الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
علي بن حبيب الله القدسي
علي بن حبيب الله بن محمد بن نور الله ابن أبي اللطف الشافعي القدسي مفتي الشافعية بالقدس عالم ابن عالم وفاضل لولدكما ابن فاضل خبرني ولده الفاضل الشيخ حسن قاضي الشافعية بدمشق بالمدرسة الحسنية في سنة اثنين وثمانين بعد الألف وقرأ على والده بالعربية واشغل بحفظ المتون ثم توفي والده فسافر إلى مصر ومكث بالجامع الأزهر مدة تزيد على خمسة عشر سنة وجد واجتهد وفاق أقرانه إذ ذاك وغلب عليه علم الحديث وألف شروحاً على بعض متون في فقه الامام الشافعي ورسائل غيرها وسافر إلى الروم وصحبه رفيقه في المجاورة الشيخ أحمد التمرتاشي الغزي ولزم اقراء صحيح البخاري بجامع أيا صوفية تجاه السدة وكان الشيخ أحمد المذكور معيد المدرسة وتزوج ببنت والشيخ أحمد بأمها ومكث في المحل المزبور مدة خمسة وعشرين سنة واشتهر في بلاد الروم وفي بلدته بالمحدث واتسعت عليه الدنيا وجدد له السلطان أحمد أربعين عثمانياً في وقف الشاه زادات لعله بريرشهزاده ربطها باقراء الكتب الستة بعد العصر في الجامع المرقوم ولما أراد المجئ إلى بلدته فرغ عنها للشيخ أحمد العقرباوي ووجه له شيخ الاسلام إذ ذاك المولى عبد الله حين سفره من الروم للقدس تولية المدرسة الصلاحية وكانت على ابن عمه السيد محمد جار الله وقراءة الحديث بها وتولية المدرسة الحنفية وافتاء الشافعية ببلده وبعد خروجه من قسطنطينية جلس رفيقه الشيخ أحمد المذكور في مكانه يقرئ البخاري إلى أن توفي وكانت عليه وظائف جليلة تلقاها عن والده منها تدريس بالمدرسة المأمونية وثلث مشيخة المدرسة الملكية ونزل في القدس بالمدرسة الحسنية المذكورة سابقاً وجعل له وقتين للتدريس وقت الضحى بباب الأقصى للفقه وبعد المغرب تجاه الحجرة الجنبلاطية فوق سطح الضحرة يقرأ فيه الجامع الصغير واستمر على هذه الحالة إلى زمن موته ولم يكن لأفناء الشافعية إيراد قبل توليته لها فلما قدم من الروم مفتياً كان عمه أخو والده لأمه السيد محب الدين النقيب هو المرجع في بلدته ورئيسها فرتب له على الثلاثة ديورة في كل شهر من كل دير مائة مصرية واستمر ذلك إلى وقتنا ثم تحول من المدرسة الحسنية إلى المدرسة الفنارية فلم تطل مدته ومات وكانت وفاته في سنة أربع وأربعين ومائة وألف ودفن بباب الرحمة رحمه الله تعالى.
علي الدفتري
علي بن حسن الحموي المعروف بابن قنبق نزيل دمشق والدفتري بها الشريف لأمه تقدم ذكر والده حسن في محله الصدر الشهم المعتبر الأديب البارع المنشئ الماهر
الشاعر الكاتب الرئيس صاحب الشأن والمهابة أوحد الدنيا بالمعارف والانشاء ولد بحماة في سنة خمس وستين وألف ونشأ في حجر أبيه ثم لما توجه والده إلى الدولة العلية استصحبه معه وهو حديث السن فدخل للسراي العثمانية مع والده وأكب على تحصيل العلم والمعارف إلى أن حصلت له مكلة في فنون الأدب والكتابة والانشاء والشعر ومعرفة القوانين العثمانية ومهر في ذلك حتى صار يشار إليه بالبنان وتلقب بعلوي على قاعدة شعراء الروم والفرس وله أشعار كثيرة باللسانين وفي العربي أيضاً ثم إن أباه خرج برتبة الخواجكانية وابنه المرقوم باق في داخل السرايا فلما أخذ التزام حمص استأذن لأبنه أن يكون بصحبته فلما وصلا لحمص مر عليهم حسين باشا والي الشام وأمير الحاج المعروف بصاري حسين باشا فطلب المترجم الأذن من والده للحج فقال الوزير المشار إليه له أنت كابني وأنا أحتاج لمثلك فجعله كاتب خزانته ونال الحج صحبته وبعد ذلك عاد للدولة لخدمته المعينة له ثم دخل خاص أوضه وترقى إلى أن صار ركا بدار للسلطان محمد خان متقرباً إليه غاية التقرب ثم طلع بجلوس السلطان سليمان خان في سنة تسع وتسعين وألف برتبة الخواجكانية على قاعدة الأروام بمنصب الوقوفات بعد أن عرض عليه رتب سامية فلم يرض إلا بالخواجكانية المرقومة وهي رتبة متعارفة بين رؤساء الكتاب في الدولة وسافر الأسفار السلطانية وتقرب للسلطان مصطفى خان بحيث لم ينفك عنه في غالب الأوقات خصوصاً في زمن السفر ونال بذلك رفعة تامة وصار تذكره جي الديوان أول وثاني وباش محاسبه جي وغيرها وكان ثلاثة من الكمالات متعاصرين في ذلك الوقت تضرب بهم الأمثال أحدهم رامي محمد باشا كان صدراً عظيماً رامي باشا آخر صدور الدولة في زمن السلطان مصطفى الثاني وهو خلف مصطفى باشا دال طبان وسلف قوانوز أحمد باشا الذي كان تصدر قوانوز هذا ثلاثة شهور وقوانوس الجرة الخضر أهي من أخوات القاروره حين جلوس السلطان أحمد خان سنة خمس عشرة ومائة وألف والثاني المترجم المذكور كان وكيل رئيس الكتاب إذ ذاك والثالث أبي يوسف ديوانه مطبوع الرهاوي الشاعر المنشي المشهور كان من الخوجكان ثم لما صار الجلوس الأحمدي المذكور كان المعسكر السلطاني في أدرنة فلزم الأمر اختفاء المترجم مقدار ستة أشهر حتى سكنت الفتنة ثم ظهر ونفي إلى مكان يقال له بعجه أطه مدة ستة أشهر ثم عفي عنه وأعيد إلى اسلامبول وصار أمين الشعير السلطاني ثم بعد سنتين عزل ونفي ثانياً إلى حماه مقدار سنة ثم أعيد للدولة وصار ثانياً أمين الشعير السلطاني وذلك في سنة احدى وعشرين واثنين وعشرين بعد المائة ولما صار الوزير إبراهيم باشا المقتول صدراً أعظم
إبراهيم باشا سلفه محمد وخلفه فمدة صدارة إبراهيم باشا اثني عشر سنة وتسعة شهور وعشرة أيام وصاهر السلطان أحمد أظهر بعض قوانين في الدولة وصار ينفي الرجال القدماء في الدولة ومن جملتهم أحضر المترجم المذكور على حين غفلة وألبسه خلعة دفتردارية الشام وأمره أن يأخذ حريمه وأولاده ويقطع العلاقة من اسلامبول أذية وأضراراً له وكان ذلك في سنة تسع وعشرين ومائة وألف فجاء إلى الشام وضبط المنصب إلى سنة ثمان وأربعين وتحلل له مرتين ثم في السنة المذكورة عزل وولي مكانه السيد فتح الله الفلاقنسي الآتي ذكره وكث بعد العزل أربع سنين عليلاً في سن الشيخوخة وتملك دار الوزير نصوح باشا الكائنة بالقرب من السراي وحصل له في أول أمره بدمشق الرفعة والشأن والاقبال والاحترام الوفير ثم غدر به الزمان ورماه في أرض الهوان واستقام منزوياً في داره وتراكمت عليه الخطوب واغتدى من الهم ومصائب الدهر ملآن الذنوب الذنوب كصبور الدلو الملأى ماء وحاصل القول إنه من أفراد دهره وعصره في المعارف والانشاء حتى إن الأروام ورؤساء الدولة كانوا يتنافسون في تحريراته التركية وانشاآته الفارسية وهي كمكاتبات الخوارزمي وابن العميد في اللغة العربية لما فيها من الاستعارات واللطائف مع أنه طرأ عليه اللسان واللغة فسبحان الواهب وكان محباً للعالم محبوباً عندهم كريم الطبع لطيف المحادثة صاحب نوادر ونكت حسن المذاكرة والمطارحة يعرف علم الموسيقى حق المعرفة مع
ما فيه من المعارف يراجع في القوانين العثمانية محترماً عند الجميع ولما كان دفترياً بدمشق رفع القلمية التي كانت معيشة لكل من صار دفترياً وهو باختياره ذهب للمحكمة ومنع نفسه بدعوى أصحاب المالكانات وأرباب الميري رضاء واختياراً نعم الرجل واستقام هذا الأمر إلى أن صار دفترياً بدمشق فيض الله الرومي أحد خواجكان الدولة في عهدنا الأخير في سنة تسعين ومائة وألف فأجراها بأمر سلطاني مع تغافل بعض الرؤساء عن ذلك قوجه فيض الله تجديد سيئه ايلمش ايمش وجرت وعادت ومن انشائه العربي ما كتبه إلى الوزير سليمان باشا لما كان حاكماً بصيدا ابن العظم يعتذر إليه ويستسمحه لأمر صدر ويرتجيه بمرام وهو قوله ممن دهش وحار وفقد الصبر والجلد والقرار عندما تمادت عليه الهموم والأكدار التي هي أشد من حرارة النار حتى صار لا يميز الباغم والصادح ولا يبين المشكل من الحال والواضح جريح الفؤاد مهجور الرقاد محروم المرام والمراد وكل ذلك في نمو وازدياد إلى الحضرة التي يجب لها التضرع والخضوع ويستحب أن تنشر على بساط رياستها مياه الدموع من كل قلب موجوع وكبد مصدوع من لها من الفنوة والمكارم النهايه ومن مكارم الأخلاق والمحامد أقصى الغاية آيات شكرها تتلى بألسنة الأقلام في محاريب الطروس على رؤس الليالي والأيام أعنى بها السدة السنية السليمانية والخضرة البهية الأريحية فهي لعمري ملتجأ الأحرار وملجأ المستجير من طوارق الأكدار حرسها الحفيظ الرحمن ولا زالت في علو وترف مدى الزمان وسميه نبي الله سليمان عليهما الصلاة في كل آن وبعد تمهيد مراسم التعظيم وتشييد لوازم الأجلال والتفخيم أسأل المولى الكريم أن يحفظ تلك الذات العلية والطلعة البهية ويديم له الدولة والنعم بنون والقلم وأبث شوقي واشتياقي لديه فإن كل معولي على الله ثم عليه ويعرض هذا المخلص الداعي الذي حط رحال أماله في ناديكم وعند مهماته يلوذ بكم وأن بعد عنكم يناديكم الشاكر في كل حين لأياديكم قد ضاق صدره للحوادث المتوالية والكروب المعضلة المفادية وأعلم سيدي وسندي ومن عليه جل معتمدي لا أعلم ذا جناية عوقب بمثل عقوبتي حيث طالت مدتها ولم تقبل بوجه من الوجوه توبتها ولولا الجنايات لما كان للعفو مزيه فهبني أني قد أسأت وأخطيت ولحدي غروراً بالأيام تعديت أما كان لي على بساط العفو بقعة أجلس فيها أو زاوية من زوايا الحلم أوى ألبها ولم تفحصتم صحائف الأعمال لما وجدتم غير جاني إلا من أنزلت عليه السبع المثاني وإخوانه من الأنبياء عليهم أفضل التحية والثناء فيا سيدي ليس الآن بعد الله سواك ولا أقصد في كل أموري إلا إياك فأنا بك لائد ومستجير فكن لي معيناً ونصير فبحرمة الحقوق الاسلامية والنسبة الترابية ألا أعتني على حوادث الأيام وكشفت عني بعض ما أجد من الآلام حيث ضاق علي الخناق وتحملت من المصائب ما لا يطاق فكم تحت كنفكم من الخلق ما لا يعد ولا يحصى وما الكل معصومين ولا بجنابتهم وأخذين فارحموا عزيز قوم ذل ووهى جسمه واضمحل فما دام نظركم الشريف على ورأفتكم متوجهة إلي قضيت ما بقي من أيامي تحت ظلكم أدام الله عزكم والدعاء انتهى وله غير ذلك وبالجملة فقد كان من أفراد الأعيان والرؤساء البارعين في الأدب والانشاء والمعارف وله شعر بالتركي والعربي فمن شعره قوله فيه من المعارف يراجع في القوانين العثمانية محترماً عند الجميع ولما كان دفترياً بدمشق رفع القلمية التي كانت معيشة لكل من صار دفترياً وهو باختياره ذهب للمحكمة ومنع نفسه بدعوى أصحاب المالكانات وأرباب الميري رضاء واختياراً نعم الرجل واستقام هذا الأمر إلى أن صار دفترياً بدمشق فيض الله الرومي أحد خواجكان الدولة في عهدنا الأخير في سنة تسعين ومائة وألف فأجراها بأمر سلطاني مع تغافل بعض الرؤساء عن ذلك قوجه فيض الله تجديد سيئه ايلمش ايمش وجرت وعادت ومن انشائه العربي ما كتبه إلى الوزير سليمان باشا لما كان حاكماً بصيدا ابن العظم يعتذر إليه ويستسمحه لأمر صدر ويرتجيه بمرام وهو قوله ممن دهش وحار وفقد الصبر والجلد والقرار عندما تمادت عليه الهموم والأكدار التي هي أشد من حرارة النار حتى صار لا يميز الباغم والصادح ولا يبين المشكل من الحال والواضح جريح الفؤاد مهجور الرقاد محروم المرام والمراد وكل ذلك في نمو وازدياد إلى الحضرة التي يجب لها التضرع والخضوع ويستحب أن تنشر على بساط رياستها مياه الدموع من كل قلب موجوع وكبد
مصدوع من لها من الفنوة والمكارم النهايه ومن مكارم الأخلاق والمحامد أقصى الغاية آيات شكرها تتلى بألسنة الأقلام في محاريب الطروس على رؤس الليالي والأيام أعنى بها السدة السنية السليمانية والخضرة البهية الأريحية فهي لعمري ملتجأ الأحرار وملجأ المستجير من طوارق الأكدار حرسها الحفيظ الرحمن ولا زالت في علو وترف مدى الزمان وسميه نبي الله سليمان عليهما الصلاة في كل آن وبعد تمهيد مراسم التعظيم وتشييد لوازم الأجلال والتفخيم أسأل المولى الكريم أن يحفظ تلك الذات العلية والطلعة البهية ويديم له الدولة والنعم بنون والقلم وأبث شوقي واشتياقي لديه فإن كل معولي على الله ثم عليه ويعرض هذا المخلص الداعي الذي حط رحال أماله في ناديكم وعند مهماته يلوذ بكم وأن بعد عنكم يناديكم الشاكر في كل حين لأياديكم قد ضاق صدره للحوادث المتوالية والكروب المعضلة المفادية وأعلم سيدي وسندي ومن عليه جل معتمدي لا أعلم ذا جناية عوقب بمثل عقوبتي حيث طالت مدتها ولم تقبل بوجه من الوجوه توبتها ولولا الجنايات لما كان للعفو مزيه فهبني أني قد أسأت وأخطيت ولحدي غروراً بالأيام تعديت أما كان لي على بساط العفو بقعة أجلس فيها أو زاوية من زوايا الحلم أوى ألبها ولم تفحصتم صحائف الأعمال لما وجدتم غير جاني إلا من أنزلت عليه السبع المثاني وإخوانه من الأنبياء عليهم أفضل التحية والثناء فيا سيدي ليس الآن بعد الله سواك ولا أقصد في كل أموري إلا إياك فأنا بك لائد ومستجير فكن لي معيناً ونصير فبحرمة الحقوق الاسلامية والنسبة الترابية ألا أعتني على حوادث الأيام وكشفت عني بعض ما أجد من الآلام حيث ضاق علي الخناق وتحملت من المصائب ما لا يطاق فكم تحت كنفكم من الخلق ما لا يعد ولا يحصى وما الكل معصومين ولا بجنابتهم وأخذين فارحموا عزيز قوم ذل ووهى جسمه واضمحل فما دام نظركم الشريف على ورأفتكم متوجهة إلي قضيت ما بقي من أيامي تحت ظلكم أدام الله عزكم والدعاء انتهى وله غير ذلك وبالجملة فقد كان من أفراد الأعيان والرؤساء البارعين في الأدب والانشاء والمعارف وله شعر بالتركي والعربي فمن شعره قوله
ما مسني الضر إلا من أحبائي
…
فليتني كنت قد صاحبت أعدائي
ظننتهم لي دواء الهم فانقلبوا
…
داء يزيد بهم همي وأدوائي
من كان يشكو من الأحباب جفونهم
…
فإنني انا شاك من أودائي
له شركاء وكانت وفاته في دمشق في ثالث شوال سنة اثنين وخمسين ومائة وألف ودفن بتربة الباب الصغير رحمه الله تعالى.