المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[كتاب الإمارة والقضاء] - الإعلام بنقد كتاب الروض البسام

[محمد صباح منصور]

الفصل: ‌[كتاب الإمارة والقضاء]

[كتاب الإمارة والقضاء]

[141]

وقال الدوسري (3/ ص 101):

"أخرجه أبو نعيم في "أحاديث العادلين" (ق) ومن طريقه الديلمي (زهر الفردوس-2/ 220) - من طريق عمرو بن عبد الغفار عن محمد بن عمرو عن سعد بن سعيد الأنصاري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن عمر بن الخطاب مرفوعًا دون قوله: "فإذا جارت. . ." الخ.

قلت: وقع في الإسناد سقط وتحريف.

فقد أخرجه أبو نعيم في "العادلين"(رقم: 40)(1) من طريق عمرو بن عبد الغفار، عن الحسن بن عمرو، عن سعيد بن معبد الأنصاري وعبد الله بن عبد الرحمن أبي طوالة، عن سالم بن عبد الله بن عمر. . ." إلخ.

فتحرف عند الأستاذ الدوسري الحسن بن عمرو إلى محمد بن عمرو.

وتحرف عنده أيضًا سعيد بن معبد إلى سعد بن سعيد.

وسقط عنده من الإسناد: عبد الله بن عبد الرحمن أبي طوالة.

[142]

وقال الدوسري (3/ ص 106):

"عبد الخالق بن أبي حازم لم أقف على ترجمته".

قلت: وقفت على ترجمته.

فقد ذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 139) وهو معروف بتساهله.

(1) بتحقيق الشيخ مشهور حسن سلمان -حفظه الله- وقد طبع كذلك بتحقيق الشيخ عواد الخلف -حفظه الله- وهو فيه برقم (38).

ص: 152

[143]

أخرج تمام (3/ رقم: 910 - 911/ ص 108 - 109) من طريقين عن محمد بن ذكوان مولى المهالبة، قال: حدثني مُجالد بن سعيد عن عامر الشَّعْبي، قال: سمعت الحسنَ بن أبي الحسن يُحدِّث -ونحن عند ابن هُبيرة-:

نا عبد الرحمن بن سَمُرة صاحبُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "من استُرعىَ رعية فلم يَحُطها بالنصيحة حرّم اللهُ عليه الجنّةَ".

قال الدوسري:

"أخرجه ابن عدي (6/ 2207) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 144) والقضاعي في "مسند الشهاب" (804) والبيهقي في "الشعب" (6/ 14) من طريق محمد بن ذكوان به، وقال ابن عدي: "وهذا الحديث لا يرويه غير محمد ابن ذكوان، ويُستغرب من رواية الشعبي عن الحسن". أهـ.

قلت: بل يرويه غير محمد بن ذكوان.

فقد أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخه"(10/ 127) من طريق عبد الله ابن محمد بن يعقوب البخاري، حدثنا خالد بن تمام الأسدي حدثنا سليمان الشاذكوني حدثنا الفضيل بن عياض عن هشام بن حسان، عن الحسن، عبد الرحمن بن سمرة مرفوعًا بلفظ:"أيما راع استرعى رعية فلم يحفظها بالأمانة والنصيحة، ضاقت عليه رحمة الله التي وسعت كل شيء".

وإسناده واهٍ.

سليمان بن داود الشاذكوني متروك كما في "التقريب" وعبد الله بن محمد ابن يعقوب ترجم له الخطيب (10/ 126) وقال: "صاحب عجائب ومناكير وغرائب".

ص: 153

[144]

، قال تمام (3/ رقم: 915/ ص 112 - 113):

"أخبرنا أبو بكر محمد بن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزُّوبَيدي الحمصي ابن زِبْرِيق بدمشق، قال: أخبرني أبي: نا مسلم بن عبد الملك الحضرمي: نا يحيى بن سعيد: نا محمد بن إسحاق عن إبراهيم بن أبي عَبْلة، قال: بعثني عبد الملك بن مروان إلى الحَجَّاج وهو محاصِرٌ ابنَ الزُّبَير، فرأيتُ ابن عمر إذا قامت الصلاةُ وهو في عسكر الحجّاج صلّى معه، وإذا حضر البيتَ صلّى مع ابن الزُّبير، فقلتُ: يا أبا عبد الرحمن! تُصلّي مع هؤلاء؟!. فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صلُّوا معهم ما صلُّوا، ولا تُطيعوهم في معصية الخالق".

فقلت: ما تقولُ في أهل الشام؟. قال: ما أنا لهم بحامد. قلت: فأهلُ مكة؟. قال: ما أنا لهم بعاذر. يقتتلون، يتهافتون في النّار تهافتَ الذُّباب في المَرَقِ. قلت: رحمك اللهُ! بعثني عبد الملك وأنا مُكْرَه؟. قال: إنّا كنّا نبايعُ على السمَعِ والطاعة، وكان يُلقِّنُنا:(فيما استطعتم)، وكان يقول:"لا تُطيعوا المخلوق في معصية الخالق".

قلت: لم يقف الأخ الدوسري على هذا الحديث وقد وقفت عليه.

أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 121 - 122) من طريق محمد بن مصفى، ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن عمير بن هانئ قال بعثني عبدالملك بن مروان به بنحوه.

وابن مصفى والوليد بن مسلم يدلسان تدليس التسويه، وشرط قبول رواية مدلس تدليس التسويه أن يصرح بالسماع أو التحديث في جميع طبقات السند وليس هذا متوفر في هذا الإسناد والله أعلم.

ص: 154

[145]

قال تمام (3/ رقم: 931/ ص 22 - 123):

"أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا جعفر بن محمد القلانسي: نا العلاءُ بن عمرو الحنفي: نا يحيى بن بُرَيد الأشعري عن ابن جُريج عن عطاء.

عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جلسَ القاضي في مكانه هَبَطَ عليه مَلكَان يُرشدانه ويُوفِّقانه ويُسددانه ما لم يَجُرْ، فإذا جار عَرَجَا وتركاه".

قال الدوسري -بعد تخريجه-:

"وحكم الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع" (1/ 170 - رقم: 554) على الحديث بالوضع، ولم يظهر لي وجه الحكم بذلك، فإن أحدًا من رواته لم يتهم بالكذب" أهـ.

قلت: كذا قال الأخ الدوسري الذي همّه تخطئة الشيخ لأي فرصة سنحت له.

ويشاء الله العلي القدير أن يقع الدوسري بمثل ما استنكره على الشيخ الألباني.

فقد روى تمام (4/ رقم: 1546) من طريق العلاء بن عمرو الحنفي بنفس الإسناد إلى ابن عباس مرفوعًا: "أحبوا العرب لثلاث. . .".

وإذا بالأخ الدوسري ينقل عن أبي حاتم الرازي وابن الجوزي والذهبي قولهم بأن الحديث مكذوب موضوع. وقد أورد هذه الأقوال مقرًا لها.

فهل يقال فيك أيها الأخ الفاضل -بعد ذلك- كما قلت في الشيخ الألباني؟!

ص: 155