الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعلى كل؛ فالأمر عظيم، ونحن في غفلة، وقد ظهر من هذه العلامات الشيء الكثير؛ فنسأل الله عز وجل أن يثبتنا على دينه، ويتوفانا على الإسلام، ويقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وهذا من علامات النبوة ومعجزات الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر عن أمور مستقبلة مما أطلعه الله عز وجل على علمه، فوقع كما أخبر، وهذا مما يقوي إيمان العبد.
وفي إخباره صلى الله عليه وسلم بذلك رحمة بالعباد؛ ليحذروا، ويستعدوا، ويكونوا على بصيرة من أمرهم؛ فصلوات الله وسلامه على هذا النبي الكريم، الذي بلغ البلاغ المبين، وبيَّن غاية التبيين، ونحن على ذلك من الشاهدين.
وأول هذه العلامات: ظهور المهدي، ثم خروج الدجال، ثم نزول المسيح عليه السلام، ثم تتابع.
ظهور المهدي:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تنقضي الأيام ولا يذهب الدهر حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي، يواطىء اسمه اسمي"، رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي بأسانيد صحيحة، وقال الترمذي:"هذا حديث حسن صحيح"، وفي الباب عن علي وأبي سعيد وأم سلمة وأبي هريرة.
قال العلامة السفاريني: "وقد تكاثرت الروايات والآثار بأمر المهدي".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "الأحاديث التي يحتج بها على
خروج المهدي أحاديث صحيحة، رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم" انتهى.
واسم المهدي: محمد بن عبد الله، من ولد الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، يخرج في آخر الزمان، وقد امتلأت الأرض جورًا وظلما، فيملؤها عدلاً وقسطا.
قال العلامة السفاريني: "قد كثرت الأقوال في المهدي حتى قيل: لا مهدي إلا عيسى، والصواب الذي عليه أهل الحق أن المهدي غير عيسى، وأنه يخرج قبل نزول عيسى عليه السلام، وقد كثرت بخروجه الروايات حتى بلغت حد التواتر المعنوي، وشاع ذلك بين علماء السنة حتى عد من معتقداتهم
…
" انتهى.
أقول: وقد انقسم الناس في أمر المهدي إلى طرفين ووسط:
فالطرف الأول: من ينكر خروج المهدي؛ مثل بعض الكتاب المعاصرين الذين ليس لهم خبرة بالنصوص وأقوال أهل العلم، وإنما يعتمدون على مجرد آرائهم وعقولهم.
والطرف الثاني: من يغالي في أمر المهدي من الطوائف الضالة، حتى ادعت كل طائفة لزعيمهم أنه المهدي المنتظر؛ فالرافضة تدعي أن المهدي هو إمامهم المنتظر الذي ينتظرون خروجه من السرداب، ويسمونه محمد بن الحسن العسكري، دخل سرداب سامرًا طفلاً صغيرًا منذ أكثر من ألف سنة، وهم ينتظرون خروجه، والفاطمية يزعمون أن زعيمهم هو المهدي
…
وهكذا كل من أراد التسلط والتغلب على الناس وخداعهم؛ ادعى أنه المهدي المنتظر؛ كما أن من أراد الدجل والاحتيال من الصوفية ادعى أنه من أهل البيت وأنه سيد.
وأما الوسط في أمر المهدي؛ فهم أهل السنة والجماعة، الذين يثبتون
خروج المهدي على ما تقضي به النصوص الصحيحة في اسمه واسم أبيه ونسبه وصفاته ووقت خروجه، لا يتجاوزون ما جاء في الأحاديث في ذلك، ولخروجه أمارات وعلامات تسبقه، وذكرها أهل العلم.
قال العلامة السفاريني: "قد كثرت الأقوال في المهدي، حتى قيل: لا مهدي إلا عيسى، والصواب الذي عليه أهل الحق أن المهدي غير عيسى، وأنه يخرج قبل نزول عيسى عليه السلام، وقد كثرت بخروجه الروايات؛ حتى بلغت حد التواتر المعنوي، وشاع ذلك بين علماء السنة؛ حتى عد من معتقداتهم
…
".
إلى أن قال: "وقد روي عمن ذكر من الصحابة وغير من ذكر منهم رضي الله عنهم بروايات متعددة وعن التابعين بعدهم ما يفيد مجموعة العلم القطعي؛ فالإيمان بخروج المهدي واجب؛ كما هو مقرر عند أهل العلم، ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة".
ثم قال السفاريني في بيان سيرته: "قال أهل العلم: يعمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يوقظ نائما، ويقاتل على السنة؛ لا يترك سنة إلا أقامها، ولا بدعة إلا رفعها، ويقوم بالدين آخر الزمان كما قام به النبي صلى الله عليه وسلم؛ يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويرد إلى المسلمين ألفتهم ونعمتهم، يملأ الأرض قسطا وعدلاً كما ملئت ظلما وجورًا".
وقال في وصفه - أيضا -: "ثم يخرج رجل من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، مهدي، حسن السيرة، يغزو مدينة قيصر، وهو آخر أمير من أمة محمد، يخرج في زمانه الدجال، وينزل عيسى بن مريم".
قال: "ونقل العلامة الشيخ مرعي في كتابه"فوائد الفكر" عن أبي الحسن محمد بن الحسين؛ أنه قال: قد تواترت الأحاديث واستفاضت بكثرة رواتها عن