الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بحال المسلمين - فقد نالوا خلافة الأرض، وصار ملكهم في مشارق الأرض، ومغاربها، وصاروا المسيطرين من الصين إلى بحر الظلمات، فلما فسقوا عن أمر ربهم صاروا قوما بورا، وإنه إذا كان ضياعهم لأنهم ضلوا واتخذوا القرآن قولا مهجورا، فعودتهم إليه فيها عودة عزهم.
وهكذا قد ابتدأ نور الحق يشرق، وفجر الإسلام يملأ نوره الآفاق، والله سبحانه وتعالى هو الهادي.
(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
(56)
إن الطريق لإقامة الاستخلاف على أساس من العدل والاستقامة والاتصال بالله تعالى يكون بثلاثة أمور مذكورة في هذه الآية الكريمة.
الأمر الأول: إقامة الصلاة وقد أمر بها سبحانه في قوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ) أي صلوا صلاة مقومة تستشعر فيها جلال الله تعالى وكبرياءه، وتحس فيها أنك في حضرة الله تعالى وكأنك تراه في مثولك بين يديه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وهذه تربية روحية، واتصال بالله سبحانه وتعالى فيكون امرأ يألف ويؤلف.
والأمر الثاني: إيتاء الزكاة، أي إعطاؤها لولي الأمر، وهو يصرفها في مصارفها، وهذا الأمر ذكره بقوله تعالى:(وَآتُوا الزَّكاةَ)، عبر سبحانه بقوله:
(وَآتُوا) دون " أدوا "، للإشارة إلى أنها عطاء يعطى، ويعطيها المزكي على أنها مغنم لا على أنها مغرم، وهي تعاون اجتماعي لَا مذلة فيه لفقير، ولا استطالة لغنى.
والأمر الثالث: طاعة الرسول في كل ما يأمر به وينهى عنه، وينظم به الدولة الإسلامية، ويقيم دعائم الحكم على أساس من العدل، وتنسيق الأمور، وهذا هو الأمر الثالث، وقد ذكره سبحانه وتعالى بقوله:(وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) وطاعته في حياته باتباع أوامره في تنظيم الدولة، وتوزيع قواها كلها، بحيث يتبع في توسيد الأمور للقائمين بها، في الحرب والسلم على سواء، وبعد مماته تكون طاعته باتباع ما أثر عن سنته فهي المحجة الواضحة، والطاعة للأمير الذي ينفذ الحق والعدل، ويقيم