الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثاني
في معنى التوحيد اصطلاحًا
إن علماء الحنفية قد عرفوا ((التوحيد)) بعدة تعريفات ولكنها متقاربة المعاني، وإن كانت عبارتها شتى، أذكر منها ما يلي:
1 -
قال الإمام أبو جعفر الطحاوي إمام الحنفية في عصره (321هـ) - مبينًا عقيدة الأئمة الثلاثة للحنفية على الإطلاق:
أبو حنيفة (150هـ) ، وأبو يوسف (182هـ) ، ومحمد بن الحسن
الشيباني (189هـ) ، رحمهم الله تعالى، معرفًا للتوحيد:
(نقول في توحيد الله - معتقدين بتوفيق الله: إن الله واحد لا شريك له، ولا شيء مثله، ولا شيء يعجزه، ولا إله غيره) .
2 -
وقال الإمام البدر العيني (855هـ) والعلامة أبو الطيب السندهي (1140هـ)، واللفظ للأول:
(توحيد الله تعالى - هو الشهادة بأن الله إله واحد، والتوحيد في الأصل مصدر ((وحد، يوحد)) ، ومعنى:((وحدت الله)) : اعتقدته منفردًا بذاته وصفاته، لا نظير له * ولا شبيه له، وقيل: التوحيد: إثبات ذات غير مشبهة بالذوات * ولا معطلة من الصفات *) .
3 -
وقال الشيخ برخور دار علي:
(التوحيد: أن نقول: لا إله إلا الله، مع اعتقاد القلب، والتصديق به، وإفراد الله بالعبادة، فلا يعبد غيره) .
4 -
وقال التفتازاني الملقب عند الحنفية بالعلامة الثاني (792هـ) :
(حقيقة التوحيد: اعتقاد عدم الشريك في الألوهية وخواصها) .
5 -
6 - وقال الإمام ولي الله الدهلوي (1176هـ) وتبعه الفتني (1327هـ) :
(التوحيد: اعتقاد حصر وجوب الوجود، وقصر خلق السماوات والأرض وسائر الجواهر لله سبحانه وتعالى، واعتقاد حصر تدبير السماوات والأرض وما بينهما له تعالى؛ فلا يكون غيره سبحانه واجبًا ولا خالقًا ولا مدبرًا، وأنه لا يستحق العبادة غيره جل وعلا) .
7 -
وقال الإمام ولي الله أيضًا:
(توحيد الله تعالى: الإقرار بوحدانيته، واتصافه بالمحامد، وتنزيهه عن النقائص، وطرد الإشراك به عبادة واستعانة وذبحًا ونذرًا وحلفًا) .
8 -
10 - وذكر الناصري (652هـ) وابن أبي العز (792هـ) والقاري (1014هـ) :
أن التوحيد يتضمن ثلاثة أمور:
ربوبية الله، وصفاته، وعبوديته.
11 -
12 - وقال الجرجاني (816هـ) في بيان أركان التوحيد التي هي تعريف له وتبعه الشيخ البركتي:
(وهو ثلاثة أشياء:
معرفة الله بالربوبية، والإفراد بالوحدانية، ونفي الأنداد عنه جملة) .
13 -
وقال الشيخ عبد الحميد الآلوسي (1324هـ) :
(التوحيد نفي العبد الآلهة الباطلة، والتصديق بأن الله تعالى وحده لا شريك له واحد في ذاته، واحد في صفاته) .
14 -
وقال الأستاذ أبو الأعلى المودودي (1977م) .
(معنى لا إله إلا الله: أنه ليس
…
أحد جدير بأن يعبده الناس ويسجدوا له بالطاعة والعبادة إلا الله.
فما لهذا الكون من مالك ولا حاكم إلا هو وحده، وكل شيء مفتقر إليه، مضطر إلى استعانته) .
الحاصل: أنه تبين لنا من هذه التعريفات:
أن التوحيد: اعتقاد العبد: أن الله واحد في ذاته وملكه؛ لا ند له، وواحد في صفاته وأفعاله لا مثل له، وواحد في إلهيته وعبادته؛ لا شريك له.
وهذا التعريف للتوحيد هو الحق الجامع المانع طردًا وعكسًا بخلاف تعريف القبورية للتوحيد كما سيأتي.
وبعد هذا ننتقل إلى المطلب الآتي لنعرف كلام علماء الحنفية في إبطال تعريف القبورية للتوحيد.
*******