الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 -
تقريظ محمد بيرم الرابع لكتاب
(شرح الدر المختار)
لابن العنابي
(*)
الحمد لله، يقول كاتبه الفقير إلى ربه محمد بيرم قد أطلعني صاحب هذه الأجوبة على قطعة من شرح له على الدر المختار نهايتها باب الوتر والنوافل. والتمس مني كتابة تقريظ عليه بعد التأمل فيه على ما هو الرسم بين الإخوان من سالف الزمان إلى هذا الأوان فكتبت عليه ما نصه:
نحمدك يا من جعل صدور الفضلاء خزائن الدر المختار، وأفاض من مشكاة علومهم تنوير البصائر والأبصار، ونصلي ونسلم على من برز لهذه الأمة سراجا وهاجا، وأسس بسنته الغراء شرعة ومنهاجا، وعلى آله المحرزين قصب السبق في معراج الدراية، وأصحابه السالكين مسلك الحق في البداية والنهاية.
أما بعد فقد أجلت الفكر في بدائع هذا الشرح الشريف، المنعوت بحسن الترتيب والتأليف، فوقفت منه على ساحل البحر المحيط، وخلاصة كل وجيز وبسيط. وتحرير يذعن له من التزم شريعة الإنصاف وسلمت سجيته من وصمتي التعسف والاعتساف، طروس سطوره بنفائس الدر مكللة، ومحكم أحكامه بأدلة الكتاب والسنة معللة، فهو الجامع الكبير، الموصوف بالأحكام والتحرير، نتيجة فكر العلم النحرير، رضيع لبان العلم والتحرير، مجمع بحري المعقول والمنقول، كشاف مخدرات الفروع والأصول، أخينا أبي عبد الله سيدي محمد ابن محمود بن محمد بن حسين الحنفي الجزائري، من بيت علم دعمائه أعز
(*) انظر رقم 9732 المكتبة الوطنية - تونس، ص 70 وجها وص 75 ظهرا.
وأطول، وأساسه أحكم وأكمل، بناه من سمك السماء، وكان عرشه على الماء، وحيث كان منشيه العلم الأوحد، والطود المفرد، فلا بدع في صدور الجامع الكبير عن الإمام محمد، أدام الله تعالى نفعه وأنفع به ومنحه الحسنى بمنه، وبوأنا وإياه دار الكرامة، وأمننا من الفزع يوم القيامة، آمين. بتاريخ موفى عشرين من محرم فاتح شهور سنة 1245.
ولما جرى القلم النثري بما هو كائن، وكان الشعر موازا (كذا) له غير مباين، تحركت حميته للكشف عن مقتضى الحال، فأعرب عما في الضمير وقال:
أكوكب لاح أم بدر التمام بدا
…
أم لامع الحق في أفق الهدى صعدا
يا منصفا ومزايا الفضل ديدنه
…
طروس شرح غدا في الفقه معتمدا
تلك البدائع آيات بها ظهرت
…
وبارق الصدق في أرجائها اطردا
من أمها نال من تحقيقها أربا
…
ومن أناخ بمرماها فقد سعدا
قد صاغها علم التحقيق أوحده
…
من قد غدا بعلوم الدين منفردا
محمد المرتضى ليث العرين ومن
…
يهدي لمسترشد من علمه رشدا
يعطيك ما شئت من فقه ومن سنن
…
بحيث يغنيك عن تحريرها أبدا
له مهابة علم جل منظرها
…
يلقى به من يراه الضيغم الأسدا
من معشر أوطأ العلياء أصغرهم
…
وعم فضلهم أصلا ومن ولدا
دامت مآثرهم ما قال مبصرهم
…
أكوكب لاح أم بدر التمام بدا
***