الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 -
محمد العربي بن مهيدي:
منظم ولاية وهران، وعضو (اللجنة المركزية في حركة انتصار الحريات الديموقراطية) وعضو ، (اللجنة الثورية للوحدة والعمل) وعضو (لجنة التنسيق والتنفيذ) بعد انفجار الثورة. اشتهر بقدرته التنظيمية الرائعة، وبثقافته العالية، وسعة أفقه، وتحليله السليم للأمور. وهو من واضعي (نظرية الثورة) والتي عبر عنها بما يلي:
(إن ثورة غرة نوفمبر 1954 التي انطلقت بقيادة جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني هي التعبير عن إرادة الشعب للحرية والاستقلال. ومرة أخرى، يجمل الشعب الجزائري السلاح ليطرد المحتل الامبريالي، ويقيم جمهورية ديموقراطية اجتماعية، وتطبيق نظام اشتراكي، يتضمن بالخصوص إصلاحات زراعية عميقة وثورية، ومن أجل حياة كريمة، ومن أجل السلام في المغرب العربي، إن الشعب الجزائري مصمم كل التصميم، على ضوء تجاربه الماضية، أن يتخلص نهائيا من كل أنواع عبادة الشخصية والمصلحة هي احدى أنواعها الأكثر بدائية ورجمعية. فالشعب الجزائري عازم كل العزم على أن يجعل من القيادة الجماعية، في إطار المركزية الديموقراطية، قانونا يسير كل واحد في انضباط، وأن يجعل من حزب جبهة التحرير الوطني الأداة التي تقوي وحدة الشعب، وبناء مستقبل زاهر لجميع الجزائريين والجزائريات في ظل العدالة والمساواة.
إن الشعب الجزائري يعتمد في كفاحه من أجل التحرر والرقي على مساندة شعوب المغرب العربي الشقيقة، وعلى التضامن الفعال لكل العرب، وعلى صداقة الشعوب
الأفرو - آسيوية، وعلى تعاطف الشعب الافرنسي والديموقراطيين في العالم. فانتصار شعوب المغرب العربي، ذلك الانتصار الذي يضمن المساواة بين جميع أبنائها بدون تمييز، يعد عاملا قويا للتوازن والسلم في حوض البحر الأبيض المتوسط، وهذا الانتصار سيسمح بإقامة روابط وثيقة، ولا سيما مع الشعب الافرنسي في الكفاح ضد الفاشية، ومن أجل الديموقراطية. كما أنها تشكل علاوة على ذلك حصنا منيعا ضد الامبريالية في أفريقيا. إن الشعب الجزائري، تحت القيادة المظفرة لجبهة التحرير الوطني، وجيش التحرير الوطني، ستواصل زحفها الظافر من أجل الاسقلال. ومن أجل القضاء نهائيا على الاستعمار. ومن أجل انتصار حريات الانسان في ظل العدل والتآخي العالميين) (*).
بات (محمد العربي بن مهيدي) شخصة أسطورية في تاريخ الثورة، نتيجة ما أظهره من كفاءة عالية في تنظيم القوات، وإدارة الصراع، وجاءت نهايته المأساة لتتوج سيرته الرائعة، فقد اعتقلته السلطات الافرنسية يوم 20 شباط - فبراير - 1957، وأخضعته للتعذيب الرهيب، وإذ ذاك، وقف في مواجهة العقيد - الكولونيل - الافرنسي، من قوات المظليين، وقال له برجولة المحارب: (اسمع أيها العقيد، إننا، أنا وأنت، من السادة المهذبين لأننا نحتقر الموت. ولكنكم
(*) نشرت في مجلة المجاهد الجزائرية العدد 2 في سنة 1956 (ملفات وثائقية - 24 - وزارة الاعلام والثقافة الجزائر - 1976 ص 61).