الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كلِّ ما ضاق على النَّاس، ويكون الله حَسْبَه وكافِيَه.
والمقصود أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أرشد العبد إلى ما فيه غاية كماله ونَيلُ مطلوبه، أن يَحرِص على ما ينفعه، ويبذل فيه جهده، وحينئذٍ ينفعه التَّحسُّب وقولُ «حسبي الله ونعم الوكيل» ، بخلاف مَن عَجَزَ وفرَّط، حتَّى فاتته مصلحته، ثمَّ قال «حسبي الله ونعم الوكيل»
(1)
، فإنَّ الله يلومه، ولا يكون في هذا الحال حَسْبَه، فإنه إنما هو حَسْبُ من اتَّقاه ثمَّ توكَّل عليه.
فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في الذِّكر
كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم أكملَ الخلق ذكرًا لله عز وجل، بل كان كلامه كلُّه في ذكر الله وما والاه، وكان أمرُه ونهيه وتشريعه للأمَّة ذكرًا منه للَّه، وإخبارُه عن أسماء الرَّبِّ وصفاته وأحكامه وأفعاله ووعده ووعيده ذكرًا منه له، وثناؤه عليه بآلائه وتمجيدُه وتحميده وتسبيحُه ذكرًا منه له، وسؤالُه ودعاؤه إيَّاه رغبةً ورهبةً ذكرًا
(2)
منه له، وسكوتُه وصَمْته ذكرًا
(3)
منه له
(4)
بقلبه، فكان ذاكرًا لله في كلِّ أحيانه، وعلى جميع أحواله، فكان ذكره لله يجري مع أنفاسه، قائمًا وقاعدًا وعلى جَنْبه، وفي مشيه وركوبه، وسَيْره ونزوله، وظَعْنِه
(5)
وإقامته.
(1)
«بخلاف
…
الوكيل» ساقطة من ص.
(2)
ص، ك، ج:«ذكر» .
(3)
ص، ج:«ذكر» .
(4)
«وسكوته
…
منه له» ليست في ك.
(5)
ك: «ضعنه» ، خطأ.
وكان إذا استيقظ قال: «الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتَنا وإليه النُّشور»
(1)
.
وقالت عائشة: كان إذا هَبَّ من اللَّيل كبَّر عشرًا، وقال: سبحان الله وبحمده عشرًا، وسبحانَ الملكِ القدُّوس عشرًا، واستغفر الله عشرًا، وهلَّل عشرًا، ثمَّ قال:«اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بك من ضِيْق الدُّنيا وضِيْق يوم القيامة» عشرًا، ثمَّ يستفتح الصَّلاة
(2)
.
وقالت أيضًا: كان إذا استيقظ من اللَّيل قال: «لا إله إلا الله سبحانك، اللَّهمَّ أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك، اللّهمَّ زِدْني علمًا ولا تُزِغْ قلبي بعد إذ هَدَيتَني، وهَبْ لي من لدنك رحمةً، إنَّك أنت الوهَّاب»
(3)
. ذكرهما أبو
(1)
رواه البخاري (6325) من حديث أبي ذر- رضي الله عنه، ورواه مسلم (2711) من حديث البراء رضي الله عنه.
(2)
رواه أبو داود (5085) والبخاري في «التاريخ الكبير» (1/ 457) والنسائي في «الكبرى» (10641) وابن السنّي في «عمل اليوم والليلة» (ص 686) من طريق بقية بن الوليد عن عمر بن جعثم عن الأزهر الحرازي عن شريف الهوزني عن عائشة رضي الله عنها. وقد انتفى تدليس بقية بصراحة تحديثه عند غير أبي داود، وشريف مجهول وقد خالف بقية معاويةُ بن صالح عند أبي داود (766) وغيره، فرواه عن الأزهر الحرازي عن عاصم بن حميد عن عائشة رضي الله عنها، ولفظه:«يكبر عشرًا، ويسبح عشرًا، ويهلل عشرًا، ويستغفر عشرًا، ويقول: اللهم اغفر لي، واهدني، وارزقني، وعافني، أعوذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة» ، وهو صحيح، وقد تقدم تخريجه مفصلًّا (1/ 237).
(3)
برقم (5061) وقد تقدم.
داود
(1)
.
وأخبر أنَّ من استيقظ من اللَّيل فقال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، الحمد للَّه، وسبحان اللَّه، ولا إله إلا اللَّه، والله أكبر، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله، ثمَّ قال: اللَّهمَّ اغفر لي أو دعا= استُجِيبَ له، فإن توضَّأ وصلَّى قُبِلتْ صلاته» . ذكره البخاريُّ
(2)
.
وقال ابن عبَّاسٍ عنه صلى الله عليه وسلم ليلةَ مبيتهِ عنده: إنَّه لمَّا استيقظ رفع رأسه إلى السَّماء، وقرأ العشر الآيات الخواتيم من سورة آل عمران: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
…
} إلى آخرها [190 - 200]
(3)
.
ثمَّ قال: «اللَّهمَّ لك الحمدُ أنت نورُ السَّماوات والأرض ومن فيهنَّ، ولك الحمدُ أنت قيِّم
(4)
السَّماوات والأرض ومن فيهنَّ، ولك الحمد أنت الحقُّ، ووعدُك الحقُّ، وقولك الحقُّ، ولقاؤك حقٌّ، والجنَّة حقٌّ، والنَّار حقٌّ، والنبيُّون حقٌّ، ومحمَّدٌ حقٌّ، والسَّاعة حقٌّ، اللَّهمَّ لك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وعليك توكَّلتُ، وإليك أنبتُ، وبك خاصمتُ، وإليك حاكمتُ، فاغفر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، أنت إلهي، لا إله إلا أنت، ولا
(1)
الضمير في «ذكرهما
…
» عائد إلى هذا الحديث والذي قبله.
(2)
برقم (1154) من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه.
(3)
رواه البخاري (4569) ومسلم (256) ولفظهما «نظر إلى السماء» ، وأمَّا ذكر «رفع الرأس» فعند الطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (13)، وقال شعيب الأرنؤوط في تحقيقه عليه:«صحيح على شرط مسلم» .
(4)
ص، ك، ج:«قيوم» .
حول ولا قوَّة إلا بالله
(1)
»
(2)
.
وقالت عائشة
(3)
: كان إذا قام من اللَّيل قال: «اللَّهمَّ ربَّ جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطِرَ السَّماوات والأرض، عالمَ الغيب والشَّهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهْدِني لما اختُلِفَ فيه من الحقِّ بإذنك، إنَّك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ»
(4)
. وربَّما قالت: كان يفتتح صلاته بذلك.
وكان إذا أوتر ختمَ وتْرَه بعد فراغه بقوله: «سبحان الملك القدُّوس» ثلاثًا، ويَمُدُّ بالثَّالثة صوتَه
(5)
.
وكان إذا خرج من بيته يقول: «بسم الله توكَّلتُ على اللَّه، اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بك أن أَضِلَّ أو أُضَلَّ، أو أَزِلَّ أو أُزَلَّ، أو أَظْلِم أو أُظْلَم، أو أَجْهَل أو يُجْهَل
(1)
بعدها في المطبوع زيادة: «العلي العظيم» ، وليست في النسخ والمصادر.
(2)
أقرب الألفاظ له بهذا السياق عند الدارمي (1527) والبخاري في «خلق أفعال العباد» (ص 119) والنسائي في «الكبرى» (7656) حيث وردت فيها لفظة «قيوم» والجملة الأخيرة «ولا حول ولا قوة إلا بالله» عند الدارمي فقط، وعندهم زيادة «أنت المقدم والمؤخر» . والحديث إسناده صحيح، وأصله عند البخاري (7442، 1120) ومسلم (769/ 199).
(3)
«عائشة» ليست في ك.
(4)
رواه مسلم (770) من حديث عائشة رضي الله عنها.
(5)
رواه أحمد (15354) وأبو داود (1430) والنسائي (1753) وغيرهم، وهو حديث صحيح، سبق تخريجه (1/ 399).
عليَّ». حديثٌ صحيحٌ
(1)
.
(2)
. حديثٌ حسنٌ.
وقال ابن عبَّاس عنه ليلةَ مبيتهِ عنده: إنَّه خرج إلى صلاة الفجر وهو يقول: «اللَّهمَّ اجعلْ في قلبي نورًا، واجعلْ في لساني نورًا، واجعلْ في سَمْعي نورًا، واجعلْ في بصري نورًا، واجعلْ من خلفي نورًا، ومن أمامي نورًا، واجعلْ تحتي نورًا، اللَّهمَّ أعطِنِي نورًا»
(3)
.
وقال فضل
(4)
بن مرزوقٍ، عن عطيَّة العَوفيِّ، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما خَرجَ رجلٌ من بيته إلى الصَّلاة فقال: اللّهمَّ إنِّي أسألك بحقِّ السَّائلين عليك، وبحقِّ مَمْشَايَ هذا إليك، لم أخرج بَطَرًا ولا
(1)
رواه الترمذي (3423) من حديث أم سلمة- رضي الله عنه، وفيه انقطاع؛ قال ابن المديني:«لم يسمع الشعبي من أم سلمة» . انظر: «نتائج الأفكار» لابن حجر (1/ 159 - 161).
(2)
رواه أبو داود (5095) والترمذي (3426)، وفي إسناده انقطاع، لأن ابنَّ جريج لم يسمع من إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة كما ذكر الدارقطني في «العلل» (12/ 13)، ومن قبله البخاري كما نقل عنه الترمذي في «العلل الكبير» (ص 362)، ولكن يشهد له حديث أم سلمة السابق، والحديث حسنه الترمذي والمصنف، وصححه ابن حبان (822).
(3)
رواه البخاري (6316) ومسلم (763/ 181) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
(4)
كذا في جميع النسخ «فضل» . والصواب «فُضيل» كما في «التهذيب» (8/ 298) وغيره.
أَشَرًا
(1)
، ولا رياءً ولا سُمعةً، خرجتُ اتِّقاءَ سَخَطِك، وابتغاءَ مرضاتك، أسألك أن تُنْقِذَني من النَّار، وأن تغفر لي ذنوبي، إنَّه لا يغفر الذُّنوب إلا أنت= إلا وَكَّلَ الله به سبعين ألفَ ملَكٍ يستغفرون له، وأقبل الله عليه بوجهه حتَّى يقضي صلاتَه»
(2)
.
وذكر أبو داود
(3)
عنه أنَّه كان إذا دخل المسجد قال: «أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشَّيطان الرَّجيم» ، فإذا قال ذلك قال الشَّيطان: حُفِظَ منِّي سائرَ اليوم.
(4)
.
(1)
ك: «أشرا ولا بطرا» .
(2)
رواه ابن ماجه (778) وابن السني في «عمل اليوم والليلة» (85) والطبراني في «الدعاء» (65). في سنده فضيل بن مرزوق مختلف فيه، وعطية العوفي متكلم فيه، والحديث ضعفه الألباني. انظر:«السلسلة الضعيفة» (24).
(3)
برقم (466)، ومن طريقه البيهقي في «الدعوات الكبير» (68) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، والحديث حسنه النووي في «الأذكار «(ص 31)، وصححه الألباني في «صحيح أبي داود - الأم» (2/ 364).
(4)
رواه أبو داود (465) وابن ماجه (772) وأبو عوانة (1234) والبيهقي (2/ 442) من حديث أبي حميد أو أبي أسيد- رضي الله عنه، وصححه ابن تيمية في «الكلم الطيب» (ص 92) والنووي في الأذكار (ص 79) والألباني في «صحيح أبي داود - الأم» (2/ 362). وأصله عند مسلم (713) من حديث أبي حميد أو أبي أسيد بدون ذكر الصلاة والسلام.
وذُكِر
(1)
عنه أنَّه كان إذا دخل المسجد صلَّى على محمَّدٍ
(2)
وسلَّم
(3)
ثمَّ يقول: «اللَّهمَّ اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك» ، وإذا خرج صلَّى على محمَّدٍ وسلَّم، ثمَّ يقول:«اللَّهمَّ اغفِرْ لي ذنوبي، وافتحْ لي أبواب فضلك»
(4)
.
وكان إذا صلَّى الصُّبح جلس في مصلَّاه حتَّى تطلع الشَّمس، يذكر الله عز وجل
(5)
.
وكان يقول إذا أصبح: «اللّهمَّ بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النُّشور»
(6)
. حديثٌ صحيحٌ.
وكان يقول: «أصبحنا وأصبح الملك للَّه، والحمد لله. لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ. ربِّ
(1)
ص، ج:«ويذكر» .
(2)
بعدها في المطبوع: «وآله» . وليست في النسخ ومصادر التخريج.
(3)
«وليقل اللهم افتح
…
وسلم» ساقطة من ك.
(4)
رواه أحمد (26416) والترمذي (413) من حديث فاطمة- رضي الله عنه، إلا أنَّ الترمذي قال:«رب» بدل «اللهم» . وفي إسناده انقطاع؛ فإن فاطمة بنت الحسين لم تدرك جدتها فاطمة- رضي الله عنه، وفيه أيضًا ليث بن أبي سليم متكلم فيه، لكن تابعه ابن علية في أصل الحديث، فالحديث يصح دون الدعاء في المغفرة. وانظر:«تمام المنة» للألباني (ص 290).
(5)
رواه مسلم (670) من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنهما.
(6)
رواه أحمد (8649) وأبو داود (5068) والترمذي (3391) وابن ماجه (3868)، من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه، والحديث حسنه الترمذي، وصححه ابن حبان (965) والنووي في «الأذكار» (ص 77) والألباني في «الصحيحة» (626).
أسألك خيرَ ما في
(1)
هذا اليوم وخيرَ ما بعده، وأعوذ بك من شرِّ هذا اليوم وشرِّ ما بعده. ربِّ أعوذ بك من الكَسَل وسوء الكبر، ربِّ أعوذ بك من عذابٍ في النَّار وعذابٍ في القبر». وإذا أمسى قال: «أمسينا وأمسى الملك للَّه
…
» إلى آخره. ذكره مسلم
(2)
.
وقال له أبو بكرٍ الصِّدِّيق رضي الله عنه: مُرْني بكلماتٍ أقولهنَّ إذا أصبحتُ وإذا أمسيتُ، قال:«قل: اللّهمَّ فاطرَ السَّماوات والأرض، عالمَ الغيب والشَّهادة، ربَّ كلِّ شيءٍ ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفسي وشرِّ الشَّيطان وشركه، وأن أقترِفَ على نفسي سُوءًا أو أَجُرَّه إلى مسلمٍ» ، قال:«قُلْها إذا أصبحتَ، وإذا أمسيتَ، وإذا أخذتَ مضجعَك»
(3)
. حديثٌ صحيحٌ.
وقال: «ما من عبد يقول في صباح كلِّ يومٍ ومساء كلِّ ليلةٍ: بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السَّماء وهو السَّميع العليم، ثلاث مرَّاتٍ، [إلّا]
(4)
لم يضرَّه شيءٌ»
(5)
. حديثٌ صحيحٌ.
(1)
«ما في» ليست في ك.
(2)
رواه مسلم (2723/ 75) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
(3)
رواه أبو داود (5067) والترمذي (3392) من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه، والحديث صححه الترمذي وابن حبان (962) والحاكم (1/ 513) والنووي في «الأذكار» (ص 78) وابن حجر في «نتائج الأفكار» (2/ 363) والألباني في «الصحيحة» (2753).
(4)
زيدت من «مسند الطيالسي» (79)، وليست في النسخ.
(5)
رواه أحمد (446) والترمذي (3388) والنسائي في «الكبرى» (10106) وابن ماجه (3869) من حديث عثمان- رضي الله عنه، والحديث صححه ابن حبان (852) والحاكم (1/ 514) والألباني في «المشكاة» (2/ 739).
(1)
. صحَّحه الترمذي والحاكم.
(2)
. حديثٌ حسنٌ.
وقال: «من قال حين يُصبح: اللَّهمَّ ما أَصبحَ بي من نعمةٍ
(3)
فمنك وحدك، لا شريك لك، لك الحمد ولك الشُّكر= فقد أدَّى شُكرَ يومه، ومن
(1)
رواه أحمد (18967) وأبو داود (5072) والحاكم (1/ 518) عن رجل خدم النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي إسناده سابق بن ناجية لم يوثقه إلا ابن حبان في «الثقات» (8448)، واضطربَ الرواة في إسناده على أبي عقيل. ورواه الترمذي (3389) من حديث ثوبان، وفي إسناده سعيد بن المرزبان مدلس وقد ضعَّفه البخاري وغيره تضعيفاً شديداً وتركوه. انظر:«السلسلة الضعيفة» (5020).
(2)
رواه أبو داود (5069) من حديث أنس رضي الله عنه، وفي إسناده عبد الرحمن بن عبد المجيد السهمي، قال في التقريب (3934):«مجهول» ، وأيضًا قد اختلف في سماع مكحول عن أنس. وانظر:«السلسلة الضعيفة» ) 1041).
(3)
بعدها في المطبوع زيادة: «أو بأحدٍ من خلقك» . وليست في النسخ، وهي في رواية النسائي.
قال مثل ذلك حين يمسي، فقد أدَّى شُكرَ ليلته»
(1)
. حديثٌ حسنٌ.
وكان يدعو حين يُصبح وحين يُمسي بهذه الدَّعوات: «اللَّهمَّ إنِّي أسألك العافيةَ في الدُّنيا والآخرة، اللَّهمَّ إنِّي أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللَّهمَّ استُرْ عَوراتي، وآمِنْ رَوعاتي، اللَّهمَّ احفظني من بين يديَّ، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك
(2)
أن أُغتالَ من تحتي». صحَّحه الحاكم
(3)
.
(4)
. حديثٌ حسنٌ.
وذكر أبو داود
(5)
عنه أنَّه قال لبعض بناته: «قولي حين تُصبِحين: سبحان
(1)
رواه أبو داود (5073) والنسائي في «الكبرى» (9750) من حديث عبد الله بن غنام رضي الله عنه. وفي إسناده عبد الله بن عنبسة، قال الذهبي في «الميزان» (4493):«ولا يكاد يعرف» . وانظر: «تخريج الكلم الطيب» (ص 73).
(2)
ج: «بك» .
(3)
(1/ 517). ورواه أحمد (4785) وأبو داود (5074) وابن ماجه (3871) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وصححه أيضًا ابن حبان (961) والنووي في «الأذكار» (ص 79 - 80) والألباني في «تخريج الكلم الطيب» (ص 74).
(4)
رواه أبو داود (5084) من حديث أبي مالك الأشعري- رضي الله عنه، وفي إسناده محمد بن إسماعيل متكلم فيه، وأيضًا الانقطاع بين شريح وأبي مالك الأشعري رضي الله عنه. انظر:«السلسلة الضعيفة» (5606).
(5)
رواه أبو داود (5075) والنسائي في «الكبرى» (9756) من حديث عبد الحميد مولى بني هاشم عن أمه عنها به، وفي إسناده عبد الحميد مولى بني هاشم وأمه، قال الذهبي في «الميزان» (4790):«مجهولان» . والحديث ضعفه ابن حجر في «نتائج الأفكار» (2/ 397).
الله وبحمده، لا قوَّة إلا بالله، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، أَعلمُ أنَّ الله على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأنَّ الله قد أحاط بكلِّ شيءٍ علمًا. فإنَّه من قالهنَّ حين يصبح حُفِظَ حتَّى يمسي، ومن قالهنَّ حين يمسي حُفِظ حتَّى يصبح».
وقال لرجلٍ من الأنصار: «ألا أُعلِّمك
(1)
كلامًا إذا قلتَه أذهبَ الله همَّك، وقضى عنك دينك؟»، قلت: بلى يا رسول اللَّه، قال:«قل إذا أصبحتَ وإذا أمسيتَ: اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بك من الهَمِّ والحزن، وأعوذ بك من العَجْز والكَسَل، وأعوذ بك من الجُبن والبُخل، وأعوذ بك من غلبة الدَّين وقهر الرِّجال» . قال: فقلتهنَّ، فأذهبَ الله هَمِّي، وقَضى عنِّي ديني
(2)
.
وكان إذا أصبح قال: «أصبحنا على فطرةِ الإسلام، وكلمةِ الإخلاص، ودين نبيِّنا محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وملَّةِ أبينا إبراهيم حنيفًا مسلمًا، وما كان من
(1)
ج: «أكلمك» ، تحريف.
(2)
رواه أبو داود (1555) عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه، وفي إسناده غسان المازني متكلم فيه، قال أبو عبيد الآجري في «سؤالاته» (1245):«سألتُ أبا داود عن غسَّان بن عوف الذي يحدث عن الجُريري بحديث الدعاء، فقال: شيخ بصري، وهذا حديث غريب» . وانظر: «ضعيف أبي داود - الأم» (2/ 102). وأصله عند البخاري (2893، 5425، 6363) من حديث أنس أنه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر يخدمه فرآه كلما نزل يكثر من هذه الكلمات. ورواه أيضًا البخاري (6369) ومسلم (2706) دون القصة من حديث أنس.
المشركين»
(1)
.
هكذا في الحديث «ودين نبيِّنا محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم» ، وقد استشكله بعضهم، وله حُكمُ نظائره، كقوله في الخطب والتَّشهُّد في الصَّلاة:«أشهد أنَّ محمَّدًا رسول اللَّه» ، فإنَّه مكلَّفٌ بالإيمان بأنَّه رسول الله إلى خلقه، ووجوبُ ذلك عليه أعظم من وجوبه على المرسَل إليهم، فهو نبيُّ الأمَّة الَّتي هو منهم، وهو رسول الله إلى نفسه وإلى أمَّته.
ويُذكر عنه أنَّه قال لفاطمة ابنته: «ما يمنعكِ
(2)
أن تقولي إذا أصبحتِ وإذا أمسيتِ: يا حيُّ يا قيُّوم، بك أستغيث، فأَصلِحْ لي شأني، ولا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفةَ عينٍ»
(3)
.
ويُذكر عنه أنَّه قال لرجلٍ شكا إليه إصابة الآفات: «قلْ إذا أصبحتَ: بسم الله على نفسي وأهلي، فإنَّه لا يذهب لك
(4)
شيءٌ»
(5)
.
(1)
رواه أحمد (15367) وابن السني في «عمل اليوم والليلة» (34) من حديث عبد الرحمن بن أبزى- رضي الله عنه، والحديث صححه النووي في «الأذكار» (ص 82) والعراقي في «تخريج أحاديث الإحياء» (ص 389). وانظر:«السلسلة الصحيحة» (2989).
(2)
في المطبوع بعدها زيادة: «أن تسمعي ما أوصيك به» . وليست في النسخ.
(3)
رواه النسائي في «الكبرى» (10330) وابن السني في «عمل اليوم والليلة» (48) من حديث أنس- رضي الله عنه، وصححه الحاكم (1/ 545) والمنذري في «الترغيب والترهيب» (984) وحسَّنه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (227).
(4)
في المطبوع: «عليك» خلاف النسخ.
(5)
رواه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» (51) من طريق زيد بن الحباب عن الثوري عن رجل عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما، وزيد قال ابن حجر فيه في «التقريب» (2124):«صدوق يخطئ في حديث الثوري» ، وأيضًا فيه راوٍ مبهم. وضعَّف إسنادَ الحديث النوويُّ في «الأذكار» (ص 83) والألبانيُّ في «الضعيفة» (4059).
ويُذكَر عنه أنَّه كان إذا أصبح قال: «اللَّهمَّ إنِّي أسألك علمًا نافعًا، ورزقًا طيِّبًا، وعملًا متقبَّلًا»
(1)
.
ويُذكر عنه أنَّ العبد إذا قال حين يُصبح ثلاثَ مرَّاتٍ: «اللَّهمَّ أصبحتُ منك في نعمةٍ وعافيةٍ وسِتْرٍ، فأتِمَّ عليَّ نعمتك وعافيتك وسِترك
(2)
في الدُّنيا والآخرة»، وإذا أمسى قال ذلك= كان حقًّا على الله أن يُتِمَّ عليه
(3)
.
ويُذكَر عنه أنَّه قال: «من قال في كلِّ يومٍ حين يصبح وحين يمسي: حسبي
(4)
الله لا إله إلا هو، عليه توكَّلتُ، وهو ربُّ العرش العظيم، سبع مرَّاتٍ، كفاه الله ما أَهمَّه من أمر الدُّنيا والآخرة»
(5)
.
ويُذكَر عنه أنَّ من قال هذه الكلمات في أوَّل نهاره لم تُصِبْه مصيبةٌ حتَّى يمسي، ومن قالها آخرَ نهاره لم تُصِبْه مصيبةٌ حتَّى يصبح: «اللَّهمَّ أنت ربِّي، لا
(1)
رواه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» (54) من حديث أم سلمة- رضي الله عنه، وفي إسناده مولى لأم سلمة وهو مبهم لم يُسمَّ.
(2)
«وسترك» ليست في ك.
(3)
رواه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» (55) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، في إسناده عمرو بن الحصين، قال ابن حجر في «نتائج الأفكار» (2/ 411):«وعمرو بن الحصين متروك باتفاقهم، واتهمه بعضهم بالكذب، والله المستعان» . وانظر: «الضعيفة» (6070).
(4)
«حسبي» ليست في ك.
(5)
رواه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» (71) من حديث أبي الدرداء- رضي الله عنه، ولا يثبت مرفوعًا، وإنما صح موقوفًا عن أبي الدراداء. وانظر:«الضعيفة» (5286).
إله إلا أنت، عليك توكَّلتُ وأنت ربُّ العرش العظيم، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، لا حولَ ولا قوَّة إلا بالله العليِّ العظيم، أَعلَمُ أنَّ الله على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأنَّ الله قد أحاط بكلِّ شيءٍ علمًا، اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بك من شرِّ نفسي، ومن شرِّ كلِّ دابَّةٍ أنت آخذٌ بناصيتها، إنَّ ربِّي على صراطٍ مستقيمٍ». وقيل لأبي الدَّرداء: قد احترق بيتك، فقال: ما احترق، لم يكن الله عز وجل ليفعل، لكلماتٍ سمعتُهنَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرها
(1)
.
وقال: «سيِّد الاستغفار أن يقول العبد
(2)
: اللَّهمَّ أنت ربِّي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعتُ، أعوذ بك من شرِّ ما صنعتُ، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي إنَّه لا يغفر الذُّنوب إلا أنت. من قالها حين يصبح مُوقِنًا بها، فمات من يومه، دخل الجنَّة، ومن قالها حين يمسي موقنًا بها، فمات من ليلته، دخل الجنَّة
(3)
»
(4)
.
(5)
.
(1)
رواه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» (57) من حديث أبي الدرداء- رضي الله عنه، في إسناده أغلب ابن تميم قال البخاري في «التاريخ الكبير» (1720) فيه:«منكر الحديث» . وانظر: «نتائج الأفكار» (2/ 425) و «تخريج الكلم» (74).
(2)
«أن يقول العبد» ليست في ص، ج.
(3)
«من قالها
…
الجنة» ساقطة من ج. وزيدت في ص بخط آخر.
(4)
رواه البخاري (6306، 6323) من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه.
(5)
رواه مسلم (2692/ 29) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(1)
.
(2)
.
وفي «المسند»
(3)
وغيره أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم علَّم زيد بن ثابتٍ، وأمره أن يتعاهد أهلَه في كلِّ صباحٍ: «لبَّيك اللَّهمَّ لبَّيك، لبَّيك
(4)
وسعديك، والخير في يديك، ومنك وإليك، اللَّهمَّ ما قلتُ من قولٍ، أو حلفتُ من حلفٍ، أو نذرتُ من نذرٍ، فمشيئتك بين يدي ذلك كلِّه، ما شئتَ كان، وما لا تشاء لا يكون
(5)
، ولا حولَ ولا قوَّة إلا بك، إنَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ. اللَّهمَّ ما صلَّيتَ من صلاةٍ
(1)
رواه النسائي في «السنن الكبرى» (9768) من حديث أبي أيوب- رضي الله عنه، والحديث صححه الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» (1/ 416).
(2)
رواه البخاري (6403) ومسلم (2691) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(3)
برقم (21666) من حديث زيد بن ثابت- رضي الله عنه، وفي إسناده أبو بكر بن أبي مريم ضعيف، وبه أعله الألباني في «السلسلة الضعيفة» (6733).
(4)
«لبيك» ليست في مب، ك.
(5)
في المطبوع: «وما لم تشأ لم تكن» خلاف النسخ.
فعلى من صلَّيتَ، وما لعنتَ من لعنةٍ فعلى من لعنتَ، أنت وليِّي في الدُّنيا والآخرة، توفَّني مسلمًا، وألحقني بالصَّالحين. اللَّهمَّ فاطر السَّماوات والأرض، عالم الغيب والشَّهادة، ذا الجلال والإكرام، فإنِّي أعهدُ إليك في هذه الحياة الدُّنيا، وأُشهِدك ــ وكفى بك شهيدًا ــ بأنِّي أَشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، لك الملك ولك الحمد، وأنت على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبدك ورسولك، وأشهد أنَّ وعدك حقٌّ، ولقاءك حقٌّ، والسَّاعة آتيةٌ لا ريبَ فيها، وأنَّك تبعثُ من في القبور، وأنَّك إن تَكِلْني إلى نفسي تَكِلْني إلى ضَعْفٍ وعَورةٍ، وذنبٍ وخطيئةٍ، وإنِّي لا أَثِقُ إلا برحمتك، فاغفر لي ذنوبي كلَّها، إنَّه لا يغفر الذُّنوب إلا أنت، وتُبْ عليَّ إنَّك أنت التَّوَّاب الرَّحيم».
فصل
في هديه في الذِّكر عند لبس الثَّوب ونحوه
كان صلى الله عليه وسلم إذا استجدَّ ثوبًا سمَّاه باسمه، أو عمامةً، أو قميصًا، أو رداءً، ثمَّ يقول:«اللَّهمَّ لك الحمد أنت كسوتَنيه، أسألك خيرَه وخيرَ ما صُنِع له، وأعوذ بك من شرِّه وشرِّ ما صُنِعَ له»
(1)
. حديثٌ صحيحٌ.
ويُذكَر عنه أنَّه قال: «من لبس ثوبًا فقال: الحمد لله الذي كَساني هذا
(1)
رواه أحمد (11248) وأبو داود (4020) والترمذي (1767) من حديث أبي سعيد الخدري، وحسنه الترمذي، وصححه ابن حبان (5420) والحاكم (4/ 192) والنووي في «الأذكار» (ص 21) والمصنف والألباني في «مختصر الشمائل» (ص 47).
ورزقنيه من غير حولٍ ولا قوَّةٍ، غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه»
(1)
.
وفي «جامع الترمذي»
(2)
عن عمر بن الخطَّاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من لبس ثوبًا جديدًا فقال: الحمد لله الذي كساني ما أُوارِي به عورتي، وأَتجمَّل به في حياتي، ثمَّ عَمَدَ إلى الثَّوب الذي أخلقَ فتصدَّق به= كان في حفظ اللَّه، وفي كَنَفِ اللَّه، وفي سبيل الله حيًّا وميِّتًا» .
وصحَّ عنه أنَّه قال لأم خالد لمَّا ألبسها الثَّوب الجديد: «أَبلِيْ وأَخلِقي، أَبلِيْ وأخلِقي» مرَّتين
(3)
.
وفي «سنن ابن ماجه»
(4)
أنَّه رأى على عمر ثوبًا فقال: «أجديدٌ هذا
(5)
أم غسيلٌ؟» فقال: بل غسيلٌ
(6)
، فقال: «البَسْ جديدًا، وعِشْ حميدًا
(7)
، ومُتْ
(1)
رواه أبو داود (4023) وابن السني (271) من حديث معاذ بن أنس الجهني- رضي الله عنه، وعند أبي داود زيادة «وما تأخر» ، والحديث حسن دون قوله:«وما تأخر» . انظر: «صحيح الترغيب» (2/ 461).
(2)
برقم (3560) وقال: «غريب» ، ورواه أحمد (305) ابن ماجه (3557)، وفي إسناده أبو العلاء مجهول. انظر:«السلسلة الضعيفة» (4542).
(3)
رواه البخاري (5845) من حديث أم خالد بنت خالد رضي الله عنهما.
(4)
برقم (3558)، وأحمد (5620) وابن السني في «عمل اليوم والليلة» (268) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. وقد اختلف في رفع الحديث وإرساله. انظر:«البداية والنهاية» (9/ 167) و «نتائج الأفكار» (1/ 136) و «السلسلة الصحيحة» (352).
(5)
ج: «هو» .
(6)
كذا في ق، مب. وفي ص، ك، ج:«جديد» . والرواية بالوجهين، والمثبت أكثر.
(7)
ج: «سعيدا» .