أنواع للشرك، فقالا، واللفظ للثاني:
(بحث أقسام الشرك:
اعلم أن الشرك في التفصيل له أنواع كثيرة؛ لأن الإشراك بالله تعالى في كل صفة مختصة به تعالى - نوع من الشرك، وكذا الإشراك في كل حق من حقوقه تعالى - نوع مستقل [من أنواع الشرك] ؛
والصفات والحقوق الإلهية كثيرة؛ فالأنواع للشرك بجنبها كثيرة، لكنها في الأصل ترجع إلى نوعين:
(1)
شرك اعتقادي، (2) وشرك فعلي، والأول على أربعة أقسام:
(1)
الشرك في العلم ((علم الغيب)) ، (2) والشرك في التصرف والاختيار، (3) والشرك في الدعاء؛ يعني النداء والاستغاثة.
(4)
والشرك في العبادة.
فنذكر هذه الأقسام بالنهج الذي ساقه القرآن) .
17 -
وقد ذكر الشيخ الرستمي أنواعًا أخرى بترتيب آخر، وهي:
1 -
الشرك في المالكية.
2 -
الشرك في الربوبية لا يعني الشرك في ((الحكم)) أي الطاعة.
3 -
الشرك في التصرف.
4 -
الشرك في الاستعانة.
5 -
الشرك في الاستعاذة.
6 -
الشرك في الاستجارة.
7 -
الشرك في البركة.
8 -
الشرك في الصفات.
9 -
الشرك في العلم.
10 -
الشرك في العبادات القولية.
11 -
الشرك في العبادات العملية.
12 -
الشرك في الدعاء.
13 -
الشرك في الألوهية. ويعني به الشرك في الربوبية.
الحاصل: أن هذه عدة أنواع للشرك.
ذكرتها عن علماء الحنفية الذين ردوا على القبورية وهي تدل دلالة قاطعة على أن القبورية قد ارتكبوا أنواعًا من الشرك الأكبر بالله سبحانه، وذلك بعبادتهم للقبور وأهلها.
وبعدما عرفنا الشرك وأنواعه - ننتقل إلى المبحث الآتي - لنعرف كيف بدأ الشرك وكيف تطور؟ ؛
ليكون ذلك أبلغ رد من علماء الحنفية على القبورية؛ فنقول وبالله نستعين وبه نستغيث * إذ هو المستعان المعين المغيث *:
*****