المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ولاشك أن سفر المفتي كان بحرا. ورغم أن تاريخ السفر - رائد التجديد الإسلامي محمد بن العنابي

[أبو القاسم سعد الله]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الطبعة الثانية

- ‌الجديد عن ابن العنابي *

- ‌مقدمة الطبعة الأولى

- ‌القسم الأول: حياته

- ‌عصره:

- ‌ثقافته:

- ‌وظائفه:

- ‌علاقته بالفرنسيين بعد احتلال الجزائر:

- ‌إجازاته وتلاميذه:

- ‌مؤلفاته:

- ‌اختصار كتابه:

- ‌مراسلاته:

- ‌شخصيته:

- ‌القسم الثاني: آثاره

- ‌أ - كتابه (السعي المحمود في نظام الجنود)

- ‌نسخ الكتاب ودافع تأليفه:

- ‌تحليل محتوى الكتاب:

- ‌القسم الثاني من كتاب (السعي المحمود):

- ‌منهج ابن العنابي في الكتاب:

- ‌ب - آثاره الأخرى

- ‌الفتاوى

- ‌ أجوبته على آداب مجلس قراءة القرآن:

- ‌ التحقيقات الإعجازية:

- ‌ صيانة الرياسة:

- ‌ متفرقات:

- ‌ مجموعة من الرسائل

- ‌ شرح متن البركوي في التوحيد

- ‌ شرح الدر المختار في الفقه الحنفي

- ‌القسم الثالث: نصوص منه وعنه

- ‌ مقدمة كتاب (السعي المحمود في نظام الجنود)

- ‌ مقدمة (بلوغ المقصود مختصر السعي المحمود)

- ‌ إجازة ابن العنابي لمحمد بيرم الرابع

- ‌ رأيه في المرأة

- ‌ من شعر ابن العنابي

- ‌ تقريظ محمد بيرم الرابع لكتاب(شرح الدر المختار)لابن العنابي

- ‌ رسالة من محمد بيرم الرابع إلى ابن العنابي

- ‌ مصطفى بيرم يستجير ابن العنابي

- ‌الفهارس

الفصل: ولاشك أن سفر المفتي كان بحرا. ورغم أن تاريخ السفر

ولاشك أن سفر المفتي كان بحرا. ورغم أن تاريخ السفر غير معروف الآن بالضبط فإنه بدون شك كان في خريف أو شتاء سنة 1830 - 1831، لأن كلوزيل قد تولى مهمته في الجزائر خلال سبتمبر سة 1830.

وبنفي ابن العنابي من الجزائر أسدل الستار على نشاطه فيها. فقد توجه بأسرته إلى مصر وأقام بالإسكندرية، وهناك ولاه محمد علي وظيفة الفتوى الحنفية بهذه المدينة، ولذلك نجد اسمه مقرونا بعد حادثة النفي بعبارة (مفتي ثغر الإسكندرية). والملاحظ أن بعض العائلات الجزائرية الأخرى قد هاجرت أو نفيت أيضا إلى الإسكندرية. من ذلك المفتي ابن الكبابطي، والداي حسين باشا نفسه، ومصطفى بومزراق باي التيطري السابق، والباي حسن، باي وهران السابق الخ. وقد قيل أن أسرة ابن العنابي ما تزال بالإسكندرية إلى اليوم وتعرف بأسرة الجزائرلي (54).

‌إجازاته وتلاميذه:

وعلى كل حال فإن ابن العنابي لم يكتب سنة 1242 هـ كتابه (السعي المحمود) فقط بل نجده يقيم في مصر ويختلف إلى الجامع الأزهر، ويأتيه العلماء للدرس (وروما للثواب) ويقوم هو بإجازة المستجيزين وإجابة الداعين. فقد كتب (السعي المحمود) في شهر رجب من السنة المذكورة وأجاز الشيخ إبراهيم السقا خلال شهر شعبان، مما أجاز الشيخ عبد القادر الرافعي في شهر رمضان من نفس السنة أيضا. ومعنى هذا أن ابن العنابي قد تصدر لتدريس الحديث والفقه في الأزهر والتف حوله تلاميذ وعلماء.

ومما جاء في إجازته لتلميذه إبراهيم السقا ما يلي: (وقد قرأ على الشيخ الإمام الفاضل ابن الحسن إبراهيم بن علي بن حسن المعروف بالسقا. جل صحيح البخاري الى باب الاحتباء من كتاب اللباس، وسمع ذلك الشيخ الإمام

(54) رسالة البوعبدلي الى المؤلف. وعن ظروفه بالإسكندرية، أنظر المدجل الجديد.

ص: 42

أبو العباس أحمد بن يوسف القنياتي إمام الجامع الأزهر والشيخ الإمام أبو زيد عبد الرحمن بن الدمياطي الغمراوي الشافعي. (55) والشيخ أبو الحسن إبراهيم بن حسن الكردي الشافعي) وختمها بقوله: (قال هذا وكتبه الفقير إليه سبحانه محمد بن محمود بن محمد بن حسن الجزائري الحنفي الشهير ببلده بابن العنابي. بتاريخ خامس شعبان سنة 1242).

أما الإجازة الثانية فهي إجازته للشيخ عبد القادر الرافعي الحنفي. وهي كالسابقة باستثناء بعض التفاصيل. وقد قرأ عليه الشيخ الرافعي أوائل كتب الحديث وغيرها وأجازه إجازة عامة. ووضع بأسفل الإجازة خاتمه وهو (منتظر لطف الودود عبده محمد بن محمود 1232)(56).

وهناك أيضا إجازة أخرى له كتبها إلى محمد بن علي الطحاوي ذكر فيها أنه يروي ثبت الجوهري بالإجازة على شيخه علي بن الأمين إجازته عن شيخ أحمد الجوهري. بخط المجيز ومذيله بخاتمه المؤرخ سنة 1232 ضمن مجموع بأسفل صفحة 1، (118 تيمور) دار الكتب المصرية، مصطلح الحديث.

ولا شك أن لابن العنابي في مصر تلاميذ آخرين أجازهم، أو قرأوا عليه وسنعرف أن كتابه (السعي المحمود) كان نفسه عبارة عن جواب لأحد السائلين ممن جمعته به حلقة درس أو جلسة سمر.

هذا في مصر، أما في تونس فقد منح إجازة لعدد من العلماء الذين التجأوا إليه وطلبوا منه ذلك نثرا وشعرا. وقد جاء في إجازته للشيخ محمد بيرم الرابع أنه يجيزه (بكل ما أجازني به مشائخي جميع من أدرك حياتي) قدوة بشيخه علي بن

(55) بين الاسمين يوجد بياض في الأصل المنقول منه.

(56)

تدل هذه العبارة على أنه كان شخصيا يختصر اسمه ويكتفي بمحمد بن محمود. كما أن التاريخ المذكور (1232 م) هو الذي نجده دائما في خاتمه الموضوع على وثائق أخرى. والغالب على الظن أنه هو التارخ الذي لم يستطع التميمي قراءته في وثيقة أشرنا إليها. نسخة من هذه الإجازة توجد في دار الكتب المصرية، مصطلح الحديث (167 تيمور) في صفحة 6، وهي بخط المجيز سنة 1242 ومذيله بخاتمه.

ص: 43

عبد القادر بن الأمين الذي قال عنه إنه (أجاز جميع من أدرك حياته)(57) وقد أجاز ابن العنابي الشيخ محمد بيرم بهذه العبارة، بعد أن عدد طرق تلقيه لكتب الحديث والفقه (وقد أجزت بهذا وبكل ما أجازني به مشائخي الشاب الفاضل اللوذعي الكامل أبا عبد الله محمد (بالفتح) بن شيخ الإسلام محمد (بالضم) بن شيخ الإسلام محمد (بالفتح) الشهير بيرم حفظه الله إجازة عامة بشرطها المعلوم لأهله، وأوصيه الخ) (58).

وهناك إجازة أخرى لابن العنابي أجاز بها أيضا محمد بيرم الرابع، وهي تتعلق بأحزاب الشاذلي. فقد جاء في وثيقة تونسية عن بيرم المذكور أنه كتب أن شيخه العنابي قد أجازه بتلك الأحزاب (شيخنا العلامة المحقق حامل لواء المذهب الحنفي بقطر الجزائر. محمد بن محمود الخ) وقد أضاف بيرم أن هذه الإجازة قد وقعت له منه مشافهة وأنه كتب سندها (وذكره في الوثيقة) من خط من نقله من خطه (59).

وقد جاء في نفس الوثيقة أن مصطفى بيرم (عم محمد بيرم المذكور) قد استجاز أيضا ابن العنابي بقصيدة. وهي قصيدة هامة تصور مدى احترام علماء تونس لابن العنابي وتذكر بعض أعماله العلمية. ولأهميتها سنوردها في آخر الكتاب. ونكتفي هنا بالمقصود منها، وهي قول الناظم:

واطلب من علياك نيل إجازة

بفضلك لا أني لذلك صالح

ولا شك أن ابن العنابي قد لبى رغبة هذا الطالب لأنه قد ذكر من قيل أنه كان يجيز من أدرك حياته. غير أننا لم نعثر على نص هذه الإجازة إلى الآن (60)

(57) انظر مخطوط رقم 7451 تونس. وقد وضع عليها ابن العنابي ختمه المؤرخ 1232 وعليها خطه. وتوجد منها أيضا نسخة في مصر (دار الكتب المصرية - مصطلح الحديث، رقم

468) ضمن مجموع 107 - 109، بخط مغربي تمت كتابته سنة 1225.

(58)

نفس المصدر.

(59)

انظر كناش رقم 18763 (كناش الطواحني)، المكتبة الوطنية، تونس.

(60)

نفس المصدر.

ص: 44