الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا تعارض بين الآيات، والإضافة في هذه الآيات إلى كل بحسبه؛ فالله هو الذي قضى بالموت وقدره؛ فهو بقضائه وقدره وأمره، فأضيف إليه التوفي لأجل ذلك، وملك الموت يتولى قبضها واستخراجها من البدن، ثم تأخذها منه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب ويتولونها بعده؛ فصحت إضافة التوفي إلى كل بحسبه.
التوفي بالنوم والتوفي بالموت:
الروح المدبرة للبدن التي تفارقه بالموت هي الروح المنفوخة فيه، وهي النفس التي تفارقه بالنوم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم لما نام عن الصلاة:"إن الله قبض أرواحنا حيث شاء وردها حيث شاء ". وقال له بلال: يا رسول الله! أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك.
قال ابن عباس وأكثر المفسرين: "يقبضها قبضين: قبض الموت، وقبض النوم، ثم في النوم يقبض التي تموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى حتى يأتي أجلها وقت الموت".
وقد ثبت في"الصحيحين" عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه "كان يقول إذا نام: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي؛ فاغفر لها وارحمها، وإن أرسلتها؛ فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين"
وهذا أحد القولين في الآية، وهو أن الممسكة والمرسلة كلاهما متوفى وفاة النوم، فمن استكملت أجلها؛ أمسكها عنده؛ فلا يردها إلى جسدها، ومن
1 سورة الزمر، الآية:42.