الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحكومة، وفي كل الأوساط التي نجتمع فيها بهم: في المقاهي وفي المخازن وفي الدكاكين، وفي وسائط النقل المشترك، تجدوا أننا في الوقت الذي لا نضمر للجزائريين شرا يقابلوننا هم بالعكس (؟). إن الجرائريين والإفرنسيين الذين كانوا في الأماكن الخاصة وفي المزارع، يعملون معا جنبا إلى جنب بكل صداقة (؟) أصبحوا اليوم حذرين، يراقب البعض منهم البعض الآخر، ويزنون الألفاط، ويسجلون ما يسمعون، ثم هم بعد ذلك يستنتجون حسب ما تمليه عليهم عواطفهم وأهواؤهم. فلهذه الحالة الثقيلة وغير المحتملة، ولهذه الأذية التي ليس لها انتهاء، ولهذا العذاب المرهق للأعصاب، يجب أن يوضع حد وبكل سرعة. إن أفريقيا الشمالية تضمر لنا شرا خطيرا مستطيرا وعاجلا، يوجب علينا حماية تكون أكثر عجلة. إنني أعلم أن أعوان الأمن العام الذين يقدرون واجباتهم حق التقدير، يعملون لضمان هذه الحماية. ولذلك، يتحتم علينا أن لا نصدهم عن هذا الواجب حتى لا تتفرق جهودهم).
(ب) شهادة الوزير الإفرنسي - آلان سافاري
(*):
أصدر حزب الشعب الجزائري تعليماته إلى أعضائه برفع
(*) المرجع: ثورة الجزائر (آلان سافاري) ترجمة نخلة كلاس. إدارة الشؤون العامة والتوجيه المعنوي. دمشق 1381 هـ - 1961 م ص 41 - 44. والمؤلف آلان سافاري. كان وزيرا في حكومة (غي مولية.) الاشتراكية، وكان معنيا بشؤون المغرب العربي - الإسلامي (أو شمال أفريقيا كما كانوا يسمونها أيام الاستعمار) وهو عضو بارز =
العلم الوطني الجزائري أثناء العرض الذي سيشترك فيه الحزب بمناسبة اليوم الأول من أيار - مايو - عام 1945. فأدى ذلك إلى إطلاق النار على الجزائريين فقتل أحدهم في مدينة الجزائر. وتعددت الاعتقالات في الجزائر كلها. وفي يوم 8 أيار - مايو - وبينما كان مفتش الشرطة (لافون) خارجا من مقهى اسمه (مقهى فرنسا) في (سطيف) رأى أحد المتظاهرين سائرا؛ وقد حمل لوحة كتب عليها: عاش انتصار الحلفاء. ولما كانت الأوامر إلى رجال الشرطة شديدة ومركزة، فقد المفتش المذكور أعصابه، وأطلق النار على الشاب الجزائري الذي كتب على لوحته: عاش انتصار الحلفاء. ووقع شاب جزائري آخر مضرجا بدمائه، وأعلنت الأحكام العرفية. وقام المستوطنون باغتيال عدد من الأوروبيين، منهم عمدة سطيف (دولوكا) لأنه كان يتمتع بثقة الجزائريين. وقام الجنرال (دوفا) بحملة إرهاب هائلة، استخدمت فيها الفرقة الأجنبية والرماة السنغال، ووحدات الميليشيا، حتى أن الجنرال المذكور، أطلق سراح أسرى الحرب الإيطاليين ليشركهم في المجزرة التي أسهمت فيها أيضا أسلحة الطيران والمدرعات والبحرية، وقذف أحد الطرادات الإفرنسية بالقنابل منطقة (كرارتا) وفي 16 أيار - مايو - وكانت المجزرة في نهايتها. عندما وصل لواء المشاة السابع إلى مدينة الجزائر، بعد
= في الحزب الاشتراكي الإفرنسي. وقد انشق عن حزبه، واستقال من منصبه الوزاري بسبب خلافه مع الحزب والحكومة تجاه قضية الجزائر واحتجاجا على عملية القرصنة التي تم بواسطتها اختطاف أحمد بن بللا ورفاقه من زعماء الثورة.
اشتراكه في معارك الألزاس. وجاء في نشرة رسمية صادرة عن القيادة الإفرنسية أن عدد الضحايا الجزائريين ألف وخمسمائة فقط، وعدد الأوروبيين مائة. هذا في حين ذكر تقرير اللجنة الثلاثية التي يرأسها الجنرال توبير، والتي تشكلت لإحصاء قتلى المجزرة المذكورة، بأن مجموع عدد قتلى الجزائريين المسلمين بلغ خمسة وأربعين ألفا.
إنه حدث نموذجي في دلالته على حالة الإفرنسيين العقلية والمعنوية في الجزائر، فقد شوهد على رأس قطعات الميليشيا الأوروبية الزاحفة ضد الجزائريين العزل، مستوطنون هم من المسؤولين الإفرنسيين في الحزب الشيوعي الجزائري
…
هل أتابع سرد هذه الوقائع التاريخية الثابتة والحديثة، وهل أقول بأن قسما كبيرا من المستوطنين الإفرنسيين، وبينهم عدد كبير من العمال الإفرنسيين - بروليتاريا الثورة - قد استقبلوا أحد رؤساء الوزراء بمظاهر العداء والنفور لأنه ذكر في برنامجه الانتخابي (السلم في الجزائر) وقال بضرورة إحلال السلام فيها. وإنهم فعلوا ذلك لأنهم يدركون بأنه لا سبيل إلى السلام في الجزائر، إلا بحصول الجزائريين على حقوقهم السياسية. ولقد قلنا أن منح الجزائريين حقوقهم السياسية، يعني بالنسبة إلى المستوطنين الإفرنسيين طرح موضوع حقوقهم المالية وقوتهم وسيطرتهم الاقتصادية على بساط البحث. وأن الحصول على هذه الحقوق يساعد الجزائريين على منافستهم، هذه المنافسة التي تخشاها وترهبها الأكثرية الساحقة من المستوطنين الإفرنسيين في الجزائر