الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
477 - بَابُ مَا رُوِيَ أَنَّ تَحْتَ كُلِّ شَعْرَةٍ جَنَابَةً
2840 -
حديثُ أَبِي هُرَيْرَةَ:
◼ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ تَحْتَ كُلِّ شَعْرَةٍ جَنَابَةً فَاغْسِلُوا الشَّعْرَ، وَأَنْقُوا الْبَشَرَ)).
[الحكم]:
منكرُ المتنِ، وإسنادُهُ ضعيفٌ، وضَعَّفَهُ: الشافعيُّ، وأحمدُ، والبخاريُّ، وأبو حاتمٍ، وأبو داودَ، والترمذيُّ، والعقيليُّ، والدارقطنيُّ، والخطابيُّ، والبيهقيُّ، وابنُ عبدِ البرِّ، وابنُ حزمٍ، وعبدُ الحقِّ الإشبيليُّ، وابنُ الجوزيِّ، وابنُ الصلاحِ، والنوويُّ، وابنُ عبدِ الهادي، والذهبيُّ، ومغلطاي، وابنُ أبي العزِّ الحنفيُّ، وابنُ الملقنِ، وابنُ حَجَرٍ، والعينيُّ، والسيوطيُّ، والمناويُّ، والصنعانيُّ، والمباركفوريُّ، والألبانيُّ.
[التخريج]:
[د 248 (واللفظ له) / ت 107/ جه 579/ عق (1/ 419) / بز 9933/ حل (2/ 387) / عد (3/ 204) / تجر (صـ 102) / هق 842، 865/ هقع 1436/ تذ (3/ 103) / كما (5/ 306) / غطر 76/ علج 621/ تطبر 428 "مسند علي"/ كر (52/ 357) / تمهيد (22/ 99، 100) / تمام 867 - 869/ هقخ 789، 790/ فقط 5410/ عساكر (حردان) 12، 13/ طوسي 92/ تحقيق 261].
[السند]:
رواه أبو داود، قال: ثنا نصر بن علي، حدثنا الحارث بن وجيه، ثنا مالك بن دينار، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، به.
ومداره عندهم على الحارثِ بنِ وجيهٍ، به.
قال البزارُ: "ولا نعلمُ أسند مالك، عنِ ابنِ سيرينَ، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه، إلا هذا الحديث، ولا نعلم رواه عن مالك إلا الحارث بن وجيه".
وقال الدارقطنيُّ: "غريبٌ من حديثِ محمدٍ عنه، تَفَرَّدَ به مالكُ بنُ دينارٍ، وعنه الحارثُ بنُ وجيهٍ".
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه: الحارثُ بنُ وجيهٍ، وهو ضعيفٌ كما في (التقريب 1056).
ولذا قال الشافعيُّ عن هذا الحديثِ: "ليسَ بثابتٍ"(السنن الكبرى 865).
وقال أحمدُ: "الحارثُ بنُ وجيهٍ: لا أعرفه، وهذا حديثٌ منكرٌ إنما يروى عنِ الحسنِ مرسلًا، وأما من حديثِ ابنِ سيرينَ فلا أعلمه"(شرح ابن ماجه لمغلطاي 3/ 5).
وقال أبو داود عقب الحديث: "الحارثُ بنُ وجيهٍ حديثُهُ منكرٌ، وهو ضعيفٌ".
وأقرَّهُ ابنُ عبدِ البرِّ في (التمهيد (22/ 99).
وقال البيهقيُّ: "وقد حكينا عنِ البخاريِّ أنه أنكره". (معرفة السنن 1438).
وقال الترمذيُّ: "حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلا من حديثِهِ، وهو شيخٌ ليسَ
بذاك، وقد روى عنه غيرُ واحدٍ من الأئمةِ، وقد تَفَرَّدَ بهذا الحديثِ عن مالكِ بنِ دينارٍ".
وقال أبو حاتم: "هذا حديثٌ منكرٌ، والحارثُ ضعيفُ الحديثِ". (العلل 53).
وقال العقيليُّ: "لا يُتابَعُ عليه، وله غيرُ حديثٍ مُنكَرٍ، وله إسنادٌ غَيرُ هذا فيه لِينٌ أيضًا".
وقال الدارقطنيُّ: "لا يصحُّ مسندًا، والحارثُ بنُ وجيهٍ من أهلِ البصرةِ، ضعيفٌ". (العلل 1427).
وقال أيضًا: "وإنما رَوَى هذا عن الحسنِ، عن أبي هريرةَ، من قولِهِ موقوفًا"(تعليقات الدارقطني على المجروحين لابن حبان صـ 69).
وقال الخطابيُّ: "والحديثُ ضعيفٌ، والحارثُ بنُ وجيهٍ مجهولٌ"(معالم السنن 1/ 80).
كذا قال الخطابيُّ، والصوابُ: أنه ضعيفٌ.
وضَعَّفَ الحديثَ ابنُ حزمٍ في (المحلى 2/ 32).
وقال البيهقيُّ: "تَفَرَّدَ به موصولًا الحارثُ بنُ وجيهٍ، والحارثُ بنُ وجيهٍ تكلَّموا فيه"
وقال أيضًا: "وإنما يُروَى هذا المتنُ عنِ الحسنِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا، وعن الحسنِ، عن أبي هريرةَ موقوفًا، ولا يَثْبُتُ سماعُ الحسنِ، من أبي هريرةَ"(معرفة السنن 1440).
وقال البغويُّ: "غريبُ الإسنادِ"(شرح السنة 2/ 18).
وكذلك ضَعَّفَ الحديثَ عبدُ الحَقِّ الإشبيليُّ في (الأحكام الوسطى 1/ 200، 201)، وابنُ الجوزيِّ في (التحقيق 261)، وفي (العلل المتناهية 621).
وقال ابنُ الصلاحِ: "هذا حديثٌ ضعيفٌ مرويٌّ من حديثِ ابنِ سيرينَ، عن أبي هريرةَ، وقد أخرجه الترمذيُّ معترفًا بضعْفِهِ، والله أعلم". (شرح مشكل الوسيط 1/ 212، 213).
وَضَعَّفَهُ النوويُّ في (المجموع 2/ 184)، وفي (الخلاصة 484)، وابنُ عبدِ الهادي في (تنقيح التحقيق 403)، وفي (رسالة لطيفة في أحاديث متفرقة ضعيفة صـ 87)، والذهبيُّ في (تنقيح التحقيق 1/ 75)، ومغلطاي في (شرح ابن ماجه 3/ 5)، وابنُ أبي العزِّ الحنفيُّ في (التنبيه على مشكلات الهداية 1/ 304)، وابنُ الملقنِ في (البدر المنير 2/ 575)، وابنُ حَجرٍ في (التلخيص 1/ 248، 249)، والعينيُّ في (شرح أبي داود 1/ 550، 551)، والمناويُّ في (فيض القدير 2/ 445)، والصنعانيُّ في (سبل السلام 1/ 135، 136)، والمباركفوريُّ في (تحفة الأحوذي 1/ 302)، والألبانيُّ في (ضعيف أبي داود 1/ 100).
ورمز له السيوطيُّ بالضعْفِ في (الجامع الصغير 2259).
وقد ذكر ابنُ السكنِ الحديثَ في (سننه الصحاح) كما في (تحفة المحتاج لابن الملقن 1/ 206)، وهذا تساهلٌ منه.
2841 -
حديثُ عَائِشَةَ:
◼ عَنْ عَائشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: أَجْمَرْتُ رَأْسِي (شَعْرِي) إِجْمَارًا شَدِيدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:((يَا عَائِشَةُ، أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ عَلَى كُلِّ شَعَرَةٍ جَنَابَةً)).
[الحكم]:
ضعيفٌ، وضَعَّفَهُ البيهقيُّ، والضياءُ، والنوويُّ.
[اللغة]:
" (أَجْمَرْتُ شَعْرِي) أي: جَمعْتُهُ وضَفَّرْتُهُ". (تاج العروس 1/ 2630).
[التخريج]:
[حم 24797 (واللفظ له)، 26166 (والرواية له) / حق 1680].
[السند]:
رواه أحمدُ (24797)، قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا شريكٌ، عن خُصيفٍ، قال: حدَّثني رجلٌ منذ ستين سنة، عن عائشةَ، به.
ورواه أحمدُ (26166)، وإسحاقُ، عن يحيى بن آدم، عن شريك، عن خصيف، قال: حدثني رجل منذ ثلاثين سنة، عن عائشة، به.
[التحقيق]:
هذا سندٌ ضعيفٌ؛ فيه ثلاثُ عللٍ:
الأُولى: شريكٌ، هو النخعيُّ؛ سيئُ الحفظِ، كما قال غيرُ واحدٍ من الأئمةِ، وفي (التقريب 2787):"صدوقٌ، يُخطئُ كثيرًا".
الثانيةُ: خصيفٌ، وهو ابنُ عبدِ الرحمنِ الجزريُّ؛ سيئُ الحفظِ أيضًا، قال الحافظُ:"صدوقٌ، سيئُ الحفظِ، خَلَطَ بأَخَرَةٍ "(التقريب 1718).
الثالثةُ: إبهامُ الراوي، عن عائشةَ.
ولذا قالَ البيهقيُّ: "وقد كتبناه من حديثِ عائشةَ، وأنسٍ رضي الله عنهما مرفوعًا، بإسنادين ضعيفين، لا يسويان ذكرهما"(الخلافيات 2/ 445).
وقال الضياءُ: "رواه الإمامُ أحمدُ من روايةِ خُصَيفٍ عن رجلٍ غير مُسمَّى عنها. وخصيفٌ ضَعَّفَهُ غيرُ واحدٍ من الأئمةِ"(السنن والأحكام 506).
وضَعَّفَهُ النوويُّ في (الخلاصة 485).
وأما قولُ الهيثميِّ: "رواه أحمدُ، ورجالُهُ رجالُ الصحيحِ، إلا أنَّ فيه رجلًا لم يُسَمَّ"(المجمع 1477). فهذا وَهمٌ؛ فإن خُصيفًا لم يخرجْ له الشيخان أصلًا، وشريكٌ إنما خرَّجَ له مسلمٌ في المتابعاتِ، وعلَّقَ له البخاريُّ، فلم يحتجا به.
وقد رُوي عن عائشةَ من وجهٍ آخر، ولكنه منكرٌ لا يثبتُ أيضًا، انظره في الروايةِ التاليةِ:
روايةُ إَنَّ تَحْتَ كُلِّ شَعَرَةٍ جَنَابَةً:
• وفي روايةٍ: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أُضَفِّرُ شَعرِي، قَالَ:((وَمَا تَصْنَعِينَ يَا عَائِشَةُ؟))، وَجَعَلَ يَطْعَنُ بِمِخْصَرَةٍ في رَأْسِي، وَيَقُولُ:((إَنَّ تَحْتَ كُلِّ شَعَرَةٍ جَنَابَةً)).
[الحكم]:
منكرٌ، وأنكره ابنُ عَدِيٍّ.
[التخريج]:
[عد (10/ 310 - 311)].
[السند]:
قال ابنُ عَدِيٍّ في (الكامل): حدثنا الخضر بن أحمد بن أمية، ثنا أحمد بن بكار بن أبي ميمونة، ثنا مسكين -هو ابن بكير-، عن الوازع، عن أبي سلمة، عن عائشة، به.
[التحقيق]:
هذا سندٌ ضعيفٌ جدًّا، الوازعُ هو ابنُ نافعٍ، ضَعَّفَهُ أبو زُرعةَ جدًّا، وأَمَرَ بالضربِ على أحاديثِهِ، وقال:"إنها منكرةٌ"، وقال البخاريُّ:"منكرُ الحديثِ"، وقال النسائيُّ، وأبو حاتمٍ:"متروكٌ"(لسان الميزان 8323).
وعدَّهُ ابنُ عَدِيٍّ في مناكيرِهِ مع جملةٍ من أحاديثِهِ، ثم قال:"وللوازعِ غير ما ذكرتُ، وقد حَدَّثَ عنه ثقاتُ الناسِ، وعامةُ ما يرويه عن شيوخِهِ بالأسانيدِ التي يرويها غير محفوظة"(الكامل 10/ 315).
قلنا: ولهذا لا يتقوى بالطريقِ السابقِ ولا يقويه؛ لشدة ضَعْفِهِ.
2842 -
حديثُ الحَسَنِ مُرْسَلًا:
◼ عَنِ الحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((تَحْتَ كُلِّ شَعَرَةٍ جَنَابَةٌ؛ فَبُلُّوا الشَعَرَ، وَأَنْقُوا البَشَرَ)).
[الحكم]:
ضعيفٌ؛ لإرسالِهِ.
[التخريج]:
[عب 1010 (واللفظ له) / صـ (حبير 1/ 249) / صلاة 93/ جعفر 665/ هقخ 792].
[السند]:
رواه عبدُ الرزاقِ في (المصنف)، وأبو نُعَيمٍ الفضلُ بنُ دُكَينٍ في (الصلاة)، عن سفيانَ الثوريِّ، عن يونسَ بنِ عُبيدٍ، عنِ الحسنِ، به.
ورواه أبو جعفر ابنُ البختري، من طريقِ سفيانَ، به.
ورواه سعيدُ بنُ منصورٍ -كما في (التلخيص الحبير) -، عن هُشيمٍ، عن يونسَ، عن الحسنِ قال: نُبِّئْتُ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
…
فذكره.
ورواه البيهقيُّ في (الخلافيات)، من طريقِ مالكِ بنِ دينارٍ، عنِ الحسنِ، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لإرسالِهِ، فالحسنُ البصريُّ تابعيٌّ مشهورٌ.
ومراسيلُهُ واهيةٌ عندَ فريقٍ من العلماءِ، كما تَقَدَّمَ بيانُهُ في غيرِ ما موضع.
وقد رُوي عنِ الحسنِ من قولِهِ، رواه ابنُ أبي شيبةَ في (المصنف 1071)،
عنِ ابنِ عُلَّيةَ، عن يُونسَ، عنِ الحسنِ، قال:((تَحْتَ كُلِّ شَعَرَةٍ جَنَابَةٌ؛ فَبُلُّوا الشَعَرَ، وَأَنْقُوا البَشَرَ)).
ورواه أيضًا في (المصنف 1074)، عن أبي داودَ، عن قُرَّةَ، عنِ الحسنِ، به من قولِهِ.
ورُوي أيضًا عنِ الحسنِ، عن أبي هريرةَ موقوفًا، رواه البيهقيُّ في (الخلافيات 793)، من طريقِ عبدِ الوهابِ بنِ عَطاءٍ، عن سعيدِ بنِ أبي عروبةَ، عن قتادةَ، عنِ الحسنِ، عن أبي هريرةَ.
ورواه يحيى بنُ سلام -كما في (التفسير لابن أبي زمنين 2/ 12) -، عن سعيدٍ، عن قتادةَ، به.
ورواه الطبريُّ في (تهذيب الآثار- مسند عليٍّ 432)، من طريقِ قُرَّةَ، عنِ الحسنِ، عن أبي هريرةَ، به موقوفًا.
وهو ضعيفٌ؛ لانقطاعه بينَ الحسنِ، وأبي هريرةَ.
وبهذه العلةِ أعلَّهُ البيهقيُّ؛ فقال: "والحسنُ لم يسمعْ من أبي هريرةَ"(الخلافيات 2/ 443).
وفي الباب أحاديث أخر، انظر الأبواب السابقة، مثل باب:"مُا رُويَ أَن غُسْلَ الجَنَابَة منَ الأَمَانَة"، وباب:"ما رُوي في الغفرانِ للمغتسلِ"، وباب:"مَا رُويَ في عُقَوبَةِ مَن تَرَكَ غَسْلَ شَعرَةِ منَ الجَنَابَة".