الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4-
كتاب "الحوادث والبدع" للطرطوشي.
5-
كتاب "الباعث على إنكار البدع والحوادث" لأبي شامة.
ومن الكتب العصرية:
1-
كتاب "الإبداع في مضار الابتداع"للشيخ علي محفوظ.
2-
كتاب "السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والصلوات" للشيخ محمد بن أحمد الشقيري الحوامدي.
3-
رسالة "التحذير من البدع" للشيخ عبد العزيز بن باز.
ولا يزال علماء المسلمين - والحمد لله - ينكرون البدع ويردون على المبتدعة من خلال الصحف والمجلات والإذاعات وخط الجمع والندوات والمحاضرات؛ مما له كبير الأثر في توعية المسلمين والقضاء على البدع وقمع المبتدعين.
رابعًا: بيان نماذج من البدع المعاصرة
البدع المعاصرة كثيرة بحكم تأخر الزمن، وقلة العلم، وكثرة الدعاة إلى البدع والمخالفات، وسريان التشبه بالكفار في عادات المسلمين وطقوسهم؛ مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم:"لتتبعن سنن من كان قبلكم"1.
ونذكر هنا ثلاثة من أهم البدع المعاصرة، وهي:
1-
الاحتفال بالمولد النبوي.
2-
التبرك بالأماكن والآثار والأموات ونحو ذلك.
3-
والبدع في مجال العبادات والتقرب إلى الله.
1 رواه الترمذي وصححه.
الاحتفال بمناسبة المولد النبوي في ربيع الأول
مما سرى في المسلمين في هذا العصر وما سبقه من الأعصار من التشبه بالكفار التشبه بالنصارى في عمل ما يسمى بالاحتفال بالمولد النبوي، يحتفل جهلة المسلمين أو العلماء المضلين في ربيع الأول من كل سنة بمناسبة مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فمنهم من يقيم هذا الاحتفال في المساجد، ومنهم من يقيمه في البيوت أو الأمكنة المعدة لذلك، ويحضره جموع كثيرة دهماء الناس وعوامهم؛ يعلمون ذلك تشبها بالنصارى في ابتداعهم الاحتفال بمولد المسيح عليه السلام.
والغالب أن هذا الاحتفال علاوة على كونه بدعة وتشبها بالنصارى لا يخلو من وجود الشركيات والمنكرات؛ كإنشاء القصائد التي فيها الغلو حقِّ الرسول صلى الله عليه وسلم إلى درجة دعائه من دون الله والاستغاثة به، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغلو في مدحه؛ فقال:"لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد؛ فقولوا: عبد الله ورسوله"1.
والإطراء معناه: الغلو في المدح، وربما يعتقدون أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحضر احتفالاتهم.
ومن المنكرات التي تصاحب هذه الاحتفالات: الأناشيد الجماعية المنغمة، وضرب الطبول
…
وغير ذلك من عمل الأذكار الصوفية المبتدعة، وقد يكون فيها اختلاط بين الرجال والنساء، مما يسبب الفتنة، ويجر إلى الوقوع في الفواحش.
وحتى لو خلا هذا الاحتفال من هذه المحاذير، واقتصر على الاجتماع وتناول الطعام وإظهار الفرح - كما يقولون؛ فإنه بدعة محدثة، "وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"، و - أيضا - هو وسيلة إلى أن يتطور ويحصل فيه ما يحصل
1 رواه الشيخان.
في الاحتفالات الأخرى من المنكرات.
وقلنا: إنه بدعة؛ لأنه لا أصل له في الكتاب والسنة وعمل السلف الصالح والقرون المفضلة، وإنما حدث متأخرًا بعد القرن الرابع الهجري، أحدثه الفاطميون الشيعة.
قال الإمام أبو حفص تاج الدين الفاكهاني رحمه الله: "أما بعد؛ فقد تكرر سؤال جماعة من المباركين عن الاجتماع الذي يعمله بعض الناس في شهر ربيع الأول ويسمونه المولد؛ هل له أصل في الدين؟ وقصدوا الجواب عن ذلك مبينا والإيضاح عنه معينا؛ فقلت وبالله التوفيق:
لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بدعة أحدثها الباطلون، وشهوة نفس اغنتى بها الأكالون"1.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وكذلك ما يحدثه بعض الناس؛ إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما
…
من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدًا - مع اختلاف الناس في مولده؛ فإن هذا لم يفعله السلف، ولو كان هذا خيرًا محضا أو راجحا؛ لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا؛ فإنهم كانوا أشد محبة للني صلى الله عليه وسلم وتعظيما له منا، وهم على الخير أحرص، وإنما كانت محبته وتعظيمه في متابعته، وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنته باطنا وظاهرًا، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان؛ فإن هذه السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان"2انتهى
1 رسالة (المورد في عمل المولد) .
(اقتضاء الصراط المستقيم)(2/ 615) بتحقيق الدكتور ناصر العقل.
وقد ألف في إنكار هذه البدعة كتب ورسائل قديمة وحديثة.
وهو علاوة على كونه بدعة وتشبها؛ فإنه يجر إلى إقامة موالد أخرى؛ كموالد الأولياء والمشايخ والزعماء؛ فيفتح أبواب شر كثيرة.
التبرك بالأماكن والآثار والأشخاص أحياء وأمواتًا
التبرك: طلب البركة، وهو ثبات الخير في الشيء وزيادته، وطلب ثبوت الخير وزيادته إنما يكون ممن يملك ذلك ويقدر عليه، وهو الله سبحانه؛ فهو الذي ينزل البركة ويثبتها، وأما المخلوق؛ فإنه لا يقدر على منح البركة وإيجادها، ولا على إبقائها وتثبيتها.
فالتبرك بالأماكن والآثار والأشخاص أحياء وأموتا لا يجوز؛ لأنه إما شرك إن اعتقد أن ذلك الشي يمنح البركة، أو وسيلة إلى الشرك إن اعتقد أن زيارته وملامسته والتمسح به سبب لحصولها من الله.
وأما ما كان الصحابة يفعلونه من التبرك بشعر النبي صلى الله عليه وسلم وريقه وما انفصل من جسمه صلى الله عليه وسلم؛ فذلك خاص به صلى الله عليه وسلم حال حياته؛ بدليل أن الصحابة لم يكونوا يتبركون بحجرته وقبره بعد موته، ولا كانوا يقصدون الأماكن التي صلى فيها أو جلس فيها ليتبركوا بها، وكذلك مقامات من باب أولى، ولم يكونوا يتبركون بالأشخاص الصالحين كأبي بكر وعمر وغيرهما من أفاضل الصحابة؛ لا في الحياة، ولا بعد الموت، ولم يكونوا يذهبون إلى غار حراء ليصلوا فيه أو يدعوا، ولم يكونوا يذهبون إلى الطور الذي كلم الله عليه موسى ليصلوا فيه ويدعوا، أو إلى غير هذه الأمكنة من الجبال التي يقال: إن فيها مقامات الأنبياء أو غيرهم، ولا إلى مشهد مبني على أثر نبي من الأنبياء.
وأيضا فإن المكان الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فيه بالمدينة النبوية دائما لم يكن أحد من السلف يستلمه ولا يقبله، ولا الموضع الذي صلى فيه بمكة
وغيرها، فإذا كان الموضع الذي كان يطؤه بقدميه الكريمتين ويصلي عليه لم يشرع لأمته التمسح به ولا تقبيله؛ فكيف بما يقال: إن غيره صلى فيه أو نام عليه؛ فتقبيل شيء من ذلك والتمسح به قد علم العلماء بالاضطرار من دين الإسلام أن هذا ليس من شريعته صلى الله عليه وسلم 1.
البدع في مجال العبادات والتقرب إلى الله
البدع التي أحدثت في مجال العبادات في هذا الزمان كثيرة؛ لأن الأصل في العبادات التوقيف؛ فلا شيء منها إلا بدليل، وما لم يدل عليه دليل؛ فهو بدعة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:"من عمل عملاً ليس عليه أمرنا؛ فهو رد".
والعبادات التي يمارس الآن ولا دليل عليها كثيرة جدّاً:
منها: الجهر بالنية للصلاة؛ بأن يقول: نويت أن أصلي لله كذا وكذا، وهذا بدعةٌ؛ لأنه ليس من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولأن الله تعالى يقول:{قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} 2، والنية محلها القلب؛ فهي عمل قلبي لا عمل لساني.
ومنها: الذكر الجماعي بعد الصلاة؛ لأن المشروع أن كل شخص يقول الذكر الوارد منفردًا.
ومنها: طلب قراءة الفاتحة في المناسبات وبعد الدعاء وللأموات.
ومنها: إقامة المآتم على الأموات، وصناعة الأطعمة، واستئجار المقرئين؛ يزعمون أن ذلك من باب العزاء، أو أن ذلك ينفع الميت، وكل ذلك بدعة لا أصل له، وآصار وأغلال ما أنزل الله بها من سلطان.
ومنها: الاحتفال بالمناسبات الدينية؛ كمناسبة الإسراء والمعراج،
1 انظر: (اقتضاء الصراط المستقيم)(2/ 795 ـ 802) تحقيق الدكتور ناصر العقل.
2 سورة الحجرات، الآية:6.