المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌السيد فتحي الدفتري - سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - جـ ٣

[محمد خليل المرادي]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثالث من سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر للعالم الفاضل

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌السيد عبد الرحيم بن أبي اللطف

- ‌عبد الرحمن الشهير بشقده

- ‌عبد الرحيم المنير

- ‌عبد الرحيم المخللاتي

- ‌عبد الرحيم البراذعي

- ‌عبد الرحيم ابن حجيج

- ‌عبد الرحيم الكابلي

- ‌عبد الرحيم الطواقي

- ‌عبد الرحيم ابن شقيشقه

- ‌السيد عبد الرزاق الجندي

- ‌عبد الرزاق الرومي

- ‌السيد عبد الرزاق البهنسي

- ‌عبد الرسول الطريحي

- ‌عبد السلام الكاملي

- ‌عبد الصمد ابن همت

- ‌عبد العال الخليلي

- ‌عبد الغفور الجوهري

- ‌الشيخ عبد الغني النابلسي

- ‌قدس سره

- ‌عبد الغني بن رضوان

- ‌عبد الغني بن فضل الله

- ‌عبد الغني الياغوشي

- ‌عبد الغني بن محيي الدين بن مكية

- ‌عبد الفتاح التميمي

- ‌عبد الفتاح بن مغيزل

- ‌عبد الفتاح السباعي

- ‌السيد عبد القادر بن الكيلاني

- ‌عبد القادر الصديقي

- ‌عبد القادر ابن بشر

- ‌عبد القادر البانقوسي

- ‌عبد القادر الكدك

- ‌السيد عبد القادر بن شاهين

- ‌الشيخ عبد القادر التغلبي

- ‌عبد القادر الكردي

- ‌السيد عبد القادر الصمادي

- ‌السيد عبد القادر الكيال

- ‌عبد القادر الديري

- ‌عبد القادر بن يوسف نقيب ازاده

- ‌عبد القادر الصديقي

- ‌عبد الكريم الشراباتي

- ‌عبد الكريم الغزي

- ‌عبد الكريم السمهودي

- ‌عبد الكريم الداغستاني

- ‌عبد الكريم الخليفتي

- ‌السيد عبد الكريم ابن حمزه

- ‌عبد الكريم الأنصاري

- ‌عبد الكافي الحلبي

- ‌عبد الله باشا الجتجي

- ‌عبد الله البري

- ‌عبد الله الشرابي

- ‌عبد الله الجعفري

- ‌عبد الله الأسكداري

- ‌عبد الله الفراري

- ‌عبد الله يدي قله لي

- ‌عبد الله السويدي

- ‌عبد الله العجلوني

- ‌عبد الله البصروي

- ‌عبد الله الحلمي

- ‌عبد الله بن طرفة

- ‌عبد الله العلمي

- ‌عبد الله الجوهري

- ‌عبد الله القدسي

- ‌عبد الله الجركسي

- ‌عبد الله البشمقجي

- ‌عبد الله الخليفتي

- ‌السيد عبد الله الحدادي

- ‌عبد الله الطرابلسي

- ‌عبد الله صبحي

- ‌عبد الله بن فتح الله

- ‌عبد الله الحلبي

- ‌عبد الله التوني جوق

- ‌عبد الله الشبراوي

- ‌عبد الله الأنطاكي

- ‌عبد الله اليوسفي الحلبي

- ‌عبد الله البقاعي

- ‌عبد الله أنيس

- ‌عبد الله العجلوني

- ‌عبد الله السفاريني

- ‌عبد الله المدرس

- ‌عبد اللطيف المكتبي

- ‌السيد عبد اللطيف الكوراني

- ‌عبد اللطيف الخلوتي

- ‌عبد اللطيف المغربي

- ‌عبد اللطيف العشاري

- ‌السيد عبد اللطيف القدسي

- ‌عبد اللطيف الزوائدي

- ‌عبد اللطيف الأطاسي

- ‌السيد عبد اللطيف الكيلاني

- ‌عبد اللطيف العمري

- ‌عبد اللطيف الأدلبي

- ‌عبد المحسن الأسكداري

- ‌عبد المعطي الفلاقنسي

- ‌عبد المعطي الخليلي

- ‌عبد المعطي بن معتوق

- ‌السيد عبد المعطي الدمشقي

- ‌عبد الملك العصامي

- ‌عبد المنان الخماش

- ‌السيد عبد المنعم ابن الأشرف

- ‌عبد المولى السيري

- ‌عبد النبي النابلسي

- ‌عبد الهادي الحمصي

- ‌عبد الهادي المصري

- ‌عبد الوهاب السواري

- ‌عبد الوهاب العكري

- ‌عبد الوهاب الغميان

- ‌عبد الوهاب العفيفي

- ‌عبد الوهاب الدمشقي

- ‌السيد عبد الوهاب الحلبي

- ‌عبد الوهاب الموصلي

- ‌عثمان النحاس

- ‌عثمان بن صادق

- ‌عثمان بن حسين

- ‌الألاشهري الأشهرلي

- ‌السيد عثمان الفلاقنسي

- ‌عثمان ثروت

- ‌عثمان العقيلي

- ‌عثمان الدوركي

- ‌ذكر الآذان بمصر وما كان فيه من الاختلاف

- ‌عثمان الحلبي

- ‌عثمان العرياني

- ‌عثمان المجذوب

- ‌عثمان باشا الوزير

- ‌عثمان البقراصي

- ‌عثمان بن بكتاش الموصلي

- ‌عثمان الحافظ

- ‌عثمان العمري الموصلي

- ‌عثمان الصلاحي

- ‌عثمان الشمعة

- ‌عثمان القطان

- ‌عثمان بن ميرو

- ‌عثمان الخطيب الموصلي

- ‌عثمان بن حمودة

- ‌عمر شفائي

- ‌عمر اللبقي

- ‌عمر بن دلاور

- ‌عمر بن شاهين

- ‌عمر الطرابلسي

- ‌عمر البغدادي

- ‌عمر الأرمنازي

- ‌عمر الجوهري

- ‌عمر السكري

- ‌عمر السمهودي

- ‌عمر الظاهر الزيداني

- ‌عمر السفرجلاني

- ‌عمر الكيلاني

- ‌عمر السيري

- ‌عمر الأفيوني

- ‌عمر بن محمد البصير المصري

- ‌عمر الوحيد

- ‌عمر الرجيحي

- ‌عمر الوزان

- ‌عمر الطوراني

- ‌عمر كرامه

- ‌عمر اللاذقي

- ‌عمر الأرزنجاني

- ‌عمر الطحلاوي

- ‌عمر البقراصي

- ‌عمر الشهير بعميرة

- ‌عمر العينوسي

- ‌عمر العنز

- ‌علي العمادي

- ‌علي الشرواني

- ‌السيد علي العطار

- ‌علي التدمري

- ‌علي الواعظ البرادعي

- ‌علي المنيني

- ‌علي كزبر

- ‌علي الحريشي

- ‌علي الصعيدي

- ‌علي باشا الكور

- ‌علي العجلاني

- ‌علي الأسدي

- ‌علي بن حبيب الله القدسي

- ‌علي الدفتري

- ‌علي البرزنجي

- ‌علي الرومي

- ‌علي المصري

- ‌علي الطاغستاني

- ‌علي الغزي

- ‌علي الدفترداري

- ‌السيد علي الخباز

- ‌علي السمهودي

- ‌علي الأرمنازي

- ‌علي الكردي

- ‌علي السليمي

- ‌السيد علي المرادي

- ‌علي ابن أيوب الخلوتي

- ‌علي التركماني

- ‌علي السقاط

- ‌علي البصير

- ‌علي الأسكاف

- ‌علي الرختوان

- ‌علي الشدادي

- ‌علي الكبيسي

- ‌علي الزهري الشرواني

- ‌علي العمري

- ‌علي بن كرامة الطرابلسي

- ‌علي الدباغ

- ‌علي النبكي

- ‌السيد علي الكريمي

- ‌السيد علي الكيلاني

- ‌علي البدري

- ‌علي الطيان

- ‌علي الغلامي الموصلي

- ‌علي الأطفيحي

- ‌علي التونسي

- ‌علي الأسمر

- ‌عز الدين الحمصي

- ‌علاء الدين العذراوي

- ‌عليم الله الهندي

- ‌عطاء الله الموصلي

- ‌عطاء الله العاني

- ‌الجزء الرابع

- ‌فتح الله العمري الموصلي

- ‌محمد بن محمد الطيب المالكي

- ‌مصطفى التميمي

- ‌مصطفى النابلسي الحنبلي

- ‌عطية الله الأجهوري

- ‌عيد النمرسي

- ‌عيسى بن شمس الدين

- ‌عيسى البراوي

- ‌عيسى بن صبغة الله

- ‌عيسى القدومي

- ‌حرف الغين المعجمة

- ‌غياث الدين البلخي

- ‌حرف الفاء

- ‌فتح الله الداديخي

- ‌السيد فتحي الدفتري

- ‌الجزء الرابع

- ‌فتح الله العمري الموصلي

الفصل: ‌السيد فتحي الدفتري

والفضل للتقديم يا ذا الحجي

وهل يعادل الشيخ فينا غلام

فيا فريد الوقت يا من له

مزيد فضل بين خاص وعام

ما اسم رباعي غدا نصفه

في القلب فعل ثم حرف يرام

وقلب باقيه يرى منكراً

نعوذ بالله من الانقسام

وإن تصحف كله جملة

واحدها يجمع سام وحام

تحريفه فصل مبين الخفا

وآلة النحو وعلم الكلام

وإن تصحف ذاك نصف الذي

تبغيه في الطلاب يا ذا الامام

وإن تزل وسطاً بتصحيفه

فذاك سر لست فيه الامام

وقلبه مع بعض جزء له

فعل واسم من صفات الأنام

ترخيمه مبنى الذي شاد في

طرق المعالي منزلاً يا همام

وقلبه ساء بظني له

وفعل مولى ترتجيه دوام

وإن جعلت النصف مع أول

من غير تسهيل فجمع تمام

وإن تسهله فشيء بدا

بعد خفاء النور عند الظلام

واسم لمركوب جرى بدا

في عرف قوم في البرايا عظام

فأظهر لنا أسرار ما قد حوى

من عمل الفن الذي فيه قام

فأنت بحر العلم كنز الهدى

وخير من يرجى لنيل المرام

لا زلت كهف الفضل بين الملا

ما رد على القادم فينا السلام

وله

بحب بدري البهي طلعته

قد رق شعري ورق لي الغزل

وصرت من أجله حليف جوي

عديم صبر في عشقتي مثل

وأنشد القلب عند رؤيته

بيتاً من الشعر صار ينتقل

أود آهاً وليس تنفعني

وكتمها فوق علتي علل

وكان المترجم في سنة تسع وثلاثين ومائة وألف فوقع من على فرسه وهو راكب عليها فحمل إلى داره مفلوجاً واستقام إلى أن مات وكانت وفاته في يوم السبت ثاني عشر ربيع الثاني من السنة المذكورة ودفن بتربة الشيخ أرسلان رضي الله عنه.

‌السيد فتحي الدفتري

السيد فتحي ابن السيد محمد ابن السيد محمد بن محمود الحنفي الفلاقنسي الأصل الدمشقي المولد الدفتري الصدر الكبير من ازدان به الدهر وتباهى به

ص: 279

العصر الهمام الجبهذ صاحب الدولة والشهامة الندب المقدام المبجل المعظم الوقور المحتشم كان بدمشق صدر أعيانها وواسطة عقد رؤسائها يشار إليه بالبنان في كل حين وآن وقد اشتهر بمحاسن الشيم والشهامة والجرأة والاقدام وهابته الصناديد من الرجال وترقى إلى شوامخ المعالي وتسنم ذرى باذخة رفيعة مع معارف بنان ولسان ونباهة وطلاقة وذكاء وبشاشة ولطافة مجد أثيل وعز وجاه عز عن التمثيل ورزق الاقبال التام والحظوة مع الثروة وصار دفترياً بدمشق مدة سنوات وتولى تولية وقفي السليمانية وتصدر بدمشق وكان المرجع بها في الأمور وهو المدبر لأمور الملأ والجمهور وصار المآب في المهمات والموئل لأولي الحاجات وكانت دولته من ألطف الدول وله الخدام الكثيرة والأتباع واتساع الدائرة وكان يصطحب من العلماء والأفاضل شرذمة أجلاء وكذلك من الأدباء البارعين زمرة اكتسوا بجلابيب الآداب والفضائل وعنده من الكتاب فئة حشواها بهم اتقان الخطوط مع مزية المعارف وكذلك جملة من أرباب المعارف والموسيقى والألحان ومن المجاز والمضحكين جملة وبالجملة فقد كانت داره منتزه الأرواح ومنتدى الأفراح والذي بلغه من السمو والرفعة والشأن والجاه وغير ذلك لم يتناوله الأوائل وأتعب وأعجز الأواخر وامتدحته الشعراء من البلاد واشتهر صيته في الآفاق وبين العباد وقد ترجمه من امتدحه من الشعراء من دمشق وغيرها أخص أخصائه وأحد ندمائه الأديب الشيخ سعيد السمان الدمشقي في كتاب سماه الروض النافح فيما ورد على الفتح من المدائح وترجمه في أوله غير أنه كان ظلمه عام وأتباعه متشاهرين بالفساد والفسوق وشرب الخمر وهتك الحرمات وهو أيضاً متجاهر بالمظالم لا يبالي من دعوة مظلوم ولا يتجنب الأذى والتعدي ونسب إلى شرب الخمر أيضاً وغير ذلك لكن كانت له جسارة واقدام ونفع في بعض الأوقات للأنام ومن آثاره في دمشق المدرسة التي في محلة القيمرية والحمام في محلة ميدان الحصا وتجد يد منارتي السليمانية وغير ذلك وكان ذا انشاء بديع حسن لطيف مستحسن فمن ذلك قوله

دنا مثل بدر تم يبسم عن در

غزال ومنه الفرق كالكوكب الدري

بقد كخوط البان رنحه الصبا

فأزرى اعتدالاً بالمثقفة السمر

أغن كأن الله أبدع حسنه

ليستلب الأرواح بالنظر الشزر

شقى الله دهراً مر لي بوصاله

ولم يلو جيد الود عني إلى الهجر

فكم بات يسقيني المدام عشية

ويمزجها من ريقه العاطر النشر

إلى أن به شط المزار وقد محا

سطور الأماني بيننا حادث الدهر

وسرت قلوب الحاسدين وطالما

لعبن بها أيد الدنو على الجمر

ص: 280

وكتب للمولى خليل الصديقي مهنياً له برمضان بقوله

إني أهنيك يا كهف الفضائل في

قدوم شهر صيام كان محترماً

لا زلت في نعمة فيه ترى أبداً

مثل الثريا يجمع الشمل منتظما

وكتب له

إني أهنيك خدن الجود والكرم

وبدر أفق سماء المجد والنعم

بخير مقدم صوم لا برحت به

في صحة لا نراك الدهر في سقم

فأجابه المولى المذكور بقوله

إني أعيذك بالرحمن من حسد

يا من تسربل بالأفضال والكرم

حيث القلائد في شعر أتيت به

فالبحر لا غرو يلقى الدر في الظلم

شبهت سوداء قلبي بالظلام إذا

والبحر ذاتك تهدي جوهر الكلم

لا زلت ترفل يا مولاي في دعة

مشمولة ببقاء السعد والنعم

ثم كتب له مهنياً بشفاء من علة تشكاها بقوله

قالوا توهم سيدي من خله

ألماً لداع لا يفي بتألم

فأجبتهم لا والذي رفع السما

ك على البرية لست بالمتألم

فأجابه المترجم بقوله

أسليل من في الغار كان الصاحب

المختار للمختار خير مقدم

أنا لست ممن شيب صفو وداده

بقذى تصور جفوة وتألم

ومرآة اخلاصي لكم ما شأنها

كدر الظنون ولا غبار توهم

وشريف قلبك شاهد عدل على

ما ادعى فأحكم بصدق وأسلم

وكتب المذكور الصديقي المترجم أيضاً

أيا زهرة الآداب يا نجل سادة

بهم حسنت أوصاف ذي الرأي والمجد

لقد نلت ألطافاً وحزت معارفاً

وفهت بأبيات كما الدر في العقد

فلا زلت تهدي السمع منا جواهراً

بلطف نظام فقت فيه أبا الورد

ودمت مدى الأزمان ما ناح بلبل

وما زالت الأزهار مصبوغة البرد

فأجابه بقوله

أمولاي يا ركن العالي ومن سما

محلاً سما فوق السماكين بالجد

ومن عنه يروى المجد كل فضيلة

إذا تليت لم تحصها ألسن الحمد

ومن طوق الأعناق منا مكارماً

كما قلد الأسماع من ذر ما يبدي

إليك لقد أهديت يا أوحد الدنا

قلائد أبيات تفوق على العد

ص: 281

وما أنت إلا البحر تهدي لآليا

منظمة كالزهر في فلك السعد

فدم وابق يا فرد الزمان منعما

مدى الدهر ما غنى الهزار على الورد

ولصاحب الترجمة

ويا بأبي حلو المراشف أغيدا

من الترك لم يترك لعاشقه صبرا

نأى فاصطلى قلبي لهيب فراقه

وروض الأماني من لقاه غدا قفرا

وله في الشيب

لا تغضبن لشيب منك حل على

مسك العذار فإن الشيب آثار

أما ترى الغصن مذ لاحت أزاهره

زادت نضارة ذاك الغصن أنوار

هو من قول دعبل

لا يرعك المشيب إن زاروهنا

فهو للمرء حلية ووقار

إنما تحسن الرياض إذا ما

ضحكت في خلالها الأنوار

وفي الشيب للمعري

لعمري إن الدهر خط بمفرقي

رسائل تدعو كل حي إلى البلى

أرى نسخة للعمر سودها الصبا

وما بيضت بالشيب إلا لتنقلا

وللعمادي فيه

ليل الشباب تولى

وصبح شيبي تألق

ما الشيب الأغبار

من ركض عمري تعلق

ولدعبل فيه أيضاً

أهلاً وسهلاً بالمشيب فإنه

سمة العفيف وهيئة المتحرج

وكأن شيبي نظم در زاهر

في تاج ملك ذي أغر متوج

وللمترجم في طول النهار في الصيام

ولرب يوم صمته فكأنه

يوم المعاد وليس منه مهرب

وقفت به شمس النهار ولم تغب

فكأنما قد سد عنها المغرب

وللبارع السيد مصطفى الصمادي في ذلك

ولرب يوم طال لما صمته

فكأن يوم الحشر ضم لنا معه

وكأن يوشع رد للدنيا وقد

ردت له شمس النهار الساطعة

أو أنها رجعت لسيدنا سليم

ان الذي كرت إليه راجعه

حتى إذا صلى توقى قائماً

حسبته حياً فاستمرت طالعه

قوله وكان يوشع إلى آخره من قول أبي تمام

ص: 282

فردت علينا الشمس والليل راغم

بشمس لهم من جانب الخدر تطلع

نضى ضوءها صبغ الدجنة وانطوى

لبهجتها ثوب السماء المجزع

فوالله ما أدري أأحلام نائم

ألمت بنا أم كان في الركب يوشع

وللسيد مصطفى المذكور في المعنى المذكور أيضاً

أرى الشمس في الصوت تأبى المسير

إلى الليل تخشى الهجوم علية

حكت فيه حسناء زفت إلى

خصى وبالكره سيقت إليه

وللأديب عبد الحي الخال

أرى الأيام في الافطار تمضي

كلمع البرق أو سقط الدراري

وفي شهر الصيام تطول حتى

كان الليل ضم إلى النهار

وله أيضاً

كان اليوم في الافطار طرف

يدور على الرحى صلب الأيادي

ويمشي في الصيام على الهوينا

كأن أمامه شوك القتاد

ولأبن الرومي

شهر الصيام مبارك

ما لم يكن في شهر آب

الليل فيه لمحة

ونهاره يوم الحساب

خفت العذاب فصمته

فوقعت في عين العذاب

وله أيضاً

شهر الصيام وإن عظمت حرمته

شهر طويل ثقيل الظل والحركه

يمشي الهوينا فأما حين يطلبنا

فلا السليك يدانيه ولا السلكه

كأنه طالب ثأراً على فرس

أجد في أثر مطلوب على رمكه

أذمة غير وقت منه أحمده

من العشاء إلى أن تصدح الديكه

يا صدق من قال أيام مباركة

بأن يكنى عن اسم الطول بالبركه

لو كان مولى وكنا كالعبيد له

لكان مولى بخيلاً سئ الملكه

وقد رد عليه الأستاذ عبد الغني النابلسي بقوله

شهر شريف به الخيرات مشتبكة

حتى على الناس فيه تنزل البركه

من قال شهر ثقيل عنه فهو يرى

ذنوبه أثقلته فهو في اللبكه

أو قال يمشي الهوينا قلت لا برحت

ايامه مكثرات في الورى نسكه

بذمه جاهل في أسر شهوته

إلى الطعام وحب الأكل قد ملكه

مصفد مثل شيطان تراه به

عن الغذاء ولولا الخوف ما تركه

ص: 283

في جوعه النفع لو كان الخبيث درى

لكنه حيوان يكثر الحركة

يشكو من الطول في أيامه سفهاً

وطول أيامه باللطف منسبكة

يخشى الردى منه بل إن كان ما نطقت

أبياته فيه صدقاً فهو في الهلكة

وللمترجم

بقيت ما دامت الأفلاك دائرة

تدير فينا شموس الراح في السحر

ودم تقلد أسماعاً لنا درراً

كما تلا الطرف منا سورة القمر

وله أيضاً

وأغيد قد أمال السكر قامته

والليل محتبك بالأنجم الزهر

دنا إلي وكأس الراح في يده

ممزوجة بلماه الطيب العطر

وقال خذ وارتشف ماء الحياة ولا

تبقى للائمك اللاحي سوى الكدر

قد شطر هذه الأبيات جماعة من فضلاء دمشق فمنهم المولى خليل أفندي الصديقي حيث قال

وأغيد قد أمال السكر قامته

والغنج في طرقه يصمي مع الحور

لم أنسه زائراً كالبدر حين بدا

والليل محتبك بالأنجم الزهر

دنا إلي وكأس الراح في يده

تحكي تورد خديه من الخفر

حيى بها كدموع العين صافية

ممزوجة بلماه الطيب العطر

وقال خذ وارتشف ماء الحياة ولا

تخش الملام فما في ذاك من حذر

واشرب رحيق مدام ثم كن حذراً

تبقى للائمك اللاحي سوى الكدر

ومنهم المولى حامد العمادي فقال مشطراً

وأغيد قد أمال السكر قامته

ذي منطق قد غدا يفتر عن درر

لم أنسه إذ أتى من غير موعده

والليل محتبك بالأنجم الزهر

دنا إلي وكأس الراح في يده

مملؤة بحباب زاكي الأثر

من بنت كرم زهت في دنها وأتت

ممزوجة بلماه الطيب العطر

وقال خذ وارتشف ماء الحياة ولا

تخشى ملامة ذاك الخائف الحذر

خذها عقيقاً ولا واش هناك ولا

تبقى للائمك اللاحي سوى الكدر

ومنهم المولى السيد عبد الرحمن الكيلاني

وأغيد قد أمال السكر قامته

وضرجت وجنتيه نهلة السكر

فضاء شمساً على الآفاق مشرقة

والليل محتبك بالأنجم الزهر

دنا إلي وكأس الراح في يده

ياقوتة رصعت من ناصع الدرر

ص: 284

وأشرقت تزدهي زهواً وقد وردت

ممزوجة بلماه الطيب العطر

وقال خذ وارتشف ماء الحياة ولا

ترجو سواها لنيل القصد والوطر

واستأصل التبر من كأس المجين ولا

تبقى للائمك اللاحي سوى الكدر

ولأخيه السيد يعقوب الكيلاني مشطراً أيضاً

وأغيد قد أمال السكر قامته

كغصن بان ثنته نسمة السحر

فلاح من وجهه فجر الفلاح لنا

والليل محتبك بالأنجم الزهر

دنا إلي وكأس الراح في يده

نار ونور غدا في صفحة القمر

أريجها نافح في ألحان إذ سطعت

ممزوجة بلماه الطيب العطر

وقال خذ وارتشف ماء الحياة ولا

تقصد سواها لدفع الهم والضرر

وانعش وجودك من صافي المدام ولا

تبقى للائمك اللاحي سوى الكدر

ولصاحب الترجمة

ألا فانعم بهاتيك الليالي

مضت كالبرق أو طيف الخيال

وأيام جنيت بها ثماراً

من الأفراح في روض الكمال

رعا الله من عصر نقضي

به صفو المسرة كالزلال

وإني الآن لو سرحت طرفي

لما قد مر يعثر بالمحال

وإن يوماً نصبت حبال فكري

لقنص الزهر من فلك المعالي

تقطعت الجبال وكان صيدي

تناول أدمع تحكي اللآلي

قوله وإني الآن إلى آخره هو من قول ابن الأثير

لم أنس ليلة ودعوا

صبا وساروا بالحمول

والدمع من فرط الأسى

يجري فيعثر بالذبول

ومن ذلك قول المولى الصديقي المار ذكره آنفاً

لما رحلت عن الحبيب

وبنت عن تلك الربوع

أيقنت إن القلب قد

ثارت به نار الولوع

وحشاي قطع بالنوى

والشوق خيم بالضلوع

والجفن كلم بالسها

د ولم يذق طعم الهجوع

حتى لقد أمسيت أعثر

من شجوني بالدموع

وللشيخ سعدي العمري

قمر أطعت به الغواية والهوى

وطويت عن غي الملام مسامعي

ما راح يعثر في برود دلاله

إلا وعاد تعثري بمدامعي

ص: 285

وللسيد مصطفى الصمادي

ومودع لا كان يوم وداعه

ولي وأودع نار قلب تسعر

والطرف مثل الطرف يجري خلقه

لكنه بدموعه يتعثر

وللشيخ صادق الخراط

أفديه بدراً بالمحاسن ساطعاً

أبداً بدل جماله يتبختر

ما رام طرفي نظرة من حسنه

إلا وراحت بالمدامع تعثر

وله وقد نقله لتعثر الفكر

أفديه من ظبي أطال نفاره

جوراً فعقلي في هواه محير

ما زلت أطلب قربه فيزيدني

بعذابه قلب الشجي يتسعر

وتتابعت فكري بطرق وصاله

حتى غدا بعض ببعض يعثر

ولأخيه الشيخ محمد أمين الخراط

عاطيته والليل مد رواقه

والبدر من خلل الغصون يلوح

صهباء صافية أرق من الصبا

منها شذا طيب العبير يفوح

حتى إذا شق الظلام رداءه

والصبح كاد بما أسر يبوح

ولي يميس معريداً أجفانه

عن فرقه ماء الحياة يزيح

وذهبت أعثر في دموعي والها

متحيراً لم أدر اين ألوح

ولما كان المترجم يراجع في الأمور حتى من الوزراء والصدور طالت دولته وعظمت عليه من الله نعمته واشتهر صيته وعلا قدره ونشر ذكره لكنه كان يتصدى للاستطالة في أفعاله وأقواله فلذلك كانت أقرانه وغيرهم يريدون وقوعه في المهالك لكونه كان يعارضهم ولما توفي الوزير سليمان باشا العظم والي دمشق الشام وأمير الحاج وجاء من قبل الدولة الأمر بضبط أمواله ومتروكاته نسب المترجم إلى أمور في ذلك الوقت ففي خلال تلك السنة تولى دمشق حاكماً وأميراً للحاج ابن أخيه الوزير أسعد باشا العظم وكان أولاً حاكماً في حماه فأكمد للمترجم فعله المنسوب إليه حين وفاة عمه المذكور ولم يره إلا ما يسره وكان المترجم في ذلك الوقت منتمياً لي أوجاق اليرليه المحلية وكان الأوجاق في ذلك الحين قوا قائمه وجيوشه بالفساد متلاطمة واليرلية مجتمعون عصبة وجموع يذل لهم أكبر قوم بالمذلة والخضوع قد أبادوا أهل العرض وانتهكوا الحرمات وأباحوا المحرمات وأتاحوا المفسدات ولم يزالوا في ازدياد مما بهم حتى عم فسادهم البلاد والعباد وكانت رؤساهم زمرة ضالة وفئة متمردة وكلهم ينطقون بلسان واحد كأنهم روح في جسم واحد وصاحب الترجمة يوليهم مكرماته

ص: 286