الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 -
مقدمة (بلوغ المقصود مختصر السعي المحمود)
(مقدمة كتاب بلوغ المقصود مختصر السعي المحمود في تأليف العساكر والجنود، الذي قام باختصاره الشيخ إبراهيم السقا بأمر من محمد علي باشا والي مصر عندئذ. والنص مأخوذ من ص 2 - 3 من نسخة كتبها أحمد بن عبد رب النبي الغريبي سنة 1308 م، المكتبة التيمورية رقم 31 فروسية).
بسم الله الرحمن الرحيم.
نحمدك اللهم ربنا على نعمة إعزاز الإسلام، وإذلال أهل الكفر الفجرة اللئام، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد المبعوث بجنود المعجزة الباهرة، المؤيد هو وأمته بسيوف لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
أما بعد فهذا ما أشار إليه صاحب السعادة، أدام الله له العز والسيادة، الناطق اسمه (1) بالحمد وعلو المكان، لا برح طالع سعده مشرقا على ممر الزمان، من اختصار (السعي المحمود في نظام الجنود) تأليف كشاف الحقائق ومنبع الرقائق والدقائق، شيخنا المحفوف باللطف الخفي، محمد (2) بن محمود ابن محمد الجزائري الحنفي.
اعلم إنه لما حدث في هذه الأعصار الآخرة، تطاول طغاة الأمم الكافرة، ورتبوا أجنادهم عن طريق محكمة ابتدعوها، ودربوهم على فنون حيل
(1) هنا يوجد تعليق في هامش الأصل مفاده أنه هو محمد علي باشا.
(2)
عند الاسم يوجد تعليق في هامش الأصل هكذا (كان مفتيا بالثغر السكندري في زمان المرحوم محمد علي باشا).
اخترعوها، قصدا لمكيدة الإسلام وأهله، وسعيا في استباحة حماه وتمزيق شمله، خيب الله أملهم، وأبطل عملهم - دعت ضرورة الحال إلى استعلام ذلك من قبلهم، ومزاولة ما ألفوا من صنائعهم وحيلهم، فرتبت العساكر الإسلامية على نحو من ذلك نظاما جديدا، أمدهم الله بالنصر ومنحهم تأييدا.
وترتيبهم على هذا النحو محصور في أمور حربية وأمور سياسية، فهما مقصدان: المقصد الأول في الأمور الحربية وفيه فصول. ونعني بالأمور الحربية كل ما أنتج قوة محسوسة أو معقولة على دفاع الأعداء وإرهابهم، وإغاظة نفوسهم وإتعابهم، وهي أمور شرعية لأن فيها إذلال الكفر وعز الإسلام، وذلك هو المقصود من شرعية الجهاد بإشارة {وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا} .
***