الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سوريا
مدخل
…
2-
سوريا:
مقدمة:
جزء من بلاد الشام التي قسَّمها الاستعمار إلى: سوريا، ولبنان، وفلسطين، والأردن، تقع في شمال غرب أسيا، وتحيط بها لبنان والعراق والأردن وفلسطين وتركيا.
تعداد أبنائها 7 ملايين، منهم 10% من الفئة النصيرية، وكانوا يسكنون الجبال، ثم هبطوا إلى المدن مع المؤامرة الكبرى على الإسلام في سوريا. دخلها الإسلام مع الصدر الأوَّل، ثم صارت مهدًا لأول دولة إسلامية بعد عهد الراشدين. شاركت في دفع التتار وفي دفع الصليبين، وإن تحرَّكت بالخيانة فيها طائفة النصيريين، وفي حرب فلسطين عام 1948 انطلقت منها كتائب مؤمنة لحرب اليهود تحت قيادة الدكتور مصطفى السباعي، بعيدًا عن الجيوش الرسمية، وفي الحديث عن حاضر سوريا نتحدث عن:
1-
البعث.
2-
النصيرية.
3-
معارك ضد الإسلام.
1-
البعث:
أ- نشأة الحزب:
نشأ منذ حوالي ثلث قرن، على كتف اثنين؛ أحدهما نصيري من سواعد اسكندرون "زكي الأرسوزي"، وآخر نصراني من نصارى اليونان "ميشيل عفلق"، وضمَّ منذ نشأته طوائف غير إسلامية: نصيرية ونصارى ودرزية، وإسماعيلية. على هذا الترتيب في الثِّقَل، ولم يضم من أهل السنة إلّا العاجز التافه "من أمثال صلاح البيطار وأمين الحافظ".
- وقد وُلِدَ حزب البعث في أحضان الاستعمار الفرنسي، وكانت فرنسا الصليبية هي التي احتضنته وغذَّته وغرست في نفوس أعضائه الحقد على
الإسلام، والكيد للمسلمين. ومن حقائق الواقع المعاصر أنَّ نصارى الشام كانوا هم المبشرين بدعوة القومية العربية لتحلَّ محل دعوة المجتمع الإسلامي.
وقد ترعرع الحزب في جوِّ الإرهاب والانقلابات العسكرية، تلك السلسلة التي بدأتها المخابرات الأمريكية بانقلاب حسني الزعيم في 30 مايو 1949 على يد مهندس الانقلابات العسكرية في المنطقة العربية "كيرميت روزقلت" رجل المخابرات الأمريكية المركزية، الذي دبَّر معظم هذه الانقلابات1.
يصف الأستاذ جلال السيد، وهو عضو قديم في حزب البعث، انقلاب الثامن من آذار 1963 بقوله:
"سلك حكام ثورة الثامن من آذار مسالك أعطت عنها بعض الحق ليقول الناس فيها أقوالًا تصف ظواهر الأمور البادية للعيان، فهي في نظر الناس ثورة الأقليات الطائفية على الأكثرية، وهي ثورة الجهل على العلم، وذلك برفع الجهلاء من الحزبين، وخفض العلماء سواهم، وهي ثورة التحلُّل وقطع الأواصر الاجتماعية على المروءات والأخلاق العربية، ثم هي فوق ذلك ثورة الإلحاد والمروق على الدين ومناخه الروحي، وهي ثورة المصالح المادية على المعاني السامية والمصطلحات الإنسانية، وثورة الماركسية على القومية وتراثها العربي الثمين2.
وبانقلاب مارس 1963 كانت المرحلة الثانية من مراحل حزب البعث؛ حيث بدأ الانقسام داخل الحزب، وبدأ طغيان الطائفة النصيرية بالحزب، وألقى ميشيل عفلق بيانًا في القيادتين القومية والقطرية، أشار إلى طغيان الطائفة النصيرية وتعاظم الجناح العسكري.
حيث قامت ما سُمِّيَ بالحركة التصحيحيِّة الأولى، برز فيها صلاح جديد "نصيري" وسليم حاطوم "درزي" وعبد الكريم الجندي "إسماعيلي".
ووراءهم حافظ الأسد "نصيري"، ولجأ ميشيل عفلق إلى العراق، وخاضوا
1 جابر رزق: الإخوان المسلمون والمؤامرة على سوريا، ص29.
2 المرجع السابق ص38، 39 نقلًا عن كتاب البعث لجلال السيد ص187.
حرب الجولان، وشهدوا النكسة أو شاركوا في الخيانة. وحاول جناح سليم حاطوم وبدر جمعة استغلال خوض ما بعد الهزيمة، لكنهما اعتُقِلَا وأُعْدِمَا.
- واستمرَّ الصراع، فأزيح الدروز، ثم الإسماعيلية "ممثَّلين في عبد الكريم الجندي الذي قُتِلَ، وقامت الحركة التصحيحية الثانية "بقيادة حافظ الأسد وجماعته" ليتمَّ تصفية الحزب مما بقي منه من أهل السنة والدروز، ولتتمَّ السيطرة الكاملة للطائفة النصيرية 16/ 11/ 1970م. "ومن يتأمَّل تاريخ الشعب السوري منذ انقلاب حسني الزعيم الذي دبَّرته المخابرات الأمريكية، وحتى تمكين الطائفة النصيرية من حكم سوريا، يجد أن التمكين لإسرائل وضمان أمنها هو الهدف من كل ما جرى ويجري في سوريا من خلال تلك الحقبة السوداء. لقد كان حسني الزعيم يؤكّد لسادته الأمريكان أنه ينوي اتخاذ بعض الإجراءات الإيجابية لإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي، وكان الإنجاز الوحيد الذي أنجزه حسني الزعيم هو عقد اتفاقية الهدنة مع إسرائيل عقب نكسة 1948 1.
"كما أنَّ سلسلة الانقلابات العسكرية التي أعقبت انقلاب حسني الزعيم، كانت كلها صناعة أمريكية، وسارت في نفس الطريق الذي سار فيه حسني الزعيم، وكان الهدف من كل ذلك هو النيل من قوة الجيش السوري؛ حيث أدَّت هذه الانقلابات المتوالية إلى تفريغ ذلك الجيش العربي الإسلامي من كل العناصر الشريفة بالتسريح أو الطرد أو السجن أو الإعدام؛ لأن الجيش السوري كان بمثابة القلعة الحصينة التي تقف عقبة كئودًا في طريق المخطَّط الإمبريالي الصليبي الصهيوني، وخاصَّة أن الشعب السوري كان هو الشعب الذي لم يفلح الحكم التركي والفرنسي في إذلاله وترويضه2.
مبادئ الحزب:
يرفع الحزب شعار: الوحدة الحرية - الاشتراكية، ويقوم على مفهوم
1 جابر رزق: الإخوان المسلمون والمؤامرة على سوريا، ص67، نقلًا عن لعبة الأمم لمسايلز كوبلاند ص74.
2 المرجع السابق.
علماني بعيدًا عن أية قيم دينية. ويلاحظ أن ميلاده كان مع ميلاد التدخُّل الأمريكي في المنطقة وريثًا للنفوذين البريطاني والفرنسي، ومع ميلاد الانقلابات العسكرية، وصناعة الأعماد، وصياغة الشعارات، وحرب الجماعات الإسلامية، وبعبارة أخرى: مع ميلاد الاستعمار الجديد في المنطقة الإسلامية.
وقد حدث تحالف بين حزب البعث، والنظام الناصري فترةً ما، واعتُبِرَ ميشيل عفلق إبَّان فترة وحدة سوريا مع مصر مستشارًا سياسيًّا للرئيس السابق، وفليسوفًا للنظام، وقد أنشأ الأخير بعد لجوئه إلى العراق جناح حزب البعث العراقي، واحتَدَمَ الصراع بين الجناحين.
الحزب في سوريا في الوقت الحاضر:
بعد ثلث قرن من قيام الحزب، وخمسة عشر عامًا من حكمه في سوريا، صدر قانون يسمَّى: قانون أمن الحزب، ينص في مادته الأولى على أنَّه الحزب القائد في المجتمع والدولة "1""م1". وينص على اعتبار أموال الحزب أموالًا عامَّة.
ويقضي بالعقاب على كل من يجمع بين عضوية الحزب والانتماء إلى أي تنظيم سياسي آخر "1/ م5"، ويرفع العقوبة إلى الإعدام إذا حصل اعتداء على أحد أنصار الحزب اقترن بالقتل، أو ثبت معه اتصال بجهة أجنبية. "م10/ ب".
وهكذا تجري حماية الحزب ومساندته بسيف القانون القاطع، وإن دلَّ ذلك على شيء فإنما يدل على الوهن الذي أصاب الحزب، والانهيار الداخلي فيه، الأمر الذي يحاول تداركه ومقاومته بسيف القانون. وإلّا فلا يوجد حزب في العالم يحمي نفسه على هذا النحو، وكان آخر ما أصدره النظام الحاكم في سوريا لقهر كل القوى الإسلامية، هو إصدار قانون صدَّق عليه البرلمان السوري، يقضي بإعدام كل من يثبت انتماؤه لجماعة الإخوان المسلمين، والهدف من ذلك تصفية كل القوى العربية الإسلامية القادرة على مقاومة