الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العصمة، وأتساءل كثيراً وأُحار: كيف يَتَعَصّبُ الإنسان لمتبوعه الذي ليس بمعصوم ويَغْلو فيه، ويقلّده في الصواب والخطأ؟! وكيف يُصْبح الإنسان -في مِثْلِ هذه الحال- عدوّاً لنفسه، وعدوّاً لمتبوعه، وعدوّاً للناس، وعدوّاً للحق، في حين أنه قد لا يريد هذه المعاني كلها ولا واحداً منها؟! ولكنّه الخطأ المنهجي الذي يجرّ إلى هذه الأخطاء كلها.
ولو أنه منذ البداية اقتدى برسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو نبيّ الله ورسوله المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى إنْ هو إلا وَحْيٌ يُوْحَى- لكان خيراً له وللناس وللحق!.
على أنّ الإنسان ينبغي له أن يُفَرِّق بين التعصب والاتِّباع، والحدُّ الفاصل بينهما هو: قبول الحق إذا بان له، أو عدم قبوله؛ فمتى كان مُوَطِّناً نفسه على قبول الحق؛ ثم يَخْضع له متى ما تبيّن له؛ فهو ليس بمتعصِّب، ولا مانع في هذه الحال من أن يقتدي بمن يَصْلح للقدوة مِن العلماء، ما دام على هذا الشرط. أمّا إذا كان متَّبِعاً لمتبوعه على أي حال، بغضِّ النظر عن الدليل؛ فهذا هو المتعصِّب والمقّلِّد على غير دليل. وللحديث عن هذا الموضوع مجال أوسع غير هذا المجال.
10-
التعصب واتّباع السنّة:
إذا رأيتُ تعصُّبَ بعض الناس لمتبوعيهم سِوى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغُلوَّهم فيهم وفي تقليدهم لهم في الخطأ والصواب، استشعر قلبي ضرورةَ تعصُّبي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسنّته وَفْق سنّته، من غير غلوّ ولا تفريط.