الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فالعين بعدك عبري والفؤاد شج
…
والنفس حسرى ونار الوجد تستعر
أزمعت للقدس ترحالاً فكان إلى
…
حظيرة القدس حقاً ذلك السفر
يشير بهذا البيت إلى أن الشيخ المترجم كان قبل وفاته عازماً على زيارة بيت المقدس فعاقته المنية عن نيل هذه الأمنية فلذلك ذكر الراثي ذلك ثم قال
لئن غدوت عن الأبصار مرتحلاً
…
فإن مأواك مني القلب والفكر
8 -
آسى عليك على علمي بأنك في
…
دار الكرامة لا بأس ولا ضرر
لكنما جذبات الطبع تغلبني
…
على الأسى فيكاد القلب ينفطر
يا روضة أينعت بالفضل ثم ذوت
…
أفنانها قبل أن يستكمل الثمر
لم يبلغ السن منك الأربعين وقد
…
سارت علومك في الأقطار تنتشر
مصنفات وتحقيقات أسئلة
…
من العلوم لها الألباب تنبهر
كم قد كشفت قناعاً عن غوامض في
…
فهم النحارير عن إدراكها قصر
هذي مآثرك الحسنى مخلدة
…
والعين إن فقدت لا يفقد الأثر
منها
أبكيك ما طلعت شمس وما غربت
…
وأسود جنح ظلام وانجلى سحر
أبكيك ما نحبتك الصحف حين جرى
…
في وجنة الطرس دمع النقس ينحدر
أبكيك ما صرّت الأقلام شاكية
…
إلام فقدك والمقدور مستطر
أقمت مأتم أحزاني وسرت إلى
…
أفراح دار نعيم ليس يندثر
وجئت مولاك مشتاقاً إليه ويا
…
طوبى لمن سره من ريه النظر
فأهنأ بعيشك في أكناف ربك لا
…
خوف عليك لديه لا ولا حذر
سقتك من صيب الرضوان وأدقة
…
ينهل شؤبوبها والعفو ينهمر
ما قال داعي الرضى فيما يؤرخه
…
دار النعيم لعمري قد حوى عمر
عمر الأرمنازي
عمر بن عبد القادر الشافعي الأرمنازي الأصل الحلبي المولد المقري الفرضي العالم العامل الفاضل الكامل ولد بحلب في سنة خمس ومائة وألف وكان والده ورعاً صالحاً وخطيباً واماماً بجامع قسطل الحرامي بحلب فنشأ والده المترجم وقرأ القرآن على والده وقرأ الفقه والنحو وعلم الفرائض علي جابر ابن أحمد الحوراني وعبد اللطيف بن عبد القادر الزوائدي وبرع في ذلك وقرأ علم المقيات علي مصطفى بن منصور الطبيب وأخذ الحديث عن محمد بن عقيلة المكي حين قدومه إلى حلب وأخذ العربية والصرف والمعاني والبيان والأصول على عدة شيوخ وكان رأساً في كتابة الوثائق
الشرعية بحيث إن شهود المحاكم عادوه لذلك وراموا منعه مراراً فلم يقدروا إلى أن قدم الفاضل الأديب حسين بن أحمد الشهير بالوهبي غالبا بو قاضي سرور ينك ممدوحي أولان شاعر وهبينك بدري ياخود جدي اولمليدر الرومي قاضياً لحلب فوصل إليه وثيقة ابراء بين ذميين بكتابة المترجم فلما رآها القاضي قال ما أبقى هذا الكتاب حيثية للمحكمة فوجد الكتاب فرصة ووشوا به إلى القاضي وقالوا إنه قد سد أبواب المحاكم وتعطل حالنا فأحضره القاضي وهدده بعد التوبيخ التام بقطع أصابعه إن كتب مرة اخرى وثيقة لأحد فحلف له على ذلك ثم قال للقاضي يا سيدي أرجو من فضلكم أن تأمروا بتحرير تاريخ هذا التنبيه علي في السجل المحفوظ ربما تقفوا على وثيقة مقدمة فيصبر معلومكم انها كتبت قبل أمركم بمنعى وإلا فتذهب أصابعي ظلماً فضحك القاضي وأعجبه وأمر له بالجلوس وهش له وبش وقال له يا شيخ أنت تحرم نفسك قوجه قاضي بابا وتحرمنا المحصول فلو أخذت كثيراً كان أنفع لك ثم أسر إليه أن أضرب بكلامي الحائط وأكتب ما شئت وخذ كثيراً ولا عليك من هؤلاء الجهلة يعني الكتاب فخرج من عنده وامتنع من كتابة الوثائق ولم يغتر بكلام القاضي لأنه كان يتلون كالحرباء كاتب ذوقه بي يوتمامش ثم إن صاحب الترجمة حفظ القرآن العظيم قبل وفاته بعامين أو ثلاثة وحفظ الشاطبية على الأستاذ محمد بن مصطفى البصيري ثم شرح الشاطبية شرحاً مختصر أسماه الاشارات العمرية في حل رموز الشاطبية لكن أعجلته المنية عن اتمامه وتبييضه فبعد وفاته أتمه وبيضه المتقن عمر بن شاهين امام الرضائية وهو شرح لطيف نافع للمبتدي ولأستحضار المنتهى وجرت للمترجم محنة عظيمة قبل وفاته وكانت سبباً لمرضه الذي مات فيه وذلك إنه لما كان سنة سبع وأربعين بعد المائة صار بحلب غلاء وقلت الأقوات فتحركت العامة والرعاع يوماً لينهبوا الخبز من الأفران فصادفوا خليل المرادي دائراً على الأفران يقبض ثمن الطحين ورأوا معه دراهم كثيرة فطمعوا في أخذها ولحقوه فساق دابته فأدركوه عند جامع قسطل الحرامي فنزل ورام الدخول للجامع المزبور ليحتمي به فمنعه المؤذن والقيم وغيرهما وكان صاحب الترجمة أمرهم بمنعه خوفاً أن يقتل في الجامع وأغلقوا باب الجامع في وجهه ففر نحو البرية فأدركوه هناك وقتلوه ولم يعلم له قاتل وفي تلك الغضون قدم إلى حلب كافلاً وحاكماً الوزير أحمد بن برهان الشهير بالبولاد فاشتكى أولاد خليل المذكور على أهل المحلة عموماً وعلى صاحب الترجمة والمؤذن والقيم خصوصاً فاختفى صاحب الترجمة عند بعنس أصحابه مدة والطلب بالتفحص الشديد عليه إلى أن قضيت القضية وأخذ المذكور جريمة كثيرة يشبه هذا الأمر بواقعة الحريق بحارة الباطلية وانطفت نار الظلم بأخذ