الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال: أين تذهبان بهذا؟ قالا: نحاكمه إلى العزيز الأمين. قال: فأرجعاه؛ فإنه ممن كتب الله لهم السعادة والمغفرة وهم في بطون أمهاتهم، وإنه يستمتع به بنوه ما شاء الله".
قال: فعاش بعد ذلك شهراً ثم مات.
صحيح. أخرجه معمر في "جامعه" -كما في آخر "المصنف" لعبد الرزاق (11/ 112/ 20065) والفريابي في "القدر"(رقم: 434، 435) ومن طريقه الآجري في "الشريعة"(1/ 410 - 411/ 476، 477) وابن بطة في "الإبانة"(1568، 1587) واللالكائي في "شرح أصول الإعتقاد"(رقم: 1220) والحاكم (3/ 307) والبرتي في "مسند عبد الرحمن بن عوف"(رقم: 23) وابن سعد في "الطبقات"(3/ 134) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1/ 383/ 481) وإسحاق بن راهويه كما في "المطالب العالية"(رقم: 3976 - العاصمة) و"إتحاف الخيرة المهرة"(7/ 222 - 223/ 6712 - الوطن) والدينوري في "المجالسة"(2/ 247/ 378).
من طريقين:
1 -
الزهري، عن إبراهيم بن عبد الرحمن به.
2 -
الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أم كلثوم ابنة عقبة به،
ورواه عن الزهري معمر وغيره، وصرَّح الزهري في بعض طرقه بالتحديث.
وصحّح إسناده البوصيري في "الإتحاف"(7/ 223)، والشيخ المحدث مقبل بن هادي الوادعي في "القدر"(ص 495) والعلامة الباحث مشهور بن حسن آل سلمان في تحقيقه على المجالسة.
* * *
- أصحاب الرأي أعداد السُّنن:
277 -
عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: "إن
أصحابَ الرأي أعداءُ السُّنَن
؛ أَعْيَتْهُم أن يحفظوها، وتفلَّتَتْ منهم أن يعوها، واستحَيوا حين سُئِلوا أن يقولوا: لا نعلم؛ فعارضوا السُّنن برأيهم؛
فإياكم وإياهم".
حسن لغيره.
له عن عمر طرق:
منها:
1 -
ما أخرجه اللالكائي في "شرح أصول الإعتقاد"(رقم: 201) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(2/ 1042/ 2004) والبيهقي في "المدخل"(1/ 196/ 213) وابن حزم في "الإحكام"(6/ 1019) والخطيب في "الفقيه والمتفقه"(1/ 452 - 453/ 476).
من طريق: عبد الرحمن بن شريك، نا أبي، عن مجالد، عن الشعبي، عن عمرو بن حريث، عن عمر به.
وهذا إسناد ضعيف.
عبد الرحمن بن شريك؛ "صدوق يخطئ" كما في "التقريب".
ومجالد بن سعيد؛ ضعيف.
2 -
وأخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه"(1/ 454/ 478) والهروي في "ذم الكلام"(2/ 200/ 267) والأصبهاني قوام السنة في "الحجة"(1/ 205).
من طريق: سعيد بن المسيب، عن عمر به.
وقد تقدَّم الكلام في سماع سعيد بن المسيب عن عمر رضي الله عنه.
3 -
وأخرجه ابن أبي زمنين في "أصول السنة"(رقم: 8) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(2/ 1042/ 2003).
من طريق: ابن وهب، قال: أخبرني رجل من أهل المدينة، عن ابن عجلان، عن صدقة بن عبد الله؛ أن عمر قال
…
فذكره.
وعلّقاه عن ابن وهب.
وهذا إسناد ضعيف.
4 -
وأخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه"(1/ 453/ 477) من طريق: عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده، عن عمر به.
وهذا إسناد تالف؛ لأجل عبد الملك بن هارون؛ فهو متروك. وأبوه
ضعيف.
5 -
وأخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه"(1/ 454/ 479) من طريق: عكرمة بن عمار، عن يحيى، وحمزة المديني وغيرهما، قالا: قد سمعناه من الفقهاء، عن عمر به.
وهذا إسناد ضعيف؛ فيه جهالة الفقهاء الذين روى عنهم يحيى وحمزة.
وعكرمة بن عمار؛ "صدوق يغلط" كما في "التقريب".
6 -
وأخرجه الخطيب (1/ 455/ 480) من طريق: داود بن الزبرقان، عن
محمد العزرمي، عن عطاء بن أبىِ رباح، عن عمر به.
وإسناده ضعيف جداً؛ داود بن الزبرقان ومحمد العزرمي؛ متروكان.
7 -
وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(2/ 1042/ 2005) وابن حزم في "الإحكام"(1019) من طريق: أبي بكر بن أبي داود، ثنا محمد بن عبد الملك القزاز، ثنا ابن أبي مريم، ثنا نافع بن يزيد، عن ابن الهادي، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عمر به.
8 -
وأخرجه الهروي في "ذم الكلام"(2/ 201/ 268) من طريق: خالد بن الهياج، عن أبيه، عن إسماعيل بن عياش، عن عبيد الله بن عبيد، يرده على علىِ بن شهاب، عن عمر به.
وإسناده فيه ضعف.
قال ابن القيم في "أعلام الموقعين"(1/ 54 - 55): "وأسانيد هذه الآثار عن عمر في غاية الصحة".
قلت: أغلب أسانيده ضعيفة، لكن بمجموعها يرتقي إلى درجة الثبوت، فهو إن شاء الله صحيح لغيره، والله أعلم.
* * *
278 -
عن ابن عمر رضي الله عنه، قال:"احتجبَ اللهُ من خلقه بأربع: نارٌ وظُلْمَة، ونورٌ وظلمة".
أخرجه ابن أبي زمنين في "أصول السنة"(رقم: 42) وعثمان بن سعيد
الدارمي في "الرد على الجهمية"(رقم: 118) وفي "رده على المريسي"(رقم: 248 - ط أضواء السلف) واللالكائي في "شرح أصول الإعتقاد"(رقم: 729) وأبو الشيخ الأصبهاني في "العظمة"(2/ 675/ 268) والحاكم (2/ 319).
من طريق: سفيان الثوري، عن عبيد المكتب، عن مجاهد، عن ابن عمر به.
وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على المريسي"(رقم: 251) من طريق: يحيى بن أيوب، عن المثنى، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده مرفوعاً.
وإسناده ضعيف؛ لأجل المثنى بن الصباح؛ فهو ضعيف.
* * *
279 -
وعن سعيد بن المسيب، قال:"صَلَّيْتُ وراء أبي هريرة على صبيِّ لم يعمل خطيئةَ قطُّ، سمعتُه يقول: "اللهمَّ أعِذْهُ من عذاب القبر".
أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد"(11/ 374) والبيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 9) وفي "إثبات عذاب القبر"(رقم: 178) وابن أبي زمنين في "أصول السنة"(رقم: 83).
من طرق؛ عن يحيى بن سعيد، عن سعيد به.
وأخرجه الخطيب البغدادي (11/ 374) والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(رقم: 177) من طريق: علي بن الحسن بن عبد الله، عن شاذان، عن شعبة، عن يحيى بن سعيد به؛ لكنه رفعه.
قال الخطيب البغدادي: "تفرد برواية هذا الحديث هكذا مرفوعاً- علي بن الحسن، عن أسود بن عامر، عن شعبة. وخالفه غيره؛ فرواه عن أسود موقوفاً".
وقال البيهقي: "هكذا رواه مرفوعاً، وإنما رواه غيره عن شاذان موقوفاً"
قلت: رواه عن شاذان -أسود بن عامر-؛ غير واحد من الثقات موقوفاً
قال الخطيب: "وهكذا رواه أصحاب شعبة عنه -[أي موقوفاً]-، وكذلك
رواه مالك والحمادان وغيرهم عن يحيى بن سعيد موقوفاً على أبي هريرة، وهو الصواب" اهـ.
* * *
280 -
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، أنه قال:
"يجمعُ اللهُ الناسَ يومَ القيامة في صعيدٍ واحدٍ- حُفَاةً عُرَاةً كما خُلِقُوا، يسمعهم الداعي، وبنفذهم البصر، ولا تتكلَّمُ نفسٌ إلا بإذنه؛ فأولُ من يُدْعَى محمد- يا محمد! فيقول: لبيك وسَعْدَيكَ، والخيرُ في يديكَ، والشرُّ ليس إليك، والمَهْدِيُّ من هَدَيْتَ، وعَبْدُكَ بين يَدَيْكَ، ومنك وإليك، ولا مَلْجَأَ منكَ إلا إليك، تباركتَ وتَعالَيْتَ، وعلى عرشِكَ استويتَ، سبحانك ربَّ البيتِ. ثم يقال له: اشْفَعْ. قال: فذلك المقام المحمود الذي وعده الله عز وجل".
صحيح موقوفاً. أخرجه ابن أبي زمنين في "أصول السنة"(رقم: 99) وابن أبي شيبة في "مصنفه"(11/ 484).
من طريق: يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن صلة بن زفر، قال: سمعتُ حذيفة يقول:
…
فذكره به.
وأبو إسحاق السبيعي مدلِّس، وقد عنعنه، وابنه يونس ممن روى عنه بعد الإختلاط كما في "الكواكب النيرات"(ص 347) و"شرح علل الترمذي" للحافظ ابن رجب (2/ 710).
لكنه توبع، وصرَّح أبو إسحاق بالتحديث في طرق أخرى.
فقد أخرجه النسائي في "الكبرى"(6/ 381/ 11294) والطبري في "تفسيره"(15/ 97) والبزار في "مسنده"(4/ رقم: 3462 - كشف الأستار) والطيالسي في "مستده"(رقم: 414) ومسدد كما في "المطالب العالية"(رقم: 4572 - العاصمة).
من طريق: شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعتُ صلة بن زفر، يقول: .. فذكره.
وهذا إسناد صحيح؛ صرَّح أبو إسحاق فيه بالتحديث، وشعبة ممن روى عنه قبل الإختلاط، وهو من أثبت الناس في أبي إسحاق، انظر "شرح العلل"(2/ 710).
وأخرجه الطبري في "نفسيره"(15/ 98) وعبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 387) من طريق سفيان الثوري ومعمر، عن أبي إسحاق به.
وأخرجه الطبري (15/ 98) وابن أبي الدنيا في "الأهوال"(رقم: 151) وابن أبي عمر -كما في "المطالب"(رقم: 4573) - من طريق: معمر، عن أبي إسحاق له.
وأخرجه الطبري (15/ 98) واللالكائي في "شرح أصول الإعتقاد"(رقم: 2095). من طريق: سفيان الثوري، عن أبي إسحاق به.
وسفيان من أوثق الناس في أبي إسحاق، وهو ممن روى عنه قبل الإختلاط.
وأخرجه اللالكائي (رقم: 2086) من طريق: أبي بكر بن عياش، عن أبي إسحاق به.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" -كما فى "بغية الباحث"- (4/ 1343/ 1104) والحاكم في "المستدرك"(3/ 54) وأسد بن موسى فى "الزهد"(رقم: 61).
من طريق: إسرائيل، عن أبي إسحاق به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
هذا ما تيسَّر الوقوف على طرقه الموقوفة، وهي صحيحة، والحمد لله.
ورُوي مرفوعاً؛ فقد خالف هؤلاء الثقات كل من: عبد الله بن المختار، وليث بن أبي سُليم.
فأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1/ 353/ 789 - المكتب الإسلامى) أو (1/ 529/ 808 - الجوابرة) واللالكائي (رقم: 2094).
من طريق: حماد بن سلمة، عن عبد الله بن المختار، عن أبي إسحاق به مرفوعاً - مختصراً.
قال ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 217/ 2140): "سألتُ أبي عن حديث رواه حماد بن سلمة عن عبد الله بن المختار، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يجمع الله الخلق يوم القيامة في صعيد واحد، ينفذهم البصر، ويسمعهم الداعي .. " وذكر الحديث؟ قال أبي: لا يرفع هذا الحديث إلا عبد الله بن المختار، وموقوف أصح" اهـ.
قلت: ورفعه أيضاً ليث بن أبي سُليم؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 9/ 1058 - الحرمين) أو (2/ 36/ 1062 - الطحان) والحاكم (4/ 573).
من طريق: موسى بن أعين، عن ليث بن أبي سُليم، عن أبي إسحاق به مرفوعاً.
وليث بن أبي سُليم مختلط.
والصواب وقفه على حذيفة لرواية الثقات عن أبي إسحاق وكثرتهم، وهو في حكم الرفع لأنه لا يقال بالرأي، والله أعلم.
* * *
281 -
عن عمر بن محمد، قال: سمعتُ سالم بن عبد الله بن عمر، وسأله رجل؛ فقال له: الزنا مقدَّر؟ فقال: "نعم".
قال: كلُّ شيء كتبَهُ الله عليَّ؟
قال: "نعم".
كتبه عليَّ ويعذّبني عليه؟!
قال: فأخذ سالم الحصى فحصبه.
أخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد في "السنة"(2/ 424/ 933) واللالكائي في "شرح أصول الإعتقاد"(رقم: 1270) وابن بطة في "الإبانة"(1437) والخلال في "السنة"(رقم: 898) وابن أبي زمنين في "أصول السنة"(رقم: 126).
من طريق: سفيان الثوري، عن عمر بن محمد به.
وعمر بن محمد هو: ابن زيد بن عبد الله بن عمر - ابن أخي سالم.
ووقع عند عبد الله بن أحمد وابن بطة وابن أبي زمنين: عمرو بن محمد.
والصواب عمر بن محمد كما أثبتناه، والله أعلم.
وأخرجه ابن بطة (2009) والآجري في "الشريعة"(1/ 455/ 587) من طريق: إسماعيل بن عياش، عن عمر بن محمد العدوي به.
وإسماعيل بن عياش روايته عن أهل الحجاز ضعيفة؛ لكن يشهد لها ما قبلها.
فالأثر صحيح، والله أعلم.
* * *
282 -
عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله، أنه قال:"إن اللهَ لو أرادَ أن لا يُعْصَى؛ لم يَخْلُقْ إبليس"، ثم قرأ:{مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162) إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (163)} [الصافات: 162 - 163].
صحيح. أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة"(2/ 425/ 936) والآجري في "الشريعة"(1/ 327 - 328، 440، 441/ 350، 561، 562، 563، 566، 567) من طريق الفريابي في "القدر"(رقم: 309، 310، 311، 312، 313، 314) وابن بطة في "الإبانة"(1476، 1846) واللالكائي في "شرح أصول الإعتقاد"(1245) وابن أبي زمنين (128) والبيهقي في "الإعتقاد"(ص 185، 186 - ط. أبي العينين) وفي "إثبات القدر"(ق: 33/ ب و 90/ ب) أو (ص: 248، 433 - 434 - ط دار بيروت المحروسة) وفي "الأسماء والصفات"(1/ 401، 402 - 403، 449/ 327، 329، 373 - الحاشدي) وابن عدي في "الكامل"(6/ 203 - العلمية).
من طرق كثيرة، عن عمر بن ذر، عن عمر بن عبد العزيز به.
وعمر بن ذر هو: ابن عبد الله بن زرارة الهمداني؛ "ثقة رمي بالإرجاء" كما في "التقريب".
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "الزهد" لأبيه (رقم: 1725) من طريق: الحكم بن أبي غيلان، عن مصعب بن أبي أيوب، قال: سمعت عمر بن عبد العزبز .. فذكره.
وهو صحيح بما قبله.
ورُوي مرفوعاً؛ لكنه لا يصح.
أخرجه اللالكائي في "شرح أصول الإعتقاد"(رقم: 1101) والبيهقي في "الأسماء والصفات"(1/ 402/ 328).
من طريق: أبي الربيع الزهراني، ثنا عباد بن عباد المهلبي، عن زيد بن عبد الرحمن، عن إسماعيل بن عبد السلام، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده مرفوعاً، ولفظه:"لو أراد الله أن يُعصى ما خلق إبليس". وسقط عند اللالكائي ذكر (زيد بن عبد الرحمن).
وهذا إسناد تالف؛ قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان"(1/ 468): "إسماعيل بن عبد السلام عن زيد بن عبد الرحمن، عن عمرو بن شعيب؛ قال ابن قتيبة في "اختلاف الحديث": لا يعرف هو ولا شيخه" اهـ.
وعباد هو: ابن عباد بن حبيب المهلبي؛ وهو ثقة. وأخطأ العلامة الألباني رحمه الله باعتباره عباد بن عباد هو: ابن علقمة المازني المصري. وقد نبَّه على ذلك محقق"الأسماء والصفات".
وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 112 - 113/ 2648 - الحرمين) أو (3/ 311 - 312/ 2669 - الطحان) من طريق: محمد بن يعلى زنبور، عن عمر بن الصبح، عن مقاتل بن حيان، عن عمرو بن شعيب به.
وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن مقاتل إلا عمر، تفرد به محمد بن يعلى".
قلت: لم ينفرد به عمر ولا محمد بن يعلى كما تقدم، وكما سيأتي.
وقال الحافظ نور الدين الهيثمي في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(5/ 371): "هذا كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، وآفته عمر بن الصبح؛ أقرِّ على نفسه بالوضع، وكان من أهل البدع".
وأخرجه البيهقي في "الإعتقاد"(ص 186) وفي "القدر"(ص 247 - 248 - ط دار بيروت المحروسة) وفي "الأسماء والصفات"(1/ 402 - 403/ 329) وابن عدي في "الكامل"(5/ 1767) أو (6/ 203 - 204 - العلمية).
من طريق: أبي الربيع الزهراني، ثنا عباد بن عباد، عن عمر بن ذر،
حدثني مقاتل بن حيان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده؛ "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر رضي الله عنه:"يا أبا بكر؛ لو أراد الله أن لا يعصى؛ ما خلق إبليس".
وهذا إسناد ظاهره الصحة؛ لكنه مُعَلٌّ.
فقد تقدَّم بهذا الإسناد موقوفاً على عمر بن عبد العزيز.
ثم إن مقاتل بن حيان لا رواية له عن عمرو بن شعيب.
فلعله أخطأ فيه بعض الرواة فبدل أن يقول مقاتل بن سليمان؛ قال: مقاتل بن حيان.
والحديث قال عنه الحافظ ابن كثير في "تفسيره"(1/ 690 - الريان) - عند تفسير الآية رقم: (79) من سورة النساء -: "ذُكر حديث غريب يتعلق بقوله تعالى: {كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} " ثم ذكر حديث البزار الآتي - وقال: "قال شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس ابن تيمية: هذا حديث موضوع مختلق باتفاق أهل المعرفة".
وأخرجه البزار (2153 - كشف الأستار) من طريق: السكن بن سعيد، عن عمر بن يونس، عن إسماعيل بن حماد، عن مقاتل به -مطوّلاً-.
قال الحافظ ابن حجر في "مختصر الزوائد"(رقم: 1597): "هذا خبر منكر، وفي الإسناد ضعف".
وأخرجه الآجري في "الشريعة"(1/ 394/ 454) وابن بطة في "الإبانة"(رقم: 1559) وبيبي بنت عبد الصمد في "جزئها"(رقم: 105/ ص 76) ومن طريقها ابن الجوزي في "الموضوعات" 7/ 448 - 449/ 530 - ط أضواء السلف والتدمرية).
من طريق: أبي القاسم البغوي عبد الله بن محمد، قال: نا داود بن رشيد، نا يحيى بن زكريا، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزبير وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله به مرفوعاً - مطولاً ومختصراً.
ووقع عند ابن الجوزي: "يحيى أبو زكريا".
قال الذهبي في "الميزان"(4/ 374/ 9506): "يحيى بن زكريا -صوابه: يحيى أبو زكريا- عن جعفر بن محمد الصادق وغيره - بخبر باطل؛ في أن أبا بكر وعمر تحاورا في القدر. رواه ابن أبي شريح الهروي وابن أخي ميمي عن البغوي عن داود بن رُشيد، عن يحيى بن زكريا عن موسى بن عقبة، عن أبي الزبير. وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر .. الحديث". ثم قال: "إن الحمل في هذا الحديث على يحيى بن زكريا؛ هذا المجهول التالف".
وقال الحافظ ابن حجر في "اللسان"(6/ 253/ 898)"وصوابه: يحيى أبو زكريا، لكن هكذا وقع عند البغوي: يحيى بن زكريا .. "اهـ.
وتعقب محقق كتاب "الأسماء والصفات" للبيهقي -عبد الله الحاشدي- (1/ 40) الحافظ الذهبي بكلام طويل؛ خلُصَ فيه إلى توهيم الذهبي بتعقبه على اسم الراوي.
والصواب هو قول الذهبي -إن شاء الله- فقد أخرجه ابن بطة في "الإبانة"(رقم: 1991) من طريق أبي العوام، قال: حدثنا يحيى بن سابق المدني، ثنا موسى بن عقبة، عن أبي الزبير المكي قال: فذكره.
وأسقط منه جعفر بن محمد وأباه وجابراً.
ويحيى بن سابق هو أبو زكريا، وكذا وقع عند ابن بشران في "أماليه" كما في "تنزيه الشريعة"(1/ 316) و"الميزان" قبله.
فتبين وهم البغوي في الإسم.
ويحيى بن سابق هذا "متروك"، وهو ممن روى عنه داود بن رُشيد أيضاً، وروى هو عن موسى بن عقبة.
وقد نقل الحافظ البيهقي في "إثبات القدر"(ق: 32/ ب) أو (ص 248 - 249 - ط دار بيروت المحروسة) بعد إخراجه لطريق محمد بن يعلى المتقدم- قال: "وقد روي من وجه آخر أصحّ من هذا إسناداً، غير أني أخاف أن يكون غلطاً"
ثم ساق رواية جابر هذه فتبين أن الذهبي لم ينفرد بهذا القول بل سبقه البيهقي، وتبعه ابن حجر، وأكد ذلك روإية ابن بطة وابن بشران، وبه يتبين خطأ الحاشدي، والله أعلم.