الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
458 - بَابٌ: مَا رُوِيَ فِي ثَوَابِ الغُسْلِ مِنَ الجَنَابَةِ حَلَالًا
2719 -
حَدِيثُ أَنَسٍ:
◼ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:((مَنِ اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ حَلَالًا؛ أَعْطَاهُ اللهُ عز وجل مِائَةَ قَصْرٍ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ، وَكَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ ثَوَابَ أَلْفِ شَهِيدٍ)).
[الحكم]:
باطلٌ، موضوعٌ. والحُكْم بوضعه هو مقتضى صنيعِ ابنِ حِبَّانَ. وقد صرَّح به: ابنُ الجَوْزي، والسّيوطيُّ، وابنُ عِرَاقَ، والفَتَّني، والقاري، والعَجْلوني، والشَّوْكاني، وغيرُهم.
[التخريج]:
[مجر (1/ 362) معلقًا/ ضو (2/ 364 - 365) معلقًا].
[السند]:
علَّقه ابنُ حِبَّانَ في (المجروحين 1/ 362)، وابنُ الجَوْزي في (الموضوعات 2/ 364)، عن دينارِ بنِ عبدِ اللهِ، عن أنسٍ، به.
[التحقيق]:
إسنادُهُ ساقطٌ؛ فيه دينارُ بنُ عبدِ اللهِ؛ وقد قال فيه ابنُ حِبَّانَ: "روَى عن أنسٍ أشياءَ موضوعةً، لا يحلُّ ذِكرُه في الكتبِ ولا كتابةُ ما رواه إلا على سبيلِ
القدْحِ فيه"، ثم ذكر له حديثين، هذا أحدُهما، (المجروحين 1/ 362).
ولذا قال ابنُ الجَوْزي: "هذا حديثٌ وضَعه دينار"(الموضوعات 2/ 365).
وتبِعه السّيوطيُّ في (اللآلئ 2/ 8)، وابنُ عِرَاقَ في (تنزيه الشريعة 2/ 68)، والفَتَّني في (التذكرة ص 32)، وأقرَّه الشَّوْكانيُّ في (الفوائد 15/ ص 9).
وقال القاري: "باطلٌ، وضَعه دينارٌ"(الأسرار 460)، وتبِعه العَجْلونيُّ في (كشف الخفا 2387)، وأبو المحاسن الطَّرابُلُسي في (اللؤلؤ المرصوع 533).
[تنبيه]:
قال الثَّعْلَبيُّ في (تفسيره): "روَى أبو ذَرٍّ، عن عليٍّ عليه السلام، فقال: أَقْبَلَ عَشَرَةٌ مِنْ أَحْبَارِ اليَهُودِ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، لِمَاذَا أَمَرَ اللهُ بِالغُسْلِ مِنَ الجَنَابَةِ، وَلَمْ يَأْمُرْ مِنَ البَوْلِ وَالغَائِطِ، وَهُمَا أَقْذَرُ مِنَ النُّطْفَةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:((إِنَّ آدَمَ لَمَّا أَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ تَحَوَّلَ فِي عُرُوقِهِ وَشَعَرِهِ، وَإِذَا جَامَعَ الإِنْسَانُ نَزَلَ مِنْ أَصْلِ كُلِّ شَعَرَةٍ، فَافْتَرَضَهُ اللهُ عز وجل عَلَيَّ وَعَلَى أُمَّتِي؛ تَكْفِيرًا، وَتَطْهِيرًا، وَشُكْرًا لِمَا أَنْعَمَ عَلَيْهِمْ مِنَ اللَّذَّةِ الَّتِي يُصِيبُونَهَا مِنْهُ)).
قَالُوا: صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ، فَأَخْبِرْنَا بِثَوَابِ ذَلِكَ مَنِ اغْتَسَلَ مِنَ الحَلَالَ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:((إِنَّ المُؤْمِنَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْتَسِلَ مِنَ الحَلَالِ بَنَى اللهُ لَهُ قَصْرًا فِي الجَنَّةِ، وَهُوَ سِرٌّ بَيْنَ المُؤْمِنِ وَبَيْنَ رَبِّهِ، وَالمُنَافِقُ لَا يَغْتَسِلُ مِنَ الجَنَابَةِ. فَمَا مِنْ عَبْدٍ وَلَا أَمَةٍ مِنْ أُمَّتِي قَامَا لِلْغُسْلِ مِنَ الجَنَابَةِ تَيَقُّنًا أَنِّي رَبُّهُمَا (كذا! ! )، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي غَفَرْتُ لَهُمَا، كَتَبْتُ لَهُمَا بِكُلِّ شَعَرَةٍ عَلَى رَأْسِهِ وَجَسَدِهِ أَلْفَ حَسَنَةٍ، وَمَحَى! عَنْهُ مِثْلَ ذَلِكَ! ، وَرَفَعَ! لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ)). قَالُوا: صَدَقْتَ، نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ)) (الكشف والبيان 11/ 219 - 220).
وهذا الحديثُ لم نجِدْه في شيءٍ منَ الكتبِ المسنَدةِ، بل ولا في غيرِ المسنَدةِ، إلا في هذا الموضعِ، وهو ظاهرٌ عليه الوضْعُ والبطلان، والله أعلم.