الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أربعين ومائة وألف وصاحب الترجمة بعده في سنة ثلاث وأربعين رحمه الله تعالى وأموات المسلمين.
عبد اللطيف العشاري
عبد اللطيف بن عبد الرحمن الشافعي العشاري البغدادي نزيل طرابلس الشام الشيخ الفاضل الصالح العالم العامل له فضيلة في غالب الفنون الشرعية وغيرها لم يجنح في عمره لرفاهية دأبه الافادة والاستفادة مثابر على التهجد والجماعة في صلواته لم يعهد له خصلة ذميمة قرأ في بغداد على الشيخ محمد بن مفرج البغدادي والشيخ عبد الله السويدي البغدادي وكان يستقيم ببغداد في المدرسة العمرية والمدرسة الزهيدية ثم ارتحل إلى طرابلس واستقام بها إلى أن مات وكان عارض بعض أهل الجذب فأوعده وآذنه بالحرب فجرح من ليلته بيده عند أخذه الموسى لعانته وكان ذلك سبباً لموته وذريعة لتوبته وكانت وفاته في سنة خمس وثمانين ومائة وألف والعشاري نسبة إلى عشارة قرية من قرى الموصل رحمه الله تعالى.
السيد عبد اللطيف القدسي
السيد عبد اللطيف بن عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد القادر الحنفي القدسي نقيب القدس وشيخ الحرم بها ورئيسها وعين أعيانها السيد الشريف الجواد الممدوح الكامل السخي المعتبر الشهير اللطيف صاحب الفخر الأثيل والمجد العريق الجميل كان أحد من تفرد بوقته بالجود والكرم حسن الأخلاق مهاباً رفيع القدر سليم النفس طيب الأعراق زاكي الخصال ذا بشاشة وفيه محباً للفقراء والضيفان مسدي المعروف لأهله والاحسان ولد في سنة خمس عشرة ومائة وألف ونشأ في السيادة رافلاً وفي السعادة راتعاً وأسفر صبح معاليه وطابت أيامه ولياليه وتولى منصب نقابة الأشراف ومشيخة الحرم الشريف واستبد مشيداً أركانه ومؤطراً للواردين من الاكرام بنيانه واشتهر وذاع وملأ صيته الأفواه والأسماع وأقبلت عليه من كل ناحية الوراد ووفدت إليه من كل بقعة غرائب العباد وهو يوسعهم اقبالاً وتبجيلاً ويزيدهم مكرمة وتفضيلاً وكان يتقدم لخدمة الضيوف بنفسه وأولاده ويقابلهم بوجه ضحوك ويعظم الضعيف قبل الشريف ولما قدر الله تعالى على الحجاج ما قدر من نهبهم وما جرى عليهم في زمن الوزير حسين باشا بن مكي الغزي وردت الحجاج من كل فج إليه مشلحين بلا زاد ولا رداء أفواجاً وأفراداً فكان يتلقاهم بصدر
رحيب ويوسع لهم الحباء ويمنحهم التقريب وهو يكسو العاري ويطعم الجائع وأرفدهم بذلك بمزيد الاجتهاد من الاكرام وكان نزيل ساحته ومسافره إذ ذاك الفاضل الأديب الشيخ محمداً أبا النصر الطرابلسي فقال يمدحه حاكياً هذه القضية بقوله
بشراك بالاسعاف والاسعاد
…
والعز والاقبال والامداد
يا سيداً قد حاز كل فضيلة
…
يا كوكباً لذوي الحوائج هادي
مولاي بل مولى الأنام لطائفاً
…
أحرزتها من غير ما ميعاد
قد قمت لله العليّ جلاله
…
حق القيام على مدى الآماد
ومنحت وفد الله خير منائح
…
وحبوتهم وشفيت غلة صادي
ورحمت رغبتهم بأنس زائد
…
وأزلت عنهم وحشة الأبعاد
وأنلتهم لأجل ما قد أملوا
…
فأغثتهم يا مأمل القصاد
فغدوا وكل شاكر لك حامد
…
مثن عليك وقد منحت أيادي
لكم لقد رفعوا أكفاً بالدعا
…
يا ربنا كن عونه يا هادي
وأعذه يا رباه من شر العدا
…
وأكفه شرار الخلق والحساد
فأشكر على ما قد رزقت من العطا
…
فالشكر للنعماء أفضل زاد
وأعلم بأنك قد بلغت مطالباً
…
من غير ما عزم ولا استعداد
فأبشر وطب واهنأ بعز شامخ
…
لا زلت تمنح غادياً مع بادي
وأرق العلى أبدا على رغم العدا
…
مع سائر الأحباب والأولاد
ما غرّدت قمرية في دوحها
…
تشدو فتطرب رائحاً مع غادي
وامتدح بقصائد وأبيات كثيرة وممن امتدحه الشيخ سعيد بن محمد السمان الدمشقي فقال من قصيدة يهنئه فيها بزفاف ولديه ومطلعها
إن المعالي والسيادة والمنن
…
والمجد والاجلال والخلق الحسن
نيطت بآل البيت من سادوا الورى
…
شرفاً وشادوا في العلى أقوى سنن
وتملكوا الأعناق بالجود الذي
…
يزري بودق الساريات إذ أهتن
وسموا السماك بلا مدان وارتدوا
…
أزر التقى وتقلدوا سيف الفطن
وتمنعوا عما يشين وأوسعوا
…
بشرى لمن في ظل جاههم قطن
وبجدهم نالوا الفخار وما ارتضوا
…
زهر النجوم بأن تكون لهم سكن
فهم الأولى لا شك نستسقي بهم
…
غيث الغمام إذا بنا ضاق العطن