الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعبد الرحمن"، وبسبب تغيير الأسماء؛ فقد وجد جيل يحمل أسماء غربية، مما يسبب الانفصال بين هذا الجيل والأجيال السابقة، ويقطع التعارف بين الأسر التي كانت تعرف بأسمائها الخاصة.
10-
ومن موالاة الكفار الاستغفار لهم والترحم عليهم، وقد حرم الله ذلك بقوله {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} 1؛ لأن هذا يتضمن حبهم وتصحيح ما هم عليه.
مظاهر موالاة المؤمنين
مظاهر موالاة المؤمنين قد بينها الكتاب والسنة، ومنها:
1-
الهجرة إلى بلاد المسلمين، وهجر بلاد الكافرين، والهجرة هي الانتقال من بلاد الكفار إلى بلاد المسلمين لأجل الفرار بالدين.
والهجرة بهذا المعنى ولأجل هذا الغرض واجبة وباقية إلى طلوع الشمس من مغربها عند قيام الساعة.
وقد تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين؛ فتحرم على المسلم الإقامة في بلاد الكفار؛ إلا إذا كان لا يستطيع الهجرة منها، أو كان في إقامته مصلحة دينية؛ كالدعوة إلى الله ونشر الإسلام.
1 سورة التوبة، الآية:113.
2 سورة النساء، الآيات: 97 ـ 99.
2-
مناصرة المسلمين ومعاونتهم بالنفس والمال واللسان فيما يحتاجون إليه في دينهم ودنياهم: قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} 1، وقال تعالى:{وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} 2.
3-
التألم لألمهم والسرور بسرورهم؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل المسلمين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو؛ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر"، وقال - أيضا عليه الصلاة والسلام:"المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا" وشبك بن أصابعه صلى الله عليه وسلم.
4-
النصح لهم ومحبة الخير لهم وعدم غشهم وخديعتهم؛ قال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، وقال:"المسلم أخو المسلم؛ لا يحقره، ولا يخذله، ولا يسلمه، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه، وماله، وعرضه"، وقال عليه الصلاة والسلام:"لا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا تناجشوا، ولا يبيع بعضكم على بيع بعضن وكونوا عباد الله إخوانا".
5-
6-
أن يكون معهم في حال العسر والشدة والرخاء؛ بخلاف أهل
1 التوبة: 71.
2 الأنفال: 72.
3 سورة الحجرات، الآيتان: 11 ـ 12.
النفاق، الذين يكونون مع المؤمنين في حالة اليسر والرخاء، ويتخلون عنهم في حال الشدة؛ قال تعالى:{الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} 1.
7-
زيارتهم ومحبة الالتقاء بهم والاجتماع معهم، وفي الحديث القدسي:"وجبت محبتي للمتزاورين فيَّ"، وفي حديث آخر:"أن رجلاً زار أخا له في الله، فأرصد الله على مدرجته ملكا، فسأله: أين تريد؟، قال: أزور أخا لي في الله. قال هل لك عليه نعمة تربها عليه؟ قال: لا؛ غير أني أحببته في الله. قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه".
8-
احترام حقوقهم فلا يبيع على بيعهم ولا يسوم على سومهم، ولا يخطب على خطبتهم، ولا يتعرض لما سبقوا إليه من المباحات؛ قال صلى الله عليه وسلم:"لا يبع الرجل على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبته"، وفي رواية:"ولا يسم على سومه".
9-
الرفق بضعفائهم؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا"، وقال عليه الصلاة والسلام:"هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟! "، وقال تعالى:{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} 2.
10 -
الدعاء لهم والاستغفار لهم؛ قال تعالى: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} 3، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ} 4.
1 سورة النساء، الآية:141.
2 سورة الكهف، الآية:28.
3 سورة محمد، الآية:19.
4 سورة الحشر، الآية:10.
تنبيه
وأما قوله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} 1، فمعناه أن من كف أذاه من الكفار، فلم يقاتل المسلمين، ولم يخرجهم من ديارهم؛ فإن المسلمين يقابلون ذلك بمكافأته بالإحسان والعدل معه في التعامل الدنيوي، ولا يحبونه بقلوبهم؛ لأن الله قال:{تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} ، ولم يقل: توالونهم وتحبونهم.
ونظير هذا قوله تعالى في الوالدين: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} 2.
وقد جاءت أم أسماء إليها تطلب صلتها وهي كافرة؛ فاستأذنت أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فقال لها:"صلي أمك"؛ وقد قال الله تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ} 3.
فالصلة والمكافأة الدنيوية شيء، والمودة شيء آخر، لأن في الصلة وحسن المعاملة ترغيبا للكافر في الإسلام؛ فهما من وسائل الدعوة؛ بخلاف المودة والموالاة، فهما يدلان على إقرار الكافر على ما هو عليه، والرضى عنه، وذلك يسبب عدم دعوته إلى الإسلام.
وكذلك تحريم موالاة الكفار لا يعني تحريم التعامل معهم بالتجارة المباحة واستيراد البضائع والمصنوعات النافعة والاستفادة من خبراتهم ومخترعاتهم؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم استأجر ابن أريقط الليثي على الطريق وهو كافر، واستدان من بعض اليهود، وما زال المسلمون يستوردون البضائع والمصنوعات
1 سورة الممتحنة، الآية:8.
2 سورة لقمان، الآية:15.
3 سورة المجادلة، الآية:22.