الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد القادر الصديقي
عبد القادر بن أبي بكر الصديقي الحنفي المكي شيخ الاسلام ببلد الله الحرام الشيخ الفاضل الفقيه الأوحد المفنن البارع النحرير الهمام أبو الفرج محيي الدين أخذ العلم من مكة المشرفة ولازم الطلب على أبي الأسرار حسن بن علي العجيمي المكي وتفقه به وسمع عليه الموطا والصحيحين وقرأ عليه فن البيان وعرض عليه كثيراً من الكتب كالمطول والأطول وغيرهما من الشروح والحواشي وحضر دروسه في تفسير القاضي والبغوي وأجاز له لفظاً وكتابة وله من التآليف كتاب سماه تبيان الحكم بالنصوص الدالة على الشرف من الأم وكانت وفاته سنة هكذا بياض في الأصل.
عبد القادر ابن بشر
السيد عبد القادر بن بشر الشافعي الحلبي كان فاضلاً ناسكاً هيناً ليناً فقيراً صابراً له ذكاء واستحضار ولد تقريباً في سنة عشرين ومائة وألف وقرأ على علماء عصره كالعلامة الشيخ علي الميقاتي والفاضل الشيخ حسن السرميني والعالم الشيخ طه الجبريني وغيرهم ورحل إلى اسلامبول ولقي الأفاضل وصارت له وظيفة تدريس بأموي حلب وكان له نظم فمنه ما نظمه ممتدحاً به شيخه الميقاتي بقوله درر التحقيق بكر لم تزح أنقابها من يرم مدن المعاني فعلى بابها وله مضمناً
إن المدائح للمداح قد شرعت
…
وكل أمر رجوه فهو مقبول
فلابس البردة الحسناء شافعه
…
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
وله مضمناً أيضاً
عمر الوردي لو يعلم ما
…
صنعت قوم بأهل الأدب
لم يقل في النصح يوماً لأبنه
…
انظم الشعر ولازم مذهبي
وكانت وفاته في نيف وسبعين ومائة وألف رحمه الله تعالى.
عبد القادر البانقوسي
عبد القادر بن صالح بن عبد الرحمن ابن السيد الشريف الحنفي الحلبي الشهير بالبانقوسي الشيخ الفاضل الفقيه الأديب الأوحد المفنن الذكي البارع ولد بحلب سنة اثنين وأربعين ومائة وألف ونشأ بها وقرأ القرآن وأخذ الخط
المنسوب وقدم دمشق واجتمع بعلمائها وادبائها وتكرر منه ذلك وكان له براعة وتفوق في جميع الفنون وكتب الخط الحسن ودرس بحلب في جامعها الأموي الكبير وألف بشرحاً على الدر المختار للحصكفي سماه سلك النضار على الدر المختار أخبرني أخوه الشيخ صادق إنه بيض من مسوداته مجلدين وصل فيهما إلى كتاب الصوم وشرح كتاب معدل الصلاة للبركلي وله تعليقة نافعه على أوائل صحيح البخاري أملاها حين تدريسه وكتبها حين قراءته وشرح نظم المراقي الشرنبلالية وله غير ذلك من الآثار ونظمه ونثره في تفوق من البلاغة وله في الأدب إحاطة بالعيوب والعلل والمحاسن ودخل العراق والروم ودرس باياصوفية لما ذهب للقسطنطينية في صحيح البخاري وانتفع بأفاضلها وأخذ عنهم وأخذوا عنه ثم رجع منها إلى بلدة حلب سنة احدى وثمانين وقدم دمشق سنة اثنين وثمانين ومائة وألف وامتدح والدي المرحوم السيد علي أفندي وكف بصره في آخر عمره وله شعر لطيف ينبئ عن قدر في الفضل منيف فمنه قوله وكتب بها إلي في واقعة حال
بدت تخجل الأقمار بالمنظر الأجلى
…
ولاحت تريك الشمس في الشرف الأعلى
وزارت على رغم الحواسد فانثنت
…
أمانيهم منها منكدة خسرى
محجبة تهتز من مرح الصبا
…
فتأنف أن تلقى عقوداً لها الجوزا
وعهدي بها تجلي لمن ليس كفوها
…
فها هي قد جاءتك تلتمس الرجعى
فألبستها من حلة المجد خلعة
…
تروق كما راقت على الروضة الأندا
وجاءت بشارات المسرات والهنا
…
تهنيك بل تهني بك المنصب الأسنى
وأصبح ثغر الدهر يفتر باسماً
…
سروراً بما أوليت من نعم تترى
نهضت بعزم يفلق الصخر طالباً
…
تراث أبيك الأكرم الطيب المثوى
ويممت قسطنطينية تطلب العلا
…
كما أم ذو يزن لمطلبه كسرى
على متن مندوب يصلي وراءه
…
غداة تساق الخيل داحس والغبرا
من الجرد لو كلفته وضع حافر
…
بأعلى عنان الجو لأقتحم الشعرى
فأنزلت فيها منزل العز والتقى
…
وشائيك بين الناس ينعت بالأشقى
وأصبحت مشكور المساعي حميدها
…
وضدك في أرجائها خابط عشوا
تقول دمشق حسرتا ثم حسرتا
…
أبعد على كيف اذكر في الأحيا
وهل كيف يسلوه فؤادي وروحه
…
بآل مراد انني بهم أحيى
إذا اختلفت أقوالهم في حياتها
…
بغيرهم قالت فديتك بالموتى
سألت المعالي عنكم غير مرة
…
فقالت هي الشقرا مسائلها شتى
وهل بعد هذا الوجه تطلب مدركاً
…
لتقضي به في كل مشكلة عميا
وقد وقع التصحيح بعد اختلافهم
…
بأن أرخوا وجهاً خليل به يفتى
وأبت وذكراك الجميل مطبق
…
لآفاقها المعمور أقصاه والأدنى
وما هي إلا منك شنشنة لها
…
مخائل إسعاد إلى أخزم تنمى
نمتك إلى الأفتا جهابذ سادة
…
نماهم إلى الافتاء من شرع الفتوى
هم شيدوا ركن الفخار وحبذا
…
دعامة مجد أنت جؤجؤها الأقصى
فيا آل مراد أنتم خير عصبة
…
وأنتم جمال الخلق والدين والدنيا
بكم شرف الله الوجود وجودكم
…
يذكرنا عهد البرامكة الأولى
ومن علينا الله فضلاً بكم كما
…
على قوم موسى من بالمن والسلوى
اليك رفيع المجد أرفع قصة
…
ولي حاجة في النفس أوقن أن تقضى
نضضت ركاب السير من أجلها إلى
…
حماك فلم أنجح وقد أخفق المسعى
لكم في قضا سرمين قدما علاقة
…
ينابيعها تتلو بحازم والمعرا
مسارب أوعال خلت من زراعه
…
اليها ابن آوى من توحشها آوى
ومن سوء حظي إن رزقي فلاحة
…
بها أبتغيه في التراب على العميا
يعز على المضني المتيم أن يرى
…
منازل من يهوى على غير ما يهوى
ومذ كنت قد ألزمتها بمعجرف
…
يسوم رعاياها الغرامات والبلوى
تداعوا إلى حلف الفضول واقسموا
…
على تركها بوراً واهماً لها قفرا
وذا العام كانوا طبقوها زراعة
…
ليستبدلوا من دونها قرية اخرى
فأخصب واديها وأينع ربعها
…
وخاماتها تختال في الروضة الدهما
تموج كموج البحر إن هبت الصبا
…
ويغرق منها السرح في الموضع الأدنى
وبالرغم منهم أن يولوا اقتسامها
…
وكيل ابن طه إنها قسمة ضيزى
فما نعته عنها وقلت له اتئد
…
اجارتكم منها أما آن أن تقضى
فكف يداً عنها واحجم خاسئاً
…
وهبت على زراعها نسمة البشرى
فيا بشرهم لما رأوه مبعداً
…
ويا بشرها لما غدت يده قصرى
وأخبرتهم إني أريد التزامها
…
إلى حجج قالوا هي المنة العظمى
وأقبلت أرعاها وأحمي ذمارها
…
لسابق ودمنكم خالص المعزى
وكم زدت عنها كل لص سميدع
…
ولا سيما الخرفان إذا كثر الغوغا
ومذ هاج منها زرعها لحصاده
…
وقد أعجب الزراع سنبله الأبهى
ندبت لها من كل جلد شحانيا
…
وبيدر تهاطر أو غصت بها البطحا
بيادر أمثال الروابي كائنها
…
جبال تمطت للعلى تطلب العليا
شوامخ لو أن ابن نوح يؤمها
…
لكان من الطوفان يبغي بها المنجا
يمثل أهرامات مصر سموها
…
ومخروطها لكن تلك بلا جدوى
قال المصحح كان أضاع الزمان ضياع بعض الضعفاء بأنشاب أظفار بعض الأقوياء فتذكرت قول من قال بمناسبة أهرامات أين الهرمان من بنيانه ما قومه ما يومه ما المصرع تتخلف الآثار عن سكانها حيناً ويدركها الفناء فتتبع قال في كتابه العزيز ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون انتهى
ولما تناهت في العلو تطاولاً
…
أتيح لها الدراس فانقلبت صرعى
ومدت لها أيدي الذراة مذارياً
…
لتنسفها نسفاً وتجعلها دكا
وكاتبتكم فيها فلم يأت منكم
…
جواب وأخبار بدت عنكم شتى
فمن قائل أيوب دارة داره
…
ومن قائل للشام قد أزمع المسرا
فبينا أنا في الأمر إذ جاء منكم
…
كتاب إلى ابن الجابري الآله الحدبا
وفوضتم فيه إليه أمورها
…
وهل يجتني شهد مشور من الأفعى
ففاوضته فيها وقلت حذار من
…
وكيل ابن طه إنه حية رقطا
ولم أدر أن الصفر والبيض قد أتت
…
إلى جيبه ليلاً مهرولة تسعى
ولما رآني قد خبرت ارتشاءه
…
تزايد لؤماً وانتحى الفعلة الشنعا
قال المصحح قد شبهوا المرتشي بالذئب والراشي بالقبطي الذي يرقص الذئب والبرطيل حلقة في أنف الذئب وطوق في جيده من فضة أو من ذهب على قدر عظم الذئب وقيمته فإن مات الذئب قبل القيطى فيسعى المرقص على نزعهما ليعلق على ذئب آخر لأنهما لا يتفاوتان بالدناءة وإن مات المرقص قبل الذئب فيوجد مرقص آخر وهذا يضعف الحلق والأطواق لسمن الذئب لكي يقدر على ضبط الذئب كالمرقص الأول وهذا دأب المرتكبين لأنهم ورثوا الخبث صاغراً عن صاغر لا كابراً عن كابر فلا تجد في تراجمهم حديثاً يعدلهم من المفاخر ولما كانت الدنيا بهذه الحالة والا تدراكها السلطان محمود الثاني رحمه الله تعالى وأزال الطغاة وأشبه الشبل الأسد فأدام الله مولانا عبد العزيز لقد فاق الملوك بتمييز الغش من الأبريز انتهى
وأقبل يبدي لي المعاذير قائلاً
…
لقد زاد في إيجارها إنه أولى
فقلت أنا أولى بها منه قال لا
…
لأني طريق الأولوية لا أرعى
فقلت إذا حكم البوار مآلها
…
فقال وفي دار البوار لنا مثوى
فقلت إذا بارت تبور فلاحتي
…
لأني لا أقوى على طلل أقوى
وإني من أهل العلم والأمر واضح
…
فقال أما تدري بأنا لكم أعدا
فقلت فأفراخي صغار فلا تدع
…
حواصلهم خمراً بلا ما ولا مرعى
فقال وكم أطفال ميت تركتهم
…
جياعاً بلا مال وأمهم ثكلى
فراجعته فيها مراراً فلم يفه
…
بخير وكان اللوم في حقه أغرا
فقلت على مثل المرادي ترتشي
…
فقال نعم مثلي على أبه يرشى
فقلت له شلت يمينك مرتش
…
فقال ارتشائي كله باليد اليسرى
تورع كلب أو تنسك مومس
…
فقلت لقد أقذيت قال وما الأقذا
فقلت له تبت يداك مخادعاً
…
فآخر سطر أنت من سورة الأعمى
وآجرها من مارق ماكر له
…
أفانين ظلم تفلق الصخرة الصما
ولا عجب فأشبه متجذب إلى
…
مشابهه والجنس مع جنسه يثنى
وسلمها للمجرمين خيانة
…
وشاركهم في الأثم والحاصل الأوفى
فهل سمعت اذناك أن بيادراً
…
تواجر من أفتى بذا لحكم من أفتى
وهذا جزاء لأصطناعكم له
…
ومن يصنع المعروف مع مثله يجزى
فلا قدس الرحمن يوماً صفاته
…
وطهر من أمثاله حلب الشهبا
ومن دابه أكل الحرام صراحة
…
وتبديل شرع الله بالعرض الأدنى
ويأكل أموال اليتامى جراءة
…
على الله لا يرعاه فيهم ولا يخشى
وغير مخاز لا ندلس طرسنا
…
بها فالتجأ من كل ما يغضب المولى
أينكر منه أن يخون ويرتشي
…
عليك ولا يخشى عتاباً ولا يخزى
وما هو إلا كأسرى غير جابري
…
وكم للمسمى خالفت في الورى الأسما
ويكفيه إن الله أخبر إنه
…
سيصلي سعيراً مثل من عبد العزى
قال المصحح قصيدة علي الدرويش التي تضمن ما تورط ناظمها في مكائد بعض مشايخ القرى بشرقية مصر قد أثبتوها في ديوانه المطبوع ليتشفى المظلومون بها رحمه الله تعالى كان يقول قصيدتي هذه اقرؤوها يا اخواني وقت السحر ولا تنسوا في حق الذئاب مثل تفرقوا شذر مذر انتهى
فدونكها كالعقد فيه زمرد
…
ودر وياقوت يتيمنه عصما
ممتعة حوراء مقصورة لها
…
جزالة ألفاظ حوت رقة المعنى
حكاية حال بل شكاية حاله
…
ومن قبل قد قالوا ولا بد من شكوى
خريدة فكر أقبلت في خجالة
…
أتت ترتجي تقبيل راحتك اليمنى
أبوك علي كرم الله وجهه
…
وجاد تراباً ضمه صيب الرحمى
أياديه كم قد قلدتني مكارماً
…
عقدت بها عهداً من الود لا ينسى
فلا زلت معمور الذرى طيب الثنا
…
منيع الحمى تقفو طريقته المثلى
تزيد على مر الزمان نبالة
…
ويصحبك التوفيق والعز والتقوى
ولا زلت مرجو النوال مكرم
…
الخصال إلى أن ينقضي أمد الدنيا
ثم اتبعها بقوله نثراً الجناب الأعظم والمقر الأشرف الأكرم بسط الله ظله الوارف وخار له في الظعن والاقامة وسر أولياءه بما أقدمه عليه من النعمة السابغة والسلامة واطلع من وجهه الوضاح على محبيه ما ينكشف به الظلام والظلامه
بنعمة جاءت كما نشتهي
…
من عند رب العرش مسراها
أتت وقد جرت ذيول الهنا
…
بأي شكر نتلقاها
فالحمد لله على أننا
…
نحمد أولاها وأخراها
فلا شانت الأيام صفوها ولا نحا الحدثان نحوها لينتشر له من السعد ما هو كامن ويجد به مقعد المعالي منحطاً له ومتطامن على إن هذا العبد الداعي لم يزل يخدم هذا الباب بدعاء بينه وبين القبول علائم ويستمسك من أزج وداده بأعظم القواعد وأثبت الدعائم ويبث ثناء لا يفعل بالألباب فعل المدام فتقهقه منه المحابر وتضحك الأقلام على أني أسأل الله أن يفيض ملابس إحسانه على من أم حرمه ويجبر بعطفه على من كسره الزمان وحرمه آمين أما بعد فإن هذا الداعي القديم والمحب الذي هو في أوطان محبتكم مقيم لما جرى عليه من سوء الحدثان ما جرى تشبث في معاشه بأذناب البقر واضطر إلى أن يجعل لها في منابيع احسانكم مشرباً ومستقر فأطلعت بهذه المناسبة على أحوال وتعلقت أماني بآمال فمن جملة ذلك ما رأيته من نفرة المزارعين في مزارعكم من الأكار الذي هو الحاج أحمد أغا الخزينه دار المكار بحيث إنهم عولوا على تركها ما دام خولياً وجعلوا صبرهم على غدره حولياً وتحققوا إنهم خرجوا من سلفه إليه كمن فر من المطر إلى تحت الميزاب وصاروا من ذلك في نقض وابرام واقدام على النقلة من ترك الزرع واحجام فأسروا بعد ذلك إلي وعولوا في آزائهم علي لعلمهم بانتسابي اليكم وسابقة احتسابي عليكم
وهنا أمور كثيرة لا أطيل بذكرها وخلاصة الأمر إنهم في عام احدى وتسعين الذي تتم به مدة اجارته والتزامه صمموا على أن يطبقوها زرعاً فلحانها والحصيد بناء على أنهم يستوفون آثار العمل من الأرض ولا يبقى لهم فيها عرض فإن جدد الحاج أحمد الاجارة أزمعوا على الرحيل ولحقوا بالغاره فجاء المطر غزيراً في هذا العام وقال أهل النظر سلمه السلام ولم يظهر للاجارة خبر وأراد الحاج أحمد أن يضع يده فضولاً التي هي في المظالم طولى فبادرت إلى منعه وأعملت الفكرة في دفعه وذلك قبل أبان الحصاد وقلت في نفسي أنا محسوب آل مراد وهذه فرصة اقدامها بين يدي نحوي أملي ووسيلة الشكر مساعيها لديكم في عملي فوضعت النواطير والشحاني ورضيت بذلك مشقتي وامتهاني كل ذلك وأنا أنظر إلى المصلحة بعيني وأسلك في طريقي بين جهتين مراعياً بذلك مصلحة الزراع وحفظ علاقة سيدي المطاع وأملت أن أكون بعد ملتزماً للمزارع متعيشاً بها ومستعيناً على الأيام التي خلبتني بانياً بها فبينا أنا في هذا العمل ظهر من الجابري ما ظهر من منعي عنها ودعوى الوكالة من طرفه واتفاقه مع الحاج أحمد فإنه آجره كالمعتاد أولاً بمائتين وستة وستين مواضعة واشترك معه سراً فلما رأى بحثي عنه ترقى في الظاهر إلى أربعمائة وقد أخبرت الجناب بأن المزارع أقلبت بحيث إنه يستوفي منها اجرة سنين تزيد مبلغاً على خمسين مضروبة في خمسين فهممت ولم أكد ونهضت لمدافعته نهوض المقعد وكنت كمن يطلب ظهور الفجر قبل السحر أو ظهور الفجر قال المصحح عبارته هنا ناقصة انتهى من هذه الجيوب العلية وأنا احاشيك أن تجعلني كالمتمني أن يرى فلقاً من الصباح بعد هذا الأمل والارتياح فالمرجو أن تؤثرني ولا تؤثر علي وتوجرني المزارع ثلاث سنين وتنقد اجرة مني أسوة غيري وزياده وأدفع الأجرة سلفاً عن سنة كالعادة وأما هذه السنة الشاغرة التي جمعت بيادرها وأظهرت ببحثي عمن قبضها وغادرها فهي موقوفة على آرائك فلا يغرك الغرور الجابري بالترهات فإنه جالقي وقته وهيهات فإني أعرف جزئيها وكليها كل ذلك عندي في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة فإن أردت وكلنني أخدمك بجمعها وتصحيحها وأرسل ذلك اليك والأمر بعد ذلك اليك فإن والله سروري بقدوك أذهلني أن أعطي الأدب حقه وأن أجلو المدائح المسترقة انتهى وكان صاحب الترجمة من أفاضل عصره علماً وأدباً ولطفاً وديانة وكف في آخر عمره وقدم دمشق مراراً وصار بينه وبين أفاضلها