المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

"‌ ‌مدخل " إن مما يجدر الإشارة إليه، والتنبيه عليه في هذا المدخل - الإعلام بنقد كتاب الروض البسام

[محمد صباح منصور]

الفصل: "‌ ‌مدخل " إن مما يجدر الإشارة إليه، والتنبيه عليه في هذا المدخل

"‌

‌مدخل

"

إن مما يجدر الإشارة إليه، والتنبيه عليه في هذا المدخل المتقدم لصلب الكتاب هو تذكير الأستاذ الدّوسري بأول ما أساء به إلى نفسه، وحاد به عن سبيل أهل العلم، وذلك في قذفه لأحد عُلمائنا الكبار والغضّ من منْصبه، والحطّ من قدره غير مراع في ذلك حفظه للشريعة، ونصرته للسنة والعقيدة، وهو ممن حفظ الله به كيان هذا الدين حفظًا لا يقدَّر، ونفعًا لا يتهيأ لملء الأرض من أمثاله (1) الذي ما تعلّم إلا من كتبه، ولا استفاد إلا من تحقيقاته وهو الشيخ الإمام، شامة الشام، ناصر الدين الألباني رحمه الله وهو من الأئمة الذين ما فقه الناس الدين إلا منهم، ولا تلقّوه إلا عنهم، ولا تعلّموه إلا من كتبهم، ولا اهتدوا إلا من طريقهم، وبواسطة خدمتهم، فلهم على كل من جاء بعدهم حق الأبوة في الدين، والمشيخة في العلم، والسبق إلى الإيمان، وقد أمرنا الله -تعالى- باحترامهم وشكرهم على النِّعم التي أسداها إلينا على أيديهم" (2).

ويحمد الله "فإنَّ إجماع علماء أهل السنّة -المعاصرين- رحم الله ميتهم، وحفظ للأمة حيهم -ليكاد- ولله الحمد - ينعقدُ على إمامة وأستاذيَّة شيخنا الوالد العلامة المحدث أبي عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني تغمده الله برحمته وكلماتهم -في ذلك- كثيرة منثورة، ومشهورة مبرورة"(3).

فقد أثنى عليه الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ وابن باز وابن عثيمين وعبد العزيز آل الشيخ ومحب الدين الخطيب وحماد الأنصاري وعبد المحسن العباد

(1)"بيان تلبيس المفتري" للغماري (ص 44) بتصرف.

(2)

"المصدر السابق".

(3)

"الدرر المتلألئة"(ص 6).

ص: 11

وربيع المدخلي ومقبل الوادعي وغيرهم من علمائنا الكبار.

ولكن الأستاذ الدّوسري -أصلحه الله- لم يرع شيئًا من ذلك، فأخذ يتكلم على الشيخ وينال منه -تصريحًا وتلميحًا- فمن ذلك:

قوله في "الروض"(1/ 198):

"إذا علمت هذا فالعجب من الألباني الذي تعجل فهاجم الحافظ ابن حجر حيث قال في "الإرواء". . .

قلت -والكلام لا يزال للدوسري-: انظر كيف نسب إلى الحافظ مثل هذا التزوير وهو منه براء. . . فكان الأولى به -يعني الألباني- أن يقول: لعل الحافظ اطلع على نسخة. . . بدلًا من اتهامه الحافظ بهذه التهمة السمجة! " انتهى.

فهل يليق أن يصف كلام الألباني بأنه "تهمة سمجة"؟!

ثم اسمع ما هو أدهى وأمر.

قال في "الروض"(2/ 83) -في الهامش-:

"وهذا خير من توهيم الحافظ ابن رجب في العزو كما فعل الألباني في "صحيحه" (1/ 3/ 144) وانظر لزامًا "التعالم" للشيخ/ عبد الله بن بكر (كذا) أبو زيد (ص 53 - 56) ففيه تنبيه مفيد على مثل هذه "التوهميات" انتهى.

قلت: لقد رجعت إلى كلام الشيخ بكر فإذا به يقول:

"إن هؤلاء وأمثالهم كثير، ينطوون على طرق ومشارب يرفضها الإسلام، وإن في جوانبهم رماة، وهم يثقفون لهم الرماح، ونحن الهدف. فهل من متيقظ متجرد من حظوظ النفس، يزكي معاقل العلم منهم، قبل أن يدب فيها الداء" أهـ.

فيا ترى هل الشيخ الألباني من هؤلاء المتعالمين ومن الذين يستحقون أمثال

ص: 12

هذا الكلام حينما ألزمتنا بعد ذكره بالرجوع إلى كتاب "التعالم"!!

وهل من الأدب والخلق أن تصف إمام السنة وفخر الأئمة بأنه متعالم؟!

وقل لي بربك إذا كان الألباني متعالمًا، فمن هو العالم؟

وحقيقة لا أريد الإطالة في هذا المجال فقد رأيت من نقض كلامه وردّ ما قاله، وهو الدّوسري نفسه حيث قال في كتابه "ملحق النهج السديد" (1) (334 - 335):

"الشيخ ناصر الدين الألباني محدث جليل ولا أبالغ إن قلت أنني لا أعلم تحت أديم السماء -في هذ العصر- رجلًا أعلم منه بصحيح الحديث من سقيمه لكنه مع هذا كله كسائر البشر يخطئ ويصيب. . . أما الطاعنون في الشيخ والذين يسعون إلى تشويه صورته لدى عامة الناس فلا أقول لهم إلا:

يا ناطح الجبل العالي ليكلمه

أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل

كناطح صخرة يوما ليوهنها

فلم يَضرْها وأوهى قرنه الوعل

انتهى كلام الأخ الدوسري -وفقه الله- وهو ينقض كلامه المتقدم إذ كيف يكون الألباني أعلم من تحت أديم السماء وفي الوقت نفسه (متعالم)؟!!

وفي الختام لا يسعني إلا أن أذكر الدوسري بكلمة العلامة الإمام السلفي حمود التويجري رحمه الله حيث قال:

"الألباني الآن علمٌ على السنّة والطعن فيه إعانة على الطعن في السنة".

(1) وهو مطبوع سنة 1404 هـ.

ص: 13

وقد تعجبت كثيرًا، ودُهشت أكثر عندما علمت أن كلمة الشيخ التويجري هذه كان سببها جاسم الفهيد الدوسري؟!

وذلك أن الأخ المذكور قد صنّف رسالة بعنوان "دفع الاعتساف عن محل الاعتكاف" يرد فيها على رأي الألباني رحمه الله أن الاعتكاف لا يكون إلا في المساجد الثلاثة، ولم يكتف بالرد النزيه القائم على الأصول العلمية، وإنما كتب مقدمة مقذعة نال فيها من الشيخ الألباني.

وقد أرسلها في ذلك الوقت إلى الشيخ حمود التويجري ليحظى بتقديم لرسالته.

وهو في ذلك قد استغلّ الخلاف الذي وقع بين التويجري والألباني -رحمهما الله تعالى-

فإذا بالشيخ حمود يردّ رسالته ولم يقدم له وقال قولته الشهيرة "الألباني علم على السنّة. . ." إلخ.

ثم طبعت رسالة الدوسري وقد حذف منها ما يتعلق بطعنه بالألباني، ولله في خلقه شؤون.

وفق الله الجميع لمعرفة حق محسني الأمة، وخدّام الملة، وحفظة السنة، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.

ص: 14